أعلنت المرشحة السابقة للحصول على بطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة نيكي هايلي أنها ستصوت في 5 نوفمبر المقبل للرئيس السابق دونالد ترمب، في خطوة توحي بأنها غيّرت حسابتها السياسية بعد منافسة حادة شابها الكثير من الاتهامات الشخصية بينها وبين الرئيس السابق الذي عيّنها يوماً مندوبةً دائمة لدى الأمم المتحدة.
وكانت هايلي التي عملت أيضاً حاكمةً لولاية ساوث كارولاينا سابقاً علقت، في مطلع مارس (آذار) الماضي، حملتها الانتخابية للحصول على بطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات المقبلة. وابتعدت عن الأضواء من دون أن تؤيد ترمب على الفور. ولكنها اغتنمت الفرصة في مناسبة لمعهد هادسون المحافظ، في واشنطن، الأربعاء، والذي انضمت إليه أخيراً لتؤكد أنه يتعيّن على ترمب أن يعمل من أجل الحصول على أصوات الناخبين الذين دعموها ولا يزالون يدعمونها خلال الانتخابات التمهيدية للجمهوريين. وقالت إنه رغم أن ترمب لم يكن «مثالياً» في القضايا التي تهمها، مثل السياسة الخارجية والدين العام، فإن الرئيس جو بايدن «كارثة»؛ لذا «سأصوت لصالح ترمب»، مضيفة: «وبعد قولي هذا، أنا متمسكة بما قلته في خطاب تعليق حملتي الانتخابية» من أن «ترمب سيكون ذكياً إذا تواصل مع ملايين الأشخاص الذين صوتوا لي ويواصلون دعمي، وإذا لم يفترض أنهم سيكونون معه فحسب. آمل بصدق أن يفعل ذلك».
وقبل تعليق حملتها في 6 مارس الماضي، اتهمت هايلي ترمب بأنه «فوضوي» و«مضطرب» وكبير في السن (77 عاماً) يتسبب بالفوضى وغير مؤهل ليكون الرئيس مجدداً، فضلاً عن أنه يتجاهل أهمية التحالفات الأميركية في الخارج. وقالت في فبراير (شباط) الماضي، قبل تعليق حملتها الانتخابية: «لا أشعر بالحاجة إلى تقبيل الخاتم (...) ومستقبلي السياسي لا يهم».
في المقابل، سخر منها ترمب مراراً، ملقباً إياها بـ«عقل العصفور»، علماً أنه حد من تلك الهجمات بعد حصوله على عدد كاف من المندوبين للحصول على بطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية.
مع ترمب... وبعده
وقبل أن تخسر الانتخابات التمهيدية في ولايتها أمام ترمب، انتقدت هايلي الجمهوريين الذين دعموا ترمب رغم يأسهم منه سراً. وقالت: «في السياسة، عقلية القطيع قوية للغاية. استسلم الكثيرون من السياسيين الجمهوريين لها (...) وبطبيعة الحال، فإن العديد من نفس السياسيين الذين يتبنون ترمب الآن علناً يخشونه سراً. إنهم يعرفون مدى الكارثة التي حلت بحزبنا وسيظل يمثلها لحزبنا. إنهم خائفون للغاية من قول ذلك بصوت عالٍ».
أما الآن، فتقول هايلي بصوت عالٍ إنها ستصوت لصالح ترمب، فيما فسره البعض أيضاً بأنه لم يكن أمامها خيار سوى الانضمام إلى «القطيع» إذا أرادت مستقبلاً في الحزب الذي يهيمن عليه ترمب. وهو القرار ذاته الذي اتخذه السيناتور تيد كروز، الذي تعرضت زوجته لإهانة علنية من ترمب.
وهناك الآن أيضاً دلائل تشير إلى أن هايلي تريد الترشح مرة أخرى للرئاسة بمجرد مغادرة ترمب الحلبة السياسية. لذا، فإن التنصل منه الآن لن يخدم أي غرض سياسي شخصي سوى إنهاء حياتها المهنية على أساس نقطة مبدئية.
ناخبو هايلي
في غضون ذلك، تعمل الحملة الديمقراطية للرئيس بايدن على كسب تأييد أنصار هايلي، بوصفهم ناخبين متأرجحين. ويركز فريق بايدن على مئات الآلاف من ناخبي هايلي في كل ولاية تشهد معركة انتخابية. ورغم إعلان هايلي أنها ستصوت لترمب، أكدت حملة بايدن أنها ستواصل التقرب من الناخبين الذين دعموها في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري هذا العام.
وأفاد مدير اتصالات الحملة الديمقراطية مايكل تايلر بأنه «لم يتغير شيء بالنسبة لملايين الناخبين الجمهوريين الذين يواصلون الإدلاء بأصواتهم ضد دونالد ترمب في الانتخابات التمهيدية ويهتمون بشدة بمستقبل ديمقراطيتنا، ويقفون بقوة مع حلفائنا ضد الخصوم الأجانب، ويعملون عبر الممر (في الكونغرس) لإنجاز الأمور». وأضاف في بيان أنه «من أجل الشعب الأميركي، مع رفض الفوضى والانقسام والعنف الذي يجسده دونالد ترمب (...) هناك مرشح واحد فقط يتقاسم هذه القيم، وحملة واحدة فقط تعمل بجد كل يوم لكسب دعمهم، وهذا هو الرئيس بايدن».