«السيد الأول» المحتمل... ماذا نعرف عن زوج كامالا هاريس؟

دوغ إمهوف مع زوجته نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في الغرفة الشرقية للبيت الأبيض في فبراير الماضي (أ.ب)
دوغ إمهوف مع زوجته نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في الغرفة الشرقية للبيت الأبيض في فبراير الماضي (أ.ب)
TT

«السيد الأول» المحتمل... ماذا نعرف عن زوج كامالا هاريس؟

دوغ إمهوف مع زوجته نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في الغرفة الشرقية للبيت الأبيض في فبراير الماضي (أ.ب)
دوغ إمهوف مع زوجته نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في الغرفة الشرقية للبيت الأبيض في فبراير الماضي (أ.ب)

يلفت دوغ إمهوف، زوج نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الأنظار، خاصة مع اقتراب تأكيد ترشحها عن الحزب الديمقراطي في سباق الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وفي حال فوزها في الانتخابات سيصبح إمهوف «السيد الأول» الأميركي في سابقة تاريخية.

فماذا نعرف عنه؟

نشأ إمهوف (59 عاماً) في عائلة يهودية في بروكلين ونشأ في ماتاوان بولاية نيوجيرسي، قبل أن تنتقل عائلته إلى كاليفورنيا عندما كان مراهقاً.

والتحق إمهوف بكلية الحقوق في لوس أنجليس وترقى في صفوف شركات المحاماة الكبرى، حيث أصبح شريكاً وكسب ما يصل إلى 1.2 مليون دولار سنوياً، قبل أن يتنحى في عام 2020 لتجنب تضارب المصالح.

دوغ إمهوف مع زوجته نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال الهبوط من طائرة الرئاسة الثانية في ويلمنغتون أمس (رويترز)

على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية، لدى إمهوف خبرة سياسية تعكس هويته كأول زوج يهودي لنائبة الرئيس أو الرئيس المحتمل، بجانب مسيرته المهنية التي استمرت 30 عاماً كمحامٍ في مجال الترفيه.

وتزوج إمهوف وهاريس في عام 2014، وبينما يسعد إمهوف بمشاركة قصص خطوبتهما وعلاقتهما، فقد وصف أيضاً التناقض بشأن تأثر حياته المهنية مؤقتاً، وبحثه عن طرق لإحداث تأثير من خلال الخدمة العامة. وبصفته زوج أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس، تحدث إمهوف بصراحة عن ترحيب وتحديات القيام بدور داعم في زواجه.

دوغ إمهوف مع زوجته نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس وهي تحمل قميصاً مكتوباً عليه «سيدتي نائبة الرئيس» أثناء زيارتهما لجناح «صنع في العاصمة» في واشنطن (أ.ب)

وقال إمهوف لمراسلة «نيويورك تايمز» كاتي روجرز في كتابها «المرأة الأميركية»: «أفتقدها كل يوم». وتابع «لقد أجرينا أنا ونائبة الرئيس الكثير من المحادثات حول كيفية الحفاظ على زواج طبيعي في هذه البيئة التي أبتعد فيها عن شراكتي، لدعمها بشكل علني».

وقدم إمهوف دعماً عاماً قوياً لزوجته طوال مسيرتها السياسية، بما في ذلك الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2020، كما تحدث إمهوف أيضاً عن تجسيد القضية الأكبر المتمثلة في المساواة بين الجنسين من خلال زواجهما، حسبما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

ولدى إمهوف طفلان بالغان من زواج سابق، وساعدت هاريس في تربيتهما.

وقال إمهوف لصحيفة كورية جنوبية في عام 2022: «إن رفع مستوى النساء حتى يتمكن من القيام بأدوار مهمة هو أمر رجولي للغاية». وتابع: «هذا لا يعني سلب الفرص من الرجال، أريد أيضاً أن أقول إن هاريس تساعدني في واجباتي. نحن نساعد بعضنا البعض».

