«اجتياح رفح» يوسع الفجوة بين واشنطن وتل أبيب

لسان بايدن أكثر حدة مع نتنياهو لكن لا تغيير ملموساً في السياسة الأميركية

TT

«اجتياح رفح» يوسع الفجوة بين واشنطن وتل أبيب

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب (أرشيفية - رويترز)

صعد الرئيس الأميركي جو بايدن من خطابه الناقد لسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة، وقال في مقابلة تلفزيونية مع شبكة «يونيفيجن» بثت مساء الثلاثاء، إن «مقاربة نتنياهو خاطئة»، ودعا إسرائيل السماح بوصول المزيد من المساعدات لسكان غزة، وإلى وقف إطلاق النار، لكن بايدن لم يشر إلى أي تغييرات مهمة في سياسة الولايات المتحدة تجاه الحليف الأقرب في الشرق الأوسط، ولم يلوح بأي تهديدات إذا لم يلتزم نتنياهو بإدخال مزيد من المساعدات، وتجنب سقوط المدنيين.

الرئيس الأميركي جو بايدن يستمر في توجيه انتقاداته لسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ويصفها بالخاطئة (رويترز)

وقال بايدن، للشبكة الناطقة بالإسبانية، رداً على سؤال حول ما إذا كان نتنياهو مهتماً بالبقاء السياسي أكثر من اهتمامه بالمصلحة الوطنية للإسرائيليين: «أعتقد أن ما يفعله هو خطأ، وأنا لا أتفق مع نهجه».

وأدان بايدن الهجوم الإسرائيلي بطائرة من دون طيار على عمال الإغاثة التابعين لمؤسسة «وورلد سنترال كيتشن» الخيرية، وقال: «ما أدعو إليه الآن هو أن يدعو الإسرائيليون لوقف إطلاق النار، والسماح خلال الأسابيع الستة أو الثمانية المقبلة بالوصول الكامل إلى جميع المواد الغذائية والأدوية التي تدخل البلاد».

وأشار الرئيس الأميركي إلى «عدم وجود ما يبرر قطع الطريق أمام توفير الاحتياجات الطبية والغذائية للفلسطينيين».

وتحدث بايدن في المقابلة التي تم تصويرها بعد يومين من مقتل عمال الإغاثة في مؤسسة «وورلد سنترال كيتشن»، وقال إنه «من المشين أن تتعرض مركبات عمال الإغاثة لقصف بطائرات من دون طيار».

ولم يذكر بايدن حركة «حماس» ولم يطالبها بالمرونة في المفاوضات التي تؤدي إلى وقف إطلاق النار كما فعل بقية المسؤولين في إدارته، مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومنسق الاتصالات جون كيربي، وجميعهم ألقوا العبء على عاتق الحركة في الموافقة على مقترحات جديدة «تضيق الفجوات بين المطالب والاشتراطات بين الجانبين بما يؤدي إلى هدنة، واتفاق لإطلاق سراح الرهائن».

تهدئة الغضب

وتبدو الإدارة الأميركية ماضية في الاستمرار في الانتقادات العلنية لنتنياهو وسياساته، وهو ما اعتبرها جمهوريون نوعاً من محاولة استرضاء التقدميين في الحزب الديمقراطي، وتهدئة الناخبين العرب الأميركيين، وفئة الشباب من الديمقراطيين.

ويطالب المشرعون الديمقراطيون بتجميد وتعليق ووضع اشتراطات على صفقات بيع الأسلحة الأميركية لإسرائيل، لكن هذا الطلب لا يجد آذاناً صاغية لدى الإدارة الأميركية التي أعطت الضوء الأخضر لتمرير صفقة كبيرة من الأسلحة القتالية لإسرائيل بقيمة 18 مليار دولار.

وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض للصحافيين إن انتقادات بايدن لا تشير إلى تحول في السياسة الأميركية، بل إلى «أهمية الهدنة التي يتم التفاوض بشأنها، والتي ستشهد إطلاق سراح 40 رهينة، ووقف لإطلاق النار لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع».

