بايدن وترمب يتبادلان الاتهامات «دفاعاً عن الديمقراطية»

المحكمة العليا تنظر في «أهلية» الرئيس السابق الشهر المقبل

متظاهرون أمام مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن قبيل اقتحامهم المبنى في 6 يناير 2021 (أ.ب)
متظاهرون أمام مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن قبيل اقتحامهم المبنى في 6 يناير 2021 (أ.ب)
TT

بايدن وترمب يتبادلان الاتهامات «دفاعاً عن الديمقراطية»

متظاهرون أمام مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن قبيل اقتحامهم المبنى في 6 يناير 2021 (أ.ب)
متظاهرون أمام مبنى الكابيتول في العاصمة الأميركية واشنطن قبيل اقتحامهم المبنى في 6 يناير 2021 (أ.ب)

حلّت الذكرى السنوية الثالثة لهجوم 6 يناير 2021، وسط انقسام كبير بين طرفي الصراع السياسي، الذي تتزايد حدته مع دخول الولايات المتحدة عامها الانتخابي في جوّ من التحديات السياسية والقانونية غير المسبوقة، تطول أيضاً المحكمة الأميركية العليا. وفيما يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لتكثيف حملة إعادة انتخابه في مواجهة خصمه، الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري الأوفر حظاً، تبادل الرجلان الهجمات، مستخدمَين الهجوم على مبنى الكابيتول لحضّ الناخبين على «الدفاع عن الديمقراطية الأميركية»، وفق منظورين مختلفين.

بايدن يسرع حملته

يضغط بايدن لتأكيد مسؤولية ترمب عن الهجوم قبل الانتخابات التمهيدية الجمهورية في ولاية أيوا في 15 من الشهر الحالي. وألقى خطاباً، الجمعة، مليئاً بالرمزية بالقرب من فالي فورج في ولاية بنسلفانيا، وهو موقع تاريخي في الولايات المتحدة كان أحد المعسكرات الرئيسية للجيش خلال حرب الاستقلال، انتقد فيه الجمهوريين الذين «تخلوا عن الحقيقة وتخلوا عن ديمقراطيتنا»، من خلال دعمهم لترمب، رغم أعمال الشغب التي اندلعت نتيجة رفضه نتائج الانتخابات، على حد قوله.

وقدم بايدن الذي يتخلف عن ترمب بهامش قليل في استطلاعات الرأي الأخيرة، منافسه الجمهوري على أنه تهديد للبلاد، مؤكداً أنه وأنصاره يتبنون «العنف السياسي». وجدد بايدن اتهامه لترمب باستخدام خطاب «ألمانيا النازية»، قائلاً إن الرئيس الجمهوري السابق «يتحدث عن تسميم دماء الأميركيين، مستخدماً بالضبط الخطاب نفسه الذي استخدم في ألمانيا النازية».

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاباً بالقرب من فالي فورج ببنسلفانيا في 5 يناير (إ.ب.أ)

وأعلن بايدن، بالتنسيق مع اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، يوم السبت، برنامجاً انتخابياً في 7 ولايات متأرجحة، هي أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا ونورث كارولينا وبنسلفانيا وويسكونسن. وتتواصل، الاثنين، الجهود لتعزيز حملة بايدن، الذي يقدم نفسه «مدافعاً عن الديمقراطية»، بزيارة كنيسة في ولاية ساوث كارولاينا، حيث قتل أحد العنصريين البيض تسعة أميركيين سود بالرصاص عام 2015.

وتأتي هذه الرغبة في تسريع حملة بايدن بعد انتقادات من بعض الديمقراطيين الذين يعتقدون أنها بدأت بشكل بطيء جداً. ويواجه بايدن تحديات عدة، فهو لم يتمكّن من إقناع الناخبين بأن الاقتصاد يتحسن رغم الأرقام الإيجابية؛ إذ لا يزال كثير من الأميركيين يعانون من ارتفاع تكاليف الغذاء والسكن.

