بعد اقتراب ترشيحها رسمياً... مَن أبرز المتنافسين على منصب «نائب هاريس»؟

أطلقَت حملة «جمهوريون من أجل هاريس» في ولايات دعمت هايلي

نائبة الرئيس الأميركي المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس مع حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو خلال مناسبة في فيلادلفيا 13 يوليو (رويترز)
نائبة الرئيس الأميركي المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس مع حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو خلال مناسبة في فيلادلفيا 13 يوليو (رويترز)
TT

بعد اقتراب ترشيحها رسمياً... مَن أبرز المتنافسين على منصب «نائب هاريس»؟

نائبة الرئيس الأميركي المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس مع حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو خلال مناسبة في فيلادلفيا 13 يوليو (رويترز)
نائبة الرئيس الأميركي المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس مع حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو خلال مناسبة في فيلادلفيا 13 يوليو (رويترز)

تستعد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لأسبوع سياسي حافل، حيث يُتوقّع أن ينصّبها الحزب الديمقراطي رسمياً مرشَّحته لخوض السباق الرئاسي، في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترمب، بعد انتهاء عملية التصويت الإلكتروني الاثنين.

لكن الأنظار تتّجه إلى سباق منصب نائب الرئيس، مع اقتراب موعد كشف هاريس عن هويته. وعقدت هاريس، يومَي السبت والأحد، عدداً من المقابلات الشخصية مع 6 مرشحين محتمَلين يتنافسون على هذا المنصب، وهم جميعًا من الرجال البِيض، وأبرزهم: حُكام كنتاكي آندي بشير، وإلينوي جيه بي بريتزكر، وبنسلفانيا جوش شابيرو، ومينيسوتا تيم والز، بالإضافة إلى السيناتور مارك كيلي من أريزونا، ووزير النقل بيت بوتجيج.

وبعد إعلان هاريس مرشحة رسمية للحزب الديمقراطي، الاثنين، من المقرَّر أن تعلن هاريس، الثلاثاء، قرارها حول من سيخوض معها السباق الانتخابي نائباً، لتنطلق بعد ذلك في جولة تشمل 7 ولايات متأرجحة، تبدأ في بنسلفانيا ثم ويسكونسن وميشيغان ونورث كارولينا وجورجيا وأريزونا ونيفادا.

وتركّز حملة هاريس على تكثيف دعايتها في ولايات الجدار الأزرق؛ ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا، كما تركّز بشكل كبير على ولايتَي أريزونا ونيفادا لتعزيز حظوظها في التفوق على المرشّح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب في هاتين الولايتين التي فاز بهما جو بايدن قبل 4 سنوات.

مارك كيلي

يميل بعض الديمقراطيين في الكونغرس لصالح السيناتور مارك كيلي (60 عاماً) عن ولاية أريزونا، فكيلي رائد فضاء سابق، خدم طياراً في الجيش الأميركي، وعُرف خلال مسيرته السياسية بمواقف حادّة حول الهجرة، خصوصاً في إطار تمثيله ولاية تشترك حدودها مع المكسيك في 270 ميلاً. ويرى داعمو اختياره نائباً أنه سيساعد في نزع فتيل هجمات ترمب حول سجل إدارة بايدن حيال الهجرة وأمن الحدود، لكن اختيار كيلي يعني شغور مقعده في مجلس الشيوخ، ما يمكن أن يقلب السيطرة على مجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية المقبلة، وهو عامل مهم في حسابات حملة هاريس الانتخابية.

جوش شابيرو

يُروّج ديمقراطيون بارزون لحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو (51 عاماً)، الذي قد يؤدي اختياره نائبَ رئيس على بطاقة هاريس إلى جذب أصوات الناخبين اليهود، إضافةً إلى الناخبين الكبار عن ولاية بنسلفانيا، الذين يبلغ عددهم 19 صوتاً في المجمع الانتخابي، ما سيدعم وصول هاريس إلى «الرقم السحري» المحدد بـ270 صوتاً للفوز بالانتخابات.

