بدء محاكمة هانتر بايدن… صداع لوالده خلال الانتخابات

متهم بارتكاب 3 جنايات: كذب في وثائق فيدرالية حول شراء سلاح

هانتر بايدن يصل إلى المحكمة الفيدرالية في ويلمينغتون برفقة زوجته ميليسا كوهين بايدن (أ.ب)
هانتر بايدن يصل إلى المحكمة الفيدرالية في ويلمينغتون برفقة زوجته ميليسا كوهين بايدن (أ.ب)
TT

بدء محاكمة هانتر بايدن… صداع لوالده خلال الانتخابات

هانتر بايدن يصل إلى المحكمة الفيدرالية في ويلمينغتون برفقة زوجته ميليسا كوهين بايدن (أ.ب)
هانتر بايدن يصل إلى المحكمة الفيدرالية في ويلمينغتون برفقة زوجته ميليسا كوهين بايدن (أ.ب)

بدأت، الاثنين، عملية اختيار المحلّفين لمحاكمة هانتر بايدن، على مسافة قريبة من مقر الحملة الانتخابية لوالده الرئيس الأميركي جو بايدن في مدينة ويلمينغتون بولاية ديلاوير، بتهمة الكذب في نموذج لشراء أسلحة، بعد أقل من أسبوع من إدانة الرئيس السابق دونالد ترمب بقضية «أموال الصمت» في نيويورك.

وبدأت هذه المحاكمة التاريخية أمام محكمة فيدرالية بعد انهيار صفقة بين المدعين العامين في الولاية ووكلاء الدفاع عن بايدن الابن، ما كان من شأنه تجنب دراما قانونية إضافية قبل 5 أشهر فحسب من الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ويواجه هانتر، قراراً اتهامياً بارتكاب 3 جنايات تتعلق بشراء سلاح ناري عام 2018 عندما كان مدمناً على المخدرات. ودفع بالبراءة في التهم الثلاث، وهي الكذب على تاجر أسلحة مرخص فيدرالياً، وكذلك في تطبيق يستخدم لفحص المتقدمين للحصول على الأسلحة النارية أفاد فيه بأنه لا يتعاطى أي مخدرات، وحيازة سلاح بشكل غير قانوني لمدة 11 يوماً.

وكان الجمهوريون قد نددوا بالصفقة بوصفها معاملة خاصة لابن الرئيس الديمقراطي. ولاحقاً، وجد قاضٍ فيدرالي ثغراً في الصفقة، ما أدى إلى انهيارها في يوليو (تموز) الماضي. وهذا أسعد حلفاء ترمب في الكونغرس الذين صوروا المشكلات القانونية التي يواجهها هانتر بايدن على أنها تعادل ما يواجهه مرشحهم الرئاسي دونالد ترمب، ودفعهم إلى محاولة عزل الرئيس بايدن.

وعبَّر الرئيس بايدن عن «حبه الكبير» لابنه هانتر، ممتنعاً عن التطرق إلى القضية نفسها، وقال في بيان: «بوصفي رئيساً لن أعلق على إجراء فيدرالي جارٍ، ولكن بوصفي أباً أكنُّ حباً لا حدود له لابني، وأثق به، وأحترم قوته».

عائلة «إجرامية»

وبعد بحث مكثف واتهامات لا أساس لها، لم يثبت الجمهوريون في الكونغرس بعد أن الرئيس بايدن استفاد من تعاملات ابنه المضطربة مع شركة طاقة أوكرانية. وفي الوقت الحالي، تخلوا عن هدفهم المعلن المتمثل في عزل الرئيس الذي يزعمون أنه زعيم «عائلة بايدن الإجرامية».

ورغم عدم وجود أي صلة بين قضية ترمب وقضية بايدن الابن، فإن حدوث المحاكمتين في وقت قريب من الانتخابات الأميركية يمكن أن يظهر علاقة حكم القانون بالعملية السياسية في الولايات المتحدة.

صورة مركبة للرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

وبعد دقائق من وصول هانتر بايدن، الذي أمضى عطلة نهاية الأسبوع مع أهله في ديلاوير، إلى قاعة المحكمة، دخلت إلى القاعة والدته السيدة الأولى جيل بايدن في مبادرة واضحة لدعمه، مع مباشرة القاضية ماريلين نوريكا إجراءات اختيار هيئة المحلفين في محاكمة يتوقع أن تستمر من 3 إلى 5 أيام. ويواجه هانتر بايدن في سبتمبر (أيلول) المقبل أيضاً اتهامات بارتكاب مخالفات ضريبية، وعدم تقديم إقرارات لعدد من السنوات.

ويقول ممثلو الادعاء العام إن «هانتر بايدن كان يملك سلاحاً نارياً، وهو يعلم أنه مستخدم غير قانوني، أو مدمن على منشطات أو مخدرات أو أي مادة أخرى خاضعة للرقابة، في انتهاك للقانون الفيدرالي».

