بايدن يؤكد دعم هاريس... ويتعهد «إنهاء الحرب في غزة»

الرئيس بايدن بعد خطاب ألقاه مطلع يوليو/تموز الجاري (رويترز)
الرئيس بايدن بعد خطاب ألقاه مطلع يوليو/تموز الجاري (رويترز)
TT

بايدن يؤكد دعم هاريس... ويتعهد «إنهاء الحرب في غزة»

الرئيس بايدن بعد خطاب ألقاه مطلع يوليو/تموز الجاري (رويترز)
الرئيس بايدن بعد خطاب ألقاه مطلع يوليو/تموز الجاري (رويترز)

حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن أنصاره مساء الاثنين على دعم ترشيح نائبته كامالا هاريس لخوض السباق الرئاسي، معتبرا أن انسحابه من المنافسة كان القرار الصائب.

وقال بايدن في اتصال مع فريق حملته الانتخابية: «أريد أن أقول للفريق، ادعموها. إنها الأفضل».

وأضاف تعليقا على قراره الانسحاب «أعلم أن أخبار الأمس كانت مفاجئة ويصعب عليكم سماعها، لكنه كان القرار الصائب».

كما تعهد الرئيس الأميركي مواصلة العمل على إنهاء الحرب في غزة خلال الأشهر الأخيرة من ولايته، بعد تراجعه عن السعي لولاية ثانية.

وقال بايدن في مكالمة عامة مع مقر حملته الذي تحول إلى مقر حملة لنائبته كامالا هاريس، «سأعمل بشكل وثيق للغاية مع الإسرائيليين والفلسطينيين لمحاولة التوصل إلى طريقة لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق السلام في الشرق الأوسط وإعادة كل الرهائن إلى وطنهم».

وكان قرار بايدن بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية المقبلة محل ترحيب كبير من كبار أعضاء حزبه الديمقراطي، بعد أسابيع من الضغوط المكثّفة، فاقمها أداؤه الكارثي في المناظرة الرئاسية أمام الرئيس السابق دونالد ترمب الشهر الماضي.


مقالات ذات صلة

هاريس تتعجل حماية «الجدار الأزرق» لوقف تقدم ترمب

الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تصعد إلى طائرة الرئاسة الثانية في قاعدة «آندروز» الجوية بولاية ماريلاند يوم 22 يوليو الحالي (أ.ب)

هاريس تتعجل حماية «الجدار الأزرق» لوقف تقدم ترمب

تحركت كامالا هاريس نائبة الرئيس لتأمين ترشيحها لمنصب الرئيس عن الحزب الديمقراطي، وتوجهت إلى ويسكونسن لحماية «الجدار الأزرق» ومنع انتخاب دونالد ترمب رئيساً.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تبتسم بعد إلقاء خطاب أمام التجمع الديمقراطي بمجلس النواب الأميركي في واشنطن 2 مارس 2021 (رويترز)

بينما تتطلّع هاريس للرئاسة... صمت وفخر في الهند مسقط رأس والدتها

قابل نبأ ترشيح كامالا هاريس لرئاسة أميركا صمت بالهند مسقط رأس والدة هاريس، وذلك لأن الأخيرة لم تزُر الهند خلال ولايتها، وتميل أكثر للافتخار بجذورها الجامايكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري كامالا هاريس ضمنت العدد الكافي من أصوات المندوبين في الحزب الديمقراطي لمنافسة دونالد ترمب في السباق الرئاسي (أ.ف.ب)

تحليل إخباري هاريس... نقاط القوة والضعف أمام ترمب

يعرض هذا التقرير نقاط القوة والضعف للمرشحة الديمقراطية المتوقعة كامالا هاريس، في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترمب، في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن يعقد مؤتمراً صحافيا خلال قمة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس «الناتو» في واشنطن بالولايات المتحدة في 11 يوليو 2024 (رويترز)

بايدن يخاطب الأمة مساء الأربعاء بشأن انسحابه من السباق الرئاسي

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، أنه سيلقي كلمة من مكتبه في البيت الأبيض، الأربعاء، بعد قراره المفاجئ الانسحاب من السباق الرئاسي لعام 2024.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس وحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو يتحدثان إلى وسائل الإعلام أثناء زيارتهما لسوق في فيلادلفيا يوم 13 يوليو الحالي (رويترز)

هاريس تفضل «رجلاً أبيض» من ولاية متأرجحة نائباً للرئيس

باشرت حملة نائب الرئيس الأميركي كامالا هاريس عملية اختيار الشخص الذي سيرافقها من الديمقراطيين لمنصب نائب الرئيس وسط «غربلة» وتفضيل لرجل أبيض من ولاية متأرجحة.

