صواريخ صغيرة أرخص 16 ألف مرة من تكلفة طائرة لمواجهة «مسيرات روسيا»

لقطات مصممة بالحاسب نشرتها شركة «نورديك» لنظام دفاع ضد الطائرات دون طيار (تلغراف)
لقطات مصممة بالحاسب نشرتها شركة «نورديك» لنظام دفاع ضد الطائرات دون طيار (تلغراف)
TT

صواريخ صغيرة أرخص 16 ألف مرة من تكلفة طائرة لمواجهة «مسيرات روسيا»

لقطات مصممة بالحاسب نشرتها شركة «نورديك» لنظام دفاع ضد الطائرات دون طيار (تلغراف)
لقطات مصممة بالحاسب نشرتها شركة «نورديك» لنظام دفاع ضد الطائرات دون طيار (تلغراف)

يمكن لنظام دفاع سويدي جديد، أرخص بـ16 ألف مرة من تكلفة طائرة مقاتلة، إسقاط الطائرات الروسية المسيرة التي تحلق فوق المطارات.

تعمل شركة الدفاع الجوي «نورديك»، وهي شركة تقنية مقرها استوكهولم، على بناء صاروخ صغير منخفض التكلفة يستخدم «القوة الحركية» لإسقاط الطائرات المسيرة التي تحلق فوق البنية التحتية الحيوية، مثل المطارات والمصانع، كما شوهد في المجال الجوي للاتحاد الأوروبي في الأسابيع الأخيرة.

ويستخدم صاروخ «كروغر 100» الاعتراضي أجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتعقب الطائرات المسيرة المعادية وإسقاطها بسرعة عالية، مما يجعله أكثر أماناً للاستخدام في المناطق المدنية من المقذوفات المتفجرة.

وصرح كارل روزاندر، الرئيس التنفيذي لشركة «نورديك»، لصحيفة «تلغراف»: «تُعدّ عمليات اقتحام المطارات هذه خير مثال على ضرورة حماية الأماكن العامة من الطائرات المسيرة، من خلال حل أكثر تطوراً من مجرد إسقاطها». وتابع: «نبني صاروخاً اعتراضياً صغيراً يعمل بالكهرباء، وهو صاروخ حركي فقط. لا يحتوي على أي رؤوس حربية أو متفجرات، ويُسقط الطائرة المسيرة بسرعة عالية. هذا يعني أن الشرطة يُمكنها استخدامه في البيئات المدنية». وأضاف روزاندر: «لا نريد إطلاق متفجرات فوق المطارات، لذا سيكون هذا مثالياً لما حدث في الدنمارك. يُجنّب إطلاق صواريخ باهظة الثمن، وحرق شظاياها فوق البنية التحتية المدنية».

تهديد الطائرات المسيرة للاتحاد الأوروبي

يبحث قادة الاتحاد الأوروبي بشكل عاجل، عن سبل للدفاع عن مطاراتهم بعد سلسلة من عمليات اقتحام الطائرات المسيرة الروسية المشتبه بها في الدنمارك والنرويج وألمانيا.

ويتمثل التحدي الرئيسي الذي يواجههم في السلامة، حيث إن إسقاط الطائرات المسيرة بصواريخ قوية فوق المناطق المدنية يُسبب خطر الوفاة والإصابة، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية الرئيسية.

وهناك مصدر قلق كبير آخر يتمثل في التكلفة، إذ قد تصل تكلفة الطائرات الروسية من دون طيار إلى 1000 جنيه إسترليني لكل طائرة، في حين أن تكتيك حلف شمال الأطلسي الحالي المتمثل في إرسال طائرات مقاتلة إلى الميدان، كما فعل بنجاح في بولندا، مكلف للغاية بالمقارنة.

بدوره، حذّر مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، هذا الأسبوع، قائلاً: «من غير المقبول إسقاط طائرات مسيرة تكلف ألف أو ألفي دولار بصواريخ قد تكلف نصف مليون أو حتى مليون دولار».

