استمرار الشلل السياسي المعطِّل

هل سيتعاون الديمقراطيون مع خصومهم لإنهاء الأزمة التشريعية؟

يعيش مجلس النواب جموداً تشريعياً في انتظار انتخاب رئيس له (أ.ف.ب)
يعيش مجلس النواب جموداً تشريعياً في انتظار انتخاب رئيس له (أ.ف.ب)
TT

استمرار الشلل السياسي المعطِّل

يعيش مجلس النواب جموداً تشريعياً في انتظار انتخاب رئيس له (أ.ف.ب)
يعيش مجلس النواب جموداً تشريعياً في انتظار انتخاب رئيس له (أ.ف.ب)

أيام طويلة وبطيئة تمر على المشرعين في مجلس النواب، فالحزب الجمهوري عالق في أزمته الداخلية التي حالت حتى الساعة دون انتخاب رئيس للمجلس، في ظل جمود تشريعي غير مسبوق عرقل أجندة الكونغرس وزعزع توازن السلطة التشريعية.

فمع اقتراب موعد نفاد تمويل المرافق الحكومية في الـ17 من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، والحاجة الملحّة لإقرار مساعدات طارئة لإسرائيل و أوكرانيا، بحسب طلب البيت الأبيض، يقف النواب عاجزين عن التصرّف في وجه انقسامات حادة سيصعب تخطيها حتى في حال اختيار رئيس جديد.

فأياً يكن الوجه الجديد الذي سيجلس في مقعد الرئاسة، فسيكون من الصعب عليه جمع الحزب الجمهوري تحت مظلة واحدة في ظل الانشقاقات العميقة التي يعيشها الحزب، وهذا ما أشار إليه رئيس مجلس النواب السابق الجمهوري، نيوت غينغريتش، الذي حذّر من «العودة إلى الفوضى نفسها» بعد أسابيع حتى في حال انتخاب رئيس للمجلس، خاصّة أن القواعد التي وضعها رئيس المجلس المعزول، كيفين مكارثي، التي سمحت لنائب واحد بتنحيته، لم تتغير.

جيفريز يشكر الديمقراطيين على ترشيحه لرئاسة المجلس في 20 أكتوبر 2023 (أ.ب)

احتمالات تعاون ديمقراطي

هذا يعني أن أي اختلاف على موقف سياسي معين، أو أي تجاذبات شخصية، قد تؤدي إلى طرح لتنحية رئيس المجلس الجديد.

ولهذا السبب، يدعو غينغريتش حزبه إلى «اختيار شخص يستطيع فرض الاستقرار»، لكن وفي ظل الانقسامات الحالية، يبدو أن فرض الاستقرار مهمة مستحيلة من دون تعاون ديمقراطي. وحتى الساعة، يبدو أن هذا التعاون بعيد المنال، وخير دليل على ذلك تصريحات زعيم الديمقراطيين، حكيم جيفريز، الأخيرة على منصة «إكس» التي قال فيها: «إن الكونغرس الجمهوري، الذي لا يقوم بشيء، مستمر بإيذاء الشعب الأميركي... حان الوقت للجمهوريين المتشددين الداعمين لترمب لإنهاء الفوضى وإعادة فتح مجلس النواب».

تصريحات تحمل في طياتها استراتيجية ديمقراطية طويلة المدى تركز بشكل أساسي على تحميل الجمهوريين مسؤولية التعطيل، وكسب تصويت الناخب الأميركي لصالح الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة، على أمل انتزاع الأغلبية من الجمهوريين في مجلس النواب.

وهي استراتيجية يحذر منها الجمهوريون كالنائب دان ميوس الذي قال: «الأشخاص غاضبون، ومستاؤون. إنهم يوجهون اللوم إلينا في هذا الشلل، وهم محقون».

بالمقابل، وفي ظل هذا الشلل التشريعي الذي سينعكس سلباً على الحزبين في حال استمراره، ينظر الديمقراطيون في احتمال مد غصن الزيتون للنائب توم إيمير، أحد أبرز الوجوه الجمهورية المرشحة للرئاسة. فإيمير يعد من الجمهوريين المعتدلين، صوّت للمصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح بايدن في عام 2020، وهو موقف ولّد معارضة الجمهوريين الداعمين لترمب له من جهة، لكنه دفع ببعض الديمقراطيين للإعراب عن احتمال دعمه له إذا ما قدّم لهم وعوداً بتسويات تشريعية مستقبلية.

إيمير يصل إلى مجلس النواب في23 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

من هو توم إيمير؟

يبلغ من العمر 62 عاماً، هو من القيادات الجمهورية البارزة، يمثل ولاية مينيسوتا في مجلس النواب منذ عام 2015. يحظى إيمير بدعم مكارثي الذي قال إنه «الرجل المناسب للمهمة». وعلى عكس مكارثي والمرشحين الجمهوريين السابقين ستيف سكاليس وجيم جوردان، صوّت إيمير لصالح المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية، وقد دعا في رسالة زملائه إلى «الاتحاد وقلب الضرر الذي أحدثه الديمقراطيون لتوسيع الأغلبية الجمهورية المحافظة».


