ماكرون يراهن على لوكورنو مجدداً وسط أزمة سياسية غير مسبوقة

اختباره الأول طرح الميزانية... واليمين المتطرّف يتوعّد بإسقاطه

لوكورنو يجيب عن أسئلة الصحافيين بعد زيارة إلى مقر شرطة خارج باريس يوم 11 أكتوبر (إ.ب.أ)
لوكورنو يجيب عن أسئلة الصحافيين بعد زيارة إلى مقر شرطة خارج باريس يوم 11 أكتوبر (إ.ب.أ)
TT

ماكرون يراهن على لوكورنو مجدداً وسط أزمة سياسية غير مسبوقة

لوكورنو يجيب عن أسئلة الصحافيين بعد زيارة إلى مقر شرطة خارج باريس يوم 11 أكتوبر (إ.ب.أ)
لوكورنو يجيب عن أسئلة الصحافيين بعد زيارة إلى مقر شرطة خارج باريس يوم 11 أكتوبر (إ.ب.أ)

أعاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعيين سيباستيان لوكورنو رئيساً للوزراء، مساء الجمعة، بعد 4 أيام فقط على استقالته، بعد مفاوضات مطوّلة لكسر الجمود السياسي في فرنسا.

وكان ماكرون قد عيّن لوكورنو المرة الأولى، في 9 سبتمبر (أيلول)، رئيساً لحكومة جاءت ولادتها قيصرية، ولم تُعمّر سوى 14 ساعة، من مساء الأحد الماضي إلى صباح الاثنين. فبعد 27 يوماً من المشاورات التي شملت معظم الأحزاب، وبعد وعود من لوكورنو بإحداث انعطافة «في النهج الحكومي شكلاً ومضموناً»، جاءت الحكومة الجديدة كأنها نسخة طبق الأصل من حكومة فرنسوا بايرو، الذي فشل في نيل ثقة الجمعية الوطنية (المجلس النيابي) للمُضي في مشروع موازنة عام 2026، التي تضمنت خفضاً في الإنفاق العام، وزيادة في الضرائب، مع تلميحات خجولة بشأن فرض ضرائب إضافية على الثروات الكبرى التي تتجاوز قيمتها 100 مليون يورو.

جانب من زيارة لوكورنو إلى مقر شرطة خارج باريس يوم 11 أكتوبر (أ.ب)

وحكومة لوكورنو الذي خلف بايرو كانت الثالثة التي تسقط منذ صيف العام الماضي، بعد كارثة الانتخابات التشريعية المبكرة التي حصلت بعد أن قام الرئيس إيمانويل ماكرون بحل البرلمان. والنتيجة الانتخابية كانت بروز 3 مجموعات نيابية متنافسة، وغير مستعدة للعمل مع بعضها.

دوامة أزمات

وفي ظلّ غياب أكثرية داعمة لعهد ماكرون وحكوماته، دخلت فرنسا في دوّامة من الأزمات السياسية المتناسلة، بالتوازي مع أزمات اجتماعية وتدهور اقتصادي ومديونية متفلتة بلغت هذا العام 14.300 مليار يورو، أي ما يعادل 115 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وتجدر الإشارة إلى أن خدمة الدين ستصل هذا العام إلى ما لا يقل عن 70 مليار يورو، ما جعل فرنسا تتحول إلى «بطة عرجاء» عاجزة عن التعامل مع أزماتها المتعددة الأوجه.

لوكورنو خلال مقابلة تلفزيونية مع «فرانس 2»، يوم 8 أكتوبر (أ.ف.ب)

ومع تساقط الحكومات وعجز الطبقة السياسية عن التصدي لها، وتشظي ما يُسمى «الكتلة المركزية» المتشكلة من الأحزاب الثلاثة الداعمة لماكرون، ومن حزب «الجمهوريون» اليميني التقليدي، برزت هشاشة موقع الرئيس الفرنسي المتهم بعدم احترام نتيجة الانتخابات، ورفض التعاون مع اليسار بمختلف مكوناته رغم حصوله على أكبر مجموعة برلمانية.

وشكّل غياب الأكثرية العامل الحاسم في فوضى المشهد السياسي، وتعاقب سقوط الحكومات الثلاث؛ ميشال بارنيه وفرنسوا بايرو، وسيباستيان لوكورنو.

وما يُؤخذ على الرئيس الفرنسي الذي يعاني راهناً العزلة السياسية إلى حد كبير، أنه كرر تجربة فاشلة 3 مرات بسبب حكومات ثلاث متشابهة، الأولى دامت 3 أشهر، والثانية 8 أشهر، والثالثة 14 ساعة. ورغم التجارب السابقة الفاشلة، يبدو من العجب أن يعمد ماكرون إلى تكليف سيباستيان لوكورنو، مرة جديدة، بتشكيل الحكومة.