كذلك، ما زالت الهجرة عبر الحدود المكسيكية مسألة شائكة، مع انقسامٍ في الآراء داخل حزبه بشأن دعمه الحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، في وقت يعرقل فيه الكونغرس محاولته إقرار حزم إضافية من المساعدات لأوكرانيا. كما أن رفض بايدن التحدث عن القضايا الجنائية المختلفة التي يواجهها ترمب، حتى لا يعطي انطباعاً بأنه يؤثر في النظام القضائي، قد حرمه أيضاً من أحد أسلحته الرئيسية المحتملة ضد المرشح الجمهوري الأبرز. لكن سِنّ بايدن قد تكون نقطة ضعفه الرئيسية، بعد تعرضه لسلسلة سقطات وهفوات وأخطاء، باعتباره أكبر رئيس للولايات المتحدة.

اتهام بـ«الضعف والفشل»

رد ترمب، الذي بدأ، السبت، أيضاً حملة انتخابية في ولاية أيوا من دون أن يتطرق بكلمة واحدة إلى هجوم 6 يناير، على بايدن في خطاب ألقاه أمام مناصريه في «ولاية أيوا العظيمة» بمدينة سيوكس سنتر. وقال ترمب لأنصاره إن «سجلّ بايدن هو عبارة عن سلسلة متواصلة من الضعف وعدم الكفاءة والفساد والفشل... لهذا السبب، نظّم جو المحتال في بنسلفانيا اليوم حملة مثيرة للشفقة لإثارة المخاوف».

كذلك، قال المتحدث باسم ترمب، ستيفن تشيونغ، إن بايدن هو «التهديد الحقيقي للديمقراطية». واتهمه بـ«استخدام الحكومة سلاحاً لمهاجمة خصمه السياسي الرئيسي»، والتدخل في الانتخابات، في إشارة منه إلى الملفات القضائية التي يواجهها ترمب.

أهلية ترمب أمام المحكمة العليا

وفي إشارة إلى الصعوبات القانونية والجنائية التي تواجهه، تستعد المحكمة العليا الأميركية للنظر في قرار محكمة العليا لولاية كولورادو، بمنع ترمب من خوض الانتخابات الرئاسية التمهيدية. ومن المتوقع أن يحسم قرار المحكمة العليا الجدل الدائر في عدد من الولايات حول أهليته لخوض انتخابات الرئاسة، على خلفية أحداث 6 يناير.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في فعالية انتخابية بمدينة مايسون سيتي في ولاية أيوا في 5 يناير (أ.ف.ب/غيتي)

وحدّدت المحكمة 8 فبراير (شباط) المقبل موعداً للمرافعات الشفهية في القضية، التي يمكن أن تكون من بين أكثر القضايا متابعة في تاريخ المحكمة، وقد تدفعها إلى مجال سياسي لم تدخله من قبل، منذ قضية الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش ضد آل غور، بعد الانتخابات الرئاسية عام 2000.

وكان ترمب قد استأنف قرار محكمة كولورادو أمام المحكمة العليا لإلغاء قرارها، الذي يمنعه من خوض السباق بسبب «تمرده»، مستندة إلى التعديل الـ14 للدستور الأميركي. وهو المادة نفسها التي استندت إليها وزيرة خارجية ولاية ماين نهاية الشهر الماضي أيضاً، بأن التماس الترشيح الأولي للرئيس السابق «باطل»، والذي استأنفه ترمب أيضاً أمام المحكمة العليا للولاية.

ويرى العديد من المراقبين أن أحداث 6 يناير ستواصل التأثير على موقف الناخبين الأميركيين، وعلى حظوظ ترمب، على الرغم من تراجع تأثيرها لدى الجمهوريين، الذين أصبحوا أكثر تسامحاً مع دلالاتها، وأكثر دعماً لترمب، بحسب استطلاعات رأي صدرت هذا الأسبوع. لكن هذه التحولات في الرأي العام تجاه تلك الأحداث، لم تمتد إلى بقية الناخبين، بمن في ذلك المستقلون، مما يشير إلى استمرار الخطر على الجمهوريين، واحتمال استغلال الديمقراطيين لانفتاح هؤلاء الناخبين على طروحاتهم حولها.