مقالات ذات صلة

الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر اليومية بحق شعبنا

المشرق العربي الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة (وكالة الأنباء الفلسطينية- وفا)

الرئاسة الفلسطينية: الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر اليومية بحق شعبنا

أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن «الضوء الأخضر الذي حصل عليه بنيامين نتنياهو من الإدارة الأميركية جعله يستمر في عدوانه».

«الشرق الأوسط» (الضفة الغربية)
الولايات المتحدة​ غيّرت حملة ترمب استراتيجيتها لمواجهة هاريس (أ.ف.ب)

هاريس توحّد صفوف الديمقراطيين وتستعد لمواجهة «حتمية» مع ترمب

نجحت حملة كامالا هاريس في توحيد صفوف حزبها وحشد دعم واسع، لكن هل يستمر حماس الناخبين الديمقراطيين تجاهها؟ وما حظوظها في الفوز على دونالد ترمب؟

رنا أبتر (واشنطن)
شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش (يمين) وإيتمار بن غفير (يسار) (وسائل إعلام إسرائيلية)

الاستطلاعات تُبيّن أن نتنياهو قائد إسرائيل الأول

لم يكسب حزب الليكود شيئاً من خطاب زعيمه بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي، فيما استفاد منه المتطرفان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

نظير مجلي (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى إلقاء خطابه أمام الكونغرس في واشنطن أمس (أ.ف.ب)

إلقاء يرقات داخل فندق نتنياهو في واشنطن (فيديو)

أطلق ناشطون مؤيدون لفلسطين آلاف اليرقات وديدان الطحين والصراصير داخل فندق ووترغيت في واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي (أ.ب)

بيلوسي: خطاب نتنياهو في الكونغرس هو الأسوأ مقارنة بأي شخصية أجنبية

وصفت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي في الكونغرس بأنه «الأسوأ»، مقارنة بأي شخصية أجنبية أخرى تمت دعوتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تنديد أميركي - ياباني بتحركات بكين في بحر الصين الجنوبي

وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان يلتقيان نظيريهما اليابانيين في طوكيو اليوم (أ.ب)
وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان يلتقيان نظيريهما اليابانيين في طوكيو اليوم (أ.ب)
TT

تنديد أميركي - ياباني بتحركات بكين في بحر الصين الجنوبي

وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان يلتقيان نظيريهما اليابانيين في طوكيو اليوم (أ.ب)
وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان يلتقيان نظيريهما اليابانيين في طوكيو اليوم (أ.ب)

نددت الولايات المتحدة واليابان، الأحد، بتحرّكات بكين «المزعزعة للاستقرار» في بحر الصين الجنوبي والتعاون العسكري الروسي المتزايد مع الصين وكوريا الشمالية، وذلك بعد محادثات عالية المستوى في طوكيو.

وأفاد بيان مشترك بأن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن ونظيريهما اليابانيين «شددوا على اعتراضاتهم القوية على مطالب جمهورية الصين الشعبية البحرية غير القانونية وعسكرة المواقع التي سيطرت عليها والتهديدات والأنشطة الاستفزازية في بحر الصين الجنوبي».

وأضاف البيان أن تحرّكات الصين «المزعزعة للاستقرار في هذه المنطقة تشمل مواجهات غير آمنة في البحر والجو وجهودا لعرقلة استغلال موارد البلدان الأخرى في البحر، إضافة إلى الاستخدام الخطير لخفر السواحل وسفن المليشيات البحرية».

كما اتّهموا الصين بـ«تكثيف محاولات تغيير الوضع القائم من جانب أحادي بالقوة أو عبر الإكراه في بحر الصين الشرقي»، مشيرين إلى أن سياسة الصين الخارجية «تسعى لإعادة تشكيل النظام العالمي من أجل مصلحتها الخاصة على حساب الآخرين».

عبّروا أيضا عن قلقهم حيال «توسيع (الصين) المستمر والسريع لترسانة أسلحتها النووية الذي يتواصل في غياب أي شفافية في ما يتعلّق بنواياها والذي ترفض جمهورية الصين الشعبية الاعتراف به رغم الأدلة المتاحة علنا».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيرته اليابانية يوكو كاميكاوا في طوكيو (رويترز)

لفت البيان أيضا «بقلق إلى التعاون العسكري الاستراتيجي الروسي المتزايد والمستفز مع جمهورية الصين الشعبية، بما في ذلك من خلال العمليات المشتركة والمناورات قرب اليابان ودعم جمهورية الصين الشعبية لقاعدة الصناعات الدفاعية الروسية».
ودان الوزراء الأربعة «بشدّة تعميق التعاون الروسي الكوري الشمالي المتمثّل بشراء روسيا صواريخ بالستية ومعدات أخرى من كوريا الشمالية في انتهاك مباشر لقرارات مجلس الأمن الدولي لاستخدامها ضد أوكرانيا».

هدفت محادثات بلينكن وأوستن مع وزير الخارجية الياباني يوكو كاميكاوا ووزير الدفاع مينورو كيهارا لتعزيز التعاون العسكري بين طوكيو وواشنطن ردا على المخاوف المرتبطة بتزايد النفوذ الصيني في المنطقة.