شرطة لندن توجّه اتهامات إلى 67 شخصاً بسبب دعمهم منظمة «فلسطين أكشن» المحظورة

الشرطة البريطانية تتحدّث إلى أنصار معز إبراهيم أحد الذين يمثلون أمام المحكمة بتهمة السرقة والتخريب الجنائي والاضطرابات العنيفة بعد احتجاج لمجموعة «فلسطين أكشن» المحظورة... الصورة خارج محكمة أولد بيلي وسط لندن 22 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)
الشرطة البريطانية تتحدّث إلى أنصار معز إبراهيم أحد الذين يمثلون أمام المحكمة بتهمة السرقة والتخريب الجنائي والاضطرابات العنيفة بعد احتجاج لمجموعة «فلسطين أكشن» المحظورة... الصورة خارج محكمة أولد بيلي وسط لندن 22 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)
TT

شرطة لندن توجّه اتهامات إلى 67 شخصاً بسبب دعمهم منظمة «فلسطين أكشن» المحظورة

الشرطة البريطانية تتحدّث إلى أنصار معز إبراهيم أحد الذين يمثلون أمام المحكمة بتهمة السرقة والتخريب الجنائي والاضطرابات العنيفة بعد احتجاج لمجموعة «فلسطين أكشن» المحظورة... الصورة خارج محكمة أولد بيلي وسط لندن 22 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)
الشرطة البريطانية تتحدّث إلى أنصار معز إبراهيم أحد الذين يمثلون أمام المحكمة بتهمة السرقة والتخريب الجنائي والاضطرابات العنيفة بعد احتجاج لمجموعة «فلسطين أكشن» المحظورة... الصورة خارج محكمة أولد بيلي وسط لندن 22 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، أنها وجّهت اتهامات إلى 67 شخصاً بسبب إظهار دعمهم لمنظمة التحرّك من أجل فلسطين (فلسطين أكشن) المحظورة. وقالت شرطة العاصمة البريطانية إن المتهمين سيمثلون أمام المحكمة في عدة مواعيد في أكتوبر (تشرين الأول)، ويواجهون عقوبة قصوى بالسجن ستة أشهر إذا ثبتت إدانتهم.

حظرت الحكومة البريطانية منظمة «فلسطين أكشن» في يوليو (تموز)، وصنّفتها إرهابية بعد أيام من قيام نشطاء من المنظمة برشّ طلاء على طائرتين في قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.

وأدانت جماعات لحقوق الإنسان الحظر ووصفته بأنه تجاوز للقانون وتهديد لحرية التعبير.

وأُوقف أكثر من 700 شخص، معظمهم خلال تظاهرات، منذ حظر المنظمة بموجب قانون مكافحة الإرهاب، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكدت شرطة لندن في بيانها أنه تم توجيه اتهامات إلى 64 شخصاً فيما يتعلّق باحتجاجات أُقيمت في وسط لندن في موعدين الشهر الماضي، كما وجّهت اتهامات إلى ثلاثة أشخاص آخرين أُعلن عنها في وقت سابق من هذا الشهر.

وأعلنت الشرطة الاسكوتلندية، الاثنين، توقيف كاتب السيناريو المعروف بول لافيرتي للاشتباه في دعمه منظمة «فلسطين أكشن» خلال احتجاج في إدنبرة.

والأسبوع الماضي، تعهّدت الكاتبة الآيرلندية سالي روني بالتبرع بعوائد مسلسلين اقتبستهما هيئة «بي بي سي» من كتابين لها، لمنظمة «فلسطين أكشن».