ومثل جيل بايدن، السيدة الأولى، عمل إمهوف بينما كانت زوجته تخدم في الإدارة الأميركية، حيث حصل على وظيفة زائر في واشنطن لتدريس القانون في جامعة جورج تاون، وتولى بصفته الرسمية عدداً من المسؤوليات الموكلة إليه، بما في ذلك الإشراف على مقر نائب الرئيس وإدارة فرقة من المساعدين.

دوغ إمهوف وكامالا هاريس يحيون الحشود في مقر حملة هاريس في واشنطن (أ.ف.ب)

ويحتفظ إمهوف بمكتب في مبنى مكتب أيزنهاور التنفيذي، بجوار البيت الأبيض، وتحدث بفخر عن الفرص الرسمية الأخرى مثل قيادة الوفود لحضور مراسم التنصيب الرئاسية في الخارج في كوريا الجنوبية والفلبين.

وقد تطلع إمهوف أيضاً إلى تطبيق خلفيته القانونية وخبرته في توجيه سياسة الإدارة بشأن توسيع المساعدة القانونية وفي العمل مع قسم الحقوق المدنية بوزارة العدل والمائدة المستديرة المشتركة بين الوكالات للمساعدة القانونية، وفقاً للصحيفة.

ولدى إمهوف موقف مساند للجالية اليهودية الأميركية، برز بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ قام بحشد الدعم للجالية، كما ترأس اجتماعات للمنظمات اليهودية لمناقشة «معاداة السامية»، وفقاً لمنظمات رقابية. وفي أبريل (نيسان)، شارك في رئاسة اجتماع للزعماء اليهود لمناقشة دعم بايدن لإسرائيل في الحرب.


مقالات ذات صلة

كيف ستضع «سيدة القانون» هاريس «المجرم المدان» ترمب في «موقع الدفاع»؟

الولايات المتحدة​ أحد المؤيدين يحمل لافتة بينما يتجمع أعضاء الحزب الديمقراطي في سان فرنسيسكو لدعم كامالا هاريس عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 (أ.ف.ب)

كيف ستضع «سيدة القانون» هاريس «المجرم المدان» ترمب في «موقع الدفاع»؟

ينصبّ التركيز الآن على «التكتيكات» التي سيلجأ إليها الديمقراطيون لمواجهة الخصم الجمهوري دونالد ترمب، ووضعه في «موقع الدفاع»، على حد وصف الصحيفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة تجمع دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ف.ب)

ماذا تكشف استطلاعات الرأي عن المنافسة بين ترمب وهاريس؟

تتخلّف نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بفارق ضئيل عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في معظم استطلاعات الرأي الأميركية الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منشآت نفطية في مصفاة دانغوت في لاغوس بنيجيريا (أ.ب)

النفط يستقر متأثراً بفائض متوقع وسط ضعف الطلب

استقرت أسعار النفط يوم الثلاثاء بعد تراجعها خلال الجلستين الماضيتين في ظل حذر المستثمرين وسط توقعات بوفرة الإمدادات وضعف الطلب.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس (أ.ف.ب)

بعد انسحاب بايدن... الديمقراطيون يلتفون حول هاريس

بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن قراره بالانسحاب من السباق الرئاسي لعام 2024 أصبح الديمقراطيون الآن منشغلين بالالتفاف حول نائبة الرئيس كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس وزوجها دوج إيمهوف قبل أن تتحدث هاريس في مقر حملتها في ويلمنغتون بولاية ديلاوير (أ.ف.ب)

هاريس تحصل على عدد كافٍ من أصوات المندوبين الديمقراطيين لنيل ترشيح الحزب

حصلت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس على دعم غالبية المندوبين الديمقراطيين في الحزب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

كيف ستضع «سيدة القانون» هاريس «المجرم المدان» ترمب في «موقع الدفاع»؟

أحد المؤيدين يحمل لافتة بينما يتجمع أعضاء الحزب الديمقراطي في سان فرنسيسكو لدعم كامالا هاريس عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 (أ.ف.ب)
أحد المؤيدين يحمل لافتة بينما يتجمع أعضاء الحزب الديمقراطي في سان فرنسيسكو لدعم كامالا هاريس عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 (أ.ف.ب)
TT

