​استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي

ترمب: لم توفر لي الحماية اللازمة فتلقيت رصاصة من أجل الديمقراطية

مديرة الخدمة السرية في جلسة استماع بالكونغرس 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
مديرة الخدمة السرية في جلسة استماع بالكونغرس 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
TT

​استقالة مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي

مديرة الخدمة السرية في جلسة استماع بالكونغرس 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
مديرة الخدمة السرية في جلسة استماع بالكونغرس 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

أعلنت مديرة الخدمة السرية الأميركية كيم تشيتل تقديم استقالتها بعد انتقادات لاذعة من الديمقراطيين والجمهوريين بسبب الإخفاقات الأمنية المحيطة بمحاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب. وقالت تشيتل في رسالة إلى موظفي الوكالة: «على ضوء الأحداث الأخيرة، يؤلمني أن أتخذ قراراً صعباً بالتنحي بصفتي مديرة لكم».

وفيما رحب الجمهوريون باستقالتها، ووصفوها بالخطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أن رئيس لجنة المراقبة والإصلاح الحكومي جايمس كومر أصدر بياناً قال فيه إن اللجنة «بحاجة إلى مراجعة كاملة حول كيفية حصول هذه الإخفاقات الأمنية كي نحول دون تكرارها». وعلّق ترمب، من جهته، بالقول في تصريح لـ«فوكس نيوز»: «هي لم توفر لي الحماية اللازمة، فتلقيت رصاصة من أجل الديمقراطية».

من ناحيته، أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن بياناً أشاد فيه بخدمة تشيتل على مدى أعوام طويلة، وقال: «تحمّل المسؤولية الكاملة يتطلب شجاعة وشرفاً ونزاهة، خاصة لمؤسسة مكلفة بإحدى أصعب المهام في الخدمة العامة». وتابع: «التحقيق المستقل لمعرفة ما جرى في 13 يوليو (تموز) مستمر، وأتطلع قدماً لتقييم استنتاجاته».

وكانت تشيتل، وهي المرأة الثانية التي تتسلم هذا المنصب في التاريخ الأميركي، تعرضت لانتقادات حادة بسبب الإخفاقات الأمنية التي رافقت محاولة اغتيال ترمب الفاشلة، وصلت إلى حد فتح تحقيقات تشريعية بهذا الخصوص، واستدعائها للإدلاء بإفادتها أمام الكونغرس. وقد ثارت ثائرة النواب الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء لدى رؤية مطلق النار الأميركي البالغ من العمر 20 عاماً ماثيو كروكس، يتسلل بوضوح فوق سطح أحد المباني القريبة من موقع الخطاب، وبيده بندقية (آر 15)، وتمكن كروكس من الاقتراب بشكل مثير للعجب من ترمب الموجود على مسافة 140 متراً منه، وأطلق النار قبل اقتناصه من قِبل أحد عناصر الخدمة السرية، فيما وُصف بأكبر خرق أمني منذ محاولة اغتيال الرئيس السابق رونالد ريغان.

النائب بات فالون ووراءه خريطة تظهر موقع محاولة اغتيال ترمب (أ.ب)

وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها تشيتل انتقادات من هذا النوع، فقد سبق وأن تعرضت لموجة من الانتقادات جراء أحداث اقتحام الكابيتول في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021، وذلك بعد أن أصدر تحقيق فيدرالي تقريراً قال فيه إن الوكالة محت رسائل هاتفية لعناصرها خلال الأحداث، كان من الممكن لها أن تسلط الضوء على الإخفاقات الأمنية في ذلك اليوم. وبررت الخدمة السرية سبب محو الرسائل بـ«تغيير في تقنيات النظام الهاتفي» في الوكالة.

وواجهت الوكالة انتقادات متكررة كذلك بعد دخول متسلل إلى منزل مستشار الأمن القومي جايك سوليفان الذي يتمتع بحماية عناصر الخدمة السرية في عام 2023، وفي عام 2021 تأخرت عناصر الوكالة 90 دقيقة في إجلاء نائب الرئيس كامالا هاريس من موقع وجود قنبلة خارج اللجنة الوطنية الديمقراطية.

أما في عام 2014 فقد تمكن متسلل من القفز فوق سور البيت الأبيض والدخول من الباب الأمامي قبل إلقاء القبض عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

كما كانت هناك فضيحة دعارة في كولومبيا في عام 2012 على هامش قمة الأميركيتين شملت أكثر من 20 امرأة في فندق في كارتاخينا، الأمر الذي لطخ سمعة الوكالة.


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض يدافع عن إجازات بايدن الطويلة

الولايات المتحدة​ بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن وأشلي بايدن يستقلون طائرة الرئاسة في قاعدة فاندنبرغ الفضائية في لومبوك بكاليفورنيا في 25 أغسطس 2024 (أ.ب)

البيت الأبيض يدافع عن إجازات بايدن الطويلة

دافع البيت الأبيض عن غياب الرئيس الأميركي، جو بايدن، في إجازة مستمرة لأسبوعين.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ قالت «ميتا» إن إدارة بايدن ضغطت عليها لحجب المحتوى في 2021 (أ.ف.ب)

زوكربرغ: إدارة بايدن ضغطت على «ميتا» لـ«تعزيز الرقابة» على الأميركيين خلال كوفيد

في رسالة صادمة، اعترف المدير التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربرغ بأن البيت الأبيض «ضغط» عليه لإزالة المحتوى المتعلق بكوفيد - 19 في العام 2021.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان يتحدث خلال الإحاطة اليومية بالبيت الأبيض في مايو 2024 (أ.ب)

سوليفان إلى الصين في مهمة صعبة لخفض التوترات

تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين قبل زيارة مستشار الأمن القومي جيك سوليفان الذي سيقوم بزيارة لبكين يبدأها الثلاثاء وتستمر إلى الخميس.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن أعطى تعليماته باستمرار التواصل مع إسرائيل ويتابع الوضع بين إسرائيل و«حزب الله» من كثب (أ.ب)

بايدن يتابع الوضع بين إسرائيل و«حزب الله»

أوضح شون سافيت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يتابع الأحداث بين إسرائيل و«حزب الله» من كثب.