تحدي استطلاعات الرأي

وتسلّط نتائج استطلاعين للرأي صدرت هذا الأسبوع، الضوء على الأخطار التي يواجهها الجمهوريون من استخدام الديمقراطيين الموقف السلبي من ترمب مرة أخرى قبيل الانتخابات التمهيدية في أيوا ونيوهامشير. ولا تزال غالبية الأميركيين بشكل عام يعتقدون أن الرئيس بايدن قد تم انتخابه بشكل شرعي، وأن ترمب مذنب بمحاولة سرقة الانتخابات، وأن التهم الجنائية الفيدرالية ضده مناسبة.

وأظهر استطلاع أجرته «واشنطن بوست» وجامعة ميريلاند هذا الأسبوع، أن وجهات النظر حول أعمال العنف التي وقعت في 6 يناير لم تتغير إلا قليلاً بشكل عام منذ عام 2021. وقال نصف المشاركين إن المتظاهرين الذين دخلوا مبنى الكابيتول كانوا عنيفين، بانخفاض طفيف فقط عن 54 في المائة قبل عامين. وبالمثل، قال أغلبية 53 في المائة من الأميركيين، إن ترمب يتحمل قدراً كبيراً من اللوم عن الهجوم على مبنى الكابيتول، بانخفاض بمقدار 7 نقاط عما كان عليه قبل عامين، مدفوعاً بانخفاض قدره 14 نقطة بين الجمهوريين.


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة​ رئيس مجلس النواب مايك جونسون يتحدث إلى الصحافيين بعد إقرار مشروع قانون التمويل الحكومي (أ.ب)

«الكونغرس الأميركي» يقرّ مشروع قانون لتجنب الإغلاق الحكومي

تجنّبت الولايات المتحدة الإغلاق الحكومي، وذلك بمصادقة مجلس الشيوخ على مشروع قانون بهذا الشأن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة خارج قاعدة بحرية في كاليفورنيا تحذّر من تحليق مسيّرات فوقها (رويترز) play-circle 02:04

لغز المسيّرات الغامضة يربك أميركا

دحضت الإدارة الأميركية نظريات عدة حول «المسيّرات المجهولة»، وسعت جاهدة لاحتواء «الهستيريا» المحيطة بها في غياب أي تفسير لهذه الظاهرة.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن وحفيده بو بايدن خلال مغادرة البيت الأبيض والتوجه للمروحية الرئاسية (إ.ب.أ)

غزة وأوكرانيا على رأس أولويات بايدن قبل تركه البيت الأبيض

أمام الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، قائمة طويلة من التحركات على الجبهتين الخارجية والداخلية، مع تبقي شهر واحد فقط قبل تركه رئاسة الولايات المتحدة.

الولايات المتحدة​ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن (أرشيفية - رويترز)

من هم المسؤولون الأميركيون الذين استقالوا احتجاجاً على سياسة بايدن في غزة؟

دفع دعم الرئيس جو بايدن لإسرائيل خلال حربها المستمرة منذ أكثر من 14 شهراً في غزة أكثر من 10 مسؤولين في الإدارة الأميركية إلى الاستقالة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يثير الجدل حول استعادة قناة بنما... ولقاء محتمل مع بوتين

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال حفل ترنينغ بوينتس السنوي في فينيكس بولاية أريزونايوم الأحد (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال حفل ترنينغ بوينتس السنوي في فينيكس بولاية أريزونايوم الأحد (أ.ف.ب)
TT

ترمب يثير الجدل حول استعادة قناة بنما... ولقاء محتمل مع بوتين

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال حفل ترنينغ بوينتس السنوي في فينيكس بولاية أريزونايوم الأحد (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال حفل ترنينغ بوينتس السنوي في فينيكس بولاية أريزونايوم الأحد (أ.ف.ب)

أبدى الرئيس المنتخب دونالد ترمب، استعداده للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أقرب وقت، مؤكداً قدرته على إنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وقدرته على إنهاء الحروب بسرعة في الشرق الأوسط، لكن ترمب أثار الجدل بشكل موسَّع حول تهديده باستعادة السيطرة الأميركية على قناة بنما، وأفكاره التي تحمل منظوراً جديداً للسياسة الخارجية وتهديداته التجارية التي تثير القلق وتبعث رسائل بأن ولايته المقبلة لن تكون هادئة، وأنه سينفذ أجندته «أميركا أولاً» دون العديد من الحواجز التي قيَّدت ولايته الأولى.