مقالات ذات صلة

ترمب يعفو عن أحد منفّذي «هجوم الكابيتول» في يناير 2021

الولايات المتحدة​ متظاهرون موالون للرئيس الأميركي دونالد ترمب يخترقون حاجز الشرطة في مبنى «الكابيتول» بواشنطن 6 يناير 2021 (أ.ب)

ترمب يعفو عن أحد منفّذي «هجوم الكابيتول» في يناير 2021

عفا الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجدداً عن أحد المشاركين في الهجوم على مبنى «الكابيتول» في واشنطن خلال السادس من يناير (كانون الثاني) 2021.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا جانب من احتجاجات مطالِبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في تونس العاصمة (أرشيفية - أ.ب)

محكمة الاستئناف بتونس ترجىء النظر في طعون عشرات السجناء المعارضين

المسجونون قياديون في أحزاب سياسية ومحامون ورجال أعمال أو شخصيات إعلامية، ويناهز عددهم 40 شخصاً ويُلاحقون بتهمة «التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا وزيرة العدل التونسية القاضية ليلى جفال (متداولة)

أكثر من 10 آلاف سجين بقضايا المخدرات في تونس

تشير «الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب»، في تقريرها السنوي، إلى أن نسبة الاكتظاظ في بعض السجون بلغت أكثر من 160 في المائة

«الشرق الأوسط» (تونس)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

الحكومة الإسرائيلية تتحايل على تشكيل لجنة تحقيق «جدية» في هجوم 7 أكتوبر

صادقت الحكومة الإسرائيلية على بدء إجراءات تشكيل «لجنة تحقيق» سمتها «مستقلة»، وذلك لفحص ظروف هجوم حركة «حماس» على البلدات الجنوبية في 7 أكتوبر 2023.

نظير مجلي (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي (أ.ب)

حكم قضائي في يوتاه يمنح الديمقراطيين فوزاً مفاجئاً

رفضت قاضية أميركية خريطة انتخابية جديدة رسمها مشرعون جمهوريون، واعتمدت اقتراحاً بديلاً يمنح الديمقراطيين فوزاً مفاجئاً قبل الانتخابات النصفية للكونغرس عام 2026.

علي بردى (واشنطن)

لقاء بين ميرتس وماكرون وستارمر في برلين الثلاثاء

 المستشار الألماني فريدريش ميرتس (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس (إ.ب.أ)
TT

لقاء بين ميرتس وماكرون وستارمر في برلين الثلاثاء

 المستشار الألماني فريدريش ميرتس (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس (إ.ب.أ)

يلتقي المستشار الألماني فريدريش ميرتس في برلين، مساء الثلاثاء، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بحسب متحدث باسم الحكومة الألمانية من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

ووصل الرئيس الفرنسي إلى برلين في وقت سابق، الاثنين، لحضور قمة تركّز على الدفع نحو سيادة رقمية أوروبية أكبر.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

وبحسب المتحدث، سينضم ستارمر إلى ميرتس وماكرون «على العشاء» بعد القمة.

ومع تزايد أهمية الذكاء الاصطناعي في كثير من القطاعات، تهدف قمة السيادة الرقمية إلى الاستجابة للدعوات المتزايدة لتسيطر أوروبا في شكل أكبر على مصيرها الرقمي.

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (د.ب.أ)

ومن المقرر أن يشارك في القمة رؤساء تنفيذيون لشركات إقليمية كبرى، من بينها شركة الذكاء الاصطناعي الفرنسية «ميسترال» وشركة البرمجيات الألمانية العملاقة «SAP».


بولندا تعيد فتح معبرَيْن على الحدود مع بيلاروسيا وسط مخاوف اقتصادية

إيراستافيكا على الجانب البيلاروسي من معبر الحدود بين بولندا وبيلاروسيا كما شوهد من بوبرونيكي بولندا 17 نوفمبر 2025... بعد إعادة بولندا فتح معبر بوبرونيكي (رويترز)
إيراستافيكا على الجانب البيلاروسي من معبر الحدود بين بولندا وبيلاروسيا كما شوهد من بوبرونيكي بولندا 17 نوفمبر 2025... بعد إعادة بولندا فتح معبر بوبرونيكي (رويترز)
TT