وفي حال إدانته، يمكن أن يواجه بايدن الابن عقوبة السجن لمدة تصل إلى 25 عاماً، وغرامة قدرها 750 ألف دولار، لكن المجرمين غير العنيفين لأول مرة، والذين لم يُتهموا سابقاً باستخدام السلاح في جريمة أخرى نادراً ما يحصلون على عقوبة السجن بسبب هذه التهم. وفي الواقع، يرجح خبراء قانونيون أن يتضمن الحكم عنصراً مركزياً في صفقة الإقرار بالذنب الأصلية - وهو التسجيل الإلزامي في برنامج تحويل الأسلحة النارية الذي يهدف إلى تقليل معدلات السجن في جرائم الأسلحة النارية الأقل خطورة.

السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن تصل إلى المحكمة الفيدرالية في ويلمينغتون بديلاوير الاثنين (أ.ب)

ويمكن أيضاً أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق إقرار آخر، أضيق كثيراً من الاتفاق الأول، رغم أن الفريق القانوني لبايدن الابن يعتقد أن المدعين العامين بقيادة المستشار القانوني الخاص المعين من وزارة العدل ديفيد وايس، مصممون على إحالة القضية إلى المحكمة لتجنب الاتهامات بأنهم يظهرون معاملة تفضيلية.

صداع للرئيس

ومع ذلك، يؤدي مشهد محاكمة هانتر بايدن، وتوقيتها، إلى صداع كبير للرئيس بايدن وحملته للبقاء في البيت الأبيض 4 سنوات إضافية، في وقت يسعى فيه الديمقراطيون إلى تعظيم تأثير إدانة ترمب بوصفه مجرماً في قضية تزوير وثائق وسجلات خاصة لإخفاء دفع مبلغ 130 ألف دولار للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، خلال حملته الانتخابية لعام 2016، خشية أن تفشي معلومات ضارة عن علاقة وجيزة غير مرغوبة أقامتها معه عام 2006.

وكذلك تعد محاكمة هانتر بايدن محنة شخصية مؤلمة للرئيس. وكان وايس قد لمح أنه سيكشف بعض الأسرار الأكثر إحراجاً لعائلة بايدن من خلال استدعاء زوجة هانتر بايدن السابقة كاثلين بوهلي، إلى الشهادة، علماً بأنها تخوض معركة قانونية طويلة معه في شأن نفقاتها غير المدفوعة.

وقدم أحد المدعين العامين أوراقاً للمحكمة تشير إلى أنه يخطط أيضاً للاتصال بهالي بايدن، أرملة بو بايدن، نجل الرئيس وشقيق هانتر، علماً بأن الأخير كان يتواعد معها عندما اشترى مسدساً عام 2018 وهو مدمن على المخدرات.

وتتعلق تهم الأسلحة بما إذا كان هانتر بايدن قد كذب في النموذج الصادر عن المكتب الفيدرالي للكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات، عندما اشترى مسدساً. وقال ممثلو الادعاء إنه ادعى كذباً أنه لم يكن يتعاطى المخدرات في ذلك الوقت. وأضافوا أن هانتر بايدن احتفظ بالمسدس مدة تقل عن أسبوعين، قبل أن ترميه هالي في سلة المهملات، خوفاً من استخدامه لإيذاء نفسه.


مقالات ذات صلة

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

العالم عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، أن فريق ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس بايدن للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي ناشط من المستوطنين اليهود بحماية جنود إسرائيليين خلال احتفالات عيد المظال اليهودي في منطقة البلدة القديمة بالخليل (د.ب.أ)

تقرير: أميركا حذرت إسرائيل من تصاعد العنف بعد قرار وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين

نقل موقع «أكسيوس» الإخباري، اليوم (السبت)، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت إسرائيل من تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دمار جراء غارة إسرائيلية في غزة في 22 نوفمبر 2024 (رويترز) play-circle 01:41

ترمب ووعد إنهاء الحروب: ورقة انتخابية أم خطط واقعية؟

انتزع ترمب الفوز من منافسته الديمقراطية، معتمداً وعوداً انتخابية طموحة بوقف التصعيد في غزة ولبنان، واحتواء خطر إيران، ووضع حد للحرب الروسية - الأوكرانية.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا سكان أمام منزل متضرر بهجوم طائرة مسيّرة في منطقة أوديسا جنوب أوكرانيا (أ.ف.ب)

موسكو حذرت واشنطن قبل 30 دقيقة من إطلاق صاروخ «أوريشنيك» متوسط ​​المدى

قالت وزارة الدفاع الروسية إنها استخدمت صاروخاً «باليستياً» متوسط ​​المدى من طراز «أوريشنيك» لأول مرة في أعمال قتالية.

«الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (كييف)

لمن سينصت ترمب... روبيو أم ماسك؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)
TT

لمن سينصت ترمب... روبيو أم ماسك؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)

قال موقع «بولتيكو» إن كبار المسؤولين الأوروبيين المجتمعين في هاليفاكس للأمن الدولي قلقون بشأن الأشخاص في الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ورؤيتهم لعلاقات واشنطن بالعالم.

