بعد أدائه الكارثي بالمناظرة... ديمقراطيون يضغطون على بايدن للتنحي

المرشح الديمقراطي للرئاسة الرئيس الأميركي جو بايدن بينما يتحدث المرشح الجمهوري للرئاسة والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في أثناء مناظرتهما في أتلانتا 27 يونيو 2024 (رويترز)
المرشح الديمقراطي للرئاسة الرئيس الأميركي جو بايدن بينما يتحدث المرشح الجمهوري للرئاسة والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في أثناء مناظرتهما في أتلانتا 27 يونيو 2024 (رويترز)
TT

بعد أدائه الكارثي بالمناظرة... ديمقراطيون يضغطون على بايدن للتنحي

المرشح الديمقراطي للرئاسة الرئيس الأميركي جو بايدن بينما يتحدث المرشح الجمهوري للرئاسة والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في أثناء مناظرتهما في أتلانتا 27 يونيو 2024 (رويترز)
المرشح الديمقراطي للرئاسة الرئيس الأميركي جو بايدن بينما يتحدث المرشح الجمهوري للرئاسة والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في أثناء مناظرتهما في أتلانتا 27 يونيو 2024 (رويترز)

بعد المناظرة الكارثية التي خاضها جو بايدن في مواجهة منافسه الجمهوري دونالد ترمب، يضغط معسكر الديمقراطيين على الرئيس الأميركي جو بايدن ليكون «صادقاً» بشأن حالته الصحية، فيما تزداد التساؤلات حول مسؤولية مساعديه المقربين، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال عضو مجلس النواب مايك كويغلي، وهو ديمقراطي عن إيلينوي (شمال)، الثلاثاء، لشبكة «سي إن إن»: «علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا بشأن أنها لم تكن مجرد ليلة مروعة».

ورأت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي، الثلاثاء، أنه من «المشروع» التساؤل حول الحالة الصحية للرئيس بايدن بعد المناظرة. وقالت بيلوسي التي لا تزال تحظى بنفوذ واسع داخل حزبها، على قناة «MSNBC»: «أعتقد أنه من المشروع أن نتساءل ما إذا كان هذا فصلاً فقط أو أنها حالة دائمة».

من جهته، قال السيناتور شيلدون وايتهاوس، الاثنين، لشبكة «WPRI - TV» المحلية، إن «الناس يريدون التأكد من أن (...) الرئيس وفريقه صادقون معنا بشأن حالته»، وأن مناظرة الخميس «كانت فعلياً حالة شاذة». وعبر هذا الديمقراطي، ممثل ولاية رود آيلاند (شمال شرق)، عن «روعه» إزاء المناظرة التي جرت مع الرئيس الجمهوري السابق، والتي ظهر فيها بايدن مرتبكاً جداً وتائهاً بالكامل في بعض اللحظات.

ووجّه أول برلماني ديمقراطي، اليوم الثلاثاء، دعوة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي مشيراً، بين أمور أخرى، إلى أدائه الكارثي في المناظرة الانتخابية التي جرت، الخميس، في مواجهة منافسه الجمهوري دونالد ترمب، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكتب ممثل ولاية تكساس لويد دوغيت في بيان لوسائل الإعلام الأميركية: «آمل أن يتخذ القرار الصعب والمؤلم بالانسحاب. أدعوه بكل احترام للقيام بذلك». وأضاف: «لقد أنقذ الرئيس بايدن ديمقراطيتنا عبر تخليصنا من ترمب عام 2020. ويجب ألا يسلمنا إلى ترمب عام 2024».