بولندا تعيد فتح معبرَيْن على الحدود مع بيلاروسيا وسط مخاوف اقتصادية

إيراستافيكا على الجانب البيلاروسي من معبر الحدود بين بولندا وبيلاروسيا كما شوهد من بوبرونيكي بولندا 17 نوفمبر 2025... بعد إعادة بولندا فتح معبر بوبرونيكي (رويترز)
إيراستافيكا على الجانب البيلاروسي من معبر الحدود بين بولندا وبيلاروسيا كما شوهد من بوبرونيكي بولندا 17 نوفمبر 2025... بعد إعادة بولندا فتح معبر بوبرونيكي (رويترز)

أعادت بولندا، الاثنين، فتح معبرين حدوديين مع بيلاروسيا كانا قد أُغلقا وسط توترات مستمرة مع حكومة جارتها المتحالفة مع موسكو، حسبما أعلنت سلطات الحدود البولندية والبيلاروسية.

وقال المتحدث باسم شرطة الحدود أندريه يوزفياك لوكالة الصحافة الفرنسية، «تم فتح معبرين» في كوزنيتسا بياوستوكا وبوبرونيكي.

ضابط حرس حدود يقوم بدورية عند معبر الحدود الذي أعيد فتحه بين بولندا وبيلاروسيا في بوبرونيكي بولندا 17 نوفمبر 2025 (رويترز)

وأكدت وزارة الداخلية البولندية، في بيان، أن «الحكومة تستجيب لتوقعات السكان ورواد الأعمال (في المنطقة)، بمن فيهم شركات النقل»، الذين عانوا جميعاً عواقب اقتصادية جراء إغلاق المعابر الحدودية.

والمعبران مغلقان منذ عدة سنوات بسبب أزمة الهجرة المستمرة والتوترات مع الحكومة البيلاروسية، الحليف الوثيق لروسيا.

لكن الحكومة البولندية قالت إن إعادة فتح المعبرين باتت ممكنة الآن، إذ أصبحت حدودها الشرقية مع الاتحاد الأوروبي «آمنة بشكل غير مسبوق».

وتبلغ قدرة معبر بوبرونيكي 900 سيارة ركاب و500 شاحنة يومياً في اتجاه واحد، بينما يمكن لمعبر كوزنيتسا بياوستوكا استيعاب 1600 سيارة ركاب و580 شاحنة يومياً، وفقاً لسلطات الجمارك في بيلاروسيا.

معبر الحدود في بوبرونيكي ليلة 16 إلى 17 نوفمبر بولندا 16 نوفمبر 2025 (إ.ب.أ)

وأضاف يوزفياك أنه يمكن الآن لسائقي الشاحنات عبور الحدود البولندية البيلاروسية من ثلاثة مواقع: كوزنيتسا بياوستوكا وبوبرونيكي وتيريسبول، التي أغلقتها بولندا مؤقتاً عقب مناورات عسكرية روسية بيلاروسية في سبتمبر (أيلول) قرب أراضيها.

وأفادت سلطات الجمارك البيلاروسية بتطوير المعابر بما يشمل زيادة عدد المسارات وتخصيص مسارات للحافلات وإدخال معدات جديدة لنظام المراقبة الإلكترونية.

في سبتمبر (أيلول)، خرقت 21 مسيّرة روسية المجال الجوي البولندي مما زاد من تدهور علاقات وارسو مع موسكو وحليفتها مينسك - المتوترة أصلاً بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.

وتعتزم ليتوانيا المجاورة، التي أغلقت مؤخراً آخر معبرين حدوديين لها مع بيلاروسيا بسبب اختراق بالونات تهريب أجواءها، الانتظار حتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) لإعادة فتحهما.

الناس يصطفون في طوابير عند معبر الحدود المعاد فتحه بين بولندا وبيلاروسيا في بوبرونيكي بولندا 17 نوفمبر 2025 (رويترز)

وعلّقت العديد من الشاحنات على الجانب البيلاروسي من الحدود بسبب تلك الإجراءات.

وأرجأت بولندا فتح معبريها الحدوديين «تضامناً» مع ليتوانيا.

وقالت الحكومة البولندية إنها تراقب الوضع الأمني عند المعبرَيْن.

وأكدت وزارة الداخلية البولندية أنها «إذا رأت أن هناك مخاطر مرتبطة بإعادة فتح المعبرين، فستنظر في إغلاقهما مجدداً» حسب ما جاء في البيان.


