الكرملين ينفي صحة أنباء عن تراجع ثقة بوتين بوزير خارجيته

تعيينات جديدة في مجلس الأمن الروسي ووزارة الدفاع

بوتين يجتمع بأعضاء مجلس الأمن القومي في الكرملين (إ.ب.أ)
بوتين يجتمع بأعضاء مجلس الأمن القومي في الكرملين (إ.ب.أ)
TT

الكرملين ينفي صحة أنباء عن تراجع ثقة بوتين بوزير خارجيته

بوتين يجتمع بأعضاء مجلس الأمن القومي في الكرملين (إ.ب.أ)
بوتين يجتمع بأعضاء مجلس الأمن القومي في الكرملين (إ.ب.أ)

سعى الكرملين إلى تبديد شائعات غربية حول تراجع ثقة الرئيس فلاديمير بوتين بوزير خارجيته المخضرم سيرغي لافروف، بعد اتهام الأخير بتبني مواقف متشددة أسفرت عن إلغاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب قمة كانت مقررة مع نظيره الروسي.

وأكد الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف أن التقارير الغربية في هذا الشأن «لا يوجد فيها ما يتطابق مع الواقع»، وزاد أن لافروف «يواصل كالمعتاد أداء مهامه وزيراً لخارجية الاتحاد الروسي».

وكانت التكهنات الغربية بفقدان لافروف ثقة الرئيس الروسي برزت بعد تغيب الوزير عن اجتماع مهم للأعضاء الدائمين لمجلس الأمن القومي بحث ملف التجارب النووية والخطوات الروسية لضمان المحافظة على الردع النووي.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

ويعد لافروف (75 عاماً)، من أكثر الشخصيات نفوذاً في الدائرة المقربة لبوتين منذ عقود، وهو من الأعضاء الأساسيين في المجلس، ولفت غيابه الأنظار بشكل أوسع بعدما وجه بوتين خلال الاجتماع وزارة الخارجية لاتخاذ خطوات محددة لدراسة التحركات الأميركية في مجال التجارب النووية، وأعداد توصية للمجلس في هذا الشأن.

ولم تكشف الأوساط الرسمية الروسية عن سبب هذا الغياب خصوصاً أن لافروف كان في العاصمة الروسية عند انعقاد الاجتماع، وقالت تقارير غربية إن غياب كبير الدبلوماسيين الروس عن الاجتماع في هذه اللحظة الحاسمة كان مؤشراً على وجود خلل في التسلسل القيادي للكرملين. لكن صحيفة «كوميرسانت» الروسية الرصينة قالت إن الغياب كان «مُنسقاً»، وليس عرضياً.

ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن لافروف قوله، السبت، إن العمل جار على تنفيذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، بإعداد مقترحات بشأن اختبار نووي روسي محتمل. وأضاف الوزير أن روسيا لم تتلق أي توضيح من الولايات المتحدة حول أمر الرئيس دونالد ترمب، الشهر الماضي، للجيش الأميركي باستئناف التجارب النووية.

أيضاً لفت الأنظار أن بوتين كلف مسؤولاً في الديوان الرئاسي بترأس وفد بلاده إلى قمة العشرين بدلاً من الوزير، ما دفع إلى الذهاب بعيداً في التكهنات الصحافية إلى حد القول بأن لافروف «قد فقد مكانته لدى بوتين. وبالنسبة لشخص مثّل روسيا على أعلى مستوى لسنوات عديدة، قد يبدو هذا بمثابة استقالة رمزية».

وقرر الرئيس عدم حضور قمة مجموعة العشرين، التي ستُعقد هذا العام في جنوب أفريقيا، الدولة الموقعة على نظام روما الأساسي والملزمة باعتقال بوتين بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.

في عام 2025، وبسبب مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، قرر بوتين عدم السفر إلى البرازيل لحضور قمة «بريكس». وفي عام 2022، تغيب عن قمة مجموعة العشرين في بالي. وفي كلتا الحالتين، ترأس لافروف الوفد الروسي.