الرئيس الأميركي جو بايدن ينظر إلى أسفل أثناء مشاركته في المناظرة الرئاسية الأولى لانتخابات 2024 مع الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في استوديوهات «سي إن إن» بأتلانتا بجورجيا في 27 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

ومنذ المناظرة الأخيرة، لم يجر الرئيس الأميركي بايدن أي مقابلة في بث مباشر، ولم يعقد أي مؤتمر صحافي؛ لأن ذلك كان سيضطره، كما حصل خلال المناظرة التي استمرت 90 دقيقة على شبكة «سي إن إن» في مواجهة منافسه الجمهوري، إلى التحدث مباشرة ودون ملقن. الاثنين، عند انتهاء خطابه القصير جداً بشأن قرار المحكمة الأميركية العليا المتعلق بحصانة ترمب، سألته صحافية ما إذا كان يعتزم الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض، لكنه غادر القاعة دون الرد.

أسئلة كثيرة تزداد التساؤلات حول مسؤولية الدائرة المقربة من الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاماً، وتحديداً بعض المستشارين القدامى مثل رون كلاين وأنيتا دان ومايك دونيلون، وزوجته جيل بايدن. والموقف المتغطرس أحياناً الصادر عن معسكر بايدن الذي يتحدث عن «كتيبة من الجبناء»، رداً على دعوات سحب ترشيحه، يثير استياء الديمقراطيين.

تظهر استطلاعات الرأي صعوبة في ترجيح كفة أي من المرشحين، ومن خلال المطالبة بمناظرة بدءاً من يونيو (حزيران)، كان بايدن يأمل في اكتساب زخم في مواجهة ترمب.

وقال السيناتور بيتر ويلش: «ألوم فريق الحملة؛ لأنه تجاهل الأسئلة التي يطرحها الناس». وفي مقابلة مع موقع «سيمافور»، نشرت الثلاثاء، دعا هذا الديمقراطي من ولاية فيرمونت (شمال شرق) إلى «مواجهة الواقع». وأشارت مقالات نشرت في الآونة الأخيرة، وخصوصاً في موقعي «أكسيوس» و«بوليتيكو»، إلى رئيس لا يكون بكامل نشاطه العملاني إلا بين العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهر، وأنه لا يقرأ سوى ملاحظات مكتوبة بطريقة تجنبه أي إزعاج.

منذ انتخابه، تراجعت قدرات الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة شفوياً وجسدياً. حتى الآن، لا يزال البيت الأبيض يرفض كل الأسئلة المتعلقة بالحدة الفكرية لبايدن، وأحياناً بغضب لافت.

وقد أدى تحقيق أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» مؤخراً، أشار إلى «تراجع قدرات» الرئيس، إلى سيل من الانتقادات الحادة خصوصاً من جانب فريقه الإعلامي.

مرت عدة أشهر منذ أن توقف الرئيس الأميركي الذي تعثر وسقط علناً عدة مرات، عن استخدام الممر الكبير لطائرته، مفضلاً درجاً أقصر وأكثر ثباتاً. منذ بضعة أسابيع، أحاط نفسه أيضاً بمستشارين للانتقال من البيت الأبيض إلى مروحيته المجهزة في الحديقة ما يجنبه لقطات الكاميرا الطويلة لمشيته المتصلبة جداً. ولم يعقد الرئيس الأميركي الذي كان عرضة على الدوام لزلات، مؤتمراً صحافياً منذ يناير (كانون الثاني) 2022، وقلل من الأحاديث مع الصحافيين. ويمضي الديمقراطي كل عطلات نهاية الأسبوع في أحد منازله في ولاية ديلاوير دون برنامج رسمي.

وحين زار بايدن فرنسا في الآونة الأخيرة في مناسبة الاحتفالات بذكرى انزال الحلفاء في النورماندي عام 1944، توجه مباشرة من المطار إلى الفندق الذي يقيم فيه، حيث بقي في الداخل ليوم كامل دون أي ظهور علني.


مقالات ذات صلة

من ينقذ «الحلم الأميركي» من اعتلالات الديمقراطية؟

الولايات المتحدة​ سياح قرب الكابيتول مقر الكونغرس الأميركي في واشنطن (أ.ف.ب)

من ينقذ «الحلم الأميركي» من اعتلالات الديمقراطية؟

لا يمنع هذا النظام الديمقراطي نظرياً نشوء أحزاب متعددة، لكنه عملياً يحصر الحياة السياسية بحزبين يتبادلان إدارة البلاد عبر البيت الأبيض والكونغرس بمجلسَيه...