علي بردى (واشنطن)

ماذا يعني غياب هاريس عن خطاب نتنياهو في الكونغرس؟

مظاهرات معارضة لزيارة نتنياهو في واشنطن (أ.ف.ب)
مظاهرات معارضة لزيارة نتنياهو في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

ماذا يعني غياب هاريس عن خطاب نتنياهو في الكونغرس؟

مظاهرات معارضة لزيارة نتنياهو في واشنطن (أ.ف.ب)
مظاهرات معارضة لزيارة نتنياهو في واشنطن (أ.ف.ب)

عندما سيقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وراء منصة مجلس النواب لإلقاء خطابه، الأربعاء، لن يكون المشهد مماثلاً لخطاباته الثلاثة السابقة.

الغائب عن حضور الخطاب هذه المرة، قد يكون أهم من الحاضر، خاصّة في الأجواء السياسية المتشنجة في البلاد، فكامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الرئاسية المرتقبة للحزب، ستغيب عن حضور الخطاب نظراً «لارتباطات أخرى» التزمت بها.

وبهذا الغياب، لن يحصل نتنياهو على الصورة التقليدية التي كان يطمح إليها، والتي عادة ما تُظهر الزعيم الأجنبي الذي يخاطب الكونغرس بمجلسيه يتحدث ووراءه يجلس كل من رئيس مجلس النواب، ونائب الرئيس الأميركي بحكم منصبه رئيساً لمجلس الشيوخ.

نتنياهو خلال خطاب عام 2015 أمام الكونغرس (أ.ب)

لهجة مختلفة

وفيما أكد مكتب هاريس أن غيابها لا يدل على تغيير في «تعهدها لأمن إسرائيل»، مشيراً إلى أنها سوف تلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي خلال زيارته، فإن لهجة هاريس المختلفة عن لهجة قاطن البيت الأبيض الحالي فيما يتعلق بالحرب في غزة، أثارت شكوكاً وتساؤلات حول أسباب غيابها.

وهذا ما يتحدث عنه جون الترمان، المسؤول السابق في وزارة الخارجية ومدير «برنامج الشرق الأوسط» في «معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية»، إلى «الشرق الأوسط»، بالقول: «من غير المفاجئ بالنسبة لي أن هاريس لم تغير برنامجها كي تحضر الخطاب، فالتوترات بين نتنياهو والإدارات الديمقراطية تمتد على مدى 30 عاماً، وأي زيارة لنتنياهو ترافقها مشاعر مختلطة، وهذه المشاعر تأججت وأصبحت أكثر تعقيداً بسبب التصرفات الإسرائيلية في غزة».

وبالفعل، فقد أدت هذه التوترات والمشاحنات العلنية بين الديمقراطيين ونتنياهو إلى إعلان أكثر من 100 مشرع عن مقاطعتهم للخطاب، منهم أسماء بارزة، ستنعكس أيضاً على المشاهد.

مشكلة التراتبية

وبسبب غياب هاريس تظهر مشكلة التراتبية بشأن من يجلس في موقعها حين يتحدث نتنياهو؛ فبعد هاري تحتل السيناتورة الديمقراطية باتي موراي منصب رئيس مجلس الشيوخ الفخري، والذي عادة ما يحل مكان رئيس المجلس في حال غيابه لتمثيله في المناسبات البروتوكولية.

لكن موراي أيضاً رفضت الحضور بسبب حرب غزة، وقالت إنها ستقاطع الخطاب، ما رمى بالديمقراطيين في دوامة تساؤلات تعكس انقساماتهم حيال الحرب، وهنا يبرز الخيار الثالث بالنسبة إليهم هو زعيمهم في الشيوخ تشاك شومر، لكنه أيضاً من المنتقدين الشرسين لنتنياهو؛ إذ ألقى خطاباً شهيراً في المجلس دعا فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التنحي، ما أدى إلى غيابه أيضاً عن لائحة الاحتمالات.

يقع الخيار في نهاية المطاف على السيناتور الديمقراطي بنجامين كاردن الذي يترأس لجنة العلاقات الخارجية في الشيوخ. فكاردن هو من الداعمين الشرسين لإسرائيل، وسيتقاعد العام المقبل، ما يجعله أقل عرضة لغضب الناخبين الديمقراطيين المعارضين لإسرائيل. وهي فئة انتخابية مهمة للحزب في طريقهم إلى البيت الأبيض.