الرئيسان ترمب وبوتين خلال «قمة ألاسكا» 15 أغسطس (أ.ف.ب)

اللافت أن كييف تلقفت بقوة هذه الأنباء، وتحدثت عن اتساع هوة الخلافات داخل أوساط النفوذ الروسية، ونشرت تقارير عن أن «هذا التطور يعطي انطباعاً بأن بوتين عاجز عن السيطرة على وزير خارجيته، وهو وضع يعتبره الزعيم الروسي غير مقبول على الإطلاق. بالنسبة لبوتين، الذي يُقدّر الولاء المطلق، مثّل هذا الأمر ضربةً شخصيةً لسلطته؛ إذ كشف عن ضعفه واعتماده على حاشيته».

وأشارت الشائعات الغربية إلى ما وصف بأنه «نقطة تحول أساسية، فقد ينتهي عهد لافروف، الذي شكّل السياسة الخارجية الروسية منذ أوائل القرن الحادي والعشرين».

وفقاً لبعض التقديرات، فإن سبب الخلاف المحتمل بين كبار مسؤولي حكومة الكرملين، وفقاً لصحيفة «فايننشيال تايمز»، «كان موقف لافروف المتشدد في محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أسفرت عن اتخاذ ترمب قراراً بإلغاء القمة المزمعة بين الرئيسين في بودابست. وزادت أن مبادرة الوزير قوضت اجتماعاً دبلوماسياً مهماً، مما أضرّ بالكرملين بشكل كبير».

في السياق ذاته، ذكرت «سكاي نيوز» أن «لافروف إما ارتكب خطأً وإما انحرف عن المسار. سواءً عن طريق الصدفة أو عن قصد، فإن دبلوماسيته، أو غيابها، أفسدت القمة، وعلى ما يبدو أخّرت التقارب بين الولايات المتحدة وروسيا».

وزيرا الخارجية الأميركي ماركو روبيو والروسي سيرغي لافروف قبيل مؤتمر ترمب وبوتين الصحافي 15 أغسطس (أ.ف.ب)

ويحمل نفي الكرملين صحة الشائعات الغربية تأكيداً روسياً مقابلاً على تماسك دوائر اتخاذ القرار والحلقة المقربة من بوتين حول سياسات الكرملين. وأشارت أوساط روسية إلى أنه «من الصعب جداً تصور وجود خلافات جدية داخل مركز القرار الروسي، خصوصاً من جانب لافروف الذي عرف عنه تمسكه القوي بالدفاع عن سياسات الرئيس الروسي لمدة ربع قرن».

وعلى الرغم من أن الدستور الروسي لا يمنح وزير الخارجية صلاحيات واسعة؛ نظراً لأن ملف السياسة الخارجية يظل محصوراً بيد رئيس البلاد بشكل مباشر، فإن حضور لافروف القوي كرس مكانته بوصفه صانعاً للسياسات على مدى سنوات طويلة.

وشق الدبلوماسي الروسي طريقه المهني مباشرة بعد تخرجه في معهد العلاقات الدولية التابع للخارجية الروسية؛ إذ عين عام 1972 مستشاراً في السفارة السوفياتية في سريلانكا، وفي ذلك الوقت، كان بين الاتحاد السوفياتي وسريلانكا تعاون وثيق في مجال السوق والاقتصاد، وبدأ الاتحاد السوفياتي عملية إنتاج المطاط الطبيعي في البلاد.

وفي عام 1976، عاد لافروف إلى موسكو سكرتيراً ثالثاً وسكرتيراً ثانياً في قسم العلاقات الاقتصادية الدولية. هناك، شارك في التحليلات وعمل مكتبه أيضاً مع العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة. وفي عام 1981، أُرسل مستشاراً أولَ للبعثة السوفياتية لدى الأمم المتحدة في نيويورك.

