رئيس الوزراء الهندي: ملتزمون بالعمل مع الولايات المتحدة من أجل السلام

بايدن أقام لمودي استقبالاً حافلاً... وتوقيع اتفاقات أمنية وعسكرية وتجارية وتكنولوجية

بايدن يستمع لمودي خلال
بايدن يستمع لمودي خلال
TT

رئيس الوزراء الهندي: ملتزمون بالعمل مع الولايات المتحدة من أجل السلام

بايدن يستمع لمودي خلال
بايدن يستمع لمودي خلال

استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في إطار احتفالي في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض عزف خلاله النشيدان الوطنيان الهندي والأميركي، وسط استعراض للحرس الوطني وعزف الموسيقى العسكرية وفرق الموسيقى بالزي الاحتفالي.

وقال بايدن أمام حشد كبير من الجالية الهندية - الأميركية التي تجمعت بالآلاف في الحديقة الجنوبية: «نحن الشعب نتشارك في المسؤولية أمام شعبينا، والولايات المتحدة ترحب بجمهورية الهند وتجمعني صداقة مع مودي منذ أن كنت نائبا للرئيس، وأمامنا فرص وتحديات ونحتاج للعمل معا وهذا ما سنفعله». وأضاف «الشراكة بين الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان مهمة لأمن المحيطين الهندي والهادي والاستقرار، وسنعمل معاً في مجالات التكنولوجيا الآمنة والتعليم والابتكار والأمن الغذائي والصحي، ومساندة أوكرانيا. والتحديات والفرص التي تواجه العالم في هذا القرن تتطلب من الولايات المتحدة والهند العمل معاً، والقرارات التي سنتخذها اليوم ستقرر المسارات التي سنتخذها لعقود مقبلة».

بايدن ومودي خلال مراسم زيارة الدولة لرئيس الوزراء الهندي في الجناح الجنوبي للبيت الأبيض الخميس (أ.ف.ب)

وأبدى رئيس الوزراء الهندي امتنانه لبايدن لترحيبه الدافئ في البيت الأبيض، وشدد على التزام بلاده بالعمل مع الولايات المتحدة من أجل السلام والاستقرار والازدهار العالمي. ووفقاً للبيت الأبيض، سيعلن بايدن ومودي مجموعة من اتفاقات تبادل التكنولوجيا والتعاون الدفاعي ومبيعات الأسلحة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية واستثمارات، وصفقات للأسلحة من شأنها أن تساعد الهند على تقليل اعتمادها على روسيا التي تعد أكبر مورد للأسلحة.

وتشمل اتفاقية الشراكة بين شركة «جنرال إلكتريك» الأميركية وشركة «هندوستان» للملاحة الجوية الهندية، إنتاج محركات نفاثة للطائرات الهندية في الهند. وسيوقع الجانبان الأميركي والهندي صفقة لبيع 30 طائرة من دون طيار مقاتلة أميركية الصنع من طراز MQ-9BSea Guardian إضافة إلى تعزيز صناعة أشباه الموصلات والشرائح الإلكترونية في الهند وبناء مجمع لهذه الصناعة بقيمة 2.75 مليار دولار في الهند، حيث تنفق شركة «ميكرون تكنولوجي» الأميركية 800 مليون دولار وتموّل الهند بقية المبلغ.

وفي مجال الفضاء، ستوقع الهند على اتفاقيات «أرتميس»، وهي اتفاقيات للتعاون في استكشاف الفضاء بين الدول المشاركة في خطط وكالة «ناسا» وتشارك فيها منظمة أبحاث الفضاء الهندية.

