قضايا ترمب الجنائية تعود إلى الواجهة في جورجيا وفلوريدا

فوز سهل له ولبايدن في الانتخابات التمهيدية استعداداً لسباق نوفمبر

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متحدثاً قبيل جلسة لمحكمة الجنايات في مانهاتن الثلاثاء (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متحدثاً قبيل جلسة لمحكمة الجنايات في مانهاتن الثلاثاء (رويترز)
TT

قضايا ترمب الجنائية تعود إلى الواجهة في جورجيا وفلوريدا

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متحدثاً قبيل جلسة لمحكمة الجنايات في مانهاتن الثلاثاء (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متحدثاً قبيل جلسة لمحكمة الجنايات في مانهاتن الثلاثاء (رويترز)

على الرغم من عدم انتهاء محاكمته بقضية «أموال الصمت» في نيويورك، عادت القضايا الجنائية الأخرى ضد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى الواجهة في كل من جورجيا وفلوريدا، حيث يواجه اتهامات بالسعي إلى قلب نتائج الانتخابات التي فاز فيها الرئيس جو بايدن عام 2020، فيما واصل كلاهما الفوز بسهولة في الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي، استعداداً للانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ففي جورجيا، فازت المدعية العامة لمقاطعة فولتون فاني ويليس، التي رفعت قضية واسعة النطاق ضد ترمب وآخرين، بالانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في انتصار حيوي لها قبل الانتخابات العامة المقبلة.

وكانت ويليس أصدرت قراراً اتهامياً في أغسطس (آب) الماضي ضد ترمب و18 آخرين، بالمشاركة في مخطط غير قانوني لقلب خسارة ترمب بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 في جورجيا. واعترف أربعة أشخاص بالذنب بعد التوصل إلى اتفاقات مع المدعين العامين. أما ترمب والـ14 الآخرون فدفعوا ببراءتهم.

المدعية العامة لمقاطعة فولتون بولاية جورجيا تتحدث للصحافة بعد فوزها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي (رويترز)

وبعد فوزها ضد المحامي التقدمي كريستيان وايز سميث في الانتخابات الحزبية، من المقرر الآن أن تواجه ويليس خصمتها الجمهورية كورتني كرامر. وبعد إعلان فوزها، قالت للصحافيين إن الناخبين وجهوا رسالة مفادها أن «الناس يريدون نائباً عاماً ديمقراطياً عادلاً، يعامل الجميع بإنصاف ويعمل بجد، وهم يعلمون أنهم يجدون ذلك عندي».

وكذلك فاز قاضي محكمة الاستئناف في مقاطعة فولتون سكوت مكافي، الذي جرى تعيينه بالقرعة للإشراف على قضية التدخل في انتخابات غير حزبية للاحتفاظ بمقعده.

وفي ظل شهرتها وعملها الجاد في منصبها وجمعها تبرعات ضخمة، لم يكن فوز ويليس في الانتخابات التمهيدية مفاجئاً. ومع انتقالها إلى مرحلة الانتخابات العامة، تبدو احتمالات فوزها عالية أيضاً. وتشمل مقاطعة فولتون معظم مدينة أتلانتا، وهي ذات غالبية ديمقراطية كبيرة، حيث أدلى نحو 73 في المائة من ناخبيها بأصواتهم لمصلحة الرئيس جو بايدن في انتخابات عام 2020. ولكن ويليس قالت لمؤيديها إن «الحملة لن تنتهي الليلة. بل تبدأ الليلة»، مضيفة أن «خصمتي غير مؤهلة على الإطلاق»، مستدركة: «لكن رغم أنها عديمة الخبرة، وغير مؤهلة، ولا تمثل قيم مقاطعتي، فلا تخلطوا. إنها تشكل تهديداً حقيقياً بسبب من يدعمونها وكيف يدعمونها». وحضت أنصارها على مواصلة دعمها مالياً.

قضية ويليس

وكانت الجمهورية كورتني كرامر، التي لها علاقات بحلفاء ترمب الرئيسيين في جورجيا واستقطبت مساهمات مالية من الجمهوريين، أعلنت بعدما تأهلت للترشيح أن القرار الاتهامي ضد ترمب دفعها إلى تحدي ويليس. وكتبت على منصة «إكس» أنه «لا ينبغي أن يجري التحكم في مستقبل مقاطعة فولتون، والأمان في مجتمعنا، من السياسيين المهتمين بمصالحهم الذاتية الذين يستخدمون مناصبهم لتحقيق غايتهم السياسية. حان وقت التغيير».

ولم تكن هناك أي معارضة من الجمهوريين لترشيح كرامر، وهي محامية تدربت في البيت الأبيض خلال عهد ترمب. ويتوقع أن تواصل كرامر ومؤيدوها التركيز على خطأ ويليس الكبير بعلاقتها العاطفية بالمدعي الخاص ناثان وايد، الذي عينته في قضية الانتخابات. وأدت هذه القضية إلى تهديد المحاكمة وعرقلتها.