قبل أن يعود إلى موسكو مجدداً في عام 1988، نائباً لرئيس قسم العلاقات الاقتصادية الدولية في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. وبين عامي 1990 و1992 عمل مديراً للمنظمة الدولية في وزارة الخارجية السوفياتية. ثم شغل لمدة 10 سنوات منصب المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن، وظل في هذا المنصب حتى عين عام 2004 وزيراً لخارجية روسيا، وهو الموقع الذي حافظ عليه على مدى أكثر من عقدين، كان خلالهما من أشد المدافعين عن سياسات بوتين.

وقد وصفه خبير في السياسة الخارجية الروسية في معهد «تشاتام هاوس» في لندن، بأنه «مفاوض صارم جدير بالثقة ومحنك للغاية»، لكنه أضاف أنه «ليس جزءاً من الحرم الداخلي لبوتين»، وأن تقوية السياسة الخارجية الروسية لم ترتبط به.

فيما كان السياسيون الأميركيون أكثر انتقاداً في تقييمهم للافروف؛ إذ اعتبروه «رمزاً لسياسات الرئيس بوتين الخارجية العنيفة المتجددة».

ونقلت وسائل إعلام عن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون أن لافروف عاملها معاملة سيئة «كالأحمق» خلال المفاوضات، وقد وصفه العديد من المسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما الذين تمت مقابلتهم لإعداد ملف شخصي حول لافروف بأنه «معادٍ للدبلوماسية»، ولا يوجد ما يمكن إصلاحه في شخصيته التي وصفت بأنها «غير جذابة وهجومية وقاسية وفيها بعض المزاجية أحياناً».

على صعيد آخر، وقّع بوتين، السبت، مرسومين بتعيين نائب لوزير الدفاع ونائب لسكرتير مجلس الأمن القومي. وذكر مرسوم نشره موقع الكرملين الإلكتروني أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عين أندريه بوليغا، وهو أحد نواب وزير الدفاع منذ العام الماضي، نائباً لأمين مجلس الأمن في البلاد. وفي مرسوم آخر، عين بوتين الكولونيل جنرال ألكسندر سيمينوفيتش سانشيك، الذي يشغل منصب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا، نائباً لوزير الدفاع خلفاً لبوليغا.

وتولى بوليغا، الذي يحمل رتبة لفتنانت جنرال في الجيش الروسي، منصب نائب الوزير المسؤول عن الدعم اللوجيستي منذ مارس (آذار) 2024. وفي مايو (أيار) 2024، جرى تعيين وزير الدفاع السابق سيرغي شويغو سكرتيراً لمجلس الأمن.

وميدانياً، أعلنت السلطات الأوكرانية أن روسيا شنت هجوماً واسعاً ليل الجمعة - السبت، استهدف منشآت للطاقة في البلاد، ما أسفر عن مقتل شخصين وانقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة.

وتكثّف القوات الروسية ضرباتها ضد منشآت الغاز والكهرباء في مختلف أنحاء البلاد، فيما تواصل التقدم نحو مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في الشرق، ما يثير مخاوف من شتاء قاس على المدنيين مع انخفاض درجات الحرارة.

وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا إن «الضربات الروسية استهدفت مجدداً حياة السكان اليومية؛ إذ تحرم الناس من الكهرباء والمياه والتدفئة، ودمّرت بنى تحتية أساسية، وتسببت بأضرار في شبكات السكك الحديد». وبحسب سلاح الجو الأوكراني، أطلقت روسيا 458 طائرة مسيّرة و45 صاروخاً على أوكرانيا، مؤكداً أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 406 طائرات مسيّرة وتسعة صواريخ.