بايدن ونتنياهو خلال زيارة الرئيس الأميركي لتل أبيب في 18 أكتوبر 2023 (رويترز)

دلالات الغياب

وفيما وصفت مصادر في الكونغرس لـ«الشرق الأوسط»، قرار هاريس بعدم حضور الخطاب بـ«الذكي انتخابياً»، يحذر مسؤولون سابقون من قراءة هذا الغياب على أنه تغيير في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، وتقول مارا رودمان، النائبة السابقة للمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إنه وعلى الرغم من أن هاريس «لا تجمعها سنوات من العلاقة مع نتنياهو مقارنة ببايدن، فإنها تشارك الرئيس الأميركي في قراءته لمصالح واشنطن». وتضيف: «توقعوا ثباتاً في اللهجة والمقاربة (تجاه إسرائيل) من هاريس».

ويوافق الترمان على هذه المقاربة فيقول: «صحيح أن لهجة هاريس تجاه إسرائيل هي أكثر حدة من بايدن، لكنها تتماشى مع خطاب الحزب الديمقراطي التقليدي، وأتوقع أن تبقى كذلك».

ولعلّ أبرز اختلاف بين بايدن وهاريس في هذا الملف هو الضغط على إسرائيل علناً لإنهاء الحرب، ونقلت صحيفة (بوليتيكو) عن أحد مساعدي هاريس قوله إنها سوف تؤكد في اجتماعها الثنائي مع نتنياهو «التزامها بأمن إسرائيل» لكنها سوف تشدد في الوقت نفسه على أن «الوقت حان لإنهاء الحرب بطريقة تضمن أمن إسرائيل وإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء عذاب الفلسطينيين المدنيين في غزة، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من الاستمتاع بحقه في الكرامة والحرية وحق تقرير المصير».

هاريس لن تحضر خطاب نتنياهو في الكونغرس (أ.ف.ب)

والمقاربة السابقة لهاريس، يشرح أبعادها، وائل الزيات، المستشار السابق للمندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، والمدير التنفيذي لمنظمة «ايمغايج» المعنية بتنسيق جهود الناخبين الأميركيين المسلمين؛ إذ يرى أن «نائبة الرئيس تسعى لرسم مسار مستقل في تعاملها مع نتنياهو»، لكنه يضيف في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنه «من المبكر تحديد مدى الاختلاف مع الرئيس بايدن في هذا الملف، لكن بناءً على تصريحاتها منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وعلى بعض المعلومات المسربة، فهي تنتقد أسلوب الإسرائيليين في هذه الحرب، والضرر الذي ألحقته بالمدنيين أكثر من بايدن».

توقيت الخطاب

لكن على الجانب الداخلي، يذهب البعض إلى أن هاريس تسعى إلى التوفيق بين الشق التقليدي من الحزب، الممثل ببايدن، والجناح التقدمي الذي يوجه انتقادات لاذعة وعلنية لنتنياهو، مثل السيناتور برني ساندرز، الذي أصدر بياناً شديد اللهجة دعا فيه إلى عدم الترحيب بنتنياهو في الكونغرس، بل «إدانة سياساته في غزة والضفة الغربية ورفضه لدعم حل الدولتين».

ساندرز عبّر أيضاً عن اعتقاده بأن حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة «يجب ألا تحصل على قرش إضافي من دافع الضرائب الأميركي ليستمر في تدميره غير الإنساني لغزة».

وفي خضم التجاذب الأميركي يبدو أن إصرار نتنياهو على المضي قدماً بالزيارة مثيراً للتأويلات، التي تلخص رودمان رأيها فيها بالقول: «لطالما ركز نتنياهو على مصالحه السياسية المحلية الضيقة والشخصية، وهذا هو المؤشر الذي يعتمد عليه في كل حساباته».

تدابير أمنية في شوارع واشنطن تزامناً مع زيارة نتنياهو (أف.ب)

يأتي هذا فيما تأهبت قوى الأمن في العاصمة الأميركية واشنطن استعداداً للخطاب، فأغلقت الشوارع وعززت من الوجود الأمني، فيما نصبت شرطة الكابيتول سياجاً أمنياً حول المبنى تحسباً للمظاهرات المقررة. وبحسب المنظمين للمظاهرات التي سيشارك فيها ناشطون من ولايات مختلفة مثل ميشيغان، من المتوقع أن يصل عدد المشاركين إلى 10 آلاف متظاهر.