وتكمن الميزة الرئيسية لنظام «كروجر» الذي صممه روزاندر في أن تكلفته التقديرية لا تتجاوز 5000 دولار (3700 جنيه إسترليني)، وهو مبلغ زهيد مقارنةً بسعر مقاتلات «الناتو» من طرازي «إف-15» و«إف-35»، التي استُخدمت لتدمير طائرات مسيرة فوق بولندا الشهر الماضي.

حل متنقل مضاد للطائرات المسيرة

وحسب الصحيفة، سيكون هذا النظام مفيداً أيضاً في مناطق الحرب، مثل أوكرانيا، حيث تُشكّل الطائرات المسيرة تهديداً مستمراً للقوات البرية والمعدات. وسيسمح النظام للجنود بإسقاط طائرات مسيرة من منظور الشخص الأول محملة بالقنابل، والتي يصعب بشكل مزداد تشويشها أو إطلاقها من الجو.

وأنظمة مكافحة الطائرات من دون طيار المستخدمة حالياً في أوكرانيا هي أيضاً نسخة عسكرية مزودة برأس حربي متفجر، وليست صاروخاً حركياً يُسقطها أرضاً.

وأظهرت لقطات مصممة بطريق «سي جي إي» نشرتها الشركة، سيناريو معركة؛ حيث تقترب طائرتان من دون طيار رباعيتا المراوح تحملان قنابل من قافلة عسكرية. تظهر مركبة على الأرض، مسلحة بالصواريخ الحركية، وهي تطلق المقذوفات من نظام مثبت على مركبة لاعتراض الطائرات من دون طيار وتدميرها قبل أن تصل إلى هدفها.

مشاهدات طائرات من دون طيار في ألمانيا

هذا الأسبوع، أُغلق مطار ميونيخ طوال الليل بسبب توغل روسي آخر مشتبه به في أوروبا بطائرة من دون طيار. رُصدت الطائرات من دون طيار لأول مرة نحو الساعة 10:30 مساء الخميس، ثم مرة أخرى بعد ساعة.

تم تأجيل أو إلغاء أكثر من 12 رحلة جوية في ذلك المساء، واضطر الركاب إلى النوم في المطار على أسرّة متنقلة حتى صباح اليوم التالي عندما سُمح باستئناف الرحلات الجوية.

هبطت طائرات شركة «لوفتهانزا» الألمانية للطيران خلال إضرابٍ لطواقم الخدمات الأرضية والأمنية في مطار ميونيخ حيث أجبرت تقارير جديدة عن رصد طائرات مسيرة مطار ميونيخ على الإغلاق في وقت متأخر أمس بعد يومٍ من إلغاء أكثر من 30 رحلة جوية بسببها (أ.ف.ب)

وسجلت ألمانيا الأسبوع الماضي أيضاً مشاهدات أخرى لطائرات مسيرة في ولاية شليسفيغ هولشتاين الشمالية الغربية، حيث استُهدفت مصفاة وقود، وبرلمان إقليمي، ومحطة كهرباء، ومستشفى، وحوض لبناء السفن.

جاء ذلك في أعقاب عمليات توغل مماثلة بطائرات مسيرة الأسبوع الماضي في مطارات بالدنمارك والنرويج، بما في ذلك مواقع عسكرية تابعة للدنمارك في ألبورغ وكاروب.

ولا تُعدّ الصواريخ الصغيرة هي الأنظمة الجديدة الوحيدة المضادة للطائرات المسيرة التي يدرسها قادة الاتحاد الأوروبي، الذين درسوا أيضاً بناء ما يُسمى «جدار الطائرات المسيرة». وحسب الصحيفة، سيتكون هذا الجدار من رادارات ودفاعات جوية تُنشر على طول الخاصرة الشرقية لأوروبا مع روسيا وحليفها الإقليمي الرئيسي؛ بيلاروسيا.

وأمس (الجمعة)، عقد الاتحاد الأوروبي أولى مناقشاته الرسمية حول كيفية بناء جدار الطائرات المسيرة، داعياً أوكرانيا و10 دول أعضاء أخرى في الاتحاد، معظمها من دول البلطيق ودول الشمال الأوروبي.