«ظلّ» ماكرون

شغل لوكورنو سابقاً منصب وزير الدفاع، وحقق في ذلك نجاحاً ملحوظاً. والأمر الآخر المعروف عنه أنه مقرّب جدّاً من ماكرون، إذ انضم إلى فريقه منذ انتخابه لأول مرة عام 2017. ومن هنا جاء الاتهام الموجّه إلى الرئيس الفرنسي بأنه سمّى «ظله» رئيساً للحكومة، في مؤشر إلى تمسّكه بالهيمنة على السلطة التنفيذية كما الحال في عهده الأول.

صورة أرشيفية للرئيس ماكرون برفقة لوكورنو الذي كان يشغل آنذاك منصب وزير القوات المسلحة يوم 15 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

يقول لوكورنو عن نفسه بأنه «جندي يُنفّذ المهمة» التي أناطه بها رئيس الجمهورية. وفي مؤتمره الصحافي المختصر، السبت، ندّد بـ«المشهد الهزلي» الذي تعرفه الحياة السياسية الفرنسية.

وردّاً عن الذين ينتقدون اختياره مجدداً رغم فشله البيّن، أجاب قائلاً: «لم يتكون لديّ شعور بأن هناك الكثير من المرشحين» للقيام بهذه المهمة التي أولى عناصرها النجاح في تمرير الميزانية في البرلمان، لأن تغييبها ستكون له نتائج سيئة على الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

وفي هذا السياق، أعلن غابريال أتال، رئيس حزب «النهضة» الذي كان ماكرون أساس إطلاقه، تعليقاً على تكليف لوكورنو، أن «القرار جاء من رئيس الجمهورية، والتحدي اليوم هو تمكين فرنسا من الحصول على موازنة، ولذلك فإن حزب (النهضة) ونوابه يعملون بكل جهد لتحقيق هذا الهدف». أما بشأن الانتقادات التي طالت لوكورنو بعد سقوطه صباح الاثنين الماضي، فقد ردّ مشيراً إلى حصول بعض «التطورات» الإيجابية في مواقف عدد من الأحزاب، ملمّحاً إلى الحزب «الاشتراكي»، الذي يُقال إنه قد يمتنع عن التصويت لحجب الثقة عن الحكومة، ما من شأنه أن يطيل عمرها السياسي.

دور الحزب «الاشتراكي»

في حقيقة الأمر، ما يزيد تعقيد الأوضاع في فرنسا هو اقتراب استحقاقين انتخابيين مهمين: الأول، الانتخابات البلدية المقررة في الربيع المقبل، والثاني والأهم، الانتخابات الرئاسية في أبريل (نيسان) 2027.وتتمثل الصعوبة الأولى التي يواجهها لوكورنو في ضمان تأمين أغلبية نسبية داعمة لحكومته، تتكوّن من «الكتلة المركزية». غير أن هذا الدعم لا يشكّل «بوليصة تأمين» لاستمرارية الحكومة، الأمر الذي يجعله في حاجة ماسة إلى دعم الحزب «الاشتراكي».

لوكورنو يجيب عن أسئلة الصحافيين بعد زيارة إلى مقر شرطة خارج باريس يوم 11 أكتوبر (إ.ب.أ)

أما اليمين المتطرف، الذي يتمتّع بكتلة نيابية كبيرة، فإن زعيمته مارين لوين أكَّدت العديد من المرات أنها لن تمنح الثقة لأي حكومة تتشكل، وأنها تسعى لإجبار ماكرون على حل المجلس والذهاب إلى انتخابات مبكرة.

وعلى الجانب المقابل من الخريطة السياسية، دعا حزبا «فرنسا الأبية» الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق جان لوك ميلونشون، وأمينة عام حزب «الخضر» مارين توندوليه إلى إسقاط الحكومة. ومشكلة الطرفين أنهما لا يجمعان العدد الكافي من الأصوات لذلك. من هنا، أهمية الدور المركزي الذي يعود للحزب «الاشتراكي»، لأن تصويت كتلته النيابية (60 نائباً) في هذا الاتجاه أو ذاك من شأنه ترجيح الكفة، ومن ثم رسم مصير لوكورنو وحكومته الجديدة.