لكن يبدو أن العلاقات بين تل أبيب وواشنطن تسير إلى تصعيد التوترات، واتساع الفجوة بين الحليفين القويين، خاصة مع تصريحات نتنياهو التي حدد فيها موعداً لهجوم كبير على رفح، وأنه لا توجد أي قوة في العالم يمكن أن تمنع القوات الإسرائيلية من دخول رفح، وهو الخلاف الأكثر خطورة بين الجانبين.

وحذرت الإدارة الأميركية مراراً من هذه العملية التي تثير مخاوف كبيرة حول تداعياتها، وما يمكن أن تحدثه من كارثة إنسانية مع وجود أكثر من 1.4 مليون فلسطيني يتكدسون في رفح.

مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان يتحدث خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض في واشنطن في 9 أبريل 2024 (رويترز)

تهديدات فارغة

يعتقد مسؤولو إدارة بايدن أن ادعاءات نتنياهو بتحديد موعد لغزو رفح هي مجرد تهديد يحاول به رئيس الوزراء الإسرائيلي تحسين موقفه السياسي الهش داخل إسرائيل، واسترضاء اليمين المتطرف داخل حكومته.

وشككت الإدارة الأميركية علناً في تصريحات نتنياهو، وأكد المسؤولون أنهم لم يتلقوا أي شيء يشبه خطة شاملة حول كيفية تنفيذ هذه العملية، وكيفية إجلاء المدنيين الفلسطينيين من المدينة إلى شمال قطاع غزة.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي للبيت الأبيض، إنه «لم ير أي خطة»، وقال: «إذا كان لديه موعد فهو لم يشاركه معنا، ولن أعلق على افتراضات». وأضاف سوليفان أن «الولايات المتحدة لا تعتقد أن هناك غزواً برياً واسع النطاق لرفح حيث يتواجد 1.3 مليون شخص أو أكثر تم طردهم من أجزاء أخرى من غزة المدمرة إلى منطقة تصل إليها المساعدات الإنسانية».

وأوضح سوليفان أن «هذا الطريق ليس الأفضل للمضي قدماً، وهناك طرق أفضل لملاحقة (حماس)، وقد عرضناها على نظرائنا الإسرائيليين الأسبوع الماضي، وأتوقع أن تتاح لنا فرصة لاستمرار المشاورات».

وشدد سوليفان أن الجانب الإسرائيلي يفهم بشكل واضح المخاوف الأميركية العميقة بشأن عملية رفح.

النازحون الفلسطينيون يؤدون صلاة عيد الفطر خارج مسجد مدمر في رفح جنوب قطاع غزة في 10 أبريل 2024 وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» المسلحة (أ.ف.ب)

وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، إن إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة بأي موعد محدد لهجوم بري على مدينة رفح بجنوب غزة، وأضاف: «لا أرى أي شيء وشيكاً».

وأشار بلينكن إلى «اتصالات مستمرة بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين لضمان أن أي عمليات عسكرية لن تلحق الضرر بالمدنيين»، في حين قال وزير الخارجية البريطاني إن «الغرب يحتاج إلى الخطة (ب) في حال مضت إسرائيل قدماً في غزو رفح».

وفي اتصال هاتفي بين وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت والأميركي لويد أوستن، أكد غالانت أن إسرائيل لا تزال تضع خطتها لغزو محتمل لرفح، وتتخذ الاستعدادات اللازمة لحماية المدنيين، وأشار إلى أنه لم يتم وضع موعد للعملية.

متظاهرة تحمل لافتات احتجاج ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتدعو إلى إطلاق سراح الرهائن الذين تم اختطافهم في الهجوم الذي شنته حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (رويترز)

ويواجه نتنياهو أيضاً قنبلة موقوتة، فبمجرد انتهاء الحرب سيجد نفسه في مواجهة انهيار لائتلافه الحاكم اليميني المتطرف، وسيكون أمام مساءلة سياسية وقانونية حول ما حدث في هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) التي شنتها «حماس»، ومن مصلحته إطالة أمد العمليات العسكرية إلى أطول فترة ممكنة.