حشد يرحب برئيس الوزراء الهندي لدى وصوله إلى البيت الأبيض الخميس (رويترز)

شراكة أمنية

وتسعى إدارة بايدن إلى تعميق الشراكة الأمنية للولايات المتحدة مع الهند من خلال المجموعة الرباعية «الكواد» كجزء من جهود الإدارة لمواجهة النفوذ العالمي للصين. ومع تعداد سكاني يقارب 1.4 مليار نسمة، ستصبح الهند قريباً ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد الصين والولايات المتحدة، وهو ما دفع الولايات المتحدة لترتيب الاستقبال الدافئ والمتميز لمودي، وكسر بعض القواعد البروتوكولية. وبدت واضحة الرغبة الثنائية في تعزيز الشراكة وجعل العلاقة بين واشنطن ونيودلهي علاقة جوهرية. وتريد واشنطن أن تكون الهند دولة لها ثقل استراتيجي موازن للصين وتراها شريكاً مهماً، فيما يسعى مودي إلى زيادة نفوذ بلاده على الساحة الدولية.

وتتوافق الرؤية الأميركية في مواجهة نفوذ الصين مع مصالح الهند التي شهدت منذ عام 2020 مواجهات دامية على طول حدودها مع الصين، وأصبح أمن المحيطين الهادي والهندي أولوية مشتركة لدى بايدن ومودي.

السيدة الأولى جيل بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال زيارتهما مؤسسة العلوم الوطنية في الإسكندرية فرجينيا الأربعاء (أ.ب)

وقد كان هناك خلاف بين بايدن ومودي حول حرب أوكرانيا وامتنعت الهند عن التصويت على قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة لإدانة الغزو الروسي، ورفض مودي انضمام الهند إلى التحالف الدولي ضد روسيا، بل قامت حكومته بزيادة مشترياتها من النفط الروسي والحصول على مزايا في خفض الأسعار. ومع مرور الوقت، أبدت نيودلهي تغييرات في علاقتها بروسيا، وأصبحت تتطلع إلى تنويع وارداتها من النفط والأسلحة من دول أخرى.

استعدادات احتفالية

وقد تزين شارع بنسلفانيا ومبنى أيزينهاور التنفيذي التابع للبيت الأبيض بالأعلام الأميركية والهندية، واحتشد الآلاف من الجالية الهندية داخل وخارج البيت الأبيض رافعين العلمين الأميركي والهندي. وشهدت حديقة لافايت المقابلة للبيت الأبيض حشداً آخر من المتظاهرين المحتجين على الزيارة والمعارضين لمودي وانتهاكات حقوق الإنسان. وتخللت الزيارة الكثير من الأمور غير المألوفة وغير البروتوكولية. فمن قواعد البروتوكول أن تكون زيارة الدولة مخصصة لقادة وزعماء ورؤساء الدول، وليس لرؤساء الحكومات. وهي أعلى دعوة دبلوماسية لزعيم أجنبي.

مودي يشارك في اليوم الدولي لليوغا في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الأربعاء (أ.ف.ب)

وزار مودي الولايات المتحدة خمس مرات منذ أن أصبح رئيساً للوزراء عام 2014، لكن هذه الرحلة ستكون الأولى لمودي التي تأخذ هذا القدر من الاهتمام والوضع الدبلوماسي المتميز لزيارة دولة، وتعد علامة على أولويات الأمن القومي للرئيس الأميركي في التقارب مع الهند بوصفها شريكا إقليميا في وجه الطموحات الصينية في المنطقة. ومن غير المألوف أيضاً أن يتلقى رئيس الوزراء الهندي أسئلة من الصحافيين من الجانبين الهندي والأميركي (باستثناء المقابلات الحصرية). ولم يعقد مودي مؤتمراً صحافياً منذ تولي منصبه رئيساً للوزراء، وهو ما وصفه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين بأنه «أمر كبير للغاية»، وقال: «نحن ممتنون لمشاركة رئيس الوزراء مودي في المؤتمر الصحافي في نهاية الزيارة، نحن نعتقد أنه أمر مهم وسعداء لأنه (مودي) يعتقد أنه أمر مهم أيضا».

