معظم أعضائها من الأثرياء البيض... ماذا نعرف عن حركة «المتفائلون بالتكنولوجيا»؟

من بينهم إيلون ماسك

التفاؤل بالتكنولوجيا فكرة تستحق الانتشار (صفحة للحركة على «فيسبوك»)
التفاؤل بالتكنولوجيا فكرة تستحق الانتشار (صفحة للحركة على «فيسبوك»)
TT

معظم أعضائها من الأثرياء البيض... ماذا نعرف عن حركة «المتفائلون بالتكنولوجيا»؟

التفاؤل بالتكنولوجيا فكرة تستحق الانتشار (صفحة للحركة على «فيسبوك»)
التفاؤل بالتكنولوجيا فكرة تستحق الانتشار (صفحة للحركة على «فيسبوك»)

تبرز حركة سياسية جديدة وقوية ولديها تمويل جيد في أميركا، تُعرف باسم «المتفائلون بالتكنولوجيا (techno optimists)».

ووفق موقع «أكسيوس» فإن هذه المجموعة، معظمها من الرجال الأميركيين الأثرياء البيض، في منتصف العمر، وهم يشغلون وظائف في قطاع التكنولوجيا أو يملكون شركات أو صناديق استثمار.

بنى المتفائلون بالتكنولوجيا أفكارهم على فلسفة تشبه الحركة السياسية غير المنظمة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والبودكاست، والمشروعات الصحافية الجديدة، والتبرعات السياسية والنشاط السياسي.

وفي هذا الإطار، غيّر هؤلاء الأباطرة سياسة منصة التواصل الاجتماعي «إكس» بأكملها، وقاموا ببناء شبكة بث صوتي (بودكاست) قوية وشعبية.

ماذا يؤيد المتفائلون بالتكنولوجيا؟

المتفائلون بالتكنولوجيا يعتقدون بأن التكنولوجيا ستنتج الخير أكثر من الشر. أو بمعنى آخر فإن التكنولوجيا وفقاً لهم تلعب دوراً رئيسياً في ضمان سيادة الخير على الشر.

هم يدعمون أيضاً حرية التعبير عن العقيدة، والذكاء الاصطناعي، والأفكار المناهضة لوسائل الإعلام التقليدية، والصواب السياسي، وإجماع النخبة.

يؤمن المتفائلون بالتكنولوجيا بأن التكنولوجيا تحررية، وأنها تحرر الإمكانات البشرية، والنفس البشرية، والروح الإنسانية. وأنها تفتح المجال لما يمكن أن يعنيه أن تكون إنساناً، وذلك بحسب بيان (للاطلاع على البيان اضغط هنا) عن الحركة نشره رائد المتصفحات والمؤسس المشارك لشركة رأس المال الاستثماري القوية أندريسن هورويتز على موقعه.

مارك أندريسن (بلومبرغ)

ووفق نهجهم، فإن التفاؤل التكنولوجي هو فلسفة مادية، وليس فلسفة سياسية، ويقولون في نهجهم: «نحن لسنا بالضرورة يساريين، على الرغم من أن البعض منا كذلك. نحن لسنا بالضرورة يمينيين، على الرغم من أن البعض منا كذلك. نحن نركز مادياً، لسبب ما، على فتح فجوة على كيفية اختيارنا للعيش وسط الوفرة المادية».

ويضيفون: «من الانتقادات الشائعة للتكنولوجيا أنها تزيل الاختيار من حياتنا؛ لأن الآلات تتخذ القرارات نيابةً عنا. وهذا صحيح بلا شك، إلا أن ذلك تقابله حرية خلق حياتنا التي تتدفق من الوفرة المادية الناتجة عن استخدامنا للآلات. إن الوفرة المادية من الأسواق والتكنولوجيا تفتح المجال أمام الدين، والسياسة، واختيارات كيفية العيش، اجتماعياً وفردياً».

