متاعب هانتر بايدن القانونية تهدّد حملة والده الانتخابية

تقارير ترجّح دخول ميشيل أوباما سباق الترشيح الديمقراطي

بايدن لدى إلقائه خطاباً حول أوضاع المحاربين القدامى في يوتا الخميس (أ.ب)
بايدن لدى إلقائه خطاباً حول أوضاع المحاربين القدامى في يوتا الخميس (أ.ب)
TT

متاعب هانتر بايدن القانونية تهدّد حملة والده الانتخابية

بايدن لدى إلقائه خطاباً حول أوضاع المحاربين القدامى في يوتا الخميس (أ.ب)
بايدن لدى إلقائه خطاباً حول أوضاع المحاربين القدامى في يوتا الخميس (أ.ب)

ألقى تعيين وزارة العدل الأميركية مستشارا خاصا للتحقيق مع هانتر بايدن، بظلال كثيفة على حملة إعادة انتخاب والده جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة.

ويرى مراقبون أن التحقيقات التي سيقودها محامي ولاية ديلاوير، ديفيد وايس، كمستشار خاص، ستُجبر الرئيس بايدن على التعامل مع العناوين غير السارة التي قد تُشتّت انتباهه وتُربك حملته، بينما يفضل الحديث عن الاقتصاد والتوقيع على التشريعات أثناء حملاته الانتخابية لعام 2024، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» عن مسؤول ديمقراطي كبير.

وقال المسؤول: «سيكون لهذا تأثير كبير على إعادة انتخابه. في كل مرة يحضر فيها شخص أمام هيئة محلفين كبرى أو يتم استدعاؤه، (...) ستستمر الصحافة في السؤال عن ذلك. يريد بايدن التحدث عن الاقتصاد، وحمل الأسلحة والأمن القومي وسيكون أقل قدرة على ذلك».

وفيما يخشى الديمقراطيون من أن تحقيقات المستشارين الخاصين يمكن أن تتوسع في نطاقها، يقول المسؤول الديمقراطي إن المستشارين الخاصين «دائماً ما يجدون أشياء لا يتوقعون العثور عليها. هكذا بدأ التحقيق مع الرئيس السابق بيل كلينتون، في صفقة عقارية قام بها مع هيلاري عندما كان حاكماً، وانتهى بمونيكا لوينسكي».

ودفع هانتر بايدن في يوليو (تموز)، بأنه غير مذنب في قضية تخلّفه عن دفع أكثر من 100 ألف دولار ضرائب مستحقة على دخل يزيد على 1.5 مليون دولار في عامي 2017 و2018، ولم يتقدم بالتماس في قضية جنائية منفصلة، اتُّهم فيها بامتلاك سلاح ناري بشكل غير قانوني أثناء تعاطيه مخدرات.

وكان كبار الديمقراطيين يأملون في أن يكون اتفاق الإقرار بالذنب بين هانتر بايدن ووايس سيسمح للرئيس بتجاوز المشاكل القانونية لابنه، وإحالة القضية إلى تحقيقات الكونغرس التي يقودها الجمهوريون. لكن قاضياً فيدرالياً رفض قبول صفقة الاعتراف بالذنب المقترحة، وقال وايس في دعوى قضائية يوم الجمعة، إن المحادثات بين الجانبين انهارت منذ ذلك الحين.

سابقة أميركية

تثير المحاكمة المحتملة احتمال حدوث مشهد غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة؛ نجل رئيس حالي يواجه تهماً جنائية، بينما يناضل والده من أجل إعادة انتخابه، على الأرجح ضد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب، الذي يواجه على الأقل 3 محاكمات جنائية خاصة به.

ويتّهم الجمهوريون، من دون تقديم أي دليل ملموس حتى الآن، الرئيس بايدن بالتربّح من المشروعات التجارية لابنه في أوكرانيا والصين. وقال الرئيس الجمهوري لمجلس النواب، كيفين مكارثي، الشهر الماضي، إن المجلس قد يبدأ تحقيقاته في هذا الملف بالخريف.

بيد أن مشكلات بايدن الانتخابية لا تقتصر على قضية نجله فحسب. فاستطلاعات الرأي التي لا تزال تضعه في منافسة شديدة متقاربة مع ترمب، تشير أيضاً إلى أن نسبة تأييده تواصل انخفاضها، بسبب سنّه وزلاته وتعثراته المتكررة. ويخشى الديمقراطيون من أن احتمال إدانة ترمب وحرمانه من خوض السباق الرئاسي، قد يؤدي إلى نتائج عكسية على بايدن، في حال فاز مرشح جمهوري شاب بالسباق التمهيدي، يرجح أن يكون حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يحتل المركز الثاني مباشرة في استطلاعات التفضيل لدى الجمهوريين.

ووفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز - إبسوس» للناخبين الجمهوريين المحتملين في 3 أغسطس (آب) الحالي، يتقدم ترمب على ديسانتيس بـ34 نقطة، ويحظى بقبول 47 في المائة، مقابل 13 في المائة لديسانتيس. في حين أن 9 مرشحين جمهوريين آخرين، بينهم مايك بنس، ما زالوا يتخلفون عن ترمب بفارق 40 نقطة. 

هل تترشح ميشيل أوباما؟

طرحت تقارير إعلامية في الأيام الماضية سيناريو دخول ميشيل أوباما السباق الرئاسي، في حال انسحاب جو بايدن قبل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. وزعمت مصادر لم تُعرّفها الصحافة الأميركية، مطّلعة على الطموحات الرئاسية للسيدة الأولى السابقة، أن ميشيل تعدّ «عضواً في المؤسسة السياسية» وتحظى بدعم في صفوف الحزب الديمقراطي. وتوقّعت تلك المصادر أن ينسحب بايدن من السباق، وينهي حملته لإعادة انتخابه خلال الاثني عشر شهراً المقبلة. ورجّحت صحيفة «تلغراف»، في تقرير الخميس، أن السباق الرئاسي قد يشهد مواجهة بين ميشيل أوباما ودونالد ترمب، في حال لم تتم إدانة الأخير. ونقلت عن سياسي أجنبي قوله إن حكومته تفترض أن بايدن لن يكون المرشح الديمقراطي، وسينسحب قبل الانتخابات التمهيدية، بحيث يكون الوقت قد فات لمرشح من القاعدة الشعبية لدخول السباق، لمصلحة مرشحة المؤسسة السياسية الديمقراطية، ميشيل أوباما.

ويرى مطّلعون أن ولاية بايدن الأولى هي في الحقيقة استمرار لعهد الرئيس السابق باراك أوباما، ما قد يعزز ترشح ميشيل أوباما بدلاً من بايدن. وفي مقابلة أجراها عام 2021، قال باراك أوباما نفسه: «إن جو (بايدن) والإدارة الحالية يستكملان المهمة»، مضيفاً أن «90 في المائة من الأشخاص «الذين عملوا في إدارته، يعملون اليوم تحت إدارة بايدن».

ورغم تكرار ميشيل أوباما نفي نيتها الترشح للرئاسة العام المقبل، لكن، ووفقاً لصحيفة «تلغراف»، «عادة ما تكون هذه علامة مؤكدة على أن الشخص مهتم».


مقالات ذات صلة

خلاف بين محامي ترمب والمحقق الخاص بشأن الجدول الزمني لقضيته

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

خلاف بين محامي ترمب والمحقق الخاص بشأن الجدول الزمني لقضيته

ظهرت خلاف بين المدعي الخاص الذي يلاحق ترمب بتهمة محاولة إلغاء نتائج انتخابات 2020 وفريق الدفاع عن الرئيس السابق بشأن الجدول الزمني لإجراءات النظر في القضية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وابنته إيفانكا (إ.ب.أ)

ترمب: إيفانكا رفضت أن تصبح سفيرة لدى الأمم المتحدة وفضّلت توفير فرص عمل للملايين

قال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، إن ابنته إيفانكا كان ينبغي أن تكون سفيرة للأمم المتحدة، و«القادة الأكثر روعة» يأتون من أسكوتلندا مثل والدته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تختلف سياسات ترمب وهاريس تجاه إيران (أ.ف.ب)

ترمب وهاريس يتبادلان الانتقادات في قضية الإجهاض

يعد تغيير مواقف المرشحين في انتخابات الرئاسة الأميركية أمراً شائعاً، خصوصاً في السباقات المتقاربة قبيل اقتراب موعد التصويت.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المخرج علي عباسي (الثالث يميناً) مع مجموعة من المشاركين في فيلم «ذي أبرنتيس» عند وصولهم إلى العرض الأول للفيلم في مهرجان «كان» السينمائي الدولي السابع والسبعين بجنوب فرنسا في 20 مايو 2024 (أ.ب)

فيلم مثير للجدل عن سيرة ترمب يُعرض في صالات السينما قبل الانتخابات

من المقرر طرح فيلم «ذي أبرنتيس» (The Apprentice) المثير للجدل والمستوحى من سيرة الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترمب، في صالات السينما الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس (د.ب.أ)

