أعلنت أحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا، اليوم الخميس، التوصل إلى اتفاق بشأن الخدمة العسكرية لتعزيز الجيش الذي يحتاج إلى مجنّدين، وذلك بعد أشهر من المفاوضات.
وخلال هذه المفاوضات المطوّلة، طرحت في مرحلة ما إعادة فرض شكل من أشكال التجنيد الإجباري للرجال عن طريق القرعة، ولكن ائتلاف المحافظين والديمقراطيين الاجتماعيين اتفق أخيراً خلال الليل على صيغة غير إلزامية.
وبحسب النص الجديد الذي يجب أن يُطرح على البرلمان، يتعيّن على جميع الرجال الذين يبلغون من العمر 18 عاماً الخضوع لفحص طبي، وتعبئة استبانة بشأن توفّرهم واستعدادهم للخدمة في الجيش، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسيتيح هذا الإجراء زيادة عدد المتطوّعين، في وقت يسعى المستشار فريدريش ميرتس إلى إعادة بناء الجيش التقليدي الأقوى في أوروبا، لمواجهة التهديد الروسي، والتعويض عن خفض الولايات المتحدة التزاماتها إزاء القارة.
ويستبعد مشروع القانون، الذي طرحه وزير الدفاع بوريس بيستوريوس الذي ينتمي لـ«الحزب الديمقراطي الاجتماعي»، استخدام القرعة لتجنيد الألمان إذا كان عدد المتطوّعين غير كافٍ.
ولكن فكرة فرض شكل من أشكال الخدمة العسكرية الإلزامية التي يتبنّاها المحافظون قد تُطرح مجدداً، وفقاً لينس سبان رئيس المجموعة البرلمانية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي» و«الاتحاد الاجتماعي المسيحي».
ويكوّن «الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري» مع شقيقه الأكبر «المسيحي الديمقراطي» (الذي يترأسه المستشار فريدريش ميرتس) ما يعرف بـ«الاتحاد المسيحي»، وهو الشريك الأكبر في الائتلاف الحاكم في ألمانيا الذي يضم أيضاً «الحزب الاشتراكي الديمقراطي».

وقال: «إذا كانت الخدمة التطوّعية غير كافية في النهاية، فستكون الخدمة الإلزامية ضرورية أيضاً».
من جانبه، قال ماتياس مييرش رئيس المجموعة البرلمانية لـ«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» إنّه «متأكد» من أنّ الجيش الألماني سيجد ما يكفي من المتطوّعين. وأكد وزير الدفاع بوريس بيستوريوس أنّ الخدمة الإلزامية هي «الملاذ الأخير».
وجعل المستشار الألماني المحافظ من تعزيز الجيش أولوية وطنية، خصوصاً أنّ الجيش يعاني منذ عقود من ضعف التجهيز، ونقص الكوادر. وزاد الإنفاق العسكري للبلاد، بينما زاد المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وتحذر أجهزة الاستخبارات الألمانية من خطر اندلاع «نزاع عسكري مباشر» قد تسبّبه روسيا مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل العام 2029.
وخلال زيارة إلى قاعدة الحلف في غيلينكيرشن في غرب ألمانيا، قال الأمين العام للحلف مارك روته إنّه «سعيد للغاية لمعرفته أنّ الائتلاف (الحاكم) هنا في ألمانيا وافق الآن... على الطريق إلى الأمام».
ومن أهداف حلف شمال الأطلسي أن تزيد ألمانيا قوامها العسكري إلى 460 ألف جندي، منهم 260 ألف جندي في الخدمة الفعلية، و200 ألف جندي احتياطي. ويقل عديد الجيش عن هذه الأهداف، إذ يبلغ عدد جنود الخدمة الفعلية 182 ألفاً، بينما يبلغ عدد الجنود الاحتياطيين 49 ألفاً.