وتُعدُّ ولاية بنسلفانيا ساحة معركة حاسمة؛ حيث فاز بها ترمب في انتخابات 2016، ثم بايدن في انتخابات 2020، لكن اختيار شابيرو يواجه معارضة من التيار التقدمي واليساري.

تيم والز

فاجأ صعود حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز (60 عاماً)، الديمقراطيين، وهو عضو سابق في الكونغرس، وحاكم شعبي في الغرب الأوسط، ولديه خبرة تنفيذية وتشريعية، وقد ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية يروّج لأجندة تقدّمية تجتذب أصوات ولايات «الجدار الأزرق»، مثل: ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا.

ويقول بعض الديمقراطيين إنه يمكنه أن يحقّق توازناً ديمغرافياً وسياسياً، ويستطيع جذب فئة الشباب والليبراليين والناخبين المتردّدين بأسلوبه الهادئ وخطابه الصريح.

أندي بشير

أثار حاكم ولاية كنتاكي أندي بشير اهتمام كبار الديمقراطيين، بعد نجاحه في الفوز بأصوات ولاية كنتاكي الحمراء، وهي واحدة من معاقل الحزب الجمهوري، 3 مرات لصالح الحزب الديمقراطي. وبالتالي، ينظر إليه كثيرون بوصفه شخصيةً قادرة على انتزاع أصوات كبار الناخبين الثمانية في المجمع الانتخابي لولاية كنتاكي.

جي بي بريتزكر

صعد اسم جيه بي بريتزكر، حاكم ولاية إلينوي، بعد قيام هاريس بمقابلته مرتين الأسبوع الماضي في إطار عملية اختيار نائب لها. وبريتزكر رجل أعمال ناجح، ووريث فنادق «حياة ريجنسي»، تُقدِّر مجلة «فوربس» ثروته بنحو 3.5 مليار دولار. ونجح بريتزكر في رفع الحد الأدنى للأجور، وترسيخ الحماية لحق الإجهاض في ولايته، إلا أن ولاية إلينوي ليست ساحة معركة أساسية، وبالتالي لن يساعد اختياره نائباً لهاريس في حصد أصوات انتخابية حاسمة.

بيت بوتجيج

أما منافس هاريس السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2019، بيت بوتجيج (42 عاماً)، الذي يشغل حالياً منصب وزير النقل، فهو يتمتع بجاذبية بين الديمقراطيين التقدميين منذ حملته مرشحاً رئاسياً، وقدراته البلاغية في خطاباته أمام الكونغرس، وعمله وزيراً للنقل، إلا أن بوتجيج يتأخّر في بورصة الترشيحات عن شابيرو ومارك كيلي وتيم والز، وفقاً لشبكة «سي إن إن»، خصوصاً أن كثيرين يشكّكون في قدرته على اجتذاب الناخبين على يمين الحزب.

«جمهوريون من أجل هاريس»

أطلقت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس، الأحد، حملة «جمهوريون من أجل هاريس»، في مسعى لكسب أصوات الناخبين الجمهوريين الرافضين لسياسات ترمب، الذين دعموا منافِسته السابقة نيكي هايلي. وتُركّز هذه الحملة على ولايات أريزونا ونورث كارولينا وبنسلفانيا. وقال أوستن ويذرفورد، مدير التواصل مع الجمهوريين في حملة هاريس، إن «تطرّف ترمب دفع ملايين الجمهوريين للابتعاد عنه؛ لذا، تسعى الحملة لكسب أصوات الجمهوريين الذين يؤمنون بوضع البلاد فوق الحزب، ويعرفون أن كل أميركي يستحق رئيساً يحمي حرياته، ويضع مصلحة الشعب الأميركي فوق مصالحه الخاصة».