مهمة «مستحيلة»

قد يكون ماكرون قد ارتكب أخطاء تكتيكية، ورغم ضعفه السياسي، مقارنة بما كان حاله خلال ولايته الأولى؛ حيث كان يتمتع بأكثرية ساحقة، فإنه ما زال يمتلك بعض الأوراق الضاغطة، وعلى رأسها قدرته، مجدداً، على حلّ البرلمان؛ الأمر الذي يُخيف الكثير من الأحزاب بسبب ما تأتي به استطلاعات الرأي.

زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن تعهّدت بإسقاط حكومة لوكورنو الجديدة (رويترز)

وأهم هذه النتائج أن أي انتخابات تشريعية ستشهد زيادة ملحوظة لعدد من نواب اليمين المتطرف على حساب الآخرين. من هنا، إصرار مارين لوبن على حل المجلس النيابي، في حين ميلونشون وحزبه يريدان رحيل ماكرون عن رئاسة الجمهورية. وما يزيد أمور ماكرون ولوكورنو تعقيداً أن حزب «الجمهوريون» أعلن رفضه المشاركة في الحكومة.

وأكد رئيسه، برونو روتايو، أنه لا يريد البقاء وزيراً للداخلية. أما إدوار فيليب، رئيس حزب «هورايزون» الداعم لماكرون، فقد أكّد أن حزبه سيخرج من الحكومة في حال تراجعت عن قانون التقاعد الذي أقر في عام 2023. والحال أن امتناع الحزب «الاشتراكي» عن إسقاط الحكومة مرهون بتعديل هذا القانون أو تجميده، إضافة إلى إجراءات أخرى يحتاج إليها لتبرير موقفه أمام محازبيه.

إزاء ما سبق، يبدو لوكورنو أمام «مهمة مستحيلة»: إن أرضى اليمين استاء اليسار، وإن تقارب مع اليسار هدده اليمين بإجراءات عقابية. فهل سينجح أم سيسقط مجدداً كما سقطت حكومته بداية الأسبوع المنصرم؟ الجواب في القادم من الأيام.


مقالات ذات صلة

ماكرون وميرتس قلقان من النهج الأميركي للسلام في أوكرانيا

أوروبا المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدثان في برلين بألمانيا يوم 23 يوليو 2025 (إ.ب.أ)

ماكرون وميرتس قلقان من النهج الأميركي للسلام في أوكرانيا

كشفت مجلة «شبيغل» الألمانية أن الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني عبّرا عن تشككهما في الاتجاه الذي تسلكه أميركا للتفاوض على السلام بين أوكرانيا وروسيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا ماكرون مستقبلاً شي في قصر الإليزيه (أرشيفية - أ.ب)

ماكرون يزور الصين بينما توازن أوروبا بين المنافسة والاعتماد على بكين

سيبدأ ماكرون رحلته بزيارة قصر المدينة المحرمة في بكين غدا الأربعاء وسيلتقي مع الرئيس شي جينبينغ يوم الخميس في العاصمة الصينية قبل أن يجتمعان مرة أخرى الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا إيمانويل ماكرون مرحباً بزيلينسكي عند مدخل قصر الإليزيه (إ.ب.أ)

قمة ماكرون - زيلينسكي تطلق مروحة اتصالات أوروبية

مشاورات مكثفة وموسعة جذبتها القمة بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأوكراني فولوديمير زيلنسكي في باريس.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يرحّب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قصر الإليزيه (أ.ب) play-circle

زيلينسكي: ركزت في محادثاتي مع ماكرون على سبل إنهاء الحرب والضمانات الأمنية

قال الرئيس الأوكراني إن محادثاته مع نظيره الفرنسي ركزت على كيفية إنهاء الحرب والضمانات الأمنية لكييف، مضيفاً أن السلام في أوكرانيا يجب أن يكون دائماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ مع زوجتَيهما بـ«الإليزيه» في مايو 2024 (إ.ب.أ)

ماكرون في «زيارة دولة» إلى الصين لتعزيز الشراكة

يتوجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين بين 3 و5 ديسمبر، في رابع زيارة له منذ وصوله إلى قصر الإليزيه في ربيع عام 2017.

ميشال أبونجم (باريس)

الجيش الأوكراني يعلن استهداف مصنع كبير للكيماويات في جنوب روسيا

حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)
حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)
TT

الجيش الأوكراني يعلن استهداف مصنع كبير للكيماويات في جنوب روسيا

حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)
حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)

قال الجيش الأوكراني في ساعة متأخرة من يوم الخميس إن قواته ضربت مصنعا كبيرا للمواد الكيميائية في منطقة ستافروبول بجنوب روسيا، ما أدى إلى اندلاع حريق.

