«خطاب التنحي» يطلق العد العكسي لولاية بايدن الرئاسية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«خطاب التنحي» يطلق العد العكسي لولاية بايدن الرئاسية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

يلقي الرئيس الأميركي جو بايدن ما قد يكون آخر خطاب له من المكتب البيضاوي، الأربعاء، لتفسير السبب الذي دفعه لسحب ترشّحه لانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، وتأكيد قدرته على الاستمرار في ولايته حتى اكتمالها بعد ستة أشهر. وفي وقت تتركّز أنظار العالم على مواجهة مرتقبة بين نائبة الرئيس كامالا هاريس ودونالد ترمب، سيخصّص بايدن خطابه للأمّة للحديث عن العمل الذي يتعيّن عليه إنجازه رغم قراره التاريخي الانسحاب من السباق الرئاسي. وقبل ساعات من الخطاب، قال الديمقراطي، البالغ 81 عاماً، على منصة «إكس»، إنه سيتطرّق إلى «ما هو أمامنا وكيف سأُتم المهمة من أجل الشعب الأميركي». وتعهد بايدن في إعلان انسحابه الصادر، بينما كان يعزل نفسه في منزله في ديلاوير جراء إصابته بـ«كوفيد – 19»، بأنه سيقدّم للأميركيين المزيد من التفاصيل عن قراره المفاجئ.

انتقادات جمهورية

ويأتي الخطاب بعد أسبوع بقليل على آخر خطاب أدلى به من المكتب البيضاوي، عقب محاولة اغتيال ترمب في 13 يوليو (تموز)، لكنه الرابع فقط في عهده بأكمله، ويرجّح أن يكون الأخير. وفي وقت عاد كل من ترمب وهاريس، التي أكدت أنها تحوز الدعم الكافي لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، إلى مسار الحملات الانتخابية، سيخوض بايدن معركة صعبة للتأكيد للأميركيين بأن صفحته لم تطوَ بعد.

الرئيس جو بايدن متحدثاً في «المكتب البيضاوي» بالبيت الأبيض في 14 يوليو (أ.ب)

في المقابل، دعا الجمهوريون بايدن إلى التنحي عن الرئاسة أيضاً، مشيرين إلى أنه إن لم يكن مؤهلاً للترشّح فإنه غير مؤهل لتولي منصب الرئيس. لكن الديمقراطي المخضرم يصر على أن ما زال بإمكانه تحقيق الكثير مع التركيز خصوصاً على الاقتصاد والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في حرب غزة. وقال بايدن لدى اتصاله بهاريس في اجتماع للحملة في ديلاوير، الاثنين: «سأبقى هنا»، مضيفاً أنه سيعمل «بلا كلل» سواء كرئيس أو في إطار الحملة. وأضاف بايدن، الذي يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، الخميس: «نحن على وشك» الاتفاق على وقف لإطلاق النار. ولن يكون بايدن أول رئيس أميركي يسعى لاتفاق سلام في الشرق الأوسط يميّز عهده، بعد جيمي كارتر وبيل كلينتون وحتى دونالد ترمب. لكن في مؤشر على الوضع الذي تسير عليه الأمور حالياً، سيعقد نتنياهو اجتماعاً منفصلاً مع هاريس، بينما ذكر ترمب في منشور على منصته الاجتماعية «تروث سوشال» أنه سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي في منتجعه «مارالاغو» في فلوريدا، الجمعة.

استقبال حار

ومع بدء العد العكسي لولايته، قال بايدن في وقت متأخر الثلاثاء إن «العودة (من ديلاوير) إلى البيت الأبيض أمر رائع»، موضحاً أنه اجتمع مع فريقه للأمن القومي. لكن قرار بايدن بالانسحاب أعطى جرعة حماسة للحزب الديمقراطي الذي كان يعاني من الفوضى إثر النقاش المرتبط بسنّه. لقيت هاريس استقبالاً حارّاً الثلاثاء لدى مشاركتها في تجمّع انتخابي في ولاية ويسكونسن، هو الأول لها منذ أن قالت إنها ضمنت ما يكفي من أصوات المندوبين للترشّح.

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تصعد على متن طائرة الرئاسة الثانية في قاعدة أندروز المشتركة في ماريلاند (أ.ف.ب)

وقد يتم ترشيحها في موعد، أقربه مطلع أغسطس (آب)، في تصويت يجريه مندوبو الحزب الديمقراطي عن بعد قبيل مؤتمر الحزب المقرر عقده في شيكاغو بعد أسبوعين على ذلك. وسيتمثّل التحدي بالنسبة لهاريس الآن في المحافظة على الحماسة التي أثارتها بداية في صفوف حزبها، وترجمتها بعد ذلك إلى نجاح في صناديق الاقتراع في نوفمبر.