كما يواجه ضغوطاً، ومظاهرات مستمرة من أهالي الرهائن المحتجزين لدى «حماس» الذي يطالبون بالمضي في اتفاق يسفر عن إطلاق سراح الرهائن كأولوية قبل ملاحقة «حماس» في رفح.

وكتب توماس فريدمان في صحيفة «نيويورك تايمز»: «أدعو الله ألا تحاول إسرائيل غزو رفح، ورفض تدخل السلطة الفلسطينية في مستقبل غزة، لأن ذلك سيكون بمثابة دعوة لاحتلال إسرائيلي دائم لغزة، وتمرد دائم لـ(حماس)».


مقالات ذات صلة

جون ثون زعيماً جديداً للجمهوريين في «الشيوخ»

الولايات المتحدة​ زعيم الأغلبية الجمهورية الجديد جون ثون في مجلس الشيوخ في 13 نوفمبر 2024 (رويترز)

جون ثون زعيماً جديداً للجمهوريين في «الشيوخ»

انتخب الحزب الجمهوري في جلسة تصويت مغلقة السيناتور عن ساوث داكوتا جون ثون ليصبح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيسان الأميركي جو بايدن (يمين) والصيني شي جينبينغ (رويترز)

الرئيسان الأميركي والصيني يلتقيان في البيرو السبت

من المرتقَب أن يجتمع الرئيس الأميركي جو بايدن بنظيره الصيني شي جينبينغ، السبت، على هامش قمّة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الولايات المتحدة​ الرئيس جو بايدن يلتقي الرئيس المنتخب دونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب) play-circle 00:42

لقاء ترمب وبايدن يطلق عملية انتقالية «سلسة»

رحّب الرئيس الأميركي جو بايدن بغريمه السابق الرئيس المنتخب دونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، الأربعاء، وهنّأه بالفوز بالانتخابات الرئاسية.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب يعقدان اجتماعاً في البيت الأبيض (إ.ب.أ) play-circle 00:22

بايدن يستقبل ترمب في البيت الأبيض... ويعد بانتقال سلس للسلطة

وصل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض اليوم (الأربعاء) حيث يلتقي بالرئيس جو بايدن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في المكتب البيضوي في البيت الأبيض بالعاصمة الأميركية واشنطن... 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

الرئيس الإسرائيلي يؤكد لبايدن الحاجة الملحة لإعادة الرهائن ومحاربة إيران

أكد الرئيس الإسرائيلي خلال لقائه الرئيس الأميركي بواشنطن، اليوم (الثلاثاء)، على ضرورة إعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وعلى ضرورة مواجهة إيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يكلّف ماسك بمهمة «التغيير الجذري» في طريقة حكم أميركا

صورة مركبة تجمع الرئيس المنتخب دونالد ترمب والرئيس التنفيذي لشركة «سبيس إكس» والميلياردير فيفيك راماسوامي (أ.ف.ب)
صورة مركبة تجمع الرئيس المنتخب دونالد ترمب والرئيس التنفيذي لشركة «سبيس إكس» والميلياردير فيفيك راماسوامي (أ.ف.ب)
TT

ترمب يكلّف ماسك بمهمة «التغيير الجذري» في طريقة حكم أميركا

صورة مركبة تجمع الرئيس المنتخب دونالد ترمب والرئيس التنفيذي لشركة «سبيس إكس» والميلياردير فيفيك راماسوامي (أ.ف.ب)
صورة مركبة تجمع الرئيس المنتخب دونالد ترمب والرئيس التنفيذي لشركة «سبيس إكس» والميلياردير فيفيك راماسوامي (أ.ف.ب)

واصل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ترشيح موالين له لملء المناصب الرئيسية في إدارته، فاختار مقدم البرامج التلفزيونية بيت هيغسيث وزيراً للدفاع، وحاكمة ساوث داكوتا كريستي نوويم وزيرة للأمن الداخلي، والمدير السابق للاستخبارات الوطنية جون راتكليف مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه»، بالإضافة إلى المستثمر العقاري ستيفن ويتكوف مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط، والحاكم السابق لأركنسو مايك هاكابي سفيراً لدى إسرائيل.