هبة القدسي (واشنطن)
شؤون إقليمية العلم الفلسطيني يظهر أمام جزء من الجدار في ممر «فيلادلفيا» بين مصر وغزة (أ.ب) play-circle 01:35

تقرير: نتنياهو يوافق على تغيير موقع واحد للجيش الإسرائيلي في ممر «فيلادلفيا»

أعلن المسؤولون الإسرائيليون أن نتنياهو قبل جزئياً طلب بايدن ووافق على التخلي عن موقع إسرائيلي واحد على طول الحدود.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

رئيس الأركان الأميركي: إيران لا تزال الخطر الأكبر

الجنرال براون (يسار) لدى وصوله إلى القاهرة خلال جولته (رويترز)
الجنرال براون (يسار) لدى وصوله إلى القاهرة خلال جولته (رويترز)
TT

رئيس الأركان الأميركي: إيران لا تزال الخطر الأكبر

الجنرال براون (يسار) لدى وصوله إلى القاهرة خلال جولته (رويترز)
الجنرال براون (يسار) لدى وصوله إلى القاهرة خلال جولته (رويترز)

قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال سي.كيو. براون، إن المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط «انحسرت إلى حد ما» بعد تبادل إسرائيل و«حزب الله» في لبنان إطلاق النار من دون حدوث مزيد من التصعيد، لكن إيران «لا تزال تشكل خطراً كبيراً» بدراستها توجيه ضربة لإسرائيل.

وكان براون تحدث لوكالة «رويترز» بعد رحلة استغرقت 3 أيام لمنطقة الشرق الأوسط، ذهب فيها إلى إسرائيل بعد ساعات فقط من إطلاق «حزب الله» مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل، فيما شن الجيش الإسرائيلي ضربات على لبنان «لإحباط هجوم أكبر».

الجنرال براون مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس أركانه الجنرال هيرتسي هاليفي في تل أبيب (د.ب.أ)

وأشار براون إلى أن هجوم «حزب الله» كان «واحداً فقط من هجومين كبيرين هدد بشنهما» ضد إسرائيل في الأسابيع الأخيرة... كما تهدد إيران بشن هجوم رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران الشهر الماضي.

وعندما سئل عما إذا كان خطر اندلاع حرب إقليمية قد انخفض في الوقت الراهن، ردّ براون: «إلى حد ما... نعم». وقال لدى مغادرته إسرائيل: «كان لديك أمران كنت تعلم أنهما سيحدثان؛ حدث أحدهما بالفعل. والآن يعتمد الأمر على كيفية مُضي الثاني».

وأضاف: «كيفية رد إيران ستكون من محددات كيفية رد إسرائيل، وهو ما سيكون بدوره من محددات ما إذا كان هناك اتساع لرقعة الصراع أم لا».

كما حذر براون من أن «هناك أيضاً خطراً يشكله حلفاء إيران المسلحون، في أماكن مثل العراق وسوريا، الذين يهاجمون القوات الأميركية، وكذلك الحوثيون في اليمن الذين يستهدفون حركة الشحن في البحر الأحمر، كما أطلقوا طائرات مسيّرة على إسرائيل».

براون مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (د.ب.أ)

وقال: «هل يتصرف هؤلاء الآخرون بالفعل بشكل فردي لأنهم غير راضين... الحوثيون على وجه الخصوص؟»، واصفاً الحوثيين بأنهم يتصرفون «بالوكالة عن غيرهم».

وأكد الجنرال براون أن «الجيش الأميركي في وضع أفضل للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل وقواته في الشرق الأوسط، مما كان عليه الأمر في 13 أبريل (نيسان)» الماضي، عندما شنت إيران هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، وأطلقت مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، غير أن إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاء آخرين تمكنوا من تدمير كل الأسلحة تقريباً قبل أن تصيب أهدافها.

وقال براون: «نحن في وضع أفضل». وأشار إلى قرار يوم الأحد الماضي الإبقاء على مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات في الشرق الأوسط، فضلاً عن إرسال سرب إضافي من طائرات «إف22» المقاتلة. وأضاف: «نحاول التحسين عمّا فعلناه في أبريل» الماضي.

من استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجنرال براون والوفد المرافق (أ.ف.ب)

وأوضح رئيس الأركان الأميركي، رداً على سؤال، أنه «مهما كانت الخطط التي قد يضعها الجيش الإيراني، فإن الأمر متروك للقادة السياسيين في إيران لاتخاذ القرار».

وأضاف: «يريدون أن يفعلوا شيئاً يرسل رسالة، لكنهم أيضاً، كما أعتقد... لا يريدون أن يفعلوا شيئاً من شأنه توسيع رقعة الصراع».