وفي أول تجمع كبير منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية، تحدث ترمب لأكثر من ساعة يوم الأحد خلال فعالية للمحافظين الشباب في فينيكس بولاية أريزونا، حيث صفق الآلاف من الناشطين المحافظين حينما صعد الرئيس المنتخب إلى المنصة وسط عرض للألعاب النارية وتصاعد الدخان والأغاني الوطنية، وهتفوا باسم الرئيس المقبل الذي قال لهم: «أقف أمامكم اليوم وأستطيع أن أقول بفخر لقد حان العصر الذهبي لأميركا» وتعهد بأن «فريق الأحلام» من الذين اختارهم في مناصب وزارية وحكومية سيعملون لتحقيق ازدهار بالاقتصاد الأميركي وإغلاق حدود الولايات المتحدة ومحاربة انتشار المخدرات.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (د.ب.أ)

لقاء مع بوتين

وأشار ترمب إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعرب عن رغبته في عقد اجتماع بشان الحرب مع أوكرانيا، وقال: «الرئيس بوتين يريد مقابلتي في أقرب وقت ممكن، لذا يتعين علينا الانتظار، ويتعين علينا إنهاء هذه الحرب المروعة»، وألمح الرئيس المنتخب إلى احتمال استمرار المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا بعد توليه منصبه. ويعمل حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوربي لإيجاد طرق للحفاظ على الدعم لأوكرانيا، بينما يسعى ترمب إلى التوصل لحل سريع لإنهاء الحرب وجلب الأطراف إلى مائدة المفاوضات.

وقد سبق أن وعد ترمب في حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة، ولم يوضح كيفية القيام بذلك، خاصة أن بوتين وضع شروطاً صارمة لأي اتفاق، بما في ذلك رفض انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وخفض قوتها العسكرية، والتمسك بالأراضي التي تسيطر عليها روسيا داخل أوكرانيا، ويرى المحللون أن هذه المطالب تجعل التوصل إلى اتفاق سلام أمراً صعباً.

سفينة شحن تعبر قناة بنما في كولون (أ.ب)

استعادة قناة بنما

وأثار ترمب قضية مختلفة في السياسة الخارجية، متهماً بنما بفرض رسوم مفرطة للمرور في القناة، وهي الممر بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وقال ترمب إنه سيصر على استعادة السيطرة على القناة التي تخلت عنها الولايات المتحدة بموجب معاهدة وقعها الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، في عام 1977، وتخلت واشنطن عن السيطرة على هذا الممر المائي لبنما في ديسمبر (كانون الأول) 1999.

وقال ترمب: «نحن نتعرض للخداع في قناة بنما كما نتعرض للخداع في كل مكان آخر»، مشيراً إلى أن إدارته الجديدة ستحاول السيطرة على قناة بنما، واصفاً التنازل عن القناة بأنه «حماقة».

وأضاف: «يجب عليهم أن يعاملونا بشكل عادل، وإذا لم يتم اتباع المبادئ الأخلاقية والقانونية لهذه البادرة، فسنطالب بإعادة قناة بنما إلى الولايات المتحدة الأميركية، بالكامل، وبسرعة ودون سؤال. لن نقف مكتوفي الأيدي».

ونشر رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً إن سيادة بلاده غير قابلة للتفاوض، ونشر ترمب عبر منصة «تروث سوشيال» صورة لقناة بنما وعليها العلم الأميركي، وعبارة: «مرحباً بكم في قناة الولايات المتحدة».

الرئيس ترمب وملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك (أ.ب)

ماسك لن يكون رئيساً

وخلال خطابه، سخر ترمب من اتهام الديمقراطيين أن ملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك، يفرض نفوذه على الرئيس المنتخب وأنه أصبح بمثابة الرئيس (الظل) الذي يحرك سياسات الإدارة المقبلة. وقال ترمب ضاحكاً: «هناك خدع يتم نسجها والجديد فيها أن الرئيس ترمب تنازل عن الرئاسة لإيلون ماسك، لا، لا، هذا لن يحدث (...) لن يكون رئيساً، أنا في أمان هل تعلمون لماذا، لأنه لم يولد في هذا البلد».