أنطوان الحاج
تكنولوجيا شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

متسللون يخترقون «أوبن إيه آي»... ويكشفون محادثات داخلية

تمكّن متسللون من اختراق أنظمة شركة «أوبن إيه آي» التي طورت برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الطاعون الدبلي سببه بكتيريا يرسينيا الطاعونية والتي من المحتمل أنها دخلت أميركا الشمالية عام 1900 من الفئران (رويترز)

تأكيد إصابة شخص بالطاعون في الولايات المتحدة

أكد مسؤولون صحيون في الولايات المتحدة إصابة شخص بالطاعون في مقاطعة بويبلو بولاية كولورادو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (د.ب.أ)

استطلاع: 86 % من الديمقراطيين سيصوتون لبايدن في الانتخابات

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن 86 في المائة من الديمقراطيين قالوا إنهم سيصوتون للرئيس جو بايدن أمام منافسه الرئيس السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن ينظر إلى ساعته خلال وقوفه في شرفة بالبيت الأبيض (رويترز)

تقرير: بايدن يرغب بـ«المزيد من النوم»... وتجنب الارتباطات ليلاً

أخبر الرئيس الأميركي جو بايدن تجمعاً يضم ما يقرب من 20 حاكماً ديمقراطياً في البيت الأبيض أنه يحتاج إلى الحصول على مزيد من النوم والعمل لساعات أقل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تمسّك بايدن بخوض السباق يضع الديمقراطيين في مأزق

بايدن مخاطباً أنصاره في ويسكونسن يوم الجمعة (إ.ب.أ)
بايدن مخاطباً أنصاره في ويسكونسن يوم الجمعة (إ.ب.أ)
TT

تمسّك بايدن بخوض السباق يضع الديمقراطيين في مأزق

بايدن مخاطباً أنصاره في ويسكونسن يوم الجمعة (إ.ب.أ)
بايدن مخاطباً أنصاره في ويسكونسن يوم الجمعة (إ.ب.أ)

فشلت المقابلة التلفزيونية التي أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن، على قناة «إيه بي سي نيوز»، في طمأنة الديمقراطيين الخائفين من خسارة الانتخابات بعد أدائه الكارثي في المناظرة مع منافسه الجمهوري دونالد ترمب. ومع إصرار بايدن على القول إنه لن يتنحى عن الترشح إلا «بقدرة إلهية»، أصبح الديمقراطيون في مأزق صعب.

«إرادة إلهية»

كشفت تصريحات بايدن والتحركات الديمقراطية لإقناعه بالتنحي عن عمق الأزمة التي يتخبط فيها الديمقراطيون والأميركيون عموماً، الذين يواجهون خياراً بين رئيس كهل ومنافس مدان جنائياً. وبدلاً من أن يجد أنصار بايدن الأكثر ولاء ما يكفي من الطمأنينة للبقاء في صفه، جراء مقابلاته وخطبه الأخيرة، ازدادت شكوكهم بينما الوقت يداهم الحزب إذا رغب في تغيير مرشحه.

وأعرب عشرات المشرعين والاستراتيجيين الديمقراطيين، بعد المقابلة التلفزيونية، عن شكوك جدية في قدرة مرشّحهم على هزيمة ترمب. ورغم أن الكثير منهم رفض الإفصاح عمّا إذا قام بإبلاغ الرئيس شخصياً بهذه المخاوف، توقع آخرون أن يعمد المزيد من المسؤولين الديمقراطيين المنتخبين إلى مطالبة الرئيس بالتنحي. وقال أحد الديمقراطيين إن المقابلة لم تحل المشكلة، بل عمّقتها.

مخاوف جدية

قال جوليان كاسترو، وزير الإسكان السابق الذي خاض الانتخابات ضد بايدن للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي عام 2020، في مقابلة: «ترى حقاً رئيساً في حالة إنكار وفي فقاعة... نريد رئيساً يمكنه تقييم قدرته على البقاء في هذا السباق بأمانة ودقة، وهذه المقابلة لم تمنح الثقة على الإطلاق بأنه يتعامل بشكل جيد مع هذا الأمر».

