بايدن يحث نتنياهو على الوفاء بالتزاماته في تدفق المساعدات وتجنب إصابة المدنيين

«حماس» تقول للوسطاء إنها لا تملك 40 رهينة إسرائيلية «على قيد الحياة» حتى تستطيع إبرام صفقة

TT

بايدن يحث نتنياهو على الوفاء بالتزاماته في تدفق المساعدات وتجنب إصابة المدنيين

الرئيس الأميركي جو بايدن يعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في حديقة الورود بالبيت الأبيض بواشنطن... ويقول سنرى ما سيفعله نتنياهو وكيف سيفي بالالتزامات التي قطعها (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في حديقة الورود بالبيت الأبيض بواشنطن... ويقول سنرى ما سيفعله نتنياهو وكيف سيفي بالالتزامات التي قطعها (رويترز)

أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنه كان صريحاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال نقاش طويل اتفقا فيه على قيام نتنياهو بعدة أشياء تتعلق بإيصال مزيد من المساعدات من غذاء وأدوية إلى غزة وتقليل الضحايا المدنيين في أي إجراءات أو عمليات عسكرية يتم القيام بها.

الرئيس الأميركي جو بايدن يعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في حديقة الورود بالبيت الأبيض بواشنطن... ويقول سنرى ما سيفعله نتنياهو وكيف سيفي بالالتزامات التي قطعها (رويترز)

وشدد بايدن، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، بالبيت الأبيض، ظهر الأربعاء، على تأكيد أن يتعين على إسرائيل السماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأشار إلى مفاوضات إبرام صفقة لإطلاق سراح عدد من الرهائن الذين تحتجزهم «حماس». وقال: «لقد التقت عائلات الرهائن مع نائبة الرئيس ومع مستشار الأمن القومي، ولدينا التزام بإعادتهم إلى الوطن، ولن نتوقف حتى يتم تنفيذ المقترح الجديد الذي طرحه وليام بيرنز».

وأضاف بايدن: «إننا بحاجة للمضي قدماً في تقديم المقترحات وإعادة هؤلاء الرهائن إلى وطنهم ووقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع الذي نحتاجه الآن». وحث الرئيس الأميركي حركة «حماس» على قبول أحدث مقترح بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم الحركة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

وانتقد بايدن ضعف تدفق المساعدات الإنسانية، وقال: «الحقيقة أننا وصلنا خلال الأيام الماضية إلى أكثر من 100 شاحنة، وهذا ليس كافياً، وسنرى ما الذي سيفعله نتنياهو وكيف سيقوم بالوفاء بالالتزامات التي قطعها».

أحياء أم أموات؟

من جانب آخر، نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «حماس» ردت على المفاوضين والوسطاء، وقالت إنها لا تملك 40 رهينة إسرائيلية على قيد الحياة حتى تستطيع إبرام صفقة تبادل للرهائن والسجناء الفلسطينيين وبدء هدنة لوقف إطلاق النار. وقالت الشبكة نقلاً عن مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع على المناقشات، إن «حماس» أشارت إلى أنها غير قادرة حالياً على تحديد وتعقب 40 رهينة إسرائيلياً مطلوباً للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، مما رفع المخاوف من احتمال مقتل عدد من الرهائن أكثر مما هو معروف علناً.

وينص الإطار الذي وضعه المفاوضون، على أنه خلال فترة التوقف الأولى للقتال لمدة 6 أسابيع، يتعين على «حماس» إطلاق سراح 40 من الرهائن المتبقين، بما في ذلك جميع النساء وكذلك الرجال المرضى والمسنون. وفي المقابل، سيتم إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وقال المصدران إن «حماس» أبلغت الوسطاء الدوليين، ومن بينهم قطر ومصر، أنه ليس لديها 40 رهينة على قيد الحياة تنطبق عليهم معايير الإفراج.

امرأة خلال وقفة احتجاجية وتحمل لافتة لأحد الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حركة «حماس» (رويترز)

وأضاف المصدر الثاني أن عدم قدرة «حماس» - أو عدم رغبتها - في إخبار إسرائيل بالرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم أحياء، يمثل عقبة رئيسية. وقال المسؤول الإسرائيلي إنه مع عدم قدرة «حماس» على ما يبدو على الوصول إلى 40 في الفئات المقترحة، فقد ضغطت إسرائيل على «حماس» للإفراج عن الرهائن الأصغر سناً، بما في ذلك الجنود.

وطوال أشهر المفاوضات التي تلت وقف إطلاق النار المؤقت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، طلبت إسرائيل مراراً من «حماس» قائمة بأسماء الرهائن وظروفهم. في المقابل، اشترطت «حماس» وقف القتال لتتمكن من تعقب الرهائن وجمعهم، وهي الحجة نفسها التي قدمتها في نوفمبر قبل توقف دام أسبوعاً، وانهار بعد فشل «حماس» في تسليم مزيد من الرهائن.

