خبراء: مواقع إلكترونية مضللة حول أوكرانيا تشكّل خطراً على مصداقية وسائل الإعلام

جنود أوكرانيون يقفون بالقرب من مركبة عسكرية على الحدود الروسية بمنطقة سومي بأوكرانيا (رويترز)
جنود أوكرانيون يقفون بالقرب من مركبة عسكرية على الحدود الروسية بمنطقة سومي بأوكرانيا (رويترز)
TT
20

خبراء: مواقع إلكترونية مضللة حول أوكرانيا تشكّل خطراً على مصداقية وسائل الإعلام

جنود أوكرانيون يقفون بالقرب من مركبة عسكرية على الحدود الروسية بمنطقة سومي بأوكرانيا (رويترز)
جنود أوكرانيون يقفون بالقرب من مركبة عسكرية على الحدود الروسية بمنطقة سومي بأوكرانيا (رويترز)

يحذّر باحثون من تزايد عدد المواقع الإلكترونية الروسية التي تنتحل صفة المواقع الإخبارية، لكنها في الواقع تنشر معلومات مضللة عن أوكرانيا؛ بهدف تقويض ثقة الجمهور في وسائل الإعلام الحقيقية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أورد موقع «كلير ستوري» معلومات كاذبة مفادها أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استخدم أموالاً أميركية لدفع مبالغ لصحافيين غربيين لانتقاد دونالد ترمب.

وقد تم إرفاق هذه «المقالة» بصورة لرسالة يفترض أن فولوديمير زيلينسكي أرسلها إلى رئيس البرلمان الأوكراني، يطلب فيها تنفيذ «خطة» هدفها «رسم صورة سلبية» للرئيس الأميركي.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مستقبلاً نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب مستقبلاً نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (د.ب.أ)

وخلصت منظمة «نيوز غارد» المتخصصة في مكافحة المعلومات المضللة والتي تستخدم برنامج التحقق «إن فيد» إلى أن الرسالة مزورة، موضحة أنه تم تغيير الختم الرئاسي وتوقيع فولوديمير زيلينسكي رقمياً.

وأشارت المنظمة إلى أن «كلير ستوري نيوز» هو موقع إلكتروني متأثر بروسيا ومرتبط بالناشط الأميركي المؤيد للكرملين جون مارك دوغان.

وأعيد نشر «المقالة» نفسها بعد أسبوع على موقع آخر للتضليل الإعلامي مرتبط بروسيا يدعى «يو إس إيه تايمز.نيوز».

تسعى المواقع الإخبارية المزيفة إلى اكتساب مصداقية لدى الجمهور.

وتشرح الباحثة في منظمة «نيوز غارد» المتخصصة في تقييم المحتوى الإعلامي ماكنزي صادقي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنه «غالباً ما تم تصمم هذه المواقع لتقليد أسلوب الأخبار المحلية التقليدية وشكلها وشعارها؛ بهدف ترويج روايات كاذبة من خلال مصادر مستقلة تبدو موثوقة». وتضيف: «الأمر لا يتعلق بمهاجمة وسائل الإعلام بشكل مباشر، بل بالاستفادة من مصداقيتها للوصول إلى جماهير تشكك عادة في مصادر الإعلام الحكومية».

وحدّدت «نيوز غارد» 1265 من المواقع الإلكترونية التي تقدم نفسها على أنها وسائل إعلام محايدة، لكنها في الواقع مدعومة من منظمات حزبية أو حكومات دول، من بينها روسيا وإيران.

الشهر الماضي، زعم الموقع الألماني «أكتويل ناشريخت. دي» أن فولوديمير زيلينسكي اشترى «عش النسر»، وهو مَعلم لهتلر في بافاريا.

وهذه المعلومة كاذبة كما أثبت مدققو الحقائق في «وكالة الصحافة الفرنسية».

صورة وزّعتها وزارة الدفاع لمدينة سودجا في كورسك بعدما استعادتها قوات موسكو من أوكرانيا (أ.ب)
صورة وزّعتها وزارة الدفاع لمدينة سودجا في كورسك بعدما استعادتها قوات موسكو من أوكرانيا (أ.ب)

وبحسب منظمة «كوريكتيف» الألمانية غير الحكومية، فإن هذا الموقع مرتبط بشبكة نفوذ روسية تسمى «ستورم 1516».

اكتشف باحثون في مجال التضليل ومسؤولون في الاستخبارات الغربية وجود روابط بين هذه الشبكة وجون مارك دوغان، وهو ضابط سابق في مشاة البحرية الأميركية وشرطة فلوريدا فرّ إلى روسيا بعد اتهامات بالابتزاز والتنصت على مكالمات هاتفية.