مقالات ذات صلة

بوتين: العقد المقبل سيشهد أكبر طفرة تكنولوجية في تاريخ العالم

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (د.ب.أ)

بوتين: العقد المقبل سيشهد أكبر طفرة تكنولوجية في تاريخ العالم

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اجتماع لمجلس الدولة، اليوم (الخميس)، إن العقد المقبل سيشهد أكبر طفرة تكنولوجية في تاريخ العالم.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس ⁠الروسي ​فلاديمير بوتين (رويترز)

الكرملين: بوتين بعث رسالة تهنئة إلى ترمب بمناسبة عيد الميلاد

الرئيس ⁠الروسي ​فلاديمير بوتين ‌بعث رسالة تهنئة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب ⁠بمناسبة عيد الميلاد، ‌وعبَّر ‍له عن أطيب الأمنيات.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا كيم جونغ أون يزور موقع بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية قادرة على إطلاق صواريخ «بحر - جو» (رويترز)

كيم وبوتين يشيدان بـ«صداقة لا تقهر»

أقرّت كوريا الشمالية بأن جنودها في كورسك كُلفوا مهمة إزالة الألغام، وبأن بعضهم لقي حتفه.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا عمال يزيلون الأنقاض من سطح مبنى سكني متضرر بشدة عقب غارة جوية بطائرة مسيرة في كييف (أ.ف.ب) play-circle

استطلاع: غالبية الروس يتوقعون انتهاء حرب أوكرانيا في 2026

كشف «المركز الروسي لدراسات الرأي العام» لاستطلاعات الرأي، اليوم (الأربعاء)، أن غالبية الروس يتوقعون انتهاء الحرب في أوكرانيا عام 2026.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يؤكد رفض أي مشاريع تهدف إلى تقسيم سوريا

جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «موقف موسكو الرافض للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية»، وأكد رفضه «أي مشاريع تهدف إلى تقسيم سوريا».


الملك تشارلز يثمن «وحدة التنوع المجتمعي» في بريطانيا خلال رسالة أعياد الميلاد

الملك تشارلز الثالث (رويترز)
الملك تشارلز الثالث (رويترز)
TT

الملك تشارلز يثمن «وحدة التنوع المجتمعي» في بريطانيا خلال رسالة أعياد الميلاد

الملك تشارلز الثالث (رويترز)
الملك تشارلز الثالث (رويترز)

أكد الملك تشارلز، ملك بريطانيا، الخميس، على أهمية «الوحدة في التنوع»، وذلك خلال رسالته السنوية بمناسبة أعياد الميلاد، في ظل تصاعد التوترات والحروب التي وضعت المجتمعات في جميع أنحاء العالم تحت ضغوط كبيرة.

وقال الملك تشارلز (​77 عاماً)، في خطابه السنوي الرابع منذ توليه العرش: «بالتنوع الكبير في مجتمعاتنا، يمكننا أن نجد القوة لضمان انتصار الحق على الباطل». وتابع: «عندما ألتقي أشخاصاً من مختلف الأديان، أجد أن من المشجع للغاية أن أتعرف على مدى ما يجمعنا؛ شوق مشترك للسلام، واحترام عميق لجميع أشكال الحياة».

الملك البريطاني تشارلز (أ.ب)

وتحدث الملك تشارلز عن «الترحال» وأهمية إظهار اللطف للأشخاص المتنقلين... وهي موضوعات تلقى صدى في وقت يسود فيه قلق عام شديد بشأن الهجرة في جميع أنحاء العالم.

وجاءت رسالته، التي أُلقيت في «كنيسة ‌ويستمنستر» حيث يجري ‌تتويج الملوك منذ عهد «ويليام الفاتح» عام 1066، ‌في ⁠نهاية ​عام اتسم بالتوترات ‌داخل العائلة المالكة.

جوقة أوكرانية تبرز دعم الملك لكييف

أعقب كلمات الملك أداء من جوقة أوكرانية، مرتدية قمصان «فيشيفانكا» الأوكرانية التقليدية المطرزة، وجوقة الأوبرا الملكية التي تتخذ من لندن مقراً.

ويعبر الملك تشارلز باستمرار عن دعمه أوكرانيا، واستضاف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في «قلعة ويندسور» 3 مرات في عام 2025 وحده، كانت الأخيرة في أكتوبر (تشرين الأول).