ماكرون وزيلينسكي يوقعان اتفاق تسليح ضخم لكييف

الرئيسان الفرنسي والأوكراني يوقعان في باريس الاثنين «رسالة النوايا» لتزويد كييف بطائرات رافال المقاتلة (رويترز)
الرئيسان الفرنسي والأوكراني يوقعان في باريس الاثنين «رسالة النوايا» لتزويد كييف بطائرات رافال المقاتلة (رويترز)
TT

ماكرون وزيلينسكي يوقعان اتفاق تسليح ضخم لكييف

الرئيسان الفرنسي والأوكراني يوقعان في باريس الاثنين «رسالة النوايا» لتزويد كييف بطائرات رافال المقاتلة (رويترز)
الرئيسان الفرنسي والأوكراني يوقعان في باريس الاثنين «رسالة النوايا» لتزويد كييف بطائرات رافال المقاتلة (رويترز)

خلال الزيارة التي قام بها إلى استوكهولم، عاصمة السويد، يوم 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء السويدي أولاف كريسترسون على «رسالة نوايا» للتعاون في القطاع الجوي، بحيث يفتح المجال أمام كييف للحصول على ما يتراوح ما بين 100 و150 طائرة مقاتلة من طراز «غريبن إي» تصنعها شركة «ساب» السويدية.

وتعد الطائرة المقاتلة «غريبن إي» الأكثر تطوراً من بين كل ما تنتجه مصانع «ساب» بفضل رادارها الجديد، وتجهيزاتها الإلكترونية، وقدراتها بوصفها طائرة قتال متعددة المهام. ولضخامة المشروع وما يتطلبه من تدريب وتجهيزات وقدرات موازية، فإن السير به يتطلب ما لا يقل عن 15 عاماً. أما تمويل الصفقة التي لم يكشف عن قيمتها، فقد بقي في الظل. ولكن ما فهم من تصريحات الطرفين أنه سيتم اللجوء إلى استخدام جانب من الأصول الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي، وتحديداً في بروكسل، في مؤسسة «يوروكلير» المالية. ويخطط الاتحاد الأوروبي لتمكين أوكرانيا من الحصول على قروض من هذه الأصول، وفق آلية معقدة، قد تصل إلى 140 مليار يورو.

الرئيس ماكرون مرحباً بالرئيس زيلينسكي لدى وصوله إلى قصر الإليزيه (أ.ف.ب)

100 مقاتلة رافال

ما حصل في باريس الاثنين يشبه، إلى حد كبير، ما حصل في استوكهولم. فالرئيس زيلينسكي وقع صباحاً، في قاعدة فيلاكوبليه الجوية العسكرية الواقعة جنوب العاصمة، مع الرئيس إيمانويل ماكرون «رسالة نوايا» تحصل بموجبها كييف على 100 طائرة من طراز «رافال»، ومن أحدث ما تنتجه مصانع «داسو» للطيران. ووصف زيلينسكي الصفقة التي سيمتد العمل بها لعشر سنوات بأنها «ستكون أعظم وحدة دفاع جوي، لأن طائرة رافال المقاتلة تعد من أعظم الطائرات في العالم». وقدمت باريس للقوات الجوية الأوكرانية ست طائرات ميراج 2000 تسلمت منها كييف، حتى اليوم، ثلاثة.

وتجدر الإشارة إلى أن «رسالة النوايا» لا تعد عقداً، بل إنها تعكس توافقاً بين الجانبين، واستعدادهما لتنفيذ ما تتضمنه ما يستدعي مفاوضات لاحقة قبل أن تتحول إلى التزامات نهائية من الجانبين.