ويرى مراقبون أن حملة كامالا هاريس تحاول تعلّم دروس فشل هيلاري كلينتون قبل 8 سنوات في التفوق على منافسها دونالد ترمب. ويَعدّون أهم هذه الدروس الحديث عن الوظائف بدلاً من الأسلحة في ولايات حزام الصدأ الثلاث (ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، التي تحمل مفتاح الوصول إلى البيت الأبيض، إضافة إلى ولايات «حزام الشمس»، التي تشمل: أريزونا ونيفادا ونورث كارولينا وجورجيا.


مقالات ذات صلة

هجوم ترمب على هاريس يُربك حملة الجمهوريين الانتخابية

الولايات المتحدة​ أنصار هاريس خلال حملة انتخابية نظّمها حاكما بنسلفانيا جوش شابيرو وميشيغان غريتشن ويتمور في أمبلر 29 يوليو (رويترز)

هجوم ترمب على هاريس يُربك حملة الجمهوريين الانتخابية

أثار صعود هاريس، التي تستعد لاختيار نائبها والحصول على بطاقة ترشيح الحزب رسمياً خلال أيام، حماساً واسعاً بين الديمقراطيين.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس (أ.ف.ب)

الخلافات بين ترمب وهاريس تهدد مناظرتهما التلفزيونية

انسحبت الخلافات بين المرشحَين الرئاسيَّيْن الأميركيَّين الجمهوري دونالد ترمب والديمقراطية كامالا هاريس على موعد المناظرة التلفزيونية المرتقبة بينهما.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث عن إطلاق بول ويلان وإيفان غيرشكوفيتش وألسو كورماشيفا وفلاديمير كارا مورزا، في مطار جورج بوش الدولي في هيوستن، تكساس (رويترز)

هاريس تنتزع ترشيح حزبها... وترمب يوافق على مناظرتها بشروط

حصلت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس على الأصوات الكافية من الديمقراطيين لخوض السباق الرئاسي، وبدأت بإجراء مقابلات مع ستة مرشحين محتملين لمنصب نائب الرئيس.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس (أ.ف.ب)

ترمب يتفق مع «فوكس نيوز» على مناظرة هاريس في 4 سبتمبر

قال المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب، إنه اتفق مع قناة «فوكس نيوز» على إجراء مناظرة مع كاملا هاريس، في الرابع من سبتمبر (أيلول).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«مؤلمة»... أول صورة تُنشر لسجين «سي آي إيه» من «المواقع السوداء»

عمار البلوشي يظهر بجسده العاري النحيل الذي تبدو عليه علامات سوء التغذية... ويرجع تاريخ التقاط الصورة إلى عام 2004 تقريباً داخل أحد السجون في الخارج (نيويوك تايمز)
عمار البلوشي يظهر بجسده العاري النحيل الذي تبدو عليه علامات سوء التغذية... ويرجع تاريخ التقاط الصورة إلى عام 2004 تقريباً داخل أحد السجون في الخارج (نيويوك تايمز)
TT

«مؤلمة»... أول صورة تُنشر لسجين «سي آي إيه» من «المواقع السوداء»

عمار البلوشي يظهر بجسده العاري النحيل الذي تبدو عليه علامات سوء التغذية... ويرجع تاريخ التقاط الصورة إلى عام 2004 تقريباً داخل أحد السجون في الخارج (نيويوك تايمز)
عمار البلوشي يظهر بجسده العاري النحيل الذي تبدو عليه علامات سوء التغذية... ويرجع تاريخ التقاط الصورة إلى عام 2004 تقريباً داخل أحد السجون في الخارج (نيويوك تايمز)

لسنوات، ظل محامو الدفاع في «قضايا غوانتانامو» يتحدثون عن مراجعة صور حكومية مزعجة للسجناء الذين احتجزتهم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، داخل سجون سرية في الخارج تحت إدارة بوش، أو ما أطلق عليها «المواقع السوداء». وصُنفت هذه الصور «سرِّية»، ولم يُسمح للعالم برؤيتها حتى الآن.