في البداية، لم تُدرج المجر وسلوفاكيا، اللتان ازدادتا تقارباً مع الكرملين في السنوات الأخيرة، في المناقشات. ومع ذلك، أرسل كلا البلدين لاحقاً ممثلين عنهما إلى الاجتماع في بروكسل.

عيوب «جدار الطائرات المسيرة»

صرحت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في قمة عُقدت بكوبنهاغن هذا الأسبوع: «نحن بحاجة إلى تعزيز إنتاجنا من الطائرات المسيرة، وقدراتنا المضادة لها، وهذا يشمل بناء شبكة أوروبية من التدابير المضادة للطائرات المسيرة التي يمكنها حماية، وبالطبع، تحييد، أي تدخل خارجي».

لكن الخبراء قالوا إن جدار الطائرات المسيرة قد يكون مكلفاً للغاية، ولن يمنع سوى عمليات توغل الطائرات المسيرة التي تُطلق من الأراضي الروسية أو البيلاروسية التي تحلق فوق اليابسة.

وفي هذا الصدد، أشار روزاندر إلى ضرورة توحيد هيكل النظام وتقنيته لضمان فاعليته بجميع أنحاء الجناح الشرقي. وقال: «يجب الاتفاق على معيار واحد لجميع أنحاء أوروبا، إنه تحدٍّ كبيرٌ حقاً». وأضاف: «ولكي نتمكن من تحقيق ذلك، فهو حلٌّ متعدد الطبقات ومعقد. يجب أن نتحد على نظام واحد يُسيطر على كل شيء».

كما يتطلب ذلك التزاماً سياسياً كاملاً من جميع دول الاتحاد الأوروبي على الجناح الشرقي. وإلا، فسيؤدي ذلك إلى فجوة في المجال الجوي يُمكن أن تتسلل عبرها أسراب الطائرات الروسية من دون طيار بسهولة.

وسبب آخر لكون جدار الطائرات من دون طيار مجرد جزء من حلٍّ لأوروبا؛ هو أنه لا جدوى منه في منع إطلاق الطائرات المعادية من دون طيار داخل حدود الاتحاد الأوروبي. ومع وضع ذلك في الاعتبار، يعمل بعض الدول الأوروبية على إصلاحاتها الخاصة على المستوى الوطني لتحسين الدفاع ضد الطائرات من دون طيار.


مقالات ذات صلة

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

أوروبا مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

ضربت مسيّرة، اليوم (الجمعة)، مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على عدة طوابق.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز) play-circle

تحليل إخباري انقسام غربي وتخوّف أوروبي من «سلام أميركي متسرّع» في أوكرانيا

يتعاظم القلق الأوروبي من النهج الأميركي في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو. فالتسارع عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب وإنفانتينو في حديث سابق حول المونديال (أ.ف.ب)

لماذا يُثير حصول ترمب على «جائزة فيفا للسلام» جدلاً؟

يُتوقع أن يُسلم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب "جائزة الفيفا للسلام" عند إجراء قرعة كأس العالم يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
أوروبا حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)

الجيش الأوكراني يعلن استهداف مصنع كبير للكيماويات في جنوب روسيا

قال الجيش الأوكراني في ساعة متأخرة من يوم الخميس إن قواته ضربت مصنعا كبيرا للمواد الكيميائية في منطقة ستافروبول بجنوب روسيا، ما أدى إلى اندلاع حريق.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)

أوكرانيا تعبر عن رغبتها في «سلام حقيقي وليس تهدئة» مع روسيا

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها اليوم الخميس في كلمة أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن أوكرانيا تريد «سلاماً حقيقياً وليس تهدئة» مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
TT

موسكو: مسيّرة تضرب برجاً في الشيشان واندلاع حريق

مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)
مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان ضربته مسيرة اليوم (الإعلام الروسي)

ضربت مسيّرة، اليوم (الجمعة)، مبنى يضم مكاتب حكومية في جمهورية الشيشان الروسية، ما أدى إلى اندلاع حريق امتد على عدة طوابق، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الإعلام الرسمي الروسي وتسجيلات مصوّرة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتستهدف أوكرانيا على نحو متكرر الجمهورية الروسية الواقعة في القوقاز، لكن نادراً ما تصل مسيّراتها إلى المناطق الحضرية، وخصوصاً وسط العاصمة غروزني، حيث وقعت الحادثة الجمعة.