وتحذّر منظمة «نيوز غارد» من أن «مرتكبي عمليات التضليل يستغلون مصداقية وسائل الإعلام الموثوقة لتعظيم فرص نشر المعلومات الكاذبة على نطاق واسع».

تقول صادقي: «المفارقة هي أن الجهات التي تقف وراء هذه العمليات غالباً ما تكون رافضة وحتى معادية تماماً لوسائل الإعلام الرئيسية، ومع ذلك فإنها تبذل جهوداً كبيرة لتقليدها».

لكن تبدو هذه الطريقة فعالة للغاية.

ويساهم تدفق الأكاذيب عبر الإنترنت في انعدام ثقة الجمهور العام في وسائل الإعلام الحقيقية.

كانت مواقع الدعاية تستخدم مؤلفين حقيقيين، لكن أدوات الذكاء الاصطناعي تسمح لها الآن بإنتاج محتوى أسرع وأرخص بكثير، وهو ما يصعّب على العين غير المدربة تمييزه عن الأخبار الحقيقية.

تعرّضت العاصمة الأوكرانية كييف لقصف روسي ليلة 23 مارس (رويترز)
تعرّضت العاصمة الأوكرانية كييف لقصف روسي ليلة 23 مارس (رويترز)

هناك تكتيك آخر يكتسب شعبية وهو نسب تأليف المعلومات الكاذبة إلى وسائل الإعلام الحقيقية.

في الآونة الأخيرة، حذّرت صفحة أولى مزيفة للأسبوعية البريطانية «الإيكونوميست» ناقوس الخطر بشأن «نهاية العالم» والحرب العالمية الثالثة التي ستندلع في حال تقديم الولايات المتحدة الدعم العسكري لأوكرانيا.

وحذّر تقرير منفصل صادر عن «نيوز غارد» من أن «مُروّجي المعلومات المضللة يتعمدون تقليد أسماء وشعارات وتنسيقات المؤسسات الإخبارية الموثوقة، بما في ذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي؛ لجعل ادعاءاتهم الكاذبة تبدو حقيقية».

وتابع: «إنهم يستغلون مصداقية هذه المؤسسات ويهدفون إلى زيادة فرص انتشار هذه الروايات الكاذبة على نطاق واسع وتصديقها رغم أنه لا أساس لها من الصحة».


مقالات ذات صلة

روسيا تتّهم أوكرانيا باستهداف منشآت طاقة

أوروبا رجل يقف بجوار حفرة انفجار في موقع غارة بطائرة مسيّرة في خاركوف (أ.ف.ب) play-circle

روسيا تتّهم أوكرانيا باستهداف منشآت طاقة

اتّهمت روسيا، الخميس، أوكرانيا بإطلاق مسيّرات استهدفت مواقع للطاقة تابعة لها في منطقة بريانسك الحدودية والقرم التي ضمتها موسكو.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في باريس يوم 17 فبراير 2025 (رويترز)

«حلفاء أوكرانيا» يبحثون في باريس ضمانات أمنية دعماً لكييف

يشارك 31 رئيس دولة وحكومة في «قمة السلام والأمن لأوكرانيا»، التي تستضيفها باريس الخميس، بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون وبالتنسيق مع رئيس الوزراء البريطاني.

ميشال أبونجم (باريس)
خاص محادثات جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا برعاية السعودية في 11 مارس 2025 (رويترز)

خاص «الخارجية» الأميركية: مفاوضات الرياض جعلتنا أقرب إلى السلام

شدّد مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط» على نجاح مفاوضات الرياض في تحقيق اختراق، مقدراً الدور السعودي في دفع جهود الدبلوماسية المستمرة.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
أوروبا إيغور جوفكفا (أ.ف.ب)

كبير المفاوضين الأوكرانيين: نحتاج إلى قوات أوروبية «جاهزة للقتال» لا لقوات حفظ سلام

أفاد مستشار رفيع للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم بأن بلاده تحتاج من الاتحاد الأوروبي إلى القيام بمساهمة «جديّة» عبر تأمين قوات جاهزة للقتال.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج محادثات بين الوفدين الأميركي والروسي في «قصر الدرعية» بالرياض يوم 18 فبراير الماضي (رويترز)

«محادثات الرياض» تحقق اختراقاً على طريق السلام الأوكراني

حققت المحادثات التي رعتها الرياض خلال اليومين الماضيين بين الوفدين الأميركي والروسي من جهة، والوفدين الأميركي والأوكراني من جهة أخرى، اختراقاً على طريق السلام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) رائد جبر (موسكو)