حقوق الإنسان

ومن المقرر أن يُلقي مودي كلمة أمام الكونغرس بمجلسيه الساعة الرابعة بتوقيت واشنطن. وصرح بعض أعضاء الكونغرس عن خططهم لمقاطعة الخطاب، منهم الثلاثي التقدمي في الحزب الديمقراطي ألكساندريا أوكاسيو كورتيز من نيويورك، ورشيدة طليب من ميتشغان، وإلهان عمر من مينيسوتا. وقالت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب إنها ستقاطع خطاب مودي بسبب تاريخه الطويل في انتهاكات حقوق الإنسان واستهداف المسلمين والأقليات وفرض الرقابة على الصحافيين. وأضافت «من غير المقبول وأمر مخجل أن يتم منح مودي منصة للحديث في عاصمة بلادنا». وقال النائب الديمقراطي رو خانا إن «الولايات المتحدة يجب أن تكون صريحة بشأن قضايا حرية الصحافة وحقوق الإنسان». وقد أرسل 75 مشرعاً في الكونغرس، منهم السناتور الديمقراطي بيرني ساندرز والسناتورة الديمقراطية إليزابيث وارن، خطاباً مفتوحاً لبايدن لحثه على التحدث مباشرة مع رئيس الوزراء الهندي عن العديد من المواضيع المثيرة للقلق، مثل تقلص المساحة السياسية في الهند وملاحقة المعارضة والقيود المتزايدة على حرية الصحافة.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان للصحافيين، إن بايدن لن يعطي دروساً لمودي في هذا الموضوع. وأضاف «عندما ترى الولايات المتحدة تحديات لحرية الصحافة أو الحرية الدينية أو غيرهما، فإننا نوضح وجهات نظرنا، ونقوم بذلك بطريقة لا نسعى فيها إلى إعطاء دروس أو محاولة الظهور وكأننا لسنا بلا تحديات».

أجندة حافلة

وقد وصل مودي مساء الثلاثاء إلى الولايات المتحدة وشارك في احتفالية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك بمناسبة يوم اليوغا العالمي، والتقى عدداً من كبار الرؤساء التنفيذيين للشركات الأميركية. وشهدت لقاءاته في واشنطن بعض التأخير، حيث تأخر مودي على زيارة مقررة لمؤسسة العلوم الوطنية، وبدأتها جيل بايدن زوجة الرئيس الأميركي من دونه ثم انضم إليها. ومساء الأربعاء، أقام الرئيس الأميركي وزوجته حفل عشاء في البيت الأبيض، ووصل مودي متأخرا بعد حوالي 30 دقيقة من الموعد المقرر، واعتذر عن التأخير وتبادل مع الرئيس الأميركي وزوجته الابتسامات والضحك خارج البيت الأبيض قبل دخوله.


مقالات ذات صلة

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

العالم عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، أن فريق ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس بايدن للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)

موسكو تؤكد عزمها الرد على التصعيد الأميركي «غير المسبوق»

أكدت موسكو، الأحد، عزمها الرد على ما سمّته التصعيد الأميركي «غير المسبوق»، فيما دعا الرئيس الأوكراني إلى تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده بعدما أسقطت وحدات الدفاع…

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا القوات الروسية تتقدم بأسرع وتيرة بأوكرانيا منذ بدء الغزو في 2022 (تاس)

تقارير: روسيا تقيل قائداً عسكرياً في أوكرانيا بسبب تقارير مضللة

قال مدونون ووسائل إعلام روسية إن موسكو أقالت جنرالاً كبيراً في أوكرانيا لتقديمه تقارير مضللة عن تقدم في الحرب، بينما يحاول وزير الدفاع إقصاء القادة غير الأكفاء.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

قال الكرملين، الأحد، إن موسكو يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته واشنطن، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت) أن بلاده تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بعد اكتمال تشكيلة الحكومة... هذه أبرز الأسماء في إدارة ترمب

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بمناسبة سابقة برفقة روبيو في يوليو 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بمناسبة سابقة برفقة روبيو في يوليو 2024 (أ.ف.ب)
TT