وتمثل هذه الترشيحات جزءاً من تعيينات أوسع نطاقاً لمن يوصفون بأنهم «ترمبيون»، في لائحة شملت أيضاً تعيين المليارديرين إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي لقيادة «دائرة الكفاءة الحكومية» المستحدثة من أجل إحداث «تغيير جذري» في المؤسسات الحكومية وتمهيد الطريق «لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وخفض النفقات الباهظة، وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية»، وفقاً لما أعلنه ترمب في بيان، موضحاً أن الدائرة الجديدة «ستقدم المشورة والتوجيه من خارج الحكومة»، ولكنها «ستتعاون مع البيت الأبيض ومكتب الميزانية لتقديم توصيات لإصلاح العمليات الفيدرالية».

وسيكون لإعلان ترمب وقع مختلف عن بقية التعيينات الحكومية، لأن هذه الدائرة الجديدة، التي يختصر اسمها بـ«دوج»، تتطابق اسمياً مع العملة المشفرة التي أطلقها ماسك. ويدعو ماسك إلى تخفيضات تصل إلى تريليوني دولار في الميزانية الفيدرالية. وبينما لا تزال التفاصيل غامضة، سيتمكن الجمهوريون إذا أحكموا سيطرتهم على مجلسي النواب بعد الشيوخ، من إقرار مجموعة من التغييرات التنظيمية والإنفاقية التي ترد من البيت الأبيض تحت رئاسة ترمب. وتالياً يمكن أن تكون لهذه الدائرة عواقب وخيمة على عمليات الحكومة الأميركية وملايين العمال الفيدراليين.

إيلون ماسك

الرئيس التنفيذي لشركة «تيسلا» ومالك «إكس» إيلون ماسك في أثناء اجتماع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مع الجمهوريين بمجلس النواب في واشنطن (رويترز)

ويحصل تعيين ماسك لقيادة الدائرة رغم مخاوف تضارب مجموعة مصالحه التجارية الشخصية مع عمل الحكومة الفيدرالية، علماً أن شركاته في صناعات السيارات والفضاء نمت بسبب العقود الحكومية والإعانات. وبرز ماسك حليفاً رئيسياً تبرع بأكثر من 118 مليون دولار لحملة ترمب خلال الانتخابات الرئاسية. ورفع راماسوامي إلى الصدارة بصفته مرشحاً في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري لعام 2024، وقد تبنى تخفيضات شديدة للحكومة الفيدرالية. وفي مرحلة ما، دعا إلى تقليص القوى العاملة بأكثر من 75 في المائة.

ويتحدث قادة التكنولوجيا في دائرة ماسك بشكل متكرر عن الحاجة إلى «مشاريع مانهاتن» جديدة - نسبة إلى «مشروع مانهاتن» السريّ للأسلحة النووية في الأربعينات من القرن الماضي - ويجادلون بأن الحكومة تأخرت في الابتكار في هذا القرن.

