مجلس النواب يبدأ إجراءات عزل بايدن

مكارثي اتهم الرئيس الأميركي بـ«الفساد» و«العرقلة»

TT

مجلس النواب يبدأ إجراءات عزل بايدن

بايدن يتحدث بمناسبة ذكرى «11 سبتمبر» في ألاسكا 11 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
بايدن يتحدث بمناسبة ذكرى «11 سبتمبر» في ألاسكا 11 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

أعلن رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي أن الكونغرس سيبدأ رسمياً إجراءات عزل الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال مكارثي خلال إعلان رسمي في مبنى الكابيتول إن بايدن «استغل منصبه الحكومي» نائباً للرئيس في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما «للتنسيق» مع شركاء نجله هنتر في صفقاته مساهماً في إغناء العائلة، واتهمه بـ«الفساد والعرقلة».

وسارع البيت الأبيض إلى استنكار التحقيقات الرامية إلى عزل بايدن، وقال إن دوافعها سياسية.

ووجّه مكارثي اللجان المختصة في الكونغرس للبدء بإجراءات العزل الرسمية مضيفاً أن «هذه هي الخطوة المنطقية التي ستوفر للجان صلاحية جمع الوقائع، وتقديم أجوبة للشعب الأميركي». وحذّر مكارثي: «الشعب الأميركي يستحق أن يعلم أن المراكز الحكومية ليست للبيع وأن الحكومة الفيدرالية لن تتستر على أفعال عائلة سياسية» داعياً بايدن وفريقه إلى التعاون الكامل مع التحقيقات من أجل «الشفافية».

وبهذا يكون مكارثي قد أنهى أشهراً من التساؤلات حول موقفه الرسمي من إجراءات العزل، بعد ضغوطات كثيرة من الشق اليميني من حزبه في المجلس والذي دفع باتجاه هذه الإجراءات رغم عدم وجود دعم واسع في صفوف الحزب للمباشرة لها في الوقت الحالي.

مكارثي أعلن البدء بإجراءات عزل بايدن (إ.ب.أ)

وكان النائب الجمهوري مات غايتس قد هدد بالبدء بجهود «طرد» مكارثي من رئاسة الحزب في حال عدم موافقته على البدء بإجراءات العزل، وهو تهديد حقيقي لمكارثي الذي عقد اتفاقاً مع غايتس في هذا الشأن مقابل وصوله إلى رئاسة المجلس بعد معارضة شرسة من بعض النواب.

ورغم أنه من المرجح أن تبوء جهود العزل بالفشل بشكلها الحالي نظراً لغياب أي دعم يذكر من الجمهوريين في مجلس الشيوخ فإنه من المؤكد أن هذا الملف سوف يشتت الانتباه عن قضايا كثيرة في خضم موسم انتخابي حام، ويسلط الضوء على بايدن وعلاقته مع نجله الذي يواجه قضايا متعددة في المحاكم الأميركية.

وكانت لجنة المراقبة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب قد صعّدت من تحقيقاتها في علاقة بايدن بصفقات ابنه هنتر المثيرة للجدل. وقالت المتحدثة الجمهورية باسم اللجنة جيسيكا كولينز إن هناك أدلة كثيرة تظهر أن عائلة بايدن وظفت اسمه «حول العالم» حين كان نائباً للرئيس بهدف إغناء العائلة. وتابعت كولينز في بيان: «إن واجب اللجنة هو الاستمرار في التحقيق في نمط الفساد هذا، واستغلال المنصب الحكومي من أجل توفير مكاسب ربحية لعائلة بايدن».

ومن ضمن الأدلة التي قدمتها اللجنة في إطار تحقيقاتها حتى الساعة إفادة لأحد شركاء هنتر قال فيها للمحققين إن بايدن كان يتحدث مع شركاء ابنه عبر الهاتف، في إشارة إلى ضلوعه في صفقات العمل المشبوهة.

لكن من الواضح أن الديمقراطيين لن يسهّلوا مهمة الجمهوريين في جهود العزل، فوصف كبيرهم في اللجنة جايمي راسكن التحقيقات بـ«الفشل الهائل في تاريخ التحقيقات التشريعية».

 

 


مقالات ذات صلة

بايدن يدرس تقديم مقترح نهائي لصفقة غزة «خلال أيام»

الولايات المتحدة​ فلسطينيون يسيرون وسط أنقاض مبانٍ دمرها قصف إسرائيلي في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز) play-circle 00:44

بايدن يدرس تقديم مقترح نهائي لصفقة غزة «خلال أيام»

يدرس الرئيس جو بايدن تقديم اقتراح نهائي لإسرائيل وحركة «حماس» لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية جانب من جنازة ألموغ ساروسي في مدينة رعنانا الإسرائيلية اليوم (أ.ف.ب)

إسرائيل: الرهائن قتلوا من مسافة قريبة جداً بين الخميس وصباح الجمعة

أفادت وزارة الصحة الإسرائيلية بأن التشريح الذي أجري صباح اليوم (الأحد) لجثث الرهائن الـ6 أظهر أنهم قتلوا «من مسافة قريبة جداً بين الخميس وصباح الجمعة».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ تختلف سياسات ترمب وهاريس تجاه إيران (أ.ف.ب)

ترمب وهاريس يتبادلان الانتقادات في قضية الإجهاض

يعد تغيير مواقف المرشحين في انتخابات الرئاسة الأميركية أمراً شائعاً، خصوصاً في السباقات المتقاربة قبيل اقتراب موعد التصويت.