ورغم أن الدستور يلزمه أن ينأى بنفسه عن السياسة، فإن الملك تحدث مراراً عن الأزمات العالمية، معبراً ⁠عن قلقه بشأن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني في غزة، ومعبراً عن حزنه بعد أعمال العنف التي استهدفت جاليات يهودية، ‌ومنها الهجوم على كنيس يهودي في شمال إنجلترا خلال أكتوبر الماضي، وإطلاق النار بشاطئ بونداي في سيدني بأستراليا هذا الشهر.

وأشاد الملك تشارلز بالمحاربين القدامى وعمال الإغاثة في خطابه بمناسبة أعياد الميلاد، وهو تقليد يعود تاريخه إلى عام 1932؛ لشجاعتهم في مواجهة الشدائد، قائلاً إنهم منحوه الأمل.

وفي خطاب حافل بالإشارات إلى قصة الميلاد في الكتاب المقدس، استرجع أيضاً ذكرى زيارته الرسمية إلى الفاتيكان في أكتوبر، حيث صلى مع البابا ليو في أول ​صلاة مشتركة بين ملك بريطاني وبابا كاثوليكي منذ انفصال إنجلترا عن «كنيسة روما» عام 1534. وملك بريطانيا هو الحاكم الأعلى لـ«كنيسة إنجلترا».

التحديات ⁠الصحية والعائلية

بعد مرور نحو عامين على إعلان تشخيص إصابته بنوع غير محدد من السرطان، قال الملك تشارلز هذا الشهر إن من الممكن تخفيف علاجه في العام الجديد.

وأعلنت زوجة ابنه؛ الأميرة كيت أميرة ويلز، في يناير (كانون الثاني) الماضي أنها تعافت بعد إكمالها العلاج الكيميائي في سبتمبر (أيلول) من العام السابق، وهي إفصاحات نادرة من عائلة تحافظ عادة على خصوصيتها.

لم تكن الصحة التحدي الوحيد الذي يواجه النظام الملكي، فقد جرد الملك تشارلز شقيقه الأصغر آندرو من ألقابه بصفته «دوق يورك» و«أمير» بعد تجدد التدقيق في علاقته بجيفري إبستين المدان بارتكاب جرائم جنسية.

وشهد العام أيضاً لحظة مصالحة نادرة عندما اجتمع الأمير هاري، الابن الأصغر للملك تشارلز، مع والده لتناول الشاي في سبتمبر، في أول لقاء بينهما منذ أقل ‌بقليل من عامين.

وصرح الأمير هاري، المقيم في الولايات المتحدة، في وقت لاحق بأنه يأمل التعافي للجميع، واصفاً الحياة بأنها «ثمينة»، ومقراً بضيق الوقت لإصلاح العلاقات.


روسيا تدين المحاولات الأوروبية لـ«نسف» تقدم محادثات السلام

طفل يشارك في احتفالات عيد الميلاد ويبدو قرب دبابة روسية مدمرة في كييف يوم 25 ديسمبر (إ.ب.أ)
طفل يشارك في احتفالات عيد الميلاد ويبدو قرب دبابة روسية مدمرة في كييف يوم 25 ديسمبر (إ.ب.أ)
TT

روسيا تدين المحاولات الأوروبية لـ«نسف» تقدم محادثات السلام

طفل يشارك في احتفالات عيد الميلاد ويبدو قرب دبابة روسية مدمرة في كييف يوم 25 ديسمبر (إ.ب.أ)
طفل يشارك في احتفالات عيد الميلاد ويبدو قرب دبابة روسية مدمرة في كييف يوم 25 ديسمبر (إ.ب.أ)

بعد ساعات من كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن خطة محدثة من 20 بنداً لإنهاء الحرب مع روسيا، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن ‌بلادها ترى ‌تقدماً ‌«بطيئاً ⁠ولكنه ​ثابت» ‌في محادثات السلام مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.