الآن، نشر المحامون المشاركون في قضية «هجمات 11 سبتمبر (أيلول)»، صورة واحدة التقطها مسؤولون لدى «سي آي إيه» لأحد السجناء، ويدعى عمار البلوشي. في الصورة، يظهر البلوشي بجسده العاري النحيل الذي تبدو عليه علامات سوء التغذية. ويرجع تاريخ التقاط إلى عام 2004 تقريباً، داخل أحد السجون في الخارج.

وأفاد المحامون بأن الصورة، التي نشرتها صحيفة «الغارديان» للمرة الأولى، ظهرت في أثناء عملية مراجعة التصنيف داخل المحاكم العسكرية، في إشارة إلى محكمة الحرب التي أقيمت في خليج غوانتانامو بكوبا.

وقد رفعت الحكومة، حديثاً، السرية عن صورة لعمار البلوشي التقطتها «سي آي إيه» بسجن في الخارج نحو عام 2004.

من «المواقع السوداء» لـ«سي آي إيه»

وفي حين جرى تسريب صور لجنود أميركيين، وهم يسيئون معاملة السجناء في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، بما في ذلك من «سجن أبو غريب» الذي كان يديره الجيش في العراق عام 2004، لم تظهر أي صور من «المواقع السوداء» لـ«سي آي إيه».

في الواقع، دمَّرت قيادة الوكالة عام 2005 أشرطة فيديو لاستجوابات داخل أحد «المواقع السوداء» في تايلاند لضمان أن أحداً لن يطَّلع عليها أبداً. وتعد مثل هذه الصور نمط المواد التي لطالما سعى محامو الدفاع إلى تقديمها إلى القاضي أو هيئة المحلفين، بصفتها دليلاً على سلوكٍ حكومي مشين، من أجل تجنب عقوبة الإعدام أو رفض دعوى التورط بجرائم حرب المرفوعة ضد موكليهم.

المعتقد أن هناك المئات من مثل هذه الصور. وقال سجناء إنهم تعرضوا للتجريد من ملابسهم بشكل روتيني، وكان يجري تصويرهم في أثناء نقلهم عبر برنامج «المواقع السوداء»، من سجن سري إلى آخر. وقال محامو الدفاع عن ثمانية سجناء، على الأقل، في غوانتانامو إنهم حصلوا على صور سرية لموكليهم في أثناء احتجازهم لدى «سي آي إيه» في خضم إعداد قضاياهم للمحاكمة.

من جهته، قال دانييل جيه. جونز، المحقق الرئيسي في دراسة للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ صدرت عام 2014 وأدانت برنامج «سي آي إيه».، إنه وفريقه راجعوا مئات من هذه الصور، بعضها مدرج في التقرير الكامل المكون من 6 آلاف صفحة، والذي لا يزال سرياً.

ووصف جونز الصور بأنها «مزعجة للغاية، ودليل واضح على الوحشية» داخل «المواقع السوداء»، ووصفها بأنها من بين «أكثر السجلات الخاضعة للحماية لبرنامج التعذيب التابع لوكالة (سي آي إيه)».

رفض اتفاق الـ«إقرار بالذنب»

جدير بالذكر أن البلوشي يرفض، حتى الآن، الانضمام إلى اتفاق الـ«إقرار بالذنب» مع ثلاثة من المتهمين معه -وتمضي قضيته، حتى هذه اللحظة، نحو محاكمة قد تنتهي بعقوبة الإعدام. ويواجه البلوشي اتهامات بمساعدة بعض الرجال المتورطين باختطاف طائرات في إطار هجمات 11 سبتمبر، وكذلك معاونتهم في إنجاز ترتيبات السفر وتحويل الأموال إلى الولايات المتحدة، بناءً على طلب عمه والرجل المتهم بتدبير خطة الهجمات، خالد شيخ محمد.

كان البلوشي، الذي وُلد في الكويت، يعمل في الإمارات العربية المتحدة مهندس برمجيات في ذلك الوقت. وألقي القبض عليه في باكستان عام 2003، مع متآمر آخر هو وليد بن عطاش.