كيف ستضع «سيدة القانون» هاريس «المجرم المدان» ترمب في «موقع الدفاع»؟

أحد المؤيدين يحمل لافتة بينما يتجمع أعضاء الحزب الديمقراطي في سان فرنسيسكو لدعم كامالا هاريس عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 (أ.ف.ب)
أحد المؤيدين يحمل لافتة بينما يتجمع أعضاء الحزب الديمقراطي في سان فرنسيسكو لدعم كامالا هاريس عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 (أ.ف.ب)

منذ بداية محاولة إعادة انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن، ناضل الديمقراطيون لتأطير السباق بوصفه خياراً بين رؤيتين مختلفتين جذرياً، بدلاً من كونه استفتاء على عُمر بايدن وقدراته، وفق تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».

ولكن الآن بعد أن انسحب بايدن، ومع حصول نائبة الرئيس كمالا هاريس على الدعم اللازم للفوز بالترشيح الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الأول) المقبل، يرى حزبها فرصاً جديدة لتحويل انتباه الجمهور مرة أخرى إلى نقاط الضعف لدى الرئيس السابق دونالد ترمب بشأن القضايا الرئيسية للناخبين، بما في ذلك حقوق الإجهاض، والمبادئ الديمقراطية الأساسية ومسائل العدالة الاقتصادية، بحسب الصحيفة.

«تكتيكات» التركيز على نقاط ضعف بايدن

وينصب التركيز الآن على «التكتيكات» التي سيلجأ إليها الديمقراطيون لمواجهة الخصم الجمهوري دونالد ترمب، ووضعه في «موقع الدفاع»، على حد وصف الصحيفة.

وقالت هاريس، مساء الاثنين، إنها «فخورة» بحصولها على الدعم الواسع اللازم للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي.

وعدّت الصحيفة أن الحزب الديمقراطي يرى في هاريس «فرصة لتحويل انتباه الناخبين مرة أخرى، للتركيز على نقاط ضعف الرئيس السابق دونالد ترمب (78 عاماً)»، بعد أن كان الحزب يكافح خلال حملة الرئيس جو بايدن، من أجل «تركيز الانتباه على السباق بصفته فرصةً للاختيار بين رؤيتين مختلفتين جذرياً، بدلاً من كونه استفتاء على عمر بايدن وقدراته».

وأعلن بايدن الأحد، انسحابه من السباق الرئاسي، إثر ضغوط تتعلق بمخاوف بشأن قدرته على منافسة ترمب. كما أعلن دعمه وتأييده لترشيح هاريس لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة.

صورة تجمع دونالد ترمب وكامالا هاريس (أ.ف.ب)

بدءاً من السن وصولاً إلى الشخصية

وبحسب «نيويورك تايمز»، يأمل الديمقراطيون بأن تتمكّن هاريس، المدعية العامة السابقة التي تصغر ترمب بنحو عقدين، من استخلاص مجموعة جديدة من التناقضات، والاستفادة من الحجج التي كانت بعيدة عن متناول بايدن (81 عاماً)، بشأن منافسها الجمهوري، بدءاً من قضية السن ووصولاً إلى المسائل السياسية والشخصية.

حقوق الإجهاض

ومن بين هذه القضايا، حقوق الإجهاض، التي «لطالما كان بايدن يشعر بعدم الارتياح عند مناقشتها، أو حتى عند قول كلمة إجهاض»، وفق الصحيفة، وذلك على النقيض من هاريس التي «تتحدث بسهولة وبصراحة عن الصحة الإنجابية».

من جانبهم، يخطط الجمهوريون، وفق الصحيفة، للقول إن هاريس «لا تزال تركز على القضايا التي لا تهم الناخبين، كما كان سجل بايدن».

وأشارت الصحيفة إلى استطلاعات الرأي التي تظهر أن ترمب يتمتع بمزايا كبيرة في عديد من القضايا الأكثر أهمية للناخبين؛ مثل التضخم والهجرة، بخلاف حقوق الإجهاض.