وحكم القاضي مكافي في نهاية المطاف بأن العلاقة لم تؤد إلى تضارب في المصالح بما يؤدي إلى استبعاد ويليس، لكنه قرر أنها لا تستطيع مواصلة الإشراف على القضية إلا إذا تنحى وايد، الذي ترك القضية على الفور. لكن الدفاع استأنف حكم مكافي، مشدداً على ضرورة تنحية ويليس.

رئيس بلدية نيويورك سابقاً رودي جولياني في صورة من الأرشيف (أ.ب)

جولياني في محاكمتين

في غضون ذلك، وافق محامي ترمب سابقاً رودي جولياني على وقف اتهاماته ضد العاملتين في انتخابات مقاطعة فولتون بجورجيا، روبي فريمان وابنتها واندريا أرشاي موس، بالتلاعب في انتخابات 2020.

ووفقاً لمسودة اتفاق قدمها لمحكمة الإفلاس الفيدرالية في الولاية، يمتنع جولياني، الذي ضخم لسنوات الأكاذيب الانتخابية لمصلحة الرئيس السابق، عن نشر أي بيانات كاذبة تورط فريمان وموس «في مخالفات» تتعلق بانتخابات 2020، علماً أنه خلال الأسابيع التي تلت تلك الانتخابات، ادعى جولياني مراراً أن فريمان وموس أحضرتا «حقائب» مليئة بأصوات مزيفة لمصلحة الرئيس جو بايدن، وهي اتهامات تبين أنها زائفة بعد تحقيق أجرته الولاية.

ورفعت الأم وابنتها دعوى ضد جولياني. وبنتيجة المحاكمة، أمرت هيئة محلفين فيدرالية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي جولياني بدفع 148 مليون دولار لفريمان وموس لاتهامهما زوراً بتزوير الانتخابات. في اليوم التالي، أعلن جولياني إفلاسه في نيويورك، وأدرج ما يصل إلى 500 مليون دولار من الديون، لكنه واصل تصريحاته ضد المحاكمة والحكم.

ورفعت فريمان وموس دعوى قضائية أخرى ضد جولياني في ديسمبر الماضي، بعدما واصل نشر الأكاذيب عنهما. وكذلك مثل جولياني أمام محكمة في أريزونا، الثلاثاء، ليدفع ببراءته من التهم الجنائية التي يواجهها هو وجمهوريون آخرون فيما يتعلق بجهودهم المزعومة لتخريب فوز بايدن عام 2020 في الولاية.

قضية الوثائق السريّة

وفي فلوريدا، مثل المدعون العامون ومحامو الدفاع في قضية الوثائق السرية ضد الرئيس ترمب أمام المحكمة، الأربعاء، للمرة الأولى منذ أرجأت القاضية المحاكمة إلى أجل غير مسمى في مطلع هذا الشهر.

وكان مقرراً أن تبدأ هذه المحاكمة، وهي واحدة من أربع قضايا جنائية ضد ترمب، في 20 مايو (أيار)، لكن القاضية آيلين كانون ألغت هذا الموعد، مستشهدة بالعديد من المسائل العالقة.

وقد استمعت الأربعاء إلى مرافعات بشأن طلب ترمب رفض القرار الاتهامي الذي يرقى إلى «هجوم شخصي وسياسي ضد الرئيس ترمب». ويسعى الدفاع إلى استبعاد الأدلة التي استولى عليها عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» في أثناء تفتيش عقار ترمب في مارالاغو في بالم بيتش، قبل عامين تقريباً.

وفي المقابل، جادل المدعون في فريق المستشار القانوني الخاص جاك سميث، الذي رفع القضية، ضد هذا الطلب. وأكدوا أن أمر التفتيش جرى الحصول عليه بعدما جمع المحققون مقطع فيديو للمراقبة يظهر أنه جهد منسق لإخفاء صناديق الوثائق السرية داخل العقار.


مقالات ذات صلة

الجمهوريون ينتزعون الأغلبية في مجلس الشيوخ

الولايات المتحدة​ الجمهوري جيم جاستيس رفقة كلبه قبيل المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري (ا.ب)

الجمهوريون ينتزعون الأغلبية في مجلس الشيوخ

فاز الجمهوريون، الثلاثاء، بمقعد كان يشغله الديموقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية وست فرجينيا، بحسب توقعات شبكتي «سي بي إس نيوز» و«فوكس نيوز».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ضاحكاً خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في ويسكونسن (د.ب.أ)

خصوم ترمب السابقون يصطفون خلفه لولاية رئاسية جديدة

اصطف الخصوم السابقون للرئيس دونالد ترمب واحداً تلو آخر بميلووكي لـ«تقبيل خاتمه» كمرشح من المؤتمر العام للحزب الجمهوري لمعركة العودة إلى البيت الأبيض.