ووفقاً للدستور الأميركي حول المعايير المطلوبة في منصب الرئيس، لا يمكن لأي شخص أن يترشح للانتخابات الرئاسية إذا لم يكن مولوداً في الولايات المتحدة، وإيلون ماسك مولود في جنوب أفريقيا وأصبح مواطناً أميركياً في عام 2002، وبالتالي لا يمكن أن يصبح رئيساً ما لم يتم تعديل الدستور.

وكان ترمب أعلن أن إيلون ماسك سيتولى قيادة وزارة كفاءة الحكومة مع رجل الأعمال والمرشح الرئاسي الجمهوري السابق فيفك راماسوامي، بعد أن قام ماسك بدور كبير في التبرع بملايين الدولارات لدعم حملة ترمب الانتخابية. وخلال الأسبوع الماضي أثار الديمقراطيون تحذيرات أن ماسك أصبح أكثر من مجرد ملياردير ينفق أمواله لدعم ترمب أو مجرد مشارك في وزارة كفاءة الحكومة، بل يعمل على فرض آرائه على الرئيس ترمب ويتحكم في توجهاته. وجاء ذلك بعد أن قاد ماسك حملة واسعة لرفض مشروع قانون الإنفاق وانتقد المشروع عبر منصته «إكس». ورد ماسك يوم الجمعة الماضي في تغريدة متهماً الديمقراطيين بمحاولة دق إسفين بينه وبين الرئيس المنتخب.

اليوم الأول في البيت الأبيض

وكرَّر الرئيس المنتخب تعهداته بإغلاق الحدود الجنوبية مع المكسيك وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وقال: «في أول يوم لي في المكتب البيضاوي، سأوقع على قائمة تاريخية من الأوامر التنفيذية لإغلاق حدودنا أمام الأجانب غير الشرعيين ووقف غزو بلدنا. وفي نفس اليوم سنبدأ أكبر عملية ترحيل في تاريخ أميركا، أكبر حتى من عملية الرئيس دوايت د. أيزنهاور».

وأضاف الرئيس المنتخب: «لقد أبلغت المكسيك وكندا أنهما سيضطران إلى التدخل ووقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات غير المشروعة إلى بلادنا، ويجب أن يتوقفا. وهذا ينطبق على الاتحاد الأوروبي، وينطبق على العديد من الأماكن الأخرى. لقد عاملنا الاتحاد الأوروبي بشكل سيئ للغاية. لدينا مئات المليارات من الدولارات مع العجز. إنهم لا يأخذون سياراتنا، ولا يأخذون منتجاتنا الزراعية، لكننا نأخذ منتجاتهم وعليهم أن يكونوا حذرين ولا يعاملونا بهذه الطريقة، ولن يعاملونا بهذه الطريقة لفترة طويلة، هذا ما أستطيع أن أخبركم به. لأننا لن نسمح لهم بتحويل الولايات المتحدة إلى مكب نفايات».

وتابع: «لإنقاذ اقتصادنا، سأوقع أوامر اليوم الأول لإنهاء جميع القيود التي فرضها بايدن على إنتاج الطاقة، وإنهاء تفويضه المجنون للسيارات الكهربائية، وإلغاء حظر تصدير الغاز الطبيعي».

وفي الجانب الاجتماعي، شدَّد ترمب على حماية المبادئ اليمينية المتشددة، وقال: «بضربة قلم في اليوم الأول، سنوقف جنون المتحولين جنسياً. وسأوقع على أوامر تنفيذية لإنهاء تشويه الأطفال جنسياً، وإخراج المتحولين جنسياً من الجيش ومن مدارسنا الابتدائية والمتوسطة والثانوية. وسنمنع الرجال من ممارسة الرياضة النسائية. وسوف يتم ذلك أيضاً في اليوم التالي»، وأضاف: «في ظل إدارة ترمب، ستكون السياسة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة هي أن هناك جنسين فقط، ذكر وأنثى».