وأضافت: «في عملية التفاوض ⁠حول تسوية ‌النزاع الأوكراني، أعني ‍في عملية التفاوض ‍مع الولايات المتحدة، هناك تقدم بطيء ولكنه ​ثابت».

وتابعت أن القوى الأوروبية الغربية ⁠تحاول نسف هذا التقدم، واقترحت أن تتصدى الولايات المتحدة لمثل هذه التحركات.

من جهته، قال المتحدث ‌باسم الكرملين، ‌ديمتري ‌بيسكوف، الخميس، ‌إن الكرملين يدرس الوثائق المتعلقة بإنهاء ⁠الحرب ‌في أوكرانيا ‍التي أحضرها المبعوث الروسي الخاص كيريل ​دميترييف إلى موسكو من ⁠الولايات المتحدة.

هجمات متبادلة

تزامنت المحادثات لإنهاء الحرب الروسية - لأوكرانية مع تبادل الجانبين هجمات عشية عيد الميلاد.

جانب من احتفالات الأوكرانيين بعيد الميلاد في كييف (إ.ب.أ)

وأفادت السلطات في عدة مناطق أوكرانية، الخميس، بوقوع هجمات جوية روسية أسفرت عن سقوط قتلى ودمار في أنحاء البلاد، في حين أعلنت السلطات الروسية عن هجمات أوكرانية مماثلة استهدفت أراضيها. وأعلنت السلطات الإقليمية مقتل شخص واحد وإصابة اثنين آخرين من جراء هجوم بطائرات مسيّرة روسية في منطقة أوديسا جنوب غربي أوكرانيا على البحر الأسود، إضافة إلى أضرار لحقت بالبنية التحتية للمواني والطاقة.

وفي منطقة خاركيف المتاخمة لروسيا شمال شرقي أوكرانيا، لقي شخص حتفه وأصيب 15 آخرون من جراء الهجمات.

وفي منطقة تشيرنيهيف شمال العاصمة كييف، لقي شخصان حتفهما من جراء هجوم بطائرات مسيّرة وقع الأربعاء. وقالت السلطات: «احتفلت منطقة تشيرنيهيف بعيد الميلاد تحت وطأة القصف. وللأسف، لقي شخصان حتفهما وأصيب اثنان آخران».

كما أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية عن انقطاعات وإغلاقات طارئة للكهرباء في أنحاء البلاد عقب الهجمات الروسية.

صواريخ «ستورم شادو»

في المقابل، قال مسؤولون عسكريون وأمنيون أوكرانيون، الخميس، إن أوكرانيا أطلقت صواريخ «ستورم شادو» البريطانية الصنع وطائرات مسيّرة بعيدة المدى من إنتاجها المحلي لاستهداف عدد من منشآت النفط والغاز الروسية.

سيدة تشارك في احتفالات عيد الميلاد قرب مسيّرة روسية مدمرة في كييف يوم 25 ديسمبر (إ.ب.أ)

وكانت أوكرانيا قد استخدمت في السابق الصواريخ البريطانية الصنع لمهاجمة أهداف صناعية روسية، تقول إنها تدعم مجهود موسكو الحربي. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، وفق «رويترز»، إن سلاح الجو استخدم صواريخ «ستورم شادو» المجنحة لضرب مصفاة نوفوشاختينسك للنفط في منطقة روستوف الروسية. وأضافت الهيئة في بيان عبر تطبيق «تلغرام» الخميس: «تم تسجيل عدة انفجارات. تمت إصابة الهدف».

وأوضحت أن المصفاة تُعد واحدة من أكبر موردي المنتجات النفطية في جنوب روسيا، وكانت تزوّد القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا بوقود الديزل ووقود الطائرات.