«المتفائلون بالتكنولوجيا» حزب أم فلسفة؟

«المتفائلون بالتكنولوجيا» اسم غير كامل للحركة. لكنه يجسد روحاً محفزة لآيديولوجية ناشئة.

ورغم أن الحركة ليست حزباً سياسياً وهي فلسفة، فإن بعض المستثمرين المليارديرات في مجال التكنولوجيا الذين يمولونها ويغذونها يتحدثون بشكل خاص عن أنها قريباً ستكون حزباً.

أما في الوقت الحالي، فيعدّ «المتفائلون بالتكنولوجيا» اتحاداً فضفاضاً لأشخاص أقوياء جداً لديهم عدد كبير من المتابعين الذين يتشاركون المنصات والأفكار والأساليب والمعتقدات، وفق «أكسيوس».

ماذا يملكون؟

لدى «المتفائلون بالتكنولوجيا» منصة «إكس» المملوكة من قطب التكنولوجيا إيلون ماسك، حيث يشنون حرباً ضد التفكير والمؤسسات التقليدية.

قطب التكنولوجيا إيلون ماسك (رويترز)

ووفق «أكسيوس»: «لقد تحوّلت (إكس) من معقل للتفكير الجماعي لوسائل الإعلام السائدة في عام 2020، إلى معقل للتفكير الجماعي التكنولوجي/ المناهض للمؤسسة في هذه الانتخابات. إنهم يرحّبون ببعضهم بعضاً من خلال إعادة التغريدات والمقابلات الخاصة على (إكس) فقط».

ولديهم بيانات فلسفية استفزازية، وأبرزها «بيان المتفائلون بالتكنولوجيا» للمستثمر مارك أندريسن، الذي قال إن «التكنولوجيا هي مجد الطموح الإنساني والإنجاز، ورأس الحربة للتقدم، وإدراك إمكاناتنا».

كذلك، لدى «المتفائلون بالتكنولوجيا» نظام بيئي إعلامي متنامٍ يعمل عبر الإنترنت ويحظى بمشاركة كبيرة على «إكس». غالباً ما يقوم هؤلاء الكتاب، مثل مات تايبي (Matt Taibbi) المؤلف والصحافي ومذيع البودكاست، وباري ويس (Bari Weiss)، الصحافية والكاتبة، وغلن غريتوارد (Glenn Greenwald) الصحافي والكاتب الحالي والمحامي السابق، بالترويج لبعضهم بعضاً والحصول على دعم في ملفات البودكاست.

مشاهير من «المتفائلون بالتكنولوجيا»

ومن بين أعضاء هذه المجموعة الملياردير الأميركي إيلون ماسك، والمؤسس المشارك لشركة رأس المال الاستثماري القوية أندريسن، ورجل الأعمال والمستثمر الأميركي بن هورويتز، والملياردير بيل أكمان وغيرهم.

هل يتدخلون بالسياسة الأميركية؟

ولوحظ أن هناك تأثيراً مشتركاً للمتفائلين بالتكنولوجيا في السياسة، حقيقياً ومتزايداً.

وبحسب موقع «أكسيوس» يقحم «المتفائلون بالتكنولوجيا» أنفسهم في سياسة كل شيء. يتم توزيع وجهات نظرهم أو آرائهم على نطاق واسع في ملفات البودكاست، ولا سيما برامج «Rogan's» و«All-In» و«Lex Fridman's».

وساعد «المتفائلون بالتكنولوجيا» في تعزيز فيفيك راماسوامي خلال ترشحه لانتخابات الحزب الجمهوري، كما دعّموا روبرت.إف. كيندي جونيور مرشحاً مستقلاً.

ترمب أم بايدن (رويترز)

سباق بايدن ترمب

وفق «أكسيوس»، فإنه بحال كان لدى المتفائلين بالتكنولوجيا مرشح رئاسي، فهو روبرت كيندي جونيور. ولكن إذا رأوا أنه غير قادر على الفوز فمن المرجح أن يدعموا الرئيس السابق دونالد ترمب أكثر من الرئيس جو بايدن، وذلك بناء على ما يعلنون عنه في البودكاست. وبحسب الموقع فإن عشرات الملايين من الأميركيين، خصوصاً الرجال البيض خارج المدن الكبرى، يستمعون إليهم أو يقرأونهم أو يتابعونهم.