وندّد الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، في رسالة عبر تطبيق تلغرام، بـ«هذا النوع من التصرّفات»، معتبراً أنّه «ليس أكثر من محاولة لتخويف السكان المدنيين وخلق وهم الضغط».

وأكد أنّ «الأهم بالنسبة إلينا، أنّ أحداً لم يُصب»، متهماً كييف بـ«التعويض عن ضعفها عبر تنفيذ ضربات على البنى التحتية المدنية».

ولم تؤكد السلطات المحلية ولا تلك الفيدرالية الروسية الانفجار، لكن شبكة «آر تي» الرسمية نقلت عن مصدر في أجهزة إنفاذ القانون قوله إن مسيّرة أوكرانية نفّذت الهجوم. ولم يتم الإعلان عن سقوط أي ضحايا.

وأغلقت وكالة الطيران الروسية «روسافياتسيا» مطار غروزني، في وقت سابق الجمعة، على خلفية مخاوف أمنية استمرت بضع ساعات، بحسب ما أعلنت على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأظهرت عدة تسجيلات مصورة على شبكات التواصل الدخان يتصاعد من برج زجاجي، حيث تهشمت النوافذ في 5 طوابق.

ويعدّ القيام بأي عمل صحافي في الشيشان، التي تصفها بعض المجموعات الحقوقية بأنها «دولة داخل الدولة»، أمراً شبه مستحيل نتيجة القيود التي تفرضها السلطات.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن المبنى يضم مجلس الأمن الشيشاني، ويبعد نحو 800 متر من مقر إقامة قديروف، كما يقع بجانب الفرع المحلي لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

ودعم قديروف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، وأرسل آلاف الجنود الشيشانيين للقتال فيها.


النرويج تعتزم تعزيز دفاعاتها بغواصات وصواريخ لمواجهة روسيا

نظام «هيمارس» الأميركي (رويترز)
نظام «هيمارس» الأميركي (رويترز)
TT

النرويج تعتزم تعزيز دفاعاتها بغواصات وصواريخ لمواجهة روسيا

نظام «هيمارس» الأميركي (رويترز)
نظام «هيمارس» الأميركي (رويترز)

تعتزم النرويج شراء غواصتين ألمانيتين إضافيتين وصواريخ بعيدة المدى، مع سعي البلد المحاذي لروسيا إلى تعزيز دفاعاته، وفق ما أعلنت الحكومة، الجمعة.

وفي بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، أعلن فيه عزم البلاد على إتمام صفقة الشراء المقدّرة بمليارات الدولارات، قال وزير الدفاع توري ساندفيك، إن «النرويج دولة ساحلية وبحرية، والغواصات أساسية للغاية للدفاع عن بلدنا. نشهد زيادة في أنشطة القوات الروسية في شمال الأطلسي وبحر بارنتس».

وللنرويج حدود مشتركة بطول 198 كيلومتراً مع روسيا التي تخوض منذ عام 2022 حرباً في أوكرانيا، إضافة إلى حدود بحرية في بحر بارنتس.

وكانت الحكومة النرويجية قد طلبت 4 غواصات من شركة «تيسنكروب» الألمانية في عام 2021، ومن المقرّر تسليم أولى هذه الغواصات في 2029، وفق بيان الوزارة.

وأضاف ساندفيك: «بوصف النرويج (عيون وآذان) حلف شمال الأطلسي في الشمال، فإن هذا الأمر يتطلب قدرة أكبر لإبراز حضورنا، وللمراقبة والردع في جوارنا القريب. في هذا السياق، لا غنى على الإطلاق عن الغواصات».