وسط زيارتها المقررة... سكان غرينلاند يرفضون استقبال زوجة جي دي فانس

نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس وزوجته أوشا يزوران معسكر اعتقال سابقاً في ميونيخ (د.ب.أ)
نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس وزوجته أوشا يزوران معسكر اعتقال سابقاً في ميونيخ (د.ب.أ)
TT
20

وسط زيارتها المقررة... سكان غرينلاند يرفضون استقبال زوجة جي دي فانس

نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس وزوجته أوشا يزوران معسكر اعتقال سابقاً في ميونيخ (د.ب.أ)
نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس وزوجته أوشا يزوران معسكر اعتقال سابقاً في ميونيخ (د.ب.أ)

يبدو أن لا أحداً في جزيرة غرينلاند يرغب في التحدث مع أوشا، زوجة نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس.

أفاد تقرير من القناة الدنماركية الثانية بأن مسؤولين أميركيين يتجولون في المنطقة الخاضعة للسيطرة الدنماركية بحثاً عن سكان محليين يرغبون في استقبال السيدة الثانية. وكان رد فعل سكان غرينلاند سلبياً، حيث رفضوا التحدث معها، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

ليس السكان وحدهم مَن يتجاهلون السيدة الأميركية الثانية قبل زيارتها رفيعة المستوى للجزيرة؛ فقد أعلنت شركة «توبيلاك ترافل»، ومقرها نوك، عاصمة غرينلاند، في البداية أنها ستستضيف أوشا فانس، لكنها تراجعت عن ذلك يوم الخميس.

وفي منشور على منصة «فيسبوك»، ذكرت الشركة أن القنصلية الأميركية اتصلت وسألتها عمّا إذا كانت ترغب في الزيارة، فوافقت الشركة في البداية على ذلك، ثم تراجعت.

وأوضحت: «بعد دراسة متأنية، أبلغنا القنصلية بأننا لا نريد زيارتها، إذ لا يمكننا قبول الأجندة الكامنة وراءها، ولن نكون جزءاً من البرنامج الصحافي الذي يرافقها، بالطبع. لا، شكراً على الزيارة اللطيفة... غرينلاند ملكٌ لأهلها».

يأتي إلغاء الزيارة في اليوم نفسه الذي أعلن فيه نائب الرئيس جي دي فانس انضمامه إلى رحلة زوجته المقبلة إلى غرينلاند.

وقال فانس في مقطع فيديو نُشر على موقع «إكس»: «كان هناك حماس كبير حول زيارة أوشا إلى غرينلاند يوم الجمعة، لدرجة أنني قررت أنني لا أريدها أن تستمتع بكل هذا المرح بمفردها، لذا سأنضم إليها».

من المقرر أن يغادر فانس، والسيدة الثانية، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزير الطاقة كريست رايت إلى غرينلاند، يوم الجمعة، على الرغم من أن هذه الخطط قد تتغيَّر بحلول موعد مغادرة الوفد.

وكان من المقرر أيضاً أن يحضر الوفد الأميركي مهرجان «Avannaata Qimusserua»، إحدى أكبر فعاليات التزلج بالكلاب في العالم، ولكن تم إلغاء تلك الزيارة أيضاً.

في الوضع الراهن، سيقتصر دور الزوار الأميركيين على زيارة قاعدة القوات الفضائية الأميركية في بيتوفيك.

لم يُبدِ سكان غرينلاند والسلطات الدنماركية أي رضا عن هذه الزيارة. واتهمت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن، الولايات المتحدة بممارسة «ضغط غير مقبول» من خلال الزيارة المُخطط لها.

وصرَّحت فريدريكسن، يوم الثلاثاء، قائلةً: «لا بد لي من القول إن الضغط الذي يُمارَس على غرينلاند والدنمارك في هذا الوضع غير مقبول. وسنقاوم هذا الضغط». وأضافت: «لا يُمكن القيام بزيارة خاصة مع ممثلين رسميين من دولة أخرى، في حين أن حكومة غرينلاند أوضحت أنها لا ترغب في زيارة في هذا الوقت».

وأضافت فريدريكسن أن وصول الوفد الأميركي «ليس زيارةً تُلبي احتياجات غرينلاند أو رغباتها».

وقالت: «الرئيس ترمب جاد. إنه يريد غرينلاند. لذلك، لا يُمكن النظر إلى هذه الزيارة بمعزل عن أي شيء آخر».

وقد صرَّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب مراراً وتكراراً بأنه يريد شراء غرينلاند أو الحصول عليها بوسائل أخرى، بما في ذلك العمل العسكري المحتمل.