مقالات ذات صلة

عشرات «الطعون» الجديدة تلاحق انتخابات «النواب» المصري

شمال افريقيا مصريون يستعدون لدخول أحد مراكز الاقتراع في انتخابات مجلس النواب (المنظمة المصرية لحقوق الإنسان)

عشرات «الطعون» الجديدة تلاحق انتخابات «النواب» المصري

تلاحق عشرات الطعون نتائج المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب المصري، لتضاف إلى سلسلة طعون رافقت المرحلة الأولى، وأدت إلى إعادة الانتخابات ببعض الدوائر.

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون أمام اللجان في انتخابات إعادة إحدى الدوائر الملغاة بالإسكندرية الأربعاء (تنسيقية شباب الأحزاب)

تراجع جديد للمعارضة المصرية في المرحلة الثانية لانتخابات «النواب»

تتسارع استعدادات المرشحين لخوض جولات الإعادة في انتخابات مجلس النواب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان) وسط ضغوط كبيرة تلاحق أحزاب المعارضة

علاء حموده (القاهرة )
شمال افريقيا على الرغم من قبول البعض بمبدأ إجراء الانتخابات الرئاسية فإنهم أبدوا مخاوفهم من عقبات كبيرة تعترض المسار الذي اقترحته المفوضية (مفوضية الانتخابات)

كيف يرى الليبيون إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية في أبريل المقبل؟

رفض مجلس حكماء وأعيان طرابلس إجراء الانتخابات الرئاسية قبل وجود دستور، وذهب إلى ضرورة تجديد الشرعية التشريعية أولاً عبر الانتخابات البرلمانية.

علاء حموده (القاهرة )
المشرق العربي الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال صورة تذكارية على هامش «قمة شرم الشيخ» يوم 13 أكتوبر 2025 (إعلام حكومي)

ضغوط أميركية تواصل إرباك «التنسيقي» العراقي

نأت المرجعية الدينية في النجف عن أي حراك بشأن حسم المرشح لمنصب رئيس الوزراء، في حين تحدثت مصادر عن ارتباك في خطط «الإطار التنسيقي».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي أعضاء مبادرة «عراقيون» بعد اجتماعهم في بغداد يوم 26 أبريل 2025 (الشرق الأوسط)

نخب عراقية تحذر من عودة «ظاهرة سجناء الرأي»

حذر العشرات من الناشطين والمثقفين العراقيين من تصاعد ظاهرة الدعاوى التي يقيمها في الآونة الأخيرة «مقربون من السلطة أو يحركها مخبرون سريون ضد أصحاب الرأي».

فاضل النشمي (بغداد)

أميركي متهم بوضع قنابل قرب مقار حزبية يَمثُل أمام المحكمة للمرة الأولى

رسم تخيلي لجلسة المحكمة (أ.ب)
رسم تخيلي لجلسة المحكمة (أ.ب)
TT

أميركي متهم بوضع قنابل قرب مقار حزبية يَمثُل أمام المحكمة للمرة الأولى

رسم تخيلي لجلسة المحكمة (أ.ب)
رسم تخيلي لجلسة المحكمة (أ.ب)

مثُل أميركي للمرة الأولى أمام المحكمة بعد توقيفه بتهمة وضع قنابل بدائية الصنع قرب مقار للحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن عشية أعمال الشغب في مبنى الكابيتول في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021.

ولم يقر بريان كول جونيور بالذنب خلال جلسة الاستماع الجمعة في المحكمة بواشنطن.

وأمرت القاضية موكسيلا أوباديايا بإبقاء كول الذي أُوقف في منزله في وودبريدج بولاية فرجينيا الخميس، قيد الاحتجاز حتى الجلسة المقبلة في 12 ديسمبر (كانون الأول).