بعد اكتمال تشكيلة الحكومة... هذه أبرز الأسماء في إدارة ترمب

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بمناسبة سابقة برفقة روبيو في يوليو 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بمناسبة سابقة برفقة روبيو في يوليو 2024 (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن أسماء جديدة لشغل مناصب رفيعة ضمن حكومته المقبلة. ودفع باسم سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب» وأحد المروجين المتحمسين لفرض رقابة سياسية على «الاحتياطي الفيدرالي»، لتولي منصب وزير الخزانة. بينما رشّح الطبيبة من أصل أردني جانيت نشيوات، لمنصب «الجراح العام»، والدكتور مارتي ماكاري لقيادة إدارة الغذاء والدواء، ولاعب كرة القدم الأميركي السابق ومساعد البيت الأبيض سكوت تيرنر، لمنصب وزير الإسكان والتنمية الحضرية.

ومساء السبت، أعلن ترمب أنه رشح رئيسة مركز «أميركا فيرست بوليسي إنستيتيوت» (إيه إف بي آي)، بروك رولينز، وزيرةً للزراعة، وهو كان المنصب الأخير المتبقي لاستكمال تشكيلة حكومته.

وفيما يلي أبرز المرشّحين الذين أعلنهم ترمب في إدارته الجديدة.

بيسنت لـ«الخزانة»

المستثمر سكوت بيسنت متحدّثاً بفعالية بنورث كارولاينا في 14 أغسطس (أ.ب)

كان اسم بيسنت قد ورد بين المرشحين المفضلين لتولي هذا المنصب، وهو مُقرّب من عائلة ترمب منذ فترة طويلة، وسيضطلع بدور رئيسي في تنفيذ البرنامج الاقتصادي للرئيس الأميركي المنتخب، بالإضافة إلى السيطرة على الدين العام.

وقال ترمب في بيان، إن بيسنت «سيساعدني على إطلاق عصر ذهبي جديد للولايات المتحدة، وترسيخ دورنا كأكبر اقتصاد في العالم ومركز للابتكار وريادة الأعمال ووجهة لرؤوس الأموال، مع ضمان بقاء الدولار من دون أدنى شك العملة الاحتياطية في العالم». تخرّج بيسنت في جامعة ييل، وبدأ حياته المهنية عام 1991 في شركة الملياردير جورج سوروس الاستثمارية (إس إف إم)، وتركها مرة أولى في عام 2000 ليطلق صندوقه الاستثماري الخاص.

وبعد فشله في البداية، عاد إلى «إس إف إم» عام 2011، قبل أن يستقيل مرة أخرى ليطلق مجموعة «كي سكوير غروب». وسيؤدي دوراً أساسياً على رأس وزارة الخزانة، وهو منصب مرموق داخل الحكومة، حيث سيضطلع بدور مزدوج يتمثل في تقديم المشورة وإدارة الميزانية الفيدرالية والإشراف على السياسة الاقتصادية. وسيتعيّن على بيسنت خصوصاً زيادة وإدامة التخفيضات الضريبية، التي تحققت خلال فترة ولاية ترمب الأولى (2017 - 2021) التي ستنتهي في عام 2025. كما ستكون مهمته إدارة خفض العجز العام، والسيطرة على الدين الفيدرالي الذي يبلغ 36 تريليون دولار، وعلى العلاقات التجارية مع شركاء الولايات المتحدة الرئيسيين، بما في ذلك الصين. كذلك، سيؤدّي دوراً مُهمّاً في السيطرة على مؤسسات الإشراف المالي مثل «الاحتياطي الفيدرالي»، وهو من أشدّ المدافعين عن دور أكبر للسلطة السياسية في عملية صنع القرار بهذه المؤسسة.

وبحسب مجلة «فوربس»، فإنه بحال موافقة مجلس الشيوخ عليه، سيصبح بيسنت أول وزير في إدارة جمهورية يُجاهر بمثليته. وكان اسمه مطروحاً منذ 5 نوفمبر (تشرين الثاني) مع اسم هوارد لوتنيك، الذي عُيّن في نهاية المطاف وزيراً للتجارة الثلاثاء. وفي مقارنة بين الرجلين، قال إيلون ماسك، الملياردير المقرّب من ترمب، على حسابه في منصة «إكس» التي يملكها إن بيسنت سيكون خيار الجمود، «بينما سيطبق هوارد لوتنيك التغيير الذي يريده دونالد ترمب حقاً».