وذكر أن المنتدى يجتمع به وزراء الخارجية والدفاع والمشرعون ومسؤولو حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمناقشة قضايا الأمن العالمي، وطرح أحد كبار الدبلوماسيين من دولة عضو في «الناتو» سؤالاً: «ماركو روبيو وزير الخارجية، ولكن هل سيستمع إيلون ماسك إلى ترمب بشأن أوكرانيا؟ هل سيكون لمايك والتز أو دونالد جونيور أو تاكر كارلسون الكلمة الأخيرة بشأن سياسة حلف شمال الأطلسي؟ نحن منشغلون بهذه الأسئلة، وبصراحة هي مرهقة بالفعل ولكن لا يمكننا تجاهل ذلك؛ فهو لا يزال مهماً».

تم منح الدبلوماسي، مثل الآخرين في هذه القصة، عدم الكشف عن هويته لمناقشة آرائه بصراحة.

ولفت إلى أنه في الوقت الذي كان فيه الحاضرون يجلسون لتناول العشاء، ليلة الجمعة، بعد يوم من المناقشات حول مستقبل الديمقراطية وما هي السياسات التي يمكن توقُّعها من الرئيس المنتخب، كان ترمب في جنوب فلوريدا يعلن عن مزيد من الترشيحات بسرعة البرق؛ حيث عين أشخاصاً لـ7 مناصب في أقل من 90 دقيقة، وكان من بين هؤلاء أليكس وونغ نائب مستشار الأمن القومي وسيباستيان جوركا لمنصب مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض.

ترمب ونجله دونالد جونيور (أ.ف.ب)

وقال جيم تاونسند، وهو مسؤول كبير سابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في عهد إدارة باراك أوباما، ويعمل الآن في مركز أبحاث الأمن الأميركي الجديد: «نحن مثل خبراء الكرملين الآن».

وكان يشير إلى كيف درس المسؤولون الغربيون من كثب قطع المعلومات القادمة من الاتحاد السوفياتي الخاضع لسيطرة مشددة في عصر الحرب الباردة، محاولين التكهن بمن كان له نفوذ داخل الكرملين بناءً على صور من وقف بجانب من في العروض العسكرية.

وقال تاونسند عن ترمب: «نحن نقرأ من يلعب الغولف معه ومن لم يعد كذلك»، وأضاف ضاحكاً: «يبدو الأمر سخيفًا أن تكون في موقف خبير في شؤون الكرملين بينما نحاول معرفة بلدنا».

ويؤكد النقاش على القلق المتنامي تحت السطح بشأن ما تعنيه عودة ترمب إلى البيت الأبيض لحلفاء الولايات المتحدة وسط غزو موسكو الكامل لأوكرانيا، والحرب في الشرق الأوسط والتعاون المتزايد بين الخصوم الغربيين مثل روسيا والصين وإيران، كما يعكس كيف يخطط المسؤولون الأجانب لإحراز تقدم مع كل من فريق ترمب الرسمي - أعضاء حكومته ومجلس الأمن القومي - ومجموعة المستشارين غير الرسميين، مثل إيلون ماسك.

وتحدث كثير من الحاضرين في المنتدى بشكل خاص عن النفوذ المحتمل لماسك في مجال السياسة الخارجية نظراً لمصالحه التجارية في جميع أنحاء العالم، وعن مدى اعتماد بعض البلدان بالفعل على تقنية أقمار ستارلينك الاصطناعية لأغراض أمنية.

وخلال حلقة نقاش حول أمن القطب الشمالي، أقر وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي بأن ستارلينك «جزء» من شبكة أقمار بلاده الاصطناعية «ما دام إيلون ماسك سعيداً، على ما أعتقد».

ومع ذلك، حظي اختيار ترمب وزيراً للخارجية ومستشاراً للأمن القومي، بقبول جيد إلى حد كبير، ولكن هناك مخاوف بشأن تأثير الشخصيات الأكثر انعزالية، بمن في ذلك نائب الرئيس جيه. دي. فانس، وسيباستيان جوركا، الذي أعلن ترمب، ليلة الجمعة، أنه سيشغل منصباً كبيراً في مجلس الأمن القومي.

وقال أحد كبار المسؤولين السابقين في إدارة ترمب: «الفريق غير الرسمي هو الذي يهم قد يتغير هذا بمجرد أن يستقر ترمب في منصبه في واشنطن، ولكن في الوقت الحالي، يعد دون جونيور أكثر أهمية من ماركو روبيو».

وتكهن أحد المسؤولين الأوروبيين، متذكراً معدل تغيير الموظفين المرتفع في ولاية ترمب الأولى، مع زملائه حول المدة التي قد يستمر فيها روبيو وتوقع المسؤول 8 أشهر.

ويقول كثير من المسؤولين الأوروبيين إنه على عكس عام 2016، فإنهم مستعدون للتعامل مع فريق ترمب - بشرط أن يتمكنوا من معرفة لديه أكبر نفوذ.