ووجّه الادعاء إلى كول البالغ 30 عاماً تهمة نقل جهاز متفجر بين الولايات ومحاولة التدمير باستخدام مواد متفجرة.

ومثّل توقيفه أول تقدم كبير محرز في القضية التي أثارت العديد من نظريات المؤامرة في صفوف نشطاء اليمين المتطرف.

ولم تنفجر «القنابل الأنبوبية» التي وُضِعَت خارج مكاتب اللجنة الوطنية الديمقراطية واللجنة الوطنية الجمهورية في واشنطن مساء 5 يناير (كانون الثاني).

واكتشفت السلطات القنابل في اليوم التالي عندما اقتحم أنصار للرئيس دونالد ترمب مبنى الكابيتول في محاولة لمنع مصادقة الكونغرس على فوز غريمه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات.

ونشر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) العديد من الصور ومقاطع الفيديو لمشتبه به مقنّع على مر السنوات، ورصد مكافأة مالية مقابل معلومات تؤدي إلى القبض عليه، رفعها تدريجياً إلى نصف مليون دولار.


الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
TT

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، وفق بيان صادر عنهم، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

وذكر البيان الذي نشره المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف على منصة «إكس» أن «الطرفين اتفقا على أن التقدم الحقيقي نحو أي اتفاق يعتمد على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بسلام طويل الأمد، بما في ذلك اتخاذ خطوات نحو خفض التصعيد ووقف أعمال القتل.


«أبل» و«غوغل» ترسلان إخطارات بشأن تهديدات إلكترونية للمستخدمين في أكثر من 150 دولة

شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)
شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)
TT

«أبل» و«غوغل» ترسلان إخطارات بشأن تهديدات إلكترونية للمستخدمين في أكثر من 150 دولة

شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)
شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)

قالت شركتا «أبل» و«غوغل» إنهما أرسلتا، هذا الأسبوع، مجموعة جديدة من إشعارات بشأن التهديدات الإلكترونية للمستخدمين في جميع أنحاء العالم، معلنتين عن أحدث جهودهما لحماية العملاء من تهديدات المراقبة والتجسس.

و«أبل»، و«غوغل» المملوكة لـ«ألفابت»، من بين عدد محدود من شركات التكنولوجيا التي تصدر بانتظام تحذيرات للمستخدمين عندما تتوصل إلى أنهم ربما يكونون مستهدفين من قراصنة مدعومين من حكومات.

وقالت «أبل» إن التحذيرات صدرت في الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، لكنها لم تقدم سوى تفاصيل قليلة متعلقة بنشاط القرصنة المزعوم، ولم ترد على أسئلة عن عدد المستخدمين المستهدفين أو تُحدد هوية الجهة التي يُعتقد أنها تُقوم بعمليات التسلل الإلكتروني.

وأضافت «أبل»: «أبلغنا المستخدمين في أكثر من 150 دولة حتى الآن».

ويأتي بيان «أبل» عقب إعلان «غوغل» في الثالث من ديسمبر أنها تحذر جميع المستخدمين المعروفين من استهدافهم باستخدام برنامج التجسس (إنتلكسا)، والذي قالت إنه امتد إلى «عدة مئات من الحسابات في مختلف البلدان، ومنها باكستان وكازاخستان وأنغولا ومصر وأوزبكستان وطاجيكستان».

وقالت «غوغل» في إعلانها إن (إنتلكسا)، وهي شركة مخابرات إلكترونية تخضع لعقوبات من الحكومة الأميركية، «تتفادى القيود وتحقق نجاحاً».

ولم يرد مسؤولون تنفيذيون مرتبطون بشركة (إنتلكسا) بعدُ على الرسائل.

واحتلت موجات التحذيرات العناوين الرئيسية للأخبار، ودفعت هيئات حكومية، منها الاتحاد الأوروبي، إلى إجراء تحقيقات، مع تعرض مسؤولين كبار فيه للاستهداف باستخدام برامج التجسس في السابق.