ويعتقد أن غالبية الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، وعددهم نحو 100، هم جنود جيش الدفاع الإسرائيلي الذكور أو رجال في سن الاحتياط العسكري. ومن المتوقع أن تحاول «حماس» استخدامهم في مراحل لاحقة لمحاولة التفاوض على تنازلات أكثر أهمية، بما في ذلك مزيد من السجناء رفيعو المستوى وإنهاء دائم للحرب.

وبعد هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تمكنت «حماس» من احتجاز أكثر من 250 رهينة تم أسرهم منذ ذلك الحين، ويعتقد أن هؤلاء الرهائن منتشرون بين مختلف أعضاء وفصائل «حماس»، بالإضافة إلى الجماعات المسلحة الأخرى مثل «الجهاد الإسلامي». وقد أوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، يوم الأربعاء، اعتقاده بوفاة 33 رهينة من بين الرهائن الـ129 الذين لا يزالون محتجزين لدى «حماس».

بينما قالت «حماس» إن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل عدد من الرهائن المحتجزين في غزة، وإن حملة الجيش الإسرائيلي المستمرة تهدد أولئك الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة.


مقالات ذات صلة

بايدن سيعلن عن خطط لإصلاح المحكمة العليا يوم الاثنين

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

بايدن سيعلن عن خطط لإصلاح المحكمة العليا يوم الاثنين

كشفت صحيفة «بوليتيكو» أن الرئيس الأميركي سيعلن عن خطط لإصلاح المحكمة العليا، يوم الاثنين، حيث سيدعم تحديد فترات ولاية القضاة وقواعد أخلاقية قابلة للتنفيذ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن في المكتب البيضوي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

بايدن يأمر بـ«حماية» اللبنانيين من الإبعاد عن أميركا

أمر الرئيس جو بايدن بحماية اللبنانيين الموجودين على الأراضي الأميركية من خطر الإبعاد مدة تصل إلى 18 شهراً، فيما يؤثر على زهاء 12 ألف شخص، بينهم 1700 طالب.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ غيّرت حملة ترمب استراتيجيتها لمواجهة هاريس (أ.ف.ب)

هاريس توحّد صفوف الديمقراطيين وتستعد لمواجهة «حتمية» مع ترمب

نجحت حملة كامالا هاريس في توحيد صفوف حزبها وحشد دعم واسع، لكن هل يستمر حماس الناخبين الديمقراطيين تجاهها؟ وما حظوظها في الفوز على دونالد ترمب؟

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في الغرفة الشرقية من البيت الأبيض في واشنطن في 5 أبريل 2022 (أ.ف.ب)

هاريس تقترب من انتزاع الترشيح الديمقراطي بعد تأييد أوباما

حظيت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، على تأييد الرئيس الأسبق باراك أوباما لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)

ترمب لن يناظر هاريس قبل تثبيت الحزب الديمقراطي ترشيحها رسمياً

أعلنت الحملة الانتخابية لدونالد ترمب أن الرئيس الأميركي السابق يرفض في الوقت الراهن تحديد أيّ جدول زمني لمناظرة منافسته الديمقراطية المفترضة كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

حريق غابات ضخم يجبر آلافاً على مغادرة منازلهم في كاليفورنيا (صور)

رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
TT

حريق غابات ضخم يجبر آلافاً على مغادرة منازلهم في كاليفورنيا (صور)

رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

اضطر نحو 4 آلاف شخص إلى مغادرة منازلهم في كاليفورنيا جراء حريق ضخم وعنيف كان يواصل تمدده بشكل خطير، (الجمعة)، على الرغم من تدخل 1700 من عناصر الإطفاء، ما يثير قلق السلطات.

ودمر حريق «بارك فاير» أكثر من 720 كيلومتراً مربعاً من الغابات و134 مبنى منذ اندلاعه بعد ظهر الأربعاء، في شمال الولاية التي يطلق عليها «غولدن ستايت».

عربة محاطة بألسنة اللهب في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)

وأعلنت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا عدم السيطرة على الحريق، وأن نسبة «احتوائه 0 في المائة».

ويتمدّد الحريق بسرعة رجل يمشي، في منطقة ريفية تقع على بعد ثلاث ساعات بالسيارة شمال شرقي سان فرانسيسكو.

وأفاد مصور في «وكالة الصحافة» بأن الحريق يولّد عموداً هائلاً من الدخان الأسود، كبيراً جداً لدرجة أنه يشبه السحب خلال العواصف الشديدة في الغرب الأميركي.

وأعلن حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، مساء (الجمعة)، حالة الطوارئ في مقاطعتين مهددتين بالحرائق، بهدف تسريع إجراءات السلطات.