واقترحت الحكومة زيادة ميزانية الدفاع بمقدار 46 مليار كرونة (4.5 مليار دولار)، نظراً لارتفاع تكلفة الغواصات وأنظمة تسليحها.

وفي بيان منفصل، قالت وزارة الدفاع إن 19 مليار كرونة ستُنفق على صواريخ قادرة على بلوغ أهداف على بُعد 500 كيلومتر.

ولم توضح الوزارة أي صواريخ سيتم شراؤها، لكن وكالة الأنباء النرويجية «إن تي بي» أوردت أن البحث يشمل نظام «هيمارس» (Himars) الأميركي، وصواريخ «تشانمو» (Chunmoo) الكورية الجنوبية، ونظاماً من صنع مجموعة «كيه إن دي إس» (KNDS) الألمانية.


ألمانيا تعيد الخدمة العسكرية وسط مظاهرات معارضة للقانون

لافتة ضد التجنيد خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن ألمانية تزامناً مع تمرير قانون التجنيد (رويترز)
لافتة ضد التجنيد خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن ألمانية تزامناً مع تمرير قانون التجنيد (رويترز)
TT

ألمانيا تعيد الخدمة العسكرية وسط مظاهرات معارضة للقانون

لافتة ضد التجنيد خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن ألمانية تزامناً مع تمرير قانون التجنيد (رويترز)
لافتة ضد التجنيد خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن ألمانية تزامناً مع تمرير قانون التجنيد (رويترز)

بعد قرابة 15 عاماً على إلغاء التجنيد الإجباري في ألمانيا، مهد البرلمان الفيدرالي (البوندتساغ) لإعادته بعد أن مرر قانوناً يعيد الخدمة العسكرية الاختياري في المرحلة الأولى، على أن يصبح إلزامياً في حال عجزت وزارة الدفاع عن تجنيد أعداد كافية من المتطوعين.

ووسط مظاهرات معارضة للقانون خرجت في أنحاء ألمانيا، قادها بشكل أساسي طلاب المدارس المعنيين بالقانون، صوّت النواب على إعادة التجنيد الاختياري بدءاً من مطلع العام المقبل.

وتأمل الحكومة الألمانية أن ترفع عديد جيشها من 183 ألف عنصر حالياً إلى 270 ألف عنصر ناشط، إضافة إلى 200 ألف آخرين من قوات الاحتياط بحلول عام 2035.

وينص القانون الذي حظي بموافقة أغلبية النواب، على إرسال استمارات لكل من يبلغ الـ18 عاماً، تتضمن معلومات حول الوضع الصحي، وأخرى تتعلق بمدى الاستعداد للخدمة في الجيش. وسيكون الشباب الذكور مجبرين على ملء الاستمارات، فيما تترك اختيارياً للفتيات.

ومن يعدّ قادراً على الخدمة، يتلقى عرضاً للتطوع، لـ6 أشهر بشكل مبدئي يمكن تمديدها. ويمكن للشباب رفض العرض المقدم في المرحلة الأولى. وسيتعين على وزارة الدفاع أن تطلع الحكومة و«البوندستاغ» كل 6 أشهر حول مدى التقدم المحرز في تجنيد مطوعين، على أن يطرح مشرع قانون مرة جديدة في حال لم يتم استقطاب أعداد كافية، يجعل من التجنيد إجبارياً لمن يتم اختياره بالقرعة.

واستغرق الاتفاق على القانون أشهراً بين طرفي الحكومة؛ إذ اعترض الحزب «المسيحي الديمقراطي» الحاكم بزعامة المستشار فريدريش ميريتس على القانون بشكله الأساسي الذي لم يأت على ذكر خطوات إضافية في حال عدم تجنيد أعداد كافية.

وأراد الحزب الحاكم أن يجعل من التجنيد إجبارياً في القانون نفسه، إلا أن الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه وزير الدفاع بوريس بيستوريوس رفض اقتراح الحزب الحاكم، وتمسك بضرورة طرح المشروع للتصويت من جديد في حال الضرورة.