وباختياره مقدم البرامج في شبكة «فوكس نيوز»، بيت هيغسيث، ليكون وزير الدفاع، سجّل الرئيس المنتخب مفاجأة يمكن أن تفتح الباب أمام معركة للمصادقة على تعيينه في مجلس الشيوخ، رغم سيطرة الغالبية الجمهورية عليه. غير أن ترمب يمكنه أن يتسلح بعلاقته الوثيقة مع هيغسيث، الذي خدم في الحرس الوطني في كل من العراق وأفغانستان، وكتابه الأكثر مبيعاً «الحرب والمحاربون/ خلف خيانة الرجال الذين يبقوننا أحراراً» لضمان المصادقة على الترشيح. وقال ترمب إن بيت هيغسيث «قوي وذكي ومؤمن حقاً بأميركا أولاً. مع بيت على رأس القيادة، فإن أعداء أميركا تحت الإنذار، سيصير جيشنا عظيماً مرة أخرى، ولن تتراجع أميركا أبداً».

وإذا صادق مجلس الشيوخ على ترشيحه، فسيخلف هيغسيث وزير الدفاع الحالي لويد أوستن، وهو جنرال متقاعد بأربع نجوم قاد «البنتاغون» طوال السنوات الأربع من ولاية بايدن. وسيشرف الوزير الجديد على 2.8 مليون شخص، وميزانية تزيد على 900 مليار دولار.

كريستي نويم

حاكمة ساوث داكوتا كريستي نويم خلال حفل انتخابي في أوهايو في 16 مارس (أ.ف.ب)

وخلافاً لما فعله بعد أسبوع انتخابه عام 2016، حين لم يسم أي مرشحين لإدارته الأولى، تحرك ترمب بسرعة لإعلان تسعة مرشحين لمناصب في الحكومة، بما في ذلك تعيين نويم وزيرة للأمن الداخلي، علماً أن بعض الأشخاص في دائرة ترمب حاولوا إقناعه بعدم اختيارها مسؤولة عن بيروقراطية فيدرالية مترامية بميزانية تبلغ 60 مليار دولار وأكثر من 230 ألف موظف، وفقاً لما أوردته صحيفة «واشنطن بوست»، التي أضافت أن «هذا الدور يعد مفتاحاً لأجندة السياسة الداخلية لترمب، خاصة في ضوء تعهده بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين، وفرض حملة مشددة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك». وتساءل أحد المستشارين: «ماذا تعرف (نويم) عن وكالة إدارة حالات الطوارئ الفيدرالية؟ ماذا تعرف عن الأمن الداخلي؟ إنها حاكمة ولاية ساوث داكوتا!».

ورداً على مثل هذه الانتقادات، قالت الناطقة باسم العملية الانتقالية، كارولين ليفيت، إن «الشعب الأميركي أعاد انتخاب الرئيس ترمب بهامش مدوٍّ، مما منحه تفويضاً لتنفيذ الوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية، وتعكس اختياراته الوزارية أولويته لوضع أميركا أولاً»، مضيفة أن الرئيس المنتخب «سيواصل تعيين رجال ونساء مؤهلين بدرجة عالية يتمتعون بالموهبة والخبرة والمجموعات المهارية اللازمة لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى».

جون راتكليف

صورة أرشيفية لبيت هيغسيث خلال توجهه إلى المصعد للقاء الرئيس المنتخب دونالد ترمب بنيويورك في 15 ديسمبر 2016 (أ.ب)

ويعد جون راتكليف الذي اختير مديراً لـ«سي آي إيه»، من الموالين المخلصين لترمب، وهو من الصقور البارزين الذين يتخذون مواقف متشددة من الصين. إذا نال مصادقة مجلس الشيوخ، فسيكون أول شخص يشغل منصب مدير الاستخبارات الوطنية ومدير وكالة الاستخبارات المركزية. ويشرف بصفته الأخيرة على طاقم مكون من 21 ألف شخص يقدمون رؤى لصناع السياسات في الولايات المتحدة حول التهديدات الأمنية العالمية والصراعات من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.

وأعلن ترمب عن خياره في بيان يعكس القيمة التي يوليها للولاء الشخصي والإخلاص لأولويات سياسته. وأشاد براتكليف لدوره فيما سماه ترمب «كشف التواطؤ الروسي المزيف»، في إشارة إلى التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. وأضاف: «أتطلع إلى أن يكون جون أول شخص على الإطلاق يخدم في أعلى منصبين استخباراتيين في بلادنا».

