تستعد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لأسبوع سياسي حافل، حيث يُتوقّع أن ينصّبها الحزب الديمقراطي رسمياً مرشَّحته لخوض السباق الرئاسي، في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترمب، بعد انتهاء عملية التصويت الإلكتروني الاثنين.
لكن الأنظار تتّجه إلى سباق منصب نائب الرئيس، مع اقتراب موعد كشف هاريس عن هويته. وعقدت هاريس، يومَي السبت والأحد، عدداً من المقابلات الشخصية مع 6 مرشحين محتمَلين يتنافسون على هذا المنصب، وهم جميعًا من الرجال البِيض، وأبرزهم: حُكام كنتاكي آندي بشير، وإلينوي جيه بي بريتزكر، وبنسلفانيا جوش شابيرو، ومينيسوتا تيم والز، بالإضافة إلى السيناتور مارك كيلي من أريزونا، ووزير النقل بيت بوتجيج.
وبعد إعلان هاريس مرشحة رسمية للحزب الديمقراطي، الاثنين، من المقرَّر أن تعلن هاريس، الثلاثاء، قرارها حول من سيخوض معها السباق الانتخابي نائباً، لتنطلق بعد ذلك في جولة تشمل 7 ولايات متأرجحة، تبدأ في بنسلفانيا ثم ويسكونسن وميشيغان ونورث كارولينا وجورجيا وأريزونا ونيفادا.
وتركّز حملة هاريس على تكثيف دعايتها في ولايات الجدار الأزرق؛ ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا، كما تركّز بشكل كبير على ولايتَي أريزونا ونيفادا لتعزيز حظوظها في التفوق على المرشّح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب في هاتين الولايتين التي فاز بهما جو بايدن قبل 4 سنوات.
مارك كيلي
يميل بعض الديمقراطيين في الكونغرس لصالح السيناتور مارك كيلي (60 عاماً) عن ولاية أريزونا، فكيلي رائد فضاء سابق، خدم طياراً في الجيش الأميركي، وعُرف خلال مسيرته السياسية بمواقف حادّة حول الهجرة، خصوصاً في إطار تمثيله ولاية تشترك حدودها مع المكسيك في 270 ميلاً. ويرى داعمو اختياره نائباً أنه سيساعد في نزع فتيل هجمات ترمب حول سجل إدارة بايدن حيال الهجرة وأمن الحدود، لكن اختيار كيلي يعني شغور مقعده في مجلس الشيوخ، ما يمكن أن يقلب السيطرة على مجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية المقبلة، وهو عامل مهم في حسابات حملة هاريس الانتخابية.
جوش شابيرو
يُروّج ديمقراطيون بارزون لحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو (51 عاماً)، الذي قد يؤدي اختياره نائبَ رئيس على بطاقة هاريس إلى جذب أصوات الناخبين اليهود، إضافةً إلى الناخبين الكبار عن ولاية بنسلفانيا، الذين يبلغ عددهم 19 صوتاً في المجمع الانتخابي، ما سيدعم وصول هاريس إلى «الرقم السحري» المحدد بـ270 صوتاً للفوز بالانتخابات.
وتُعدُّ ولاية بنسلفانيا ساحة معركة حاسمة؛ حيث فاز بها ترمب في انتخابات 2016، ثم بايدن في انتخابات 2020، لكن اختيار شابيرو يواجه معارضة من التيار التقدمي واليساري.
تيم والز
فاجأ صعود حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز (60 عاماً)، الديمقراطيين، وهو عضو سابق في الكونغرس، وحاكم شعبي في الغرب الأوسط، ولديه خبرة تنفيذية وتشريعية، وقد ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية يروّج لأجندة تقدّمية تجتذب أصوات ولايات «الجدار الأزرق»، مثل: ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا.
ويقول بعض الديمقراطيين إنه يمكنه أن يحقّق توازناً ديمغرافياً وسياسياً، ويستطيع جذب فئة الشباب والليبراليين والناخبين المتردّدين بأسلوبه الهادئ وخطابه الصريح.
أندي بشير
أثار حاكم ولاية كنتاكي أندي بشير اهتمام كبار الديمقراطيين، بعد نجاحه في الفوز بأصوات ولاية كنتاكي الحمراء، وهي واحدة من معاقل الحزب الجمهوري، 3 مرات لصالح الحزب الديمقراطي. وبالتالي، ينظر إليه كثيرون بوصفه شخصيةً قادرة على انتزاع أصوات كبار الناخبين الثمانية في المجمع الانتخابي لولاية كنتاكي.
جي بي بريتزكر
صعد اسم جيه بي بريتزكر، حاكم ولاية إلينوي، بعد قيام هاريس بمقابلته مرتين الأسبوع الماضي في إطار عملية اختيار نائب لها. وبريتزكر رجل أعمال ناجح، ووريث فنادق «حياة ريجنسي»، تُقدِّر مجلة «فوربس» ثروته بنحو 3.5 مليار دولار. ونجح بريتزكر في رفع الحد الأدنى للأجور، وترسيخ الحماية لحق الإجهاض في ولايته، إلا أن ولاية إلينوي ليست ساحة معركة أساسية، وبالتالي لن يساعد اختياره نائباً لهاريس في حصد أصوات انتخابية حاسمة.
بيت بوتجيج
أما منافس هاريس السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2019، بيت بوتجيج (42 عاماً)، الذي يشغل حالياً منصب وزير النقل، فهو يتمتع بجاذبية بين الديمقراطيين التقدميين منذ حملته مرشحاً رئاسياً، وقدراته البلاغية في خطاباته أمام الكونغرس، وعمله وزيراً للنقل، إلا أن بوتجيج يتأخّر في بورصة الترشيحات عن شابيرو ومارك كيلي وتيم والز، وفقاً لشبكة «سي إن إن»، خصوصاً أن كثيرين يشكّكون في قدرته على اجتذاب الناخبين على يمين الحزب.
«جمهوريون من أجل هاريس»
أطلقت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس، الأحد، حملة «جمهوريون من أجل هاريس»، في مسعى لكسب أصوات الناخبين الجمهوريين الرافضين لسياسات ترمب، الذين دعموا منافِسته السابقة نيكي هايلي. وتُركّز هذه الحملة على ولايات أريزونا ونورث كارولينا وبنسلفانيا. وقال أوستن ويذرفورد، مدير التواصل مع الجمهوريين في حملة هاريس، إن «تطرّف ترمب دفع ملايين الجمهوريين للابتعاد عنه؛ لذا، تسعى الحملة لكسب أصوات الجمهوريين الذين يؤمنون بوضع البلاد فوق الحزب، ويعرفون أن كل أميركي يستحق رئيساً يحمي حرياته، ويضع مصلحة الشعب الأميركي فوق مصالحه الخاصة».
ويرى مراقبون أن حملة كامالا هاريس تحاول تعلّم دروس فشل هيلاري كلينتون قبل 8 سنوات في التفوق على منافسها دونالد ترمب. ويَعدّون أهم هذه الدروس الحديث عن الوظائف بدلاً من الأسلحة في ولايات حزام الصدأ الثلاث (ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، التي تحمل مفتاح الوصول إلى البيت الأبيض، إضافة إلى ولايات «حزام الشمس»، التي تشمل: أريزونا ونيفادا ونورث كارولينا وجورجيا.