إيلي يوسف (واشنطن)
شؤون إقليمية تختلف سياسات ترمب وهاريس تجاه إيران (أ.ف.ب)

التفاوض أم الردع؟... إيران بين هاريس وترمب

يستعرض تقرير واشنطن، أوجه التشابه والاختلاف في سياسيات المرشحَين دونالد ترمب وكامالا هاريس تجاه طهران.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ سوليفان برفقة السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز يلتقي الرئيس الصيني برفقة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في قاعة الشعب الكبرى في بكين (أ.ب)

زيارة سوليفان «تعيد الدفء» للعلاقات الأميركية الصينية

أعادت زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ولقاءاته مع الرئيس الصيني وكبار المسؤولين بعض الدفء إلى العلاقات مع الولايات المتحدة

هبة القدسي (واشنطن)

الديمقراطيون في أميركا يحثّون على التوصل لهدنة في غزة

البيت الأبيض (أرشيفية - رويترز)
البيت الأبيض (أرشيفية - رويترز)
TT

الديمقراطيون في أميركا يحثّون على التوصل لهدنة في غزة

البيت الأبيض (أرشيفية - رويترز)
البيت الأبيض (أرشيفية - رويترز)

جدّد عدد من المشرّعين من الحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة، الأحد، دعواتهم لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس»، بعد مقتل 6 رهائن في نفق بقطاع غزة، بينما انتقد جمهوريون الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس؛ لعدم تقديم دعم أقوى لإسرائيل.

وانتشلت إسرائيل جثث 6 رهائن من نفق في جنوب قطاع غزة، حيث قُتلوا على ما يبدو قبل وقت قصير من وصول القوات إليهم، وهو ما أثار اليوم احتجاجات ودعوات للإضراب في إسرائيل، بسبب الفشل في إنقاذهم.

وقال الجيش إن جثث هيرش غولدبرج بولين، وهو إسرائيلي أميركي، وكرمل جات، وعيدن يروشالمي، وألكسندر لوبنوف، وألموغ ساروسي، وأوري دانينو، أُعيدت إلى إسرائيل.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن تحدّث مع والدَي غولدبرج بولين اللذَين ظهرا في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الشهر الماضي؛ لتقديم التعازي.

وقال مسؤول أميركي آخر إن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان سيعقد اجتماعاً عن بُعد، الأحد، مع عائلات رهائن أميركيين محتجزين لدى «حماس».

وقال السيناتور الأميركي الديمقراطي ديك دوربين إنه «منفطر القلب ومصدوم»، بسبب أنباء وفاة غولدبرج بولين، وهو ما يتفق مع مشاعر مسؤولين ومشرّعين أميركيين آخرين.

وقال دوربين، ثاني أكبر عضو ديمقراطي بمجلس الشيوخ: «يجب التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الفور يسمح بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، وتدفّق المساعدات الإنسانية إلى غزة... وتحويل رؤية للسلام والاستقرار إلى حقيقة»، ووصف تلك الرؤية بأنها صعبة المنال ومهملة منذ فترة طويلة.

وقال جوناثان ديكل تشين، والد ساجوي، وهو رهينة آخر يحمل الجنسية الأميركية، إن حكومة بنيامين نتنياهو رفضت الدخول في مفاوضات مع «حماس» لإعادة الرهائن، وإن الوقت ينفد.

وقال ديكل تشين، في مقابلة مع برنامج على شبكة «سي بي إس»: «المؤسسة العسكرية العليا بأكملها، ومجتمع المخابرات يقولان علناً وبشكل صريح منذ أسابيع وأشهر إن الوقت قد حان لإنهاء القتال في غزة، وإعادة رهائننا إلى ديارهم، واستعادة أكبر عدد ممكن منهم على قيد الحياة».

ولم يحثّ مشرّعون من الحزب الجمهوري، الأحد، على زيادة الضغط والجهود لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار، لكن بعضهم وجّه انتقادات لإدارة بايدن - هاريس بسبب عدم تقديمها الدعم بالقوة الكافية لإسرائيل.

وقال السيناتور الجمهوري توم كوتون: «يواصلون تشجيع (حماس) وزيادتها جرأة» بدعوتهم لوقف إطلاق النار.

ولدى سؤاله عن رأيه فيما يجب على حكومة نتنياهو أن تفعل في مواجهة الاحتجاجات المتنامية في إسرائيل، قال كوتون: «سأحثّهم على إكمال المهمة ضد (حماس)، وهو الأمر الذي كان يجب على كامالا هاريس وجو بايدن فعله من البداية».