طائرة رافال المقاتلة التي تصنعها شركة «داسو» الفرنسية في تمرين استعراضي بمناسبة معرض دبي للطيران يوم 17 نوفمبر (رويترز)

وتشمل الصفقة تزويد الطائرات المقاتلة بكافة الأسلحة المصاحبة، إضافة إلى توفير منظومات صاروخية للدفاع الجوي من طراز SAMP-T من الجيل الجديد، وأنظمة رادار، ومسيّرات. وفيما يخص المسيّرات، فقد شهد قصر الإليزيه بعد ظهر الاثنين اجتماعاً خصص للتعاون بين الجانبين في هذا القطاع الذي أخذ يحتل موقعاً استثنائياً في الحرب الحديثة، الأمر الذي يظهر يومياً في أوكرانيا وروسيا. ويخطط الطرفان لإنتاج مشترك، على الأراضي الأوكرانية، لمسيرات هجومية، وأخرى لإسقاط المسيرات المعادية. ويؤكد العسكريون أن كييف كسبت خبرات واسعة في هذا القطاع، وأن الغربيين دأبوا على إرسال عسكرييهم للتعرف على ما تنتجه المصانع الأوكرانية. وتخطط كييف هذه السنة لاستخدام أكثر من 4.5 مليون مسيّرة، مع العلم أن الطائرات من دون طيار تتسبب في 70 في المائة من الدمار الذي يلحق بالمعدات المعادية على الجبهات.

كما تستخدم أوكرانيا المسيرات لإسقاط الطائرات من دون طيار من طراز شاهد التي تطلقها روسيا عليها كل ليلة.

وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقد في قصر الإليزيه، توقف ماكرون ملياً عند هذا التطور الرئيس في الشراكة العسكرية الاستراتيجية بين باريس وكييف. وقال ماكرون: «اليوم نقطع مرحلة جديدة مع هذا الاتفاق، ونواصل التعويل على التقارب، ودمج صناعاتنا الدفاعية من أجل الاستمرار في دعم أوكرانيا، وتحديث قواتها المسلحة التي تبقى في الخطوط الأمامية، وهي خط الدفاع الأول عن أوروبا، وأداة الردع ضد العدوان. ونقوم بذلك على المدى الطويل، مع إقرار أن القدرة على إعادة توليد الجيش الأوكراني تُعدّ عنصراً حاسماً في أمننا جميعاً». وأضاف الرئيس الفرنسي: «هذا الاتفاق يُظهر الإرادة الفرنسية في وضع تميزها الصناعي والتكنولوجي لخدمة دفاع أوكرانيا، وبالتالي الدفاع عن أوروبا». وشدد ماكرون على التكامل بين الصناعات الدفاعية بين البلدين، وعلى الشراكة الواسعة التي يطمح إليها، وتشمل إنتاج المسيرات على الأراضي الأوكرانية، وتزويد كييف بمنظومات صاروخية للدفاع الجوي.

رئيس أركان القوات الفرنسية الجنرال فابيان ماندو لدى وصوله إلى قصر الإليزيه للمشاركة في اجتماع مع الرئيس الأوكراني (أ.ف.ب)

باريس وكييف نحو شراكة استراتيجية

تريد باريس، وفق ما شددت عليه مصادر الإليزيه، مساعدة كييف بشكل خاص على حماية أجوائها، وأراضيها من الهجمات الجوية الروسية، سواء كانت بالمسيرات، أو الصواريخ الباليستية، أو القنابل الانزلاقية. وفي كل مناسبة، ناشد زيلينسكي الغربيين الحصول على منظومات الدفاع الجوي. ووفق جهات واسعة الاطلاع في باريس، فإن الإدارة الأميركية لم تعد تلبي الطلبات الأوكرانية رغم استعدادها المبدئي لبيعها، شرط أن يتكفل الأوروبيون بدفع أثمانها. وبحسب الإليزيه، فإن الصفقة الجديدة، في حال إتمامها، تحضر للمستقبل بحيث تساعد كييف على بناء قوة جوية أوكرانية حديثة شبيهة بما تمتلكه جيوش الحلف الأطلسي. ووفق رئيس الأركان الفرنسي الجنرال ماندو، فإن أنظمة الدفاع الجوي الأوروبية الصنع من طراز SAMP-T التي قدّمتها فرنسا أثبتت فعاليتها أكثر من بطاريات باتريوت الأميركية ضد الصواريخ الروسية صعبة الاعتراض. وأضاف ماندو في شهادة له أمام مجلس الشيوخ الفرنسي أن هذه المنظومة دفعت الجانب الروسي لتغيير مسارات الصواريخ لتجنب إسقاطها.

وكما في حالة السويد، تطرح في باريس إشكالية تمويل الصفقة الأوكرانية. وفي كلامه للصحافة أشار ماكرون إلى احتمال استخدام الأصول الروسية، إلى جانب الآليات التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي، ومنها برنامج «إيرا» أو الاستدانة الجماعية الأوروبية. وشدد ماكرون على أهمية «احترام القانون الدولي»، والانخراط الجماعي، وكذلك «مجموعة السبع» لتقاسم الأعباء، والضمانات. وأضاف: «نحن نعمل أيضاً على تهيئة شروط دعمنا، ولا سيّما فيما يتعلق باستخدام الأموال (الروسية) التي يجب أن تتيح دعم الجهود العسكرية والدفاعية لأوكرانيا، وذلك من خلال تعزيز دمج القواعد الصناعية والدفاعية الأوروبية، والأوكرانية، مع وضع معايير واضحة للأفضلية الأوروبية». وبكلام آخر، فإن ماكرون لا يريد أن تذهب الأموال لشراء المعدات، والأسلحة الأميركية.

ما قاله ماكرون استعاده زيلينسكي الذي أشار إلى إمكانية إنتاج أجزاء من مقاتلات رافال على الأراضي الأوكرانية. وبالنسبة للأصول الروسية، وهو من أشد الداعين لاستخدامها، فقد أعلن زيلينسكي أن الاتحاد الأوروبي «سينجح في إيجاد حل يسمح باستخدامها، خصوصاً لدعم حزمة الدفاع الأوروبي للإنتاج الأوكراني، ولتوفير أنظمة الدفاع الجوي»، مضيفاً أنه «من العدل استخدامها للمشاريع التي تحدثنا عنها اليوم مع الرئيس ماكرون». وتساءل: «هل ذلك كافٍ؟ لا، ليس كافياً. وسوف نواصل العمل في هذا الاتجاه لتوفير الأموال».

زيارة ناجحة قام بها زيلينسكي إلى باريس، بينما يعاني في بلاده من صعوبات في الميدان العسكري، ومن فضائح مالية، وسياسية. فماكرون وفر له دعماً سياسياً، وعسكريا، والتزاماً بدوام الوقوف إلى جانبه، إضافة إلى مشاريع تعاون في قطاعي الطاقة، والمواصلات. واستفاد ماكرون من المناسبة لينبه روسيا من «المراهنة على إرهاق الأوروبيين (من تواصل الحرب)»، مؤكداً «عزمهم على مواصلة تعزيز العقوبات ضدها بالتنسيق مع واشنطن، من أجل إضعاف قدراتها على مواصلة مجهودها الحربي». كذلك لمح ماكرون إلى صعوبات الرئيس الأوكراني، ولم يتردد في الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي الذي تسعى كييف إلى الانضمام إليه متيقظ لقدرة السلطات على محاربة الفساد، واحترام القوانين المرعية، وكلها تؤخذ بعين الاعتبار في عملية قبول انضمام كييف إلى النادي الأوروبي.

الرئيسان ماكرون وزيلينسكي يستمعان خلال زيارتهما الاثنين لمقر قيادة القوة متعددة الجنسيات من أجل أوكرانيا لشروح من أحد كبار الضباط (رويترز)

من جانب آخر، قام ماكرون وزيلينسكي بزيارة مقر «قيادة القوة متعددة الجنسيات» القائم قريباً من باريس التي تعمل على تنسيق الجهود لنشرها «في المواقع الخلفية» بعد أن يتم التوصل إلى اتفاقية لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما يبدو احتمالاً بعيد المنال. وانبثقت القوة، نظرياً حتى اليوم، من «تحالف الراغبين» الذي أطلق في فبراير (شباط) الماضي بمبادرة فرنسية-بريطانية.