جانب من حريق الغابات في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

وأجبرت النيران أربعة آلاف شخص على إخلاء قريتي كوهاسيت وفوريست رانش، بعد تمدّد النيران إلى بلدة تشيكو الصغيرة.

وتقع بلدة تشيكو على بعد نحو 20 كلم إلى الغرب من بلدة بارادايز التي دمّرها في عام 2018 حريق غابات قضى فيه 85 شخصاً، وكان الحريق الأكثر حصداً للأرواح في تاريخ كاليفورنيا. والمنطقة حالياً في حالة تأهب، ويستعد سكانها لأي احتمال.

وقال كوري هونيا، عمدة مقاطعة بوتي، مساء الخميس، للسكان: «عليكم أن تكونوا مستعدين للمغادرة». وأضاف: «إذا تمدّد الحريق. لا أستطيع أن أعدكم أو أضمن لكم أننا قادرون على إنقاذ حياتكم».

«سوريالي»

وشدّد هونيا، الجمعة، خلال مؤتمر صحافي جديد، على أن «الوضع متغيّر»، مذكراً بأن الحريق «اجتاز» قرية كوهاسيت خلال الليل.

وتحدّث سكان لوسائل إعلام محلية عن فرارهم الصعب من النيران عبر الطريق الوحيد في الغابات الذي يمكن سلوكه في المنطقة، حيث بالكاد اخترقت إنارة مصابيحهم الأمامية الدخان الأسود. وقال نيكو شيلتون لصحيفة «ساكرامنتو بي» إنه «كان من المقلق بالطبع معرفة أن هذا هو السبيل الوحيد للخروج». وقالت جوليا ياربو، التي دمرت النيران منزلها، عبر قناة «سي بي إس»: «أنا في حالة صدمة. الأمر سوريالي».

وترى السلطات أن الحريق سببه إجرامي. وتم توقيف رجل يبلغ 42 عاماً، صباح الخميس، يشتبه بأنه أشعل الحريق «بعدما شوهد رجل مجهول يدفع سيارة تشتعل فيها النيران» إلى موقع قريب من المكان الذي اندلع فيه الحريق، وفق بيان للمدعي العام في مقاطعة بوتي مايك رامزي.

تظهر مركبة مشتعلة بينما يستمر حريق بارك في الاشتعال بالقرب من باينز كريك في مقاطعة تيهاما غير المدمجة - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

وميدانياً، أُرسلت تعزيزات من عدة مناطق في كاليفورنيا. وأصدرت الأرصاد الجوية الوطنية، الجمعة، إنذاراً باللون الأحمر، بسبب رياح قوية قد تعزز تمدد الحريق.

وقال مسؤول جهاز الإطفاء بيلي سي، الجمعة، بشأن الحريق: «نشهد تصاعداً هائلاً في الشمال». وأكد أن عمّال الإطفاء يبذلون ما في وسعهم، ويركزون جهودهم على حماية المناطق المأهولة.

وقال: «نأمل أن تتحسن الظروف الجوية بشكل ملحوظ بدءاً من نهاية هذا الأسبوع، مع انخفاض درجات الحرارة وزيادة الرطوبة النسبية، ما سيسمح لنا بالوصول بسهولة أكبر إلى مكان (الحريق) نفسه، بدلاً من البقاء في موقف دفاعي».

«أرقام قياسية»

وقال دانييل سوين، المتخصص في ظواهر الطقس المتطرفة في جامعة كاليفورنيا، مساء الخميس: «إنه فعلاً أول حريق خلال السنوات الأخيرة في كاليفورنيا يمكنني أن أصفه بأنه غير عادي، وهذا ليس بالأمر الجيد».

وقارن الخبير هذا الحريق الضخم بالحرائق التي دمرت كاليفورنيا في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وكانت من بين الأسوأ في تاريخ هذه الولاية الأميركية الغربية.

استمرار حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

وأضاف: «الخبر السار الوحيد هو أنه لا توجد مدن رئيسية في المسار المباشر للحريق»، مقدراً أن يستمر الحريق «لأسابيع أو حتى أشهر».

وبعد فصلي شتاء ممطرين، يشهد الغرب الأميركي منذ يونيو (حزيران) موجات حر أدت إلى جفاف الغطاء النباتي، ما يساعد على انتشار النيران.

وقال الخبير: «حطمنا أرقاماً قياسية (في درجات الحرارة)، وذلك في منطقة واسعة جداً، تمتد من شمال غربي المكسيك إلى غرب كندا».

وتشتعل حالياً مئات الحرائق في كل أنحاء المنطقة، لا سيما في ولاية أوريغون وفي كندا.

ويقول علماء إن موجات الحرّ المتكررة دليل على ظاهرة الاحتباس الحراري المرتبطة بتغير المناخ الناجم عن اعتماد البشرية على الوقود الأحفوري.