استطلاع رأي يظهر تقدم هاريس على ترمب في الولايات السبع الرئيسية

كشف أحدث استطلاع أجرته «بلومبرغ» عبر الولايات الرئيسية بعد مؤتمر الحزب الديمقراطي في الأسبوع الماضي أن نائبة الرئيس ضيقت الفارق أو أطاحت بتفوق ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بايدن يعلن العثور على جثث 6 رهائن في غزة بينهم أميركي

TT

بايدن يعلن العثور على جثث 6 رهائن في غزة بينهم أميركي

صورة تجمع الرهائن الست الذين أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على جثثهم في قطاع غزة (أ.ب)
صورة تجمع الرهائن الست الذين أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على جثثهم في قطاع غزة (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (الأحد)، أنه تم العثور في قطاع غزة على جثث ست رهائن خُطفوا خلال هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك جثة الإسرائيلي الأميركي هيرش غولدبرغ بولين.

وقال بايدن في بيان: «في وقت سابق اليوم (السبت)، عثرت القوات الإسرائيلية في نفق تحت مدينة رفح، على جثث 6 رهائن كانت (حماس) تحتجهم»، مضيفاً: «لقد تأكّدنا الآن أن أحد الرهائن... كان المواطن الأميركي هيرش غولدبرغ بولين».

صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشره المكتب الإعلامي لـ«حماس» للرهينة الأميركي هيرش غولدبرغ بولين (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأضاف بايدن: «لا يُخطئنّ أحد. قادة (حماس) سيدفعون ثمن هذه الجرائم. وسنواصل العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين».

وتابع: «هيرش كان من بين الأبرياء الذين هوجِموا بوحشية أثناء حضورهم مهرجان موسيقي للسلام بإسرائيل في 7 أكتوبر. لقد فقد ذراعه خلال مساعدته أصدقاء وغرباء خلال المجزرة الوحشية التي ارتكبتها (حماس)»، مشيراً إلى أنه كان يبلغ 23 عاماً.

وتحدّث بايدن عن جون ورايشل والدَي الشاب اللذين «دافعا دون كلل عن ابنهما وعن جميع الرهائن المحتجزين في ظروف غير مقبولة»، قائلاً إنه «يشاركهما حزنهما بشكل أعمق ممّا يمكن أن تعبّر عنه الكلمات». وأكد بايدن أنه «عمل من دون كلل لضمان عودة هيرش إليهما سالماً معافى»، مضيفاً: «خبر وفاته يفطر قلبي».

من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي انتشال جثث 6 رهائن من قطاع غزة، وهم: كارميل غات وإيدن يروشالمي وهيرش غولدبرغ-بولين وألكسندر لوبانوف وألموج ساروسي وأوري دانينو. وقال الجيش عبر تطبيق «تلغرام»، إنه تم انتشال الجثث الست من نفق تحت الأرض في منطقة رفح بمنطقة جنوب قطاع غزة، وتم نقلها إلى إسرائيل.

وأضاف أن الأفراد الستة تم اختطافهم خلال هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال متحدث باسم الجيش إن المختطفين قتلوا الرهائن الـ6 قبل فترة قصيرة من العثور على جثثهم.

مظاهرات في إسرائيل

إلى ذلك، خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع تل أبيب وأماكن أخرى في إسرائيل السبت لدفع الحكومة إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة.

واحتشد المحتجون في أنحاء البلاد، حاملين الأعلام الإسرائيلية واللافتات التي تطالب بالإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة، في نفس الوقت الذي يطالبون فيه أيضا بإجراء انتخابات جديدة.

واندلعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب.

وفي اجتماع بمقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، اتهم أقارب المحتجزين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتخلي عن ذويهم. وجاء في بيان تلاه أقارب المحتجزين: «قرر نتنياهو وشركاؤه في الحكومة تقويض اتفاق وقف إطلاق النار من أجل محور فيلادلفيا، وبالتالي الحكم على المحتجزين بالإعدام عمدا».

وتعثرت محادثات الوساطة التي تقوم بها الولايات المتحدة ومصر وقطر في القاهرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ بعض الوقت.

يشار إلى أن النقطة الرئيسية للخلاف في المحادثات هي مسألة المدة التي يمكن للقوات الإسرائيلية أن تبقى فيها في قطاع غزة، وتحديدا في محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر.

وقررت الحكومة الأمنية الإسرائيلية مؤخرا الحفاظ على السيطرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر.

ويخشى النقاد- بما في ذلك وزير الدفاع يوآف غالانت- أن يؤدي التمسك بالسيطرة على محور فيلادلفيا إلى منع إطلاق سراح المحتجزين. وانتقد غالانت بشدة نتنياهو خلال الاجتماع.