مقالات ذات صلة

بايدن يبرر انسحابه من السباق الرئاسي بالحاجة إلى «توحيد حزبه»

الولايات المتحدة​ الرئيس جو بايدن خلال خطابه إلى الأميركيين (رويترز)

بايدن يبرر انسحابه من السباق الرئاسي بالحاجة إلى «توحيد حزبه»

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الأربعاء، أنّه تخلّى عن الترشّح لولاية رئاسيّة ثانية لأنّه توجّب عليه «توحيد» صفوف الحزب الديمقراطي قبل الانتخابات الرئاسيّة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس السيناتور جاي دي فانس ينزل من طائرة «ترمب فورس 2» في مطار رونوك - بلاكسبرغ فيرجينيا (أ.ب)

ترمب قلق من «تدفق الأموال التاريخي» لحملة هاريس

تلقّت الحملة الرئاسية لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ما وصفه البعض بأنه «تدفق تاريخي» للأموال خلال أيام قليلة، بعد الشح النسبي الذي عاناه الرئيس جو بايدن.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن يبتسم لدى وصوله إلى قاعدة أندروز الجوية في ميرلاند أمس وهو أول ظهور له منذ إعلانه الانسحاب من سباق الانتخابات (رويترز)

البيت الأبيض: بايدن ليس «بطة عرجاء»... ودعوته إلى الاستقالة أمر «سخيف»

اعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، الأربعاء، أن دعوة الرئيس جو بايدن إلى الاستقالة من منصبه بسبب انسحابه من السباق الرئاسي هو أمر «سخيف». وصرحت المتحدثة كارين…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري للرئاسة الرئيس السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي مع المرشح لمنصب نائب الرئيس السيناتور جاي دي فانس في ميشيغان (أ.ف.ب)

ترمب قلق من «التدفق التاريخي» للأموال لحملة هاريس

تلقت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس «تدفقاً تاريخياً» للأموال وصل لـ250 مليون دولار فيما اشتكى الرئيس السابق دونالد ترمب من الاستيلاء على أموال حملة بايدن

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الرئاسية الديمقراطية تتحدث بمدرسة «ويست أليس» الثانوية المركزية خلال أول تجمع انتخابي لها في ميلووكي بويسكونسن يوم 23 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

هل تُحدث هاريس تحولاً في سياسات أميركا تجاه إسرائيل إذا فازت بالانتخابات؟

مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، واشنطن وخطابه أمام الكونغرس وأجندته الحافلة باللقاءات مع المشرعين، والرئيس جو بايدن يوم الخميس، والرئيس…

هبة القدسي (واشنطن)

ترمب: هاريس «يسارية متطرفة ستدمر بلادنا»

دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)
دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)
TT

ترمب: هاريس «يسارية متطرفة ستدمر بلادنا»

دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)
دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)

وصف دونالد ترمب نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، الأربعاء، بأنها «يسارية متطرفة معتوهة»، وذلك في أول تجمّع انتخابي له منذ أن أعلن سيّد البيت الأبيض، جو بايدن، انسحابه من السباق الرئاسي ودعمه ترشيح نائبته.

وحذّر ترمب، مرشّح الحزب الجمهوري للرئاسة، من أن هاريس «يسارية متطرفة معتوهة ستدمّر بلادنا»، واصفاً إياها بأنها «قوة الدفع الليبرالية المتطرفة التي تقف وراء كل كوارث بايدن»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

واتّهم الرئيس السابق مُنافسته الديمقراطيّة المحتملة بأنّها تؤيّد «قتل الأطفال» من خلال برنامجها المتعلّق بالإجهاض.

وقال في التجمّع الانتخابي بولاية كارولاينا الشماليّة «إنّها تريد عمليّات إجهاض في الشهر الثامن والتاسع من الحَمل... وحتّى ما بعد الولادة»، متهما إيّاها بالرغبة في «قتل الأطفال».

كما تطرّق ترمب مطوّلاً إلى قرار بايدن التخلّي عن ترشّحه لولاية ثانية، معتبراً أنّ «قادة الحزب الديمقراطي» هم من أطاحوه بطريقة «غير ديمقراطيّة أبداً».

وقال «لدينا الآن ضحيّة جديدة يجب التغلّب عليها»، قبل أن ينتقد سجلّ نائبة الرئيس، خصوصاً في ما يتعلّق بالسياسة الخارجيّة والهجرة. ثمّ سأل «إذا بدأنا في هزيمتها، بفارق 10 أو 15 نقطة في استطلاعات الرأي، هل تعتقدون أنّهم سيُرسلون إلينا مرشّحاً ثالثاً؟».