لافتة «لا للحرب» خلال مظاهرة ضد التجنيد في ألمانيا (رويترز)

ولكن بيستوريوس يبدو متأملاً بأن يلقى القانون تجاوباً، رغم المظاهرات التي خرجت تزامناً مع التصويت على القانون، واعتراضاً على تحويله إجبارياً. ووصف بيستوريوس المظاهرات التي قادها طلاب المدارس، بأنها «رائعة»؛ لأنها «تظهر أن الشباب مهتمون بالتجنيد». وتحدث عن ضرورة فتح نقاش مع من يهمه الأمر.

ودافع كذلك الحزب الحاكم عن القانون، وقال نوربرت روتغن، نائب الكتلة النيابية للحزب خلال النقاش في البرلمان، إن التصويت مهم، خاصة أمام التهديدات الروسية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «لم تعد تعتبر في صفنا».

وصوّت حزب «البديل من أجل ألمانيا»، المصنف يمينياً متطرفاً ضد القانون، وكذلك حزب «دي لينكا» اليساري. وقالت نائبة رئيس كتلة «دي لينكا»، إن «الشباب لديهم مشاريع أخرى غير المخاطرة بحياتهم»، فيما اشتكت سارا ناني، المتحدثة باسم الأمن في الحزب «الخضر»، من أن القانون لا يقدم إجابات حول الخطة الوطنية الدفاعية.

ويشكو عدد كبير من الشبان المعارضين للقانون بأن الحكومة لم تفتح نقاشاً معهم، وأنها لم تأخذ مواقفهم بعين الاعتبار. وقالت رونيا، طالبة من منظمي المظاهرات التي خرجت في العاصمة الألمانية، إن المتظاهرين يؤكدون رفضهم القاطع للتجنيد الإجباري؛ لأنه تعدٍّ على حرية الشباب». وأضافت أن «التبرير بضرورة حماية بلدنا هو مجرد حجة».

وقال شاب من المتظاهرين الذين خرجوا في برلين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنه يرى أن الحكومة أخطأت بتمرير قانون من دون نقاش مع المعنيين به؛ أي الذين سيتم استدعاؤهم للخدمة وهم من المولودين في عام 2008 وما بعد.

المستشار الألماني فريدريش ميرتس ووزير الدفاع داخل «البوندستاغ» خلال جلسة التصويت على قانون التجنيد (رويترز)

وقال آخر إن الأمن «لا يتعلق بإجبار الأطفال على الخدمة، وإن الأشهر القليلة التي سيتم التطوع خلالها لن تكون كافية أصلاً لتعلم القتال في الجيش».

وشارك في المظاهرات طلاب في سن الـ12 عاماً، غادروا المدارس باكراً للانضمام للاحتجاجات. وقال أحدهم إنه «لا يريد أن يقاتل»، وإنه سيكون من الخطأ إرسال شباب في الـ18 من العمر للقتال.

وعلقت حكومة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل التجنيد الإجباري عام 2011، ومنذ ذلك الحين، يواجه الجيش الألماني صعوبة في جذب متطوعين.

وانخفض عدد الجيش الألماني من 300 ألف عنصر عام 2001 إلى 180 ألفاً اليوم. وتأمل الحكومة بأن تعيد رفع عديد الجيش بحلول عام 2035 إلى 480 ألفاً، من بينهم قوات الاحتياط حالياً، من خلال التطوع الاختياري وجذب المتطوعين بمرتبات تصل إلى 3500 يورو شهرياً.

ومنذ الحرب في أوكرانيا، بدأت ألمانيا بزيادة الاستثمار العسكري، وتعمل على إعادة تقوية جيشها الضعيف عمداً بسبب تاريخها.

ويزداد القلق في ألمانيا، خاصة في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي يتخوف الألمان من أن تسحب المظلة الأمنية التي تزودها بها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويخطط ترمب لتقليص عدد الجنود الأميركيين المتمركزين في ألمانيا منذ عقود.