بعد إخفاء دخوله المستشفى لأيام... وزير الدفاع الأميركي يقر بمسؤوليته ويتعهد بالشفافية

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)
TT

بعد إخفاء دخوله المستشفى لأيام... وزير الدفاع الأميركي يقر بمسؤوليته ويتعهد بالشفافية

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)

أقر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بمسؤوليته بشأن إبقاء مسألة إدخاله المستشفى هذا الأسبوع طيّ الكتمان لأيام، في ظل تقارير عن أن كبار المسؤولين يتقدمهم الرئيس جو بايدن، لم يكونوا على علم بأنه يعاني مضاعفات صحية تحول دون أدائه مهامه.

وانتظر البنتاغون حتى الجمعة، ليكشف أن أوستن (70 عاماً) أدخل مستشفى وولتر ريد العسكري قرب واشنطن مساء الاثنين، «بسبب مضاعفات حدثت إثر إجراء طبي غير طارئ»، من دون أن يحدد طبيعة المضاعفات أو مدة بقائه فيه.

وفي حين لا يزال أوستن في مستشفى وولتر ريد، أكد متحدث باسم البنتاغون أنه استأنف «مهامه بالكامل»، الجمعة.

وكانت الوزارة شددت في وقت سابق، على أن كاثلين هيكس نائبة أوستن كانت «في كل لحظة... مستعدة للتحرك واستخدام صلاحيات الوزير عند الضرورة»، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وشكّل إخفاء الوضع الصحي لأوستن لأيام، مخالفة للبروتوكول المعتمد في حالات مماثلة، خصوصاً في وقت تواجه فيه واشنطن أزمات عدة ذات طبيعة عسكرية، منها الغزو الروسي لأوكرانيا والحرب في قطاع غزة بين حليفتها إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية.

وأوردت قناة «إن بي سي» التلفزيونية الأميركية أن وزير الدفاع بقي في العناية المركزة 4 أيام. وحتى السبت، لم يتمّ بعد الإفصاح عن موعد خروجه من المستشفى.

وأقرّ أوستن في بيان السبت، بأنه كان في إمكانه «التصرّف بشكل أفضل لضمان إبلاغ العامة بشكل ملائم. أتعهد القيام بأفضل» من ذلك.

وتابع: «لكن من المهم أن أقول إن هذا كان إجرائي الطبي الخاص، وأتحمّل المسؤولية الكاملة عن قراراتي بشأن الكشف» عنه، متوجهاً بالشكر إلى الطاقم الطبي والمستشفى. وقال إنه سيعود إلى البنتاغون «قريباً».

مطالبة بتوضيحات

وأتى إدخال أوستن المستشفى في وقت تتصاعد فيه التوترات بشكل حاد في الشرق الأوسط على خلفية الحرب بين إسرائيل و«حماس» التي دخلت شهرها الرابع.

وأثارت الحرب مخاوف من توسع نطاق النزاع على جبهات عدة في الإقليم، خصوصاً مع تبادل القصف عبر الحدود يومياً بين «حزب الله» اللبناني وإسرائيل، والهجمات التي يشنّها الحوثيون في اليمن على سفن بمنطقة البحر الأحمر، والهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة التي تطال قواعد عسكرية في العراق وسوريا تضم قوات أميركية.

وكانت صحيفة «بوليتيكو» الأولى بين وسائل إعلام أميركية عدة، كشفت أن أوستن أمضى 3 أيام في المستشفى، قبل أن يقوم مسؤولون في البنتاغون بإبلاغ مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان ومسؤولين بارزين في البيت الأبيض بهذا الأمر.

وأشارت الصحيفة إلى أن ساليفان قام على أثر ذلك بإبلاغ بايدن بالأمر. وكشفت أن الكونغرس أُبلِغ بإدخال أوستن المستشفى قبل 15 دقيقة فقط من صدور البيان الرسمي بشأن ذلك الجمعة.

وامتنع مسؤول في البيت الأبيض، السبت، عن الخوض في تفاصيل إبلاغ بايدن بأن وزير دفاعه في المستشفى، مؤكداً أنهما «تواصلا هذا المساء وأجريا محادثة وديّة». وأكد المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «للرئيس ثقة كاملة بالوزير أوستن. ويتطلع قدماً لعودته إلى البنتاغون».

صورة سابقة لبايدن وأوستن قبل ترشيح الأخير وزيراً للدفاع (أرشيفية - إ.ب.أ)

وأثارت القضية انتقادات من قبل الجمهوريين. وطالب السيناتور طوم كوتون العضو في لجنة الخدمات المسلحة في الكونغرس، بتقديم إيضاحات.

وقال في بيان، السبت: «وزير الدفاع هو الحلقة الأساسية في سلسلة القيادة بين الرئيس والقوى العسكرية، بما يشمل سلسلة القيادة النووية، حيث يتوجب اتخاذ أكثر القرارات ثقلاً خلال دقائق. إذا صحت هذه التقارير، يجب أن تكون ثمة عواقب لهذا الانهيار الصادم».