وقال محامي البلوشي، جيمس جي. كونيل، هذا الأسبوع، إن مفاوضات الإقرار بالذنب مستمرة في قضية موكله، الذي يسعى إلى تلقي العلاج في غوانتانامو بسبب التعذيب الذي تعرض له في أثناء احتجازه لدى «سي آي إيه»، بما في ذلك إصابة دماغية رضِّية.

عام 2019، وضع محامو الدفاع عن البلوشي الصورة على الصفحة السابعة من طلب جرى تقديمه إلى القاضي العسكري لاستبعاد جميع اعترافات السجين التي تدينه، بالنظر إلى ما تعرَّض له من «تعذيب ومعاملة قاسية ولا إنسانية ومهينة» داخل حجز «سي آي إيه» بين عامي 2003 و2006، وبعد ذلك، قدموا الوثيقة المكونة من 202 صفحة لمراجعة التصنيف -عملية داخل المحكمة لتحديد المعلومات التي لا تزال سرِّية وما يمكن نشره.

إلا أن ما أثار دهشتهم أن الوثيقة التي جرى إصدارها حديثاً من المراجعة، كانت تحتوي على جزء كبير من الحجة القانونية، لكنَّ الصورة لم تكن كذلك، وإنما ظهرت الصورة بالضبط كما قدمها المحامون -حيث كانت المنطقة التناسلية للبلوشي مغطاة بصندوق أسود «للحفاظ على كرامته»، على حد قول كونيل.

وقد جرى رفع السرية عن الصورة مع إصدار ملف قدمه الفريق القانوني لعمار البلوشي عام 2019.

وقد أزالت الحكومة الأميركية البيانات الوصفية من صور «سي آي إيه» قبل تسليمها إلى محامي الدفاع، بصفتها دليلاً محتملاً في قضايا غوانتانامو. إلا أن محامي الدفاع يعتقدون، استناداً إلى تسلسل زمني سري لرحلة البلوشي عبر 6 «مواقع سوداء»، أن صورته التُقطت عام 2004، خلال عامه الثاني من الاحتجاز.

وبحلول ذلك الوقت، ووفقاً للمعلومات التي جرى الكشف عنها عبر سنوات جلسات ما قبل المحاكمة، كان يجري الإبقاء على البلوشي عارياً، بشكل روتيني، ويتعرض للضرب. كما حُرم من النوم لعدة أيام في كل مرة. وقد جرى تحقيق ذلك من خلال تكبيله من الكاحلين والمعصمين بطريقة أجبرته على الوقوف عارياً، مع غطاء على رأسه.

وفي أحد الأيام، تعرض للصفع بشكل متكرر وضرب رأسه في الحائط من مجموعة من موظفي «سي آي إيه» الذين يتدربون ليكونوا محققين. ولبعض الأيام، لم يتلقَّ أي طعام. وفي أيام أخرى كان يجري تقديم علب من المكملات الغذائية السائلة له، في إطار عملية «تلاعب غذائي» متعمَّد. وبعد عام في الحجز الأميركي، انخفض وزن الرجل الذي يبلغ طوله 5 أقدام و11 بوصة إلى 119 رطلاً، بعد أن كان 141 رطلاً عند إلقاء القبض عليه.

وقال كونيل إن أحد العسكريين في فريق الدفاع عن البلوشي تأثر بشدة بالصور وغيرها من الأدلة على سوء معاملة السجين لدرجة أنه خضع للعلاج من اضطراب ما بعد الصدمة.

وتذكر المحامي ريك كامين رعبه عندما رأى الصور التي التقطتها «سي آي إيه» لعميله السابق عبد الرحيم النشيري، المتهم بالتخطيط لتفجير المدمرة «يو إس إس كول» قبالة سواحل اليمن عام 2000.

وقال: «لقد كان الأمر صادماً حقاً. لم يكن هذا النشيري كما عرفناه في غوانتانامو. لقد بدا كأنه شخص تعرَّض لانتهاكات مروعة. وكانت تبدو عليه أمارات الجنون».

* «نيويورك تايمز»