وأحيطت ولاية راتكليف التي استمرت ثمانية أشهر بصفته مديراً للاستخبارات الوطنية بالجدال حول قراره رفع السرية عن وثائق استخبارية روسية غير مدققة زعمت أنها تُظهر أن المرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون وافقت على مخطط لخلق فضيحة تربط ترمب بموسكو زوراً. وفي الأسابيع التي سبقت انتخابات 2020، أقر راتكليف بأن مجتمع الاستخبارات لم يحدد ما إذا كانت التقارير الروسية دقيقة، أو ربما حتى ملفقة.

مايك هاكابي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومايك هاكابي يتصافحان في بنسلفانيا 29 أكتوبر (أ.ف.ب)

ورشح ترمب هاكابي ليكون سفيراً لدى إسرائيل، قائلاً إن «مايك كان موظفاً عاماً عظيماً وحاكماً و(رجل دين بارزاً) لسنوات عديدة». وأضاف أنه «يحب إسرائيل وشعب إسرائيل، وعلى نحو مماثل، يحبه شعب إسرائيل. سيعمل مايك بلا كلل من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط!».

وكان هاكابي قساً معمدانياً، وشغل منصب حاكم أركنسو بين عامي 1996 و2007 واحتفظ بمكانة سياسية عالية منذ ذلك الحين.

وعن الحرب في غزة، دعا هاكابي إلى تبني خط متشدد ضد «حماس»، في تعليقه على جهود الرئيس جو بايدن للتوسط في اتفاق وقف للنار الذي من شأنه إطلاق الرهائن الذين تحتجزهم «حماس» وينهي الحرب في غزة. وقال هاكابي في يونيو (حزيران) الماضي إن «حماس» «غير قادرة على إجراء مفاوضات مشرفة».

وقاد هاكابي عشرات الجولات إلى إسرائيل، ومن المقرر أن يقوم برحلات أخرى خلال الأشهر المقبلة. وعندما زار إسرائيل بعد انتخاب ترمب عام 2016، تحدث دعماً للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، مستخدماً مصطلحات توراتية للمنطقة. وقال لشبكة «سي إن إن»: «هناك كلمات معينة أرفض استخدامها. لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية. إنها يهودا والسامرة. لا يوجد شيء اسمه مستوطنة».

ستيفن ويتكوف

وأعلن الرئيس المنتخب أنه رشح صديقه القديم المستثمر العقاري من فلوريدا ستيفن ويتكوف مبعوثاً خاصاً إلى الشرق الأوسط. وهو يشغل حالياً منصب رئيس لجنة التنصيب الخاصة بترمب. وهو يلعب الغولف مع ترمب، وكان معه عندما تعرض لمحاولة اغتيال ثانية في ناديه الخاص به في ويست بالم بيتش بفلوريدا.

ولم يقدم الفريق الانتقالي تفاصيل حول دور المبعوث في الشرق الأوسط، لكن ترمب قال في بيان إن « ستيف سيكون صوتاً لا يلين من أجل السلام، وسيجعلنا جميعاً فخورين».

تعيينات أخرى

مجموعة صور تشمل ماسك وراماسوامي وسوزي وايلز وبيت هيغسيث وتوماس هومان وإليز ستيفانيك وجون راتكليف ومايك والتز وماركو روبيو ولي زيلدين وستيفن ميلر (أ.ف.ب)

واختار ترمب ويليام ماكغينلي مستشاراً للبيت الأبيض. ويرجح أن يختار السيناتور ماركو روبيو وزيراً للخارجية. وكان قد اختار في الأيام الأخيرة النائبة إليز ستيفانيك لمنصب الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، والنائب السابق لي زيلدين لقيادة وكالة حماية البيئة. وبين المرشحين الآخرين سكوت بيسنت وزيراً للخزانة، ومات ويتاكر لمنصب وزير العدل.