طبيبة من أصول أردنية

د. جانيت نشيوات (أ.ف.ب)

وكانت الطبيبة من أصل أردني، جانيت نشيوات، بين لائحة المرشّحين الذين أعلن عنهم ترمب الجمعة، وحظيت بمنصب الجراح العام للولايات المتحدة، بحسب قناة «فوكس نيوز» السادسة عشرة الإخبارية.

وقال ترمب، في بيان، إن الطبيبة نشيوات مدافعة شرسة ومحاورة قوية في مجال الطب الوقائي والصحة العامة. وأضاف: «أنا فخور جداً بأن أعلن اليوم أن الطبيبة نشيوات ستكون طبيبة الأمة، جراحة عامة للولايات المتحدة، وهي (...) لديها التزام لا يتزعزع بإنقاذ وعلاج الآلاف من أرواح الأميركيين، وهي مناصرة قوية ومتواصلة في مجال الطب الوقائي والصحة العامة». وتابع ترمب: «هي ملتزمة بضمان حصول الأميركيين على رعاية صحية عالية الجودة وبأسعار معقولة، وتؤمن بتمكين الأفراد من تولي مسؤولية صحتهم ليعيشوا حياة أطول وأكثر صحة»، وفق وكالة «بترا» الأردنية للأنباء.

ويعد منصب جراح عام الولايات المتحدة أعلى منصب طبي في البلاد، يمنح صاحبه القرار بإجازة أي دواء لأي وباء في العالم، ويرتبط بالرئيس الأميركي مباشرة.

وقال ترمب إنها عالجت المرضى أثناء جائحة «كوفيد - 19»، واهتمت بضحايا إعصار كاترينا وإعصار جوبلين، وعملت في منظمة إغاثة الكوارث «Samaritan's Purse» التي تقدم الرعاية في المغرب وهايتي وبولندا، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

ويعرفها كثير من الأميركيين بصفتها مساهمة في قناة «فوكس نيوز»، وناقشت قضايا مثل سلالة جدري القردة، وتأثيرات تعاطي الكحول والمخدرات، أو الإغاثة من الكوارث الطبيعية. وكانت نشيوات مساهمة طبية في شبكة «فوكس نيوز»، وقال متحدث باسم الشبكة إنه بدءاً من إعلان ترمب، لم تعد مساهمة في القناة.

ماسك لخفض الميزانية

الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

كُلف مالك منصة «إكس» وشركتي «تسلا» و«سبايس إكس»، الملياردير إيلون ماسك، قيادة عملية تدقيق في الإنفاق العام بهدف خفضه، إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامي. ويُعرف أغنى رجل في العالم والمساهم مالياً بشكل واسع في حملة الجمهوريين، بأسلوبه الإداري «المتشدد»، وبكونه لا يتردد في تنفيذ عمليات تسريح واسعة النطاق وسريعة.

روبرت كيندي جونيور

واختير روبرت إف. كيندي جونيور، ابن شقيق الرئيس الراحل جون كيندي، لتولي حقيبة الصحة. وكيندي محامٍ سابق في مجال قانون البيئة، تحدث عن نظريات مؤامرة بشأن لقاحات مكافحة وباء «كوفيد - 19»، وسيكون مسؤولاً عن «إعادة الصحة لأميركا». وسيدعمه «دكتور أوز»، وهو جراح ونجم تلفزيوني سيقود برنامج التأمين الصحي العام الضخم، والطبيبة من أصول أردنية جانيت نشيوات.

