أفادت «رويترز» نقلاً عن مصادر بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قررت استئناف مبيعات الأسلحة الهجومية للسعودية. وقالت المصادر إن البيت الأبيض أبلغ الكونغرس هذا الأسبوع بقراره على أن يدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل على أقرب تقدير.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إن السعودية التزمت بتعهداتها وإن البيت الأبيض مستعد بدوره للالتزام بتعهداته، والعودة إلى المسار التقليدي المعتمد في هذه المبيعات عبر إبلاغ الكونغرس ومشاورته.
وأكدت مصادر في الكونغرس لـ«الشرق الأوسط» تشاور الإدارة الأميركية مع اللجان المختصة وأبلغتهم بالقرار.
وقال المستشار العسكري السابق لوزارة الخارجية الكولونيل عبّاس دهوك لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أصبحت تحفظات بايدن حول الدور السعودي في اليمن غير صالحة».
وتقود السعودية جهود الوساطة في اليمن بين الحكومة والحوثيين بمشاركة عمانية، وهو ما جعل المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ يعلن توصله لالتزامات خريطة الطريق اليمنية.
ويرى دهوك أن الأوضاع تطورت، وباتت الولايات المتحدة تواجه الحوثيين مباشرة لحماية خطوط الملاحة الدولية حول مضيق باب المندب، لذلك، فإن تزويد السعودية بالمعدات والخدمات الدفاعية اللازمة يُعد خطوة منطقية لتعزيز التحالف الدفاعي بين الولايات المتحدة والسعودية وزيادة الردع الجماعي ضد إيران ووكلائها في المنطقة.
ويعتقد مراقبون أن مستوى العلاقات السعودية - الأميركية أخذ يتجه نحو تحقيق اتفاقية كبرى أمنية ودفاعية، وكانت تصريحات الجانبين تصب نحو اقتراب بين الطرفين لإنجاح الاتفاقية.
يقول فراس مقصد كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، لـ«الشرق الأوسط»: «إن قرار رفع الحظر هذا يمهد الطريق للمعاهدة الاستراتيجية المنتظرة ما بين الولايات المتحدة والسعودية ويعكس مدى التغييرات في العلاقة الثنائية وعلى نطاق المنطقة».
بوادر اتفاق أمني
يأتي هذا في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى عقد اتفاقات دفاعية وأمنية مع السعودية تشمل ضمانات رسمية أميركية للدفاع عنها وحصولها على أسلحة أميركية متقدمة.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أكد في جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في يونيو (حزيران) 2024 أن وضع اللمسات الأخيرة على هذه الاتفاقات أصبح قريباً جداً، وهذا ما تحدث عنه المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط، دينيس روس، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أهمية التوصل إلى اتفاق أميركي - سعودي، قائلاً: «إن اتفاقاً من هذا النوع يتوافق مع احتياجات واهتمامات البلدين»، وأشار روس إلى أن الولايات المتحدة أثبتت «تفوق أسلحتها» عندما أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ باليستي وصواريخ كروز ومسيّرات، تمكن 4 منها فقط من الاختراق من دون ضرر يذكر.
من ناحيته، قال ستيفن كوك كبير الباحثين في مجلس العلاقات الخارجية لـ«الشرق الأوسط» في تصريح سابق: «إن التوصل إلى اتفاق بين البلدين في غاية الأهمية»، مضيفاً أن هذا الاتفاق «سوف يخلق سابقة من خلال ربط رسمي لأمن الولايات المتحدة والسعودية، وهو أمر غير رسمي حتى الساعة. كما سوف يتفوق على الصين ويرسل رسالة قوية للإيرانيين الذين من المرجح أن يمتحنوا الاتفاق في أول فرصة لديهم».