وأثارت جمعية المراسلين الصحافيين المكلفين تغطية البنتاغون «مخاوف جدية» بشأن محاولة تستّر محتملة.

وقالت في رسالة موجهة إلى المتحدث باسم البنتاغون، إن للأميركيين «الحق بمعرفة متى يتمّ إدخال أعضاء الحكومة الأميركية المستشفى، متى يكونون تحت التخدير أو متى يتمّ توكيل أداء مهامهم بسبب أي إجراء طبي».


مقالات ذات صلة

مقاتلتان روسيتان تعترضان قاذفتين أميركيتين قرب مدينة كالينينغراد الروسية

العالم طائرتان مقاتلتان من طراز «ميغ - 31» تابعتان للقوات الجوية الروسية تحلّقان في تشكيل خلال عرض فوق الساحة الحمراء في موسكو بروسيا في 9 مايو 2018 (رويترز)

مقاتلتان روسيتان تعترضان قاذفتين أميركيتين قرب مدينة كالينينغراد الروسية

اعترضت مقاتلتان روسيتان من طراز «سوخوي 27» قاذفتين أميركيتين من طراز «بي - 52 ستراتوفورتريس» بالقرب من مدينة كالينينغراد الروسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جنود من الجيش الأميركي من الفرقة 82 يسيرون باتجاه قاعدة جوية أميركية بالقرب من أرلاموف في بولندا 5 أبريل 2022 (رويترز)

الجيش الأميركي يرصد طائرات مسيرة قرب قوات له في بريطانيا

قال الجيش الأميركي، اليوم الثلاثاء، إنه تم رصد طائرات مسيرة فوق ثلاث منشآت عسكرية تستضيف قوات أميركية في بريطانيا وبالقرب منها منذ أسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مشاركته بقمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 19 نوفمبر 2024 (رويترز)

إردوغان: تركيا مستعدة إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب من شمال سوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الأربعاء، إن تركيا مستعدة إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب من شمال سوريا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الولايات المتحدة​ صورة جوية للبنتاغون في واشنطن (رويترز - أرشيفية)

مصادر: فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

قال مصدران إن أعضاء الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يُعدون قائمة بمسؤولين عسكريين من المزمع فصلهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بلينكن: محادثات اتفاق إطلاق النار في لبنان «في مراحلها الأخيرة»

TT

بلينكن: محادثات اتفاق إطلاق النار في لبنان «في مراحلها الأخيرة»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يعقد مؤتمراً صحافياً في ختام اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في فيوجي بوسط إيطاليا في 26 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يعقد مؤتمراً صحافياً في ختام اجتماع وزراء خارجية «مجموعة السبع» في فيوجي بوسط إيطاليا في 26 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أنّ الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان «في مراحلها النهائية»، مؤكداً أنّ الاتفاق قد يساعد في إنهاء الحرب في غزة.

وقال بلينكن للصحافيين بعد اجتماع لوزراء خارجية «مجموعة السبع» في فيوجي قرب روما «لم نصل إلى هناك بعد، ولكن أعتقد أنّنا في المراحل النهائية»، مضيفاً: «من خلال خفض التوترات في المنطقة، يمكن أن يساعد ذلك أيضاً في إنهاء الحرب في غزة».

وأضاف أن تبادل إسرائيل ولبنان إطلاق الصواريخ يؤكد الحاجة الملحة لوقف لإطلاق النار.

وجاءت تصريحات بلينكن في الوقت الذي عقد فيه مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعاً لمناقشة وقف إطلاق النار مع «حزب الله» في لبنان، في حين ضربت سلسلة غارات قلب بيروت.

وقال بلينكن إنّه بعد أشهر من «الجهود الدبلوماسية المكثفة» مع شركاء من بينهم فرنسا والعمل مع لبنان وإسرائيل، فإنّه يأمل في التوصل إلى نتيجة «قريباً جداً».

وعدّ أنّ هذا الاتفاق «سيحدث فرقاً كبيراً في إنقاذ الأرواح وسبل العيش في لبنان وإسرائيل»، مضيفاً أنّه «سيُحدث فرقاً كبيراً في تهيئة الظروف التي تسمح للناس بالعودة إلى ديارهم بأمان في شمال إسرائيل وجنوب لبنان».

وتابع: «أعتقد أيضاً أنّ خفض حدة التوترات في المنطقة يمكن أن يساعدنا في إنهاء الصراع في غزة على وجه الخصوص».

وقال: «ستدرك (حماس) جيداً أنها لا تستطيع أن تعوّل على فتح جبهات أخرى في الحرب. لذا فإننا نتابع هذا الأمر من كثب، وآمل وأعتقد أننا قادرون على اجتياز خط النهاية في هذه الحرب».

وأشار بلينكن إلى أن الإدارة الأميركية الحالية ملتزمة بالعمل مع الإدارة الأميركية المقبلة على وقف إطلاق النار في غزة، إضافة إلى قضايا أخرى.