علي بردى (ميلووكي - ويسكونسن)
خاص عناصر من جهاز الخدمة السرية يحيطون المرشح الجمهوري دونالد ترامب وهو على المنصة إثر تعرضه لمحاولة اغتيال (أ ب) play-circle 02:23

خاص «أكبر اختراق» يطارد «الخدمة السرية» الأميركية

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أصيب بإطلاق نار خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بارون ترمب مع والده دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)

بارون ترمب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري

انسحب بارون ترمب، أصغر أنجال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الجمعة، من أول ظهور سياسي مقرر له بصفته مندوباً خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يعقد في يوليو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ يسعى الديمقراطيون إلى الحفاظ على أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ (رويترز)

10 ولايات قد تحسم السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي

يراهن الحزبان الديمقراطي والجمهوري على 10 ولايات للسيطرة على مجلس الشيوخ، في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلة.

إيلي يوسف (واشنطن)

تحقيق بالكونغرس: «كورونا» نشأ في الصين... والتباعد الاجتماعي والكمامات بلا أساس علمي

مختبر ووهان في الصين (أرشيفية- أ.ف.ب)
مختبر ووهان في الصين (أرشيفية- أ.ف.ب)
TT

تحقيق بالكونغرس: «كورونا» نشأ في الصين... والتباعد الاجتماعي والكمامات بلا أساس علمي

مختبر ووهان في الصين (أرشيفية- أ.ف.ب)
مختبر ووهان في الصين (أرشيفية- أ.ف.ب)

اختتمت لجنة فرعية تابعة للكونغرس الأميركي تحقيقاتها التي استمرت عامين بشأن جائحة فيروس «كورونا» أمس (الاثنين)، ووجدت أن «كوفيد-19» ربما نشأ من مختبر في ووهان بالصين، وأن التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات لم يكن مدعوماً ببيانات علمية.

وأصدرت اللجنة الفرعية الخاصة بجائحة فيروس «كورونا» تقريرها النهائي المكون من 520 صفحة، والذي جاء فيه: «من المرجح أن (كوفيد-19) نشأ من مختبر في ووهان بالصين».

ودعماً لنظرية «تسرب المختبر»، قال التقرير إن اللجنة الفرعية أكدت أن فيروس «كورونا» له سمة بيولوجية غير موجودة في الطبيعة من قبل.

وأفاد التقرير: «وفقاً لجميع مقاييس العلوم تقريباً، إذا كان هناك دليل على أصل طبيعي، لكان قد ظهر بالفعل».

وأشار التقرير إلى أن مختبر أبحاث فيروسات «سارس» الرئيسي في الصين، والذي يقع في مدينة ووهان «لديه تاريخ في إجراء أبحاث بمستويات غير كافية من الأمان والسلامة البيولوجية». وأفاد التقرير بأن الباحثين في المختبر «أصيبوا بفيروس يشبه (كوفيد-19) في خريف عام 2019، قبل أشهر من اكتشاف (كوفيد-19) في السوق الرطبة».

انتشرت الشائعات الأولية في بداية الوباء بأن الأسواق الرطبة في الصين، المعروفة ببيع اللحوم والأسماك والمنتجات والحيوانات الغريبة في ظروف غير صحية، كانت أصل الفيروس.

وأصبح مختبر ووهان للفيروسات، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، محل جدل مع انتشار الوباء حول العالم.

رجل يرتدي قناعاً واقياً في دلهي بالهند (أ.ف.ب)

ويتم تداول نظريات حول أن الفيروس خرج من المختبر، حتى إن الرئيس الأميركي (حينها) دونالد ترمب، قال في أبريل (نيسان) 2020، إن واشنطن تحاول تحديد ما إذا كان الفيروس قد وصل للبشر لأول مرة من طريق الخطأ، خلال تجارب تنطوي على الخفافيش في مختبر ووهان.

وأصدرت وزارة الخارجية الصينية، في مايو (أيار) 2020، مقالاً مطولاً تفنِّد فيه ما وصفتها بأنها «ادعاءات غير منطقية» أطلقها بعض الساسة الأميركيين البارزين بشأن تعاملها مع تفشي فيروس «كورونا» المستجد، أبرزها أن الصين حجبت معلومات، وأن الفيروس نشأ في معمل في مدينة ووهان الصينية.

وفي سياق متصل، وجد تقرير الكونغرس الأميركي أيضاً أن التباعد الاجتماعي «لم يكن قائماً على أساس علمي»، وأفاد التقرير بأنه «خلال شهادة مغلقة، شهد الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المُعدية في الولايات المتحدة، بأن الإرشادات الخاصة بالوقاية من الفيروس لم تكن موجودة من قبل».

كان فاوتشي هو المسؤول العام عن استجابة الحكومة الفيدرالية لجائحة فيروس «كورونا». وقد واجه انتقادات شديدة بسبب تعامله مع الوباء.

كما وجدت اللجنة الفرعية «عدم وجود دليل قاطع» على أن ارتداء الأقنعة يحمي الأميركيين من «كوفيد-19». وأدت التدابير إلى تأثيرات طويلة الأمد على البالغين والأطفال الأميركيين.ووجد التقرير أن البطالة ارتفعت بشكل كبير، وأن الأطفال «خسروا عقوداً من التقدم الأكاديمي»، وفق ما أفادت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.