جدد الديمقراطيون جهود إصلاح ملف الهجرة في الكونغرس، وأعلن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر نيته طرح مشروع قانون لإصلاح الأزمة هذا الأسبوع رغم حظوظه الباهتة بالإقرار.
فبينما يتصدر ملف الهجرة وأمن الحدود لائحة اهتمامات الناخب الأميركي في موسم انتخابي محتدم، يسعى فيه الحزبان لتعزيز أغلبيتهما في مجلسي الشيوخ والنواب، يحاول الديمقراطيون جاهدين توظيف هذا الملف لصالحهم في مساعي لإنقاذ بعض أعضاء الحزب من براثن الخسارة خاصة في الولايات الحدودية والحمراء.
ومن هذا المنطلق، قرر شومر طرح الملف على النقاش والتصويت مجدداً رغم اعترافه الضمني بأن جهوده ستبوء مرة أخرى بالفشل، على غرار ما حصل خلال المفاوضات الشاقة بين الحزبين للتوصل إلى تسوية في فبراير (شباط) والتي اصطدمت بحائط مسدود بعد معارضة الرئيس السابق دونالد ترمب لها.
فحينها قرر ترمب إحباط المساعي كي لا يسلّم الديمقراطيين، وخصمه الرئيس الحالي جو بايدن، فوزاً تشريعياً يمكنهم من التفوق على حزبه في الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ولن تختلف المعادلة اليوم، على العكس فسوف يخسر زعيم الأغلبية الديمقراطية بعض الأصوات الديمقراطية كذلك، من المشرعين من أصول لاتينية الذين يرفضون مساعيه بحجة أنها منحازة ضد المهاجرين. لكن هذا لم يمنع شومر من المضي قدماً بمحاولاته فقال في رسالة لأعضاء حزبه مساء الأحد: «سأكون صريحاً، لا أتوقع أن يدعم كل الديمقراطيين هذا المشروع، فالكثيرون منهم يعارضون بعض البنود فيه، كما لا أتوقع من كل الجمهوريين الموافقة على كل البنود»، وتابع شومر: «في نهاية الأمر، يستحق الشعب الأميركي زعماء سياسيين يعملون نحو حلول يدعمها الحزبان وهذا ما سنفعله في مجلس الشيوخ هذا الأسبوع».
ورقة انتخابية حاسمة
وسرعان ما هب البيت الأبيض لدعم جهود شومر، رغم حظوظها الضئيلة بالنجاح، فمستقبل بايدن السياسي قد يعتمد على سياساته المتعلقة بالهجرة، خاصة في ظل التقارب الكبير في استطلاعات الرأي بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري. وقالت المتحدثة باسم بايدن كارين جان بيار في بيان: «منذ يومه الأول في المكتب البيضوي دعا الرئيس بايدن الكونغرس إلى إصلاح نظام الهجرة المكسور، لهذا فقد طرح خطة إصلاح شاملة منذ اليوم الأول... نحن ندعم بقوة مشروع القانون المطروح في مجلس الشيوخ وندعو كل سيناتور لوضع الخلافات الحزبية جانباً والتصويت لدعم الحدود».
لكن هذه الدعوة لن تبصر النور، فمن الواضح أن الجمهوريين لن يرموا بسترة نجاة للديمقراطيين في هذا الموسم الانتخابي الذي يراهنون فيه على انتزاع الأغلبية في مجلس الشيوخ، خاصة مع وجود مقاعد ديمقراطية حساسة في ولايات حمراء كمونتانا وأوهايو، حيث يحظى ملف الهجرة باهتمام الناخبين.
وفي ظل هذه المعارضة الجمهورية، يسعى الديمقراطيون للتذكير بعرقلة الجمهوريين لتسوية الأزمة الحدودية، التي توصل إليها الحزبان خلال المفاوضات لإقرار المساعدات الخارجية الطارئة، بعد رفض ترمب لها، فقال السيناتور الديمقراطي براين شاتز: «سوف نستمر بالحديث عن الملف. فقد تعبنا من أن نكون في موقع دفاعي، وبصراحة فإن حجتنا أفضل من حجتهم، فقد أحبطوا إقرار تسوية حدودية لأن زعيمهم طلب منهم ذلك».