بوندي لوزارة العدل

اختيرت بايم بوندي، وهي محامية سابقة لترمب والمدعية العامة السابقة لفلوريدا لتولي حقيبة العدل الحساسة، بعد انسحاب مات غيتز المدوي والمثير للجدل على خلفية اتهامه بتجاوزات أخلاقية مع فتاة قاصر. وبوندي مقربة من ترمب وعضو فريق الدفاع عنه خلال المحاكمة البرلمانية التي كانت ترمي لعزله عام 2020، وسيدعمها في الوزارة 3 من محامي الرئيس المنتخب الشخصيين؛ هم تود بلانش وإميل بوف وجون سوير. ومهمتهم واضحة: وضع حد لما يعدّه دونالد ترمب «استغلالاً» للقضاء.

روبيو الحازم تجاه الصين

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والسيناتور ماركو روبيو خلال مناظرة للمرشحين الرئاسيين آنذاك في فبراير 2016 (رويترز)

وسيصبح السيناتور الجمهوري البارز عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، الوجه الجديد للدبلوماسية الأميركية على المستوى الدولي. وسيكون روبيو أول أميركي من أصول لاتينية يتولى وزارة الخارجية، وهو معروف بمواقفه الحازمة جداً تجاه الصين، ودعمه القوي لإسرائيل، ومعارضته الشرسة لإيران. وسيشغل مسؤول منتخب آخر من فلوريدا، هو مايك والتز الحازم جداً أيضاً تجاه الصين، وكذلك تجاه روسيا، منصب مستشار الأمن القومي. كما عيّن ترمب اثنين من أشرس المؤيدين لإسرائيل؛ هما مايك هاكابي سفيراً لدى إسرائيل، وإليز ستيفانيك سفيرة لدى الأمم المتحدة. وكان منصب السفير لدى حلف شمال الأطلسي من نصيب ماثيو ويتاكر، وكُلف مسؤولية «وضع أميركا أولاً»، وفقاً لدونالد ترمب.

هيغسيث... من «فوكس نيوز» إلى البنتاغون

ترمب يدلي بتصريح عام 2017 لمقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)

اتخذ ترمب قراراً مدوياً بتعيين مقدم البرامج في قناة «فوكس نيوز» بيت هيغسيث وزيراً للدفاع. ويعارض هذا الضابط السابق في الحرس الوطني الأميركي مشاركة النساء في القوات المقاتلة، ولم يسبق أن ترأس مؤسسة كبرى. ومع تعيينه وزيراً للدفاع، سيدير شؤون 3.4 مليون جندي وموظف مدني، في وزارة تخصص لها موازنة ضخمة تفوق 850 مليار دولار سنوياً. واتُّهم هيغسيث باعتداء جنسي عام 2017، من دون أن تُرفع شكوى ضده.

غابارد «ضد الحروب»

أرشيفية لمرشحة الرئيس المنتخب دونالد ترمب لإدارة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد (أ.ف.ب)

وعينت تولسي غابارد على رأس مديرية الاستخبارات الوطنية. وتُتّهم هذه المنشقة عن الحزب الديمقراطي والعسكرية السابقة باتخاذ مواقف مؤيدة للكرملين. وفي مقطع فيديو نُشر بعد بدء الحرب في أوكرانيا، دعت النائبة السابقة عن هاواي، الرؤساء الروسي والأوكراني والأميركي، إلى إنهاء الصراع.

واعترض مسؤولون استخباراتيون على ترشيحها، بينما اتّهمتها نيكي هايلي المندوبة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، بـ«التعاطف» مع الصينيين والإيرانيين والروس.

نويم للأمن الداخلي

حاكمة ساوث داكوتا كريستي نويم خلال حفل انتخابي بأوهايو في 16 مارس (أ.ف.ب)

ستؤدي حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية، كريستي نويم، دوراً رئيسياً في تنفيذ الوعد الذي قطعه دونالد ترمب خلال حملته الانتخابية بترحيل جماعي للمهاجرين غير النظاميين، إذ اختيرت لقيادة وزارة الأمن الداخلي. وتصدّرت نويم البالغة 52 عاماً عناوين الأخبار هذا العام، بعد تفاخرها بقتل كلبتها، لأنها كانت غير قابلة للترويض، وفق تعبيرها. وقوّض ذلك التصريح مساعيها إلى الترشح مع دونالد ترمب لمنصب نائب الرئيس.