من جهته، قال جهاز الأمن الأوكراني (SBU) إن الطائرات المسيّرة البعيدة المدى المصنّعة محلياً أصابت خزانات لمنتجات نفطية في ميناء تمريوك الروسي في إقليم كراسنودار، إضافة إلى مصنع لمعالجة الغاز في أورينبورغ بجنوب غربي روسيا.

ويقع مصنع أورينبورغ لمعالجة الغاز، وهو أكبر منشأة من نوعها في العالم، على بُعد نحو 1400 كيلومتر (نحو 870 ميلاً) من الحدود الأوكرانية.

مواطن أوكراني يتفقد الدمار الذي خلفته ضربة روسية في زابوريجيا يوم 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وفي إقليم كراسنودار، قالت السلطات الإقليمية الروسية إن خزانين لمنتجات نفطية اشتعلا في ميناء تمريوك الجنوبي عقب هجوم بالطائرات المسيّرة. وأفادت السلطات في مقر العمليات بإقليم كراسنودار عبر تطبيق «تلغرام» بأن النيران امتدت على مساحة تُقدّر بنحو 2000 متر مربع.

ومع اقتراب الحرب الروسية على أوكرانيا من دخول عامها الرابع، وفشل الجهود الدبلوماسية حتى الآن في تحقيق أي نتائج ملموسة لإنهائها، تكثّف كل من كييف وموسكو هجماتهما بالطائرات المسيّرة والصواريخ على منشآت الطاقة. وقد زادت كييف من ضرباتها على مصافي النفط الروسية وغيرها من البنى التحتية للطاقة منذ أغسطس (آب)، في مسعى لخفض عائدات النفط الروسية، التي تُعد مصدراً رئيسياً لتمويل مجهودها الحربي.

كما قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الأوكرانية استهدفت أيضاً مطاراً عسكرياً في مدينة مايكوب الروسية في جمهورية أديغيا بمنطقة شمال القوقاز.

قضية الباحث الفرنسي

في سياق متصل، أعلنت موسكو، الخميس، أنها قدمت لباريس «اقتراحاً» بشأن الباحث الفرنسي، لوران فيناتييه، المسجون في روسيا منذ يونيو (حزيران) 2024، الذي يواجه احتمال المحاكمة بتهمة التجسس.

الباحث الفرنسي لوران فيناتييه خلال جلسة استماع في محكمة بموسكو يوم 16 سبتمبر (أ.ف.ب)

ويأتي الإعلان بشأن فيناتييه في وقت تتبادل روسيا وفرنسا تصريحات علنية بشأن الحاجة إلى حوار مباشر بين الرئيسين فلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون، بعدما بلغت العلاقة بين البلدين أدنى مستوياتها عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا مطلع عام 2022، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مؤتمره الصحافي: «جرت اتصالات ملائمة بيننا وبين الفرنسيين». وأضاف: «قدمنا لهم اقتراحاً بشأن فيناتييه... الكرة الآن في ملعب فرنسا»، ممتنعاً عن تقديم تفاصيل إضافية لأن «هذا مجال شديد الحساسية».

من جهتها، أعربت عائلة الباحث على لسان محاميها، عن أملها أن يُفرج عنه خلال فترة الأعياد التي تنتهي في السابع من يناير (كانون الثاني)، يوم تحيي الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي عيد الميلاد.

وقال المحامي فريدريك بولو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن العائلة «متفائلة بحذر»، مضيفاً: «لدينا ملء الثقة بالدبلوماسية الفرنسية التي تقوم بكل ما في وسعها». وأمل أن يُبحث مصير فيناتييه في أي اتصال قد يجري بين بوتين وماكرون.

تأمل أسرة الباحث الفرنسي لوران فيناتييه أن ينجح ماكرون في إعادته إلى فرنسا (أ.ف.ب)

وكان بوتين قال خلال مؤتمره الصحافي السنوي الأسبوع الماضي، إنه ليس مُطّلعاً على القضية ويسمع بها للمرة الأولى، وذلك رداً على سؤال من مراسل فرنسي. وأضاف: «أعدكم بأنني سأستوضح الأمر. وإذا توافرت أدنى فرصة لحل هذه المسألة إيجاباً، وإذا أجازت القوانين الروسية ذلك، فسنفعل ما في وسعنا».