مرشحة «سيادة القانون» بوجه «المجرم المدان»

وأشار أعضاء بالحزب الديمقراطي في مقابلات مع الصحيفة، إلى «حرصهم على جعل السباق يدور حول الشخصية والخبرة، بما في ذلك خلفية هاريس في مجال إنفاذ القانون، بالمقارنة مع قائمة المشكلات القانونية التي يواجهها ترمب».

ونقلت الصحيفة عن مارسيا فودج، وزيرة الإسكان السابقة في إدارة بايدن، قولها «إنها (هاريس) مدعية عامة سابقة، وهو (ترمب) مجرم مدان. إذا كان هناك خيار كبير على الإطلاق، فهذا هو».

وتسبب «الأداء البائس» الذي قدمه بايدن في المناظرة الرئاسية أواخر الشهر الماضي، إلى تراجع التركيز على إدانة ترمب بارتكاب 34 جريمة جنائية، وفق «نيويورك تايمز»، حيث كان يأمل عديد من الديمقراطيين في «إمكانية استخدام الوضع الجنائي لترمب لصالحهم، لكن هذا لم يحدث، بينما حاول بايدن مواجه الضغوط الديمقراطية ضد ترشحه».

وأُدين ترمب في 30 مايو (أيار) الماضي، بـ34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية للتستر على دفع مبلغ 130 ألف دولار لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز، في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية عام 2016.

لكن الآن، ومع انسحاب بايدن واقتراب هاريس من الفوز بتذكرة الترشيح، يتحرك الديمقراطيون للاستفادة من الوضع الجنائي لترمب، حيث يصفون هاريس بأنها مرشحة «سيادة القانون»، مع «التأكيد على أن ترمب سعى إلى قلب نتائج انتخابات حرة في 2020».

وقالت النائبة الديمقراطية من ولاية تكساس، فيرونيكا إسكوبار، للصحيفة: «ما هو مهم بشكل خاص، وتحديداً في هذه القضية، هو تاريخها بصفتها مدعيةً عامةً تدافع عن القانون والنظام».

وتضيف إسكوبار أن «ترمب مجرم مدان، لا ينتهك القانون فحسب، بل يعتقد اعتقاداً راسخاً بأن القانون لا ينطبق عليه وعلى أنصاره».

وقبل انتخابها لمجلس الشيوخ في 2016، عملت هاريس مدعيةً عامةً لمنطقة سان فرنسيسكو، ومدعيةً عامةً لولاية كاليفورنيا، حيث كانت تكافح لمناقشة تاريخها في إنفاذ القانون وأمور العدالة الجنائية في أثناء حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2020، عندما كان عديد من الديمقراطيين يدفعون إلى كبح جماح سلطات الشرطة، وفق الصحيفة.

وقال المتحدث باسم حملة هاريس، عمار موسى، إن نائبة الرئيس ستؤكد «التباين» بينها وبين ترمب.

وأضاف في بيان: «لقد احتجزت نائبة الرئيس، كمالا هاريس، المجرمين طوال حياتها المهنية، ولن يكون دونالد ترمب مختلفاً. لقد كرست هاريس حياتها المهنية لتحسين حياة العمّال، بينما يهتم ترمب بنفسه فقط».

وفي بيان له، حاول المتحدث باسم ترمب، ستيفن تشيونغ، تقويض مصداقية هاريس، من خلال اتهامها بتبني «سياسات مؤيدة لجرائم، ومتسامحة مع جرائم أخرى».

كما يأمل الجمهوريون في طمس أي اختلافات سياسية بين هاريس وبايدن، وفق الصحيفة، وقال تشيونغ إن «سجل هاريس الكئيب هو سجل الفشل التام، وعدم الكفاءة التامة». وأضاف: «سياساتها هي سياسات بايدن، والعكس صحيح».

وحتى قبل انسحاب بايدن، كانت لدى حملة ترمب «خطة لمهاجمة هاريس إذا أصبحت المرشحة. وربطها بالأجزاء الأقل شعبية في سجل الرئيس»، بحسب الصحيفة.