وقال ديفيد أكسلرود، أحد كبار المستشارين السابقين للرئيس باراك أوباما الذي أعرب منذ فترة طويلة عن قلقه بشأن قرار بايدن الترشح مرة أخرى، إن الرئيس كان فخوراً بحق بسجله. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: «لكنه منفصل بشكل خطير عن مخاوف الناس بشأن قدراته على المضي قدماً ومكانته في هذا السباق».

وبحسب الكثير من التعليقات، فإن أكثر ما أثار حفيظة الديمقراطيين، هو الجواب الذي قدّمه بايدن رداً على سؤال عن شعوره في يناير (كانون الثاني) إذا خسر أمام ترمب واضطر لتسليمه البيت الأبيض، وكان مفاده: «سأشعر بأنني بذلت كل ما في وسعي وقمت بأفضل عمل أستطيع القيام به». وقال الكثير من الديمقراطيين إن الانتخابات لم تكن تهدف إلى الحصول على جائزة المشاركة، بل تهدف إلى إيقاف مجرم مدان حاول إلغاء الانتخابات التي خسرها، وحث على خرق الدستور للعودة إلى السلطة.

اجتماعات لتقييم الرئيس

وفي ظل هذه الأجواء، بدا أن البيت الأبيض غير قادر على طمأنة كبار الديمقراطيين في الحزب. فقد قرر النائب حكيم جيفريز، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، عقد اجتماع افتراضي مع كبار الديمقراطيين في لجان الكونغرس الذين يشكلون المستويات العليا للحزب في مجلس النواب، لمناقشة ترشيح بايدن. وبدا أن الديمقراطيين بدأوا في الانقسام، حيث دعا أربعة نواب؛ هم لويد دوغيت وراؤول غريغالفا وسيث مولتون ومايك كويغلي، إلى انسحاب الرئيس، في حين أعلن آخرون عن مخاوفهم الجدية بشأن قدرته على الفوز في السباق.

وفي مجلس الشيوخ، يعمل السيناتور الديمقراطي مارك وارنر على تنظيم اجتماع للديمقراطيين في مكتبه لمناقشة مخاوفهم بشأن ترشيح بايدن وما يجب القيام به. وتحدثت وسائل الإعلام الأميركية عن قيام وارنر بإجراء اتصالات يوم الثلاثاء ببعض زملائه الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لدعوتهم إلى اجتماع محتمل يوم الاثنين لمناقشة حملة الرئيس بايدن الرئاسية. وبينما لم يوضح وارنر ما إذا كان يحاول تنظيم مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين للضغط على بايدن للانسحاب من السباق، أكد بايدن أن «السيناتور وارنر هو الوحيد الذي يطالب بانسحابي من السباق الرئاسي». وأضاف بايدن أن «الحكام الديمقراطيين للولايات طالبوا ببقائي في السباق الرئاسي»، مستبعداً تماماً انسحابه من الترشح لولاية ثانية.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن وارنر يخبر أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين أن بايدن لم يعد بإمكانه البقاء في الانتخابات، في أعقاب أدائه المتعثر في المناظرة. وقال إنه يشعر بقلق عميق من عدم قدرة بايدن على إدارة حملة يمكن أن تهزم الرئيس السابق دونالد ترمب.

ولم تؤكد المتحدثة باسم وارنر، راشيل كوهين، أو تنفي للصحيفة، أن السيناتور يعتقد بضرورة تنحي بايدن عن السباق، وبدلاً من ذلك أصدرت بياناً جاء فيه: «مثل الكثير من الأشخاص الآخرين في واشنطن وفي جميع أنحاء البلاد، يعتقد السيناتور وارنر أن هذه أيام حاسمة بالنسبة لحملة الرئيس، وقد أوضح ذلك للبيت الأبيض».