وقضت محكمة روسية في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بسجن فيناتييه ثلاثة أعوام لعدم تسجيل نفسه بوصفه «عميلاً أجنبياً»، بينما كان يجمع «معلومات عسكرية» قد تستخدم ضد «أمن» روسيا. وأقر المتهم بالوقائع، لكنه دفع بجهله بما كان يتوجب عليه القيام به.

وفي أغسطس (آب)، مثل فيناتييه أمام محكمة روسية ليواجه تهم «تجسس» قد تؤدي في حال إدانته، إلى تشديد عقوبته. وقال في حينه إنه لا يتوقع «أي أمر جيد، لا، أي أمر إيجابي». وقال والداه لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في حينه إن نجلهما «سجين سياسي» تستخدمه روسيا بمثابة «بيدق» من أجل «الضغط».

وألقت روسيا القبض على عدد من الرعايا الأجانب لأسباب شتى منذ بدأت الحرب في أوكرانيا مطلع عام 2022، وأجرت خلال الأشهر الماضية عمليات تبادل أسرى مع الولايات المتحدة.

وفيناتييه البالغ 49 عاماً، باحث متخصص في ملف الفضاء ما بعد الحقبة السوفياتية، وكان يعمل على الأراضي الروسية مع مركز الحوار الإنساني، المنظمة السويسرية غير الحكومية التي تتوسط في النزاعات خارج الدوائر الدبلوماسية الرسمية.


روسيا: هناك تقدم بطيء لكنه ثابت في محادثات السلام الأوكرانية

صورة نشرتها الناطقة باسم الوزارة الروسية ماريا زاخاروفا عبر حسابها على «تلغرام»
صورة نشرتها الناطقة باسم الوزارة الروسية ماريا زاخاروفا عبر حسابها على «تلغرام»
TT

روسيا: هناك تقدم بطيء لكنه ثابت في محادثات السلام الأوكرانية

صورة نشرتها الناطقة باسم الوزارة الروسية ماريا زاخاروفا عبر حسابها على «تلغرام»
صورة نشرتها الناطقة باسم الوزارة الروسية ماريا زاخاروفا عبر حسابها على «تلغرام»

​قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، إن ‌روسيا ترى ‌تقدماً ‌بطيئاً ⁠لكنه ​ثابت ‌في محادثات السلام مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.

وأضافت: «في عملية التفاوض ⁠حول تسوية ‌النزاع الأوكراني، ‍أعني ‍في عملية التفاوض ‍مع الولايات المتحدة، هناك تقدم بطيء لكنه ​ثابت».

وتابعت: «القوى الأوروبية الغربية ⁠تحاول نسف هذا التقدم، واقترحت أن تتصدى الولايات المتحدة لمثل هذه التحركات».

عمال يزيلون دماراً من على سطح مبنى سكني أُصيب بالقصف الروسي بكييف الثلاثاء (أ.ف.ب)

ودعت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة إلى مقاومة ما وصفتها بمحاولات الدول الغربية الرامية إلى «تقويض» الجهود الخاصة بالأزمة الأوكرانية. ونقل تلفزيون «آر تي» الروسي عن وزارة الخارجية قولها: «لطالما كانت موسكو منفتحة على التعاون والشراكة مع الغرب، ويلزم تصحيح المواقف لإعادة الأمور إلى نصابها، لكن هذا ليس هو الحال».

وأكدت الخارجية الروسية استعداد موسكو لمواصلة العمل مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا «في إطار اتفاقية أنكوريج». كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أغسطس (آب) بمدينة أنكوريج في ألاسكا، حيث ناقشا المعايير الممكنة بما في ذلك الأراضي والضمانات الأمنية، واتفقا على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة.