موسكو غاضبة من خطط الدنمارك لإرسال جنود إلى أوكرانيا «من أجل التدريب»

زيلينسكي يزور مع روته أوديسا ويؤكد أنه لا يمكن «لأحد سوانا» أن يتحدث عن حدود أوكرانيا

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يسار) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقطان صورة خلال لقائهما في أوديسا (أ.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يسار) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقطان صورة خلال لقائهما في أوديسا (أ.ب)
TT

موسكو غاضبة من خطط الدنمارك لإرسال جنود إلى أوكرانيا «من أجل التدريب»

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يسار) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقطان صورة خلال لقائهما في أوديسا (أ.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يسار) والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقطان صورة خلال لقائهما في أوديسا (أ.ب)

أثارت خطط الدنمارك لإرسال جنود غير مسلحين للتدريب في أوكرانيا غضب السفارة الروسية في كوبنهاغن. وقال السفير الروسي في الدنمارك فلادمير باربين في بيان لشبكة «تي في 2» إن تدريب الجنود الدنماركيين في أوكرانيا سوف «يجر الدنمارك إلى الصراع بصورة أكبر» ويفاقم التصعيد الذي لا يمكن السيطرة عليه. وأضاف أن القرار «يعرض حياة الجنود الدنماركيين للخطر» بما أن جميع المنشآت العسكرية في أوكرانيا، بما في ذلك مراكز التدريب والتعليم بغرب البلاد تعد «أهدافاً شرعية» للجيش الروسي.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (وسط) والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)

قال قائد الجيش الدنماركي بيتر بويزن لشبكة «تي في 2»، الأربعاء، إن الجنود الدنماركيين سوف يبقون بعيدين عن الخطوط الأمامية، وسيوجدون في مراكز تدريب بغرب أوكرانيا. وأوضح أن التدريب يمكن أن يبدأ مطلع فصل الصيف. لكن رفض وزير الدفاع الدنماركي ترويلز لوند بولسن التعليق على هذه الخطط، قائلاً إن المسألة تقع ضمن اختصاص الجيش، حسبما ذكرت «وكالة الأنباء الدنماركية».

من جانب آخر، توجه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته إلى مدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية برفقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء. وكتب روته على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «لقد تحمل الشعب الأوكراني الكثير، وليس أقلها هجوم روسيا يوم أحد الشعانين على سومي». وأدى هجوم صاروخي روسي الأحد على سومي إلى مقتل 35 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين.

وأكد روته استمرار دعم التحالف العسكري الغربي لأوكرانيا. وقال روته إن دعم الحلف لأوكرانيا «ثابت»، مشيراً إلى أن حلفاء الناتو تعهدوا بالفعل بتقديم أكثر من 20 مليار يورو، أي أكثر من 22 مليار دولار، من المساعدات الأمنية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، وفقاً لـ«وكالة أسوشييتد برس». وأضاف روته خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي: «أنا هنا اليوم لأنني أومن أن شعب أوكرانيا يستحق السلام الحقيقي، والأمن والسلامة الحقيقية في بلدهم، وفي منازلهم».

وهذه هي أول زيارة يقوم بها روته إلى أوكرانيا منذ أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قيادة مفاوضات وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو، التي شملت عدة جولات من المحادثات في السعودية.

وقال روته: «هذه المناقشات ليست سهلة، ولا سيما في أعقاب هذا العنف المروع»، في إشارة إلى الضربات الأخيرة. وأضاف: «لكننا جميعاً ندعم جهود الرئيس ترمب من أجل إحلال السلام». وخلال محادثاتهما المشتركة، نوقشت على وجه الخصوص مسألة تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية. وكتب زيلينسكي: «يرى الجميع على الإطلاق مدى حاجة أوكرانيا الملحة لأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الخاصة بها». وكرر استعداد كييف لشراء أنظمة الدفاع الجوي باتريوت.

زيلينسكي مع روته مع جندي أوكراني خلال زيارة لأوديسا (أ.ب)

وحذر الرئيس الأوكراني المفاوضين الأمريكيين في المحادثات مع روسيا من تقديم تنازلات لا يمكن القبول بها في الأجزاء المحتلة من أوكرانيا. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي مع الأمين العام للحلف في المدينة الساحلية المطلة على البحر الأسود: «جميع الأراضي تنتمي إلى دولة أوكرانيا الموحدة». وذكر زيلينسكي أن اتخاذ قرار بشأن التراب الوطني يقع على عاتق الشعب الأوكراني وحده.

وأضاف زيلينسكي، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية: «إنكم تعلمون أن عدم الاعتراف بأي مناطق محتلة مؤقتاً كمناطق روسية وليست أوكرانية، خط أحمر بالنسبة إلينا». كما اتهم زيلينسكي الممثلين الأمريكيين بالتحدث في أمور خارجة عن نطاق اختصاصهم.

وميدانياً قال مسؤولون أوكرانيون إن هجوماً بطائرات مسيّرة شنته روسيا ليلاً على المدينة الساحلية على البحر الأسود أدى إلى إصابة ثلاثة واشتعال حرائق وإلحاق أضرار بمنازل وبنية تحتية مدنية. وقالت خدمة الطوارئ الأوكرانية على «تلغرام» إن ثلاثة أصيبوا واندلعت عدة حرائق في أوديسا نتيجة للهجوم الذي وقع ليلاً هناك وألحق أضراراً بمبان سكنية ومستودعات وبنية تحتية مدنية.

قال سلاح الجو الأوكراني، الأربعاء، إن روسيا أطلقت 97 طائرة مسيّرة في هجمات خلال الليل استهدفت أوديسا. وأعلن سلاح الجو أنه أسقط 57 طائرة مسيّرة، فيما لم تصل 34 طائرة مسيّرة أخرى إلى أهدافها على الأرجح بسبب إجراءات الحرب الإلكترونية المضادة. ولم يحدد سلاح الجو ما حدث للطائرات الست المتبقية.

صورة مركَّبة لرؤساء الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا (أ.ب)

وقال أوليه كيبر، حاكم منطقة أوديسا الكبرى ومركزها مدينة أوديسا، في منشور على تطبيق «تلغرام»: «لقد ضرب العدو أوديسا مرة أخرى بهجوم هائل بطائرات مسيّرة». ونقلت تقارير أولية عن رئيس بلدية أوديسا هينادي تروخانوف قوله على تطبيق «تلغرام» إنه لم تقع أي إصابات. ونشر تروخانوف صوراً لمبان سكنية وأخرى شبه مدمرة. ولم يتضح نطاق الهجوم كاملاً، إذ تبلغ القوات الأوكرانية الجوية عادة عن الضربات الروسية الواقعة ليلاً في وقت لاحق من الصباح.

ولم يصدر عن روسيا أي تعليق بعد. وقالت الولايات المتحدة في أواخر مارس (آذار) إنها توصلت إلى اتفاقين منفصلين مع كلٍّ من أوكرانيا وروسيا لوقف هجماتهما على البحر الأسود وعلى منشآت الطاقة الخاصة بكلتيهما. وتبادل الطرفان الاتهامات مراراً بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.

كما أدت ضربتان روسيتان متتاليتان إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين، الأربعاء، في خيرسون الواقعة بالقرب من خط المواجهة في جنوب أوكرانيا التي تتعرض لهجمات متكررة، بحسب السلطات المحلية.

قال رئيس الإدارة العسكرية في المدينة، رومان موروشكو، على «تلغرام» إن الضربة الأولى وقعت في الصباح الباكر. وأضاف أن عناصر الإنقاذ وصلوا إلى مكان الضربة لمساعدة الضحايا، وقامت القوات الروسية «بقصفهم بالمدفعية». وأفاد حاكم منطقة خيرسون أوليكساندر بروكودين بمقتل رجل وإصابة ثلاثة آخرين، موضحاً أن الهجوم استهدف منطقة سكنية. وقد تعرضت روسيا لانتقادات متكررة لتنفيذها ضربات متتالية أي بقصف مكان ما ثم قصفه مرة ثانية عندما تصل إليه فرق الإنقاذ والإسعاف.

ويظهر القصف الأخير للمدن الأوكرانية أن «الروس ليسوا عازمين على مواصلة الحرب فحسب بل إنهم أيضاً يريدون الضغط على الغرب»، على حدّ قول فلاديمير زيلينسكي. وشدّد زيلينسكي على «الحاجة الماسة» لبلده إلى أنظمة دفاع جوّي، لا سيّما منها أنظمة «باتريوت» الأميركية الصنع التي تتيح إسقاط الصواريخ الباليستية. وأشار إلى أن هذه التجهيزات والذخائر اللازمة لتشغيلها «متاحة» في العالم وتسليمها إلى أوكرانيا «رهن قرارات الزعماء لا غير». كما دعا الرئيس الأوكراني إلى تشكيل وحدة عسكرية غربية توفد إلى أوكرانيا «على وجه السرعة».

وقال إن «بريطانيا وفرنسا ودولاً أخرى في الناتو تُمهّد الطريق بقوّة لنشر وحدة أمنية في أوكرانيا. ولا بدّ من التحلّي بقدر كافٍ من السرعة والفعالية في هذا المسار». وأكّد الرئيس الأوكراني أنه «ينبغي أن يفهم الروس أن أوكرانيا لن تُترك وحدها في الحرب».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: روسيا تواصل هجماتها ولا ترد على اقتراح المحادثات المباشرة

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: روسيا تواصل هجماتها ولا ترد على اقتراح المحادثات المباشرة

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الاثنين)، إن روسيا تواصل هجماتها على أوكرانيا وإنها لم ترد على اقتراح إجراء محادثات مباشرة في تركيا هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس (وقوفاً) ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (يسار) في القطار المتجه إلى كييف مساء 9 مايو 2025 (أ.ب)

«الإليزيه» يسخر من أخبار روجت أن قادة أوروبيين يتعاطون المخدرات

«الإليزيه» يسخر من أخبار كاذبة روجت أن قادة أوروبيين يتعاطون المخدرات، ومواقع «تآمرية» صورت منديلاً على أنه «كيس» يحوي مادة الكوكايين.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا صورة من شريط فيديو لتدريبات جنود روس داخل الأراضي الأوكرانية المحتلة الاثنين (أ.ب)

​الكرملين يريد مفاوضات «جدّية» مع أوكرانيا للتوصّل إلى سلام طويل الأمد

واصلت القوات الروسية شن هجمات على أوكرانيا باستخدام أكثر من 100 طائرة مسيّرة وذلك بعدما رفض الكرملين وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الكرملين في وسط موسكو 4 مايو 2023 (رويترز)

موسكو رداً على الضغوط الأوروبية لوقف النار: لغة الإنذارات «غير مقبولة»

قال الكرملين، الاثنين، إن «لغة الإنذارات غير مقبولة» بعدما حضّت كييف وحليفاتها الأوروبية موسكو على قبول وقف لإطلاق النار لمدّة 30 يوماً.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس ووزير الدفاع البريطاني جون هايلي خلال اجتماع في لندن (أ.ف.ب) play-circle

اجتماع أوروبي بعد توجيه إنذار لبوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا

دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن يبرهن على أنه يتعامل «بجدية» مع السلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بريطانيا: تحقيق في حريق دمر باب منزل يملكه رئيس الوزراء

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في 10 داونينغ ستريت (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في 10 داونينغ ستريت (إ.ب.أ)
TT

بريطانيا: تحقيق في حريق دمر باب منزل يملكه رئيس الوزراء

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في 10 داونينغ ستريت (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في 10 داونينغ ستريت (إ.ب.أ)

تجري الشرطة البريطانية تحقيقاً بشأن حريق دمر باب منزل يملكه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الليلة الماضية.

وكان ستارمر قد استأجر المنزل منذ انتخابه في يوليو (تموز) الماضي، ويعيش مع أسرته في مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء في داونينغ ستريت.

وقال جهاز الإطفاء في لندن إنه تم استدعاء رجال الإطفاء بعد الساعة الواحدة صباحاً، وتم إخماد الحريق في غضون نصف ساعة.

وقالت شرطة العاصمة إن عناصرها التي انتقلت إلى موقع الحادث وجدت أضراراً، لكن لم يُصَب أحد بأذى.

وأضافت: «نجري تحقيقاً بشأن الحريق، ويتواصل الطوق الأمني المفروض بينما تستمر التحقيقات».

وظهر شريط الطوق الأمني الذي وضعته الشرطة خارج المنزل، الاثنين.

وقد اجتذب منزل ستارمر متظاهرين في الماضي، حيث تم اعتقال ثلاثة نشطاء مؤيدين للفلسطينيين في العام الماضي، ووجهت إليهم تهمة ارتكاب مخالفات تتعلق بالنظام العام بعد رفع لافتة مغطاة ببصمات يد حمراء خارج المبنى.

وقال ديف باريس، المتحدث باسم ستارمر، إن «رئيس الوزراء يعرب عن شكره لخدمات الطوارئ على جهودها».

وأضاف أن «الحريق قيد التحقيق المباشر؛ لذا لا يمكنني التعليق على أي شيء آخر».