وكتبت هيئة الأركان العامة للجيش على تطبيق تلغرام أن مصنع نيفينوميسكي أزوت تعرض للقصف يوم الخميس، موضحة أن المنشأة تنتج مكونات للمتفجرات ووصفتها بأنها واحدة من أكبر المنشآت من هذا النوع في روسيا.

ولم يصدر على الفور رد فعل من جانب المسؤولين الروس، ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة ما أعلنه الجيش الأوكراني بشكل مستقل.


أوكرانيا تعبر عن رغبتها في «سلام حقيقي وليس تهدئة» مع روسيا

آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)
آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)
TT

أوكرانيا تعبر عن رغبتها في «سلام حقيقي وليس تهدئة» مع روسيا

آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)
آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، اليوم الخميس، في كلمة أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن أوكرانيا تريد «سلاماً حقيقياً وليس تهدئة» مع روسيا.

وتسعى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهي هيئة معنية بالأمن والحقوق، إلى الاضطلاع بدور في أوكرانيا ما بعد الحرب.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الأربعاء، إن الطريق أمام محادثات السلام غير واضح حالياً، في تصريحات بعد محادثات وصفها بأنها «جيدة إلى حد معقول» بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومبعوثين أميركيين.

وأضاف سيبيها أمام المجلس الوزاري السنوي للمنظمة: «ما زلنا نتذكر أسماء أولئك الذين خانوا الأجيال القادمة في ميونيخ. يجب ألا يتكرر ذلك مرة أخرى. يجب عدم المساس بالمبادئ ونحن بحاجة إلى سلام حقيقي وليس إلى تهدئة».

جنود روس يقومون بدورية بمنطقة سودجا بإقليم كورسك (أرشيفية - أ.ب)

وأشار الوزير بهذا على ما يبدو إلى اتفاقية عام 1938 مع ألمانيا النازية، التي وافقت بموجبها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا على أن يضم أدولف هتلر إقليماً فيما كان يُعرف آنذاك بتشيكوسلوفاكيا. وتستخدم هذه الاتفاقية على نطاق واسع باعتبارها إشارة إلى عدم مواجهة قوة مهددة.

ووجه سيبيها الشكر للولايات المتحدة على ما تبذله من جهود في سبيل إرساء السلام، وتعهد بأن أوكرانيا «ستستغل كل الفرص الممكنة لإنهاء هذه الحرب»، وقال: «أبرمت أوروبا الكثير للغاية من اتفاقيات السلام غير العادلة في الماضي. أسفرت جميعها عن كوارث جديدة».

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس إن فريقه يستعد لعقد اجتماعات في الولايات المتحدة وإن الحوار مع ممثلي ترمب سيستمر.

وبرزت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تضم 57 دولة منها الولايات المتحدة وكندا وروسيا ومعظم دول أوروبا وآسيا الوسطى، بوصفها منتدى مهماً للحوار بين الشرق والغرب خلال الحرب الباردة.

وفي السنوات القلائل الماضية، وصلت المنظمة إلى طريق مسدود في كثير من الأحيان، إذ عرقلت روسيا تنفيذ قرارات مهمة، واتهمتها بالخضوع لسيطرة الغرب. واشتكت روسيا في بيانها من «هيمنة أوكرانيا الشاملة على جدول الأعمال» في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.


تقرير: رصد مسيرات قرب مسار طائرة تقل زيلينسكي إلى آيرلندا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)
TT

تقرير: رصد مسيرات قرب مسار طائرة تقل زيلينسكي إلى آيرلندا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)

ذكرت وسائل إعلام محلية في آيرلندا، الخميس، أن سفينة تابعة للبحرية الآيرلندية رصدت ما يصل إلى 5 طائرات مسيرة تحلق بالقرب من مسار طائرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى وصوله في زيارة دولة إلى آيرلندا، يوم الاثنين.

وذكرت صحيفة «آيريش تايمز» أن عملية الرصد أثارت استنفاراً أمنياً واسعاً وسط مخاوف من أنها محاولة للتدخل في مسار الرحلة. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمّها القول إن الطائرة، التي وصلت قبل موعدها بقليل، لم تكن معرضة للخطر، وفقاً لوكالة «رويترز».

ووصل الوفد الأوكراني في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين، وغادر في وقت متأخر من اليوم التالي، في إطار رحلة للمساعدة في حشد الدعم الأوروبي لكييف، في الوقت الذي تواصل فيه روسيا حربها على أوكرانيا.

وأدّت توغلات الطائرات المسيرة، التي لم يُكشف عن الجهة المسؤولة عنها حتى الآن، إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية في أوروبا في الآونة الأخيرة. ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، هذه التوغلات بأنها «حرب متعددة الوسائل».