محكمة تركية تأمر بحبس رئيس بلدية إسطنبول على ذمة المحاكمة

وإمام أوغلو: «أقف بشموخ ولن أركع»

متظاهرون يسيرون رافعين الأعلام الوطنية التركية خلال احتجاج في أنقرة (أ.ف.ب)
متظاهرون يسيرون رافعين الأعلام الوطنية التركية خلال احتجاج في أنقرة (أ.ف.ب)
TT
20

محكمة تركية تأمر بحبس رئيس بلدية إسطنبول على ذمة المحاكمة

متظاهرون يسيرون رافعين الأعلام الوطنية التركية خلال احتجاج في أنقرة (أ.ف.ب)
متظاهرون يسيرون رافعين الأعلام الوطنية التركية خلال احتجاج في أنقرة (أ.ف.ب)

أمر القضاء التركي، اليوم الأحد، بحبس رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو بتهمة «الفساد»، لكنه رفض طلب احتجازه بتهمة «الإرهاب»، على ما أفاد أحد محاميه، وناطق باسم بلدية إسطنبول، لوكالة الصحافة الفرنسية.

جاء ذلك بعد أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ أكثر من 10 سنوات على اعتقاله والاتهامات الموجهة إليه، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول، اليوم الأحد، إنه لن يستسلم بعد أن أمرت محكمة باحتجازه على ذمة المحاكمة في إطار تحقيق يتعلق باتهامات بالفساد.

وأضاف، في منشور على منصة «إكس»، «معا سنتصدى لتلك الضربة وتلك الوصمة السوداء في ديمقراطيتنا... أقف بشموخ ولن أركع».

وأُلقي القبض على إمام أوغلو، وهو شخصية معارضة بارزة ومنافس محتمل للرئيس رجب طيب إردوغان، يوم الأربعاء. وقد نفى التهم المنسوبة إليه، واصفاً إياها بأنها «اتهامات وافتراءات لا يمكن تصورها».

ويواجه إمام أوغلو، الذي خضع للتحقيق الثاني بعد 4 أيام من احتجازه بمديرية أمن إسطنبول، تهمة الإرهاب، على خلفية مساعدته اتحاد المجتمعات الكردستانية التابع لحزب «العمال الكردستاني» في إدخال بعض أعضائه بالبلديات عبر «المصالحة الحضرية». ونفى وجود أي علاقة له، أو أي من أفراد عائلته، بأي نشاط أو منظمة إرهابية، مؤكداً أنه لا أحد يحب وطنه أكثر منه، وأنه يعتقد أن هذا السؤال «غير أخلاقي ومتعمد».

وكان إمام أوغلو قد أدلى، الجمعة، بإفادته في تحقيق آخر يتعلق بالفساد. ووقعت إفادته في 121 صفحة، واستغرقت 6 ساعات؛ حيث وجه إليه 28 سؤالاً، ونفى جميع الاتهامات الموجهة إليه. ورفض الرد على الأسئلة المتعلقة بالفساد، وإفادات الشهود السريين، قائلاً: «في الواقع، السبب الوحيد لوجودي هنا هو نموذج للتدخل السياسي والنضال الذي بدأ ضدي؛ حيث أواجه حالياً تدخلاً من أعضاء الحكومة الذين لا يحترمون إرادة الشعب».

وعندما سُئل عما إذا كان لديه أي شيء ليضيفه إلى إفادته، قال إمام أوغلو: «أود أن أعبر عن شعوري بالاستياء الشديد نيابة عن أمتنا ومدينتنا وبلدنا بعد الأسئلة التي طُرحت عليّ، مقارنةً بما شعرت به منذ ساعات احتجازي وحتى الآن».

واستمرت المظاهرات الحاشدة في 55 ولاية على الأقل من ولايات تركيا الـ81 بمشاركة مئات الآلاف، وشهدت عنفاً من الشرطة التي استخدمت غاز الفلفل وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، دعماً لإمام أوغلو.


مقالات ذات صلة

تركيا تؤكد حبس صحافي سويدي بتهمة «الإرهاب»

شؤون إقليمية الصحافي السويدي يواكيم ميدين (إكس)

تركيا تؤكد حبس صحافي سويدي بتهمة «الإرهاب»

قالت السلطات التركية إنها قررت حبس الصحافي السويدي يواكيم ميدين، الذي تم القبض عليه في إسطنبول، الجمعة، بتهمتي: «الإرهاب»، و«إهانة الرئيس» رجب طيب إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية لقطة من الجو للتجمع الحاشد دعماً لأكرم إمام أوغلو في إسطنبول أمس (أ.ف.ب) play-circle

أكرم إمام أوغلو يدعو من سجنه إلى «الوحدة» بمناسبة عيد الفطر

في مناسبة عيد الفطر دعا رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو الذي تسبب توقيفه بحركة احتجاجية واسعة النطاق إلى «الوحدة» من سجن سيليفري

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
شؤون إقليمية لقطة من الجو للتجمع الحاشد دعما لأكرم إمام أوغلو في اسطنبول أمس (أ.ف.ب)

تجمّع مليوني في إسطنبول دعماً لإمام أوغلو

احتشد مئات الآلاف في إسطنبول، أمس (السبت)، بدعوة من حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة؛ دعماً لرئيس بلدية المدينة المعتقل أكرم إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أعلن حزب «الشعب الجمهوري» أن 2.2 مليون شخص شاركوا في تجمع لدعم أكرم إمام أوغلو في إسطنبول السبت (موقع الحزب)

المعارضة التركية تحشد مئات الآلاف دعماً لإمام أوغلو

أثار توقيف إمام أوغلو في 19 مارس موجة احتجاجات لم تشهد لها تركيا مثيلاً منذ مظاهرات «غيزي بارك» عام 2013.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان مصافحاً السيسي عقب اجتماع المجلس الاستراتيجي في أنقرة 4 سبتمبر الماضي (الرئاسة التركية)

إردوغان يؤكد للسيسي أهمية التنسيق بين تركيا ومصر بشأن قضايا المنطقة

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أهمية التنسيق المستمر بين تركيا ومصر بشأن القضايا التي تهم المنطقة، وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

بابا الفاتيكان يُندد بـ«الكارثة الإنسانية المروعة» في جنوب السودان

نساء يبعن بضائعهن في سوق نزارا المفتوح جنوب السودان 15 فبراير (أ.ب)
نساء يبعن بضائعهن في سوق نزارا المفتوح جنوب السودان 15 فبراير (أ.ب)
TT
20

بابا الفاتيكان يُندد بـ«الكارثة الإنسانية المروعة» في جنوب السودان

نساء يبعن بضائعهن في سوق نزارا المفتوح جنوب السودان 15 فبراير (أ.ب)
نساء يبعن بضائعهن في سوق نزارا المفتوح جنوب السودان 15 فبراير (أ.ب)

جدَّد بابا الفاتيكان فرنسيس، الأحد، دعوته للسلام في أوكرانيا وفلسطين وإسرائيل ولبنان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار.

وأفادت بوابة أخبار الفاتيكان الرسمية «فاتيكان نيوز»، بأن البابا أكَّد أنه يواصل متابعة الوضع في جنوب السودان «بقلق شديد». وقال فرنسيس: «أجدد دعوتي الحارة لجميع القادة لبذل قصارى جهدهم لتخفيف حدة التوتر في البلاد»، مضيفاً: «علينا أن ننحي خلافاتنا جانباً، وأن نجلس بشجاعة ومسؤولية على طاولة الحوار، وأن نشارك في حوار بنَّاء».

قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقوم بدورية في أحد شوارع جوبا جنوب السودان (أ.ب)
قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقوم بدورية في أحد شوارع جوبا جنوب السودان (أ.ب)

وأضاف: «بهذه الطريقة فقط، سيكون بالإمكان تخفيف معاناة شعب جنوب السودان الحبيب، وبناء مستقبل يسوده السلام والاستقرار»، مستذكراً كيف تستمر الحرب في السودان في «حصد أرواح الأبرياء».

وفي هذا الصدد، قال بابا الفاتيكان: «أدعو الأطراف المعنية في الصراع إلى وضع حماية أرواح إخوانهم وأخواتهم المدنيين في المقام الأول، وآمل أن تبدأ مفاوضات جديدة في أقرب وقت ممكن، وأن تكون قادرة على ضمان حل دائم للأزمة». ودعا المجتمع الدولي إلى «زيادة جهوده للتعامل مع هذه الكارثة الإنسانية المروعة».

وأدَّت الانقسامات الإثنية، لا سيما بين أكبر قبيلتين (الدينكا والنوير)، إلى تأجيج الحرب الأهلية الدامية التي استمرت منذ عام 2013 إلى 2018 وقتل فيها نحو 400 ألف شخص.

جنود من جنوب السودان يقومون بدورية في أحد شوارع جوبا (أ.ب)
جنود من جنوب السودان يقومون بدورية في أحد شوارع جوبا (أ.ب)

وبعد سنوات من الهدوء النسبي، تبرز مؤشرات مقلقة إلى تجدد الاستقطاب الإثني، وفق ما قال نيلسون كواجي، رئيس «ديجيتال رايتس فرونتلاينز»، وهي منظمة مقرها في العاصمة جوبا ترصد خطاب الكراهية والمعلومات المضللة عبر الإنترنت.

يأتي ذلك فيما أصبح اتفاق السلام الذي أبرم عام 2018 بين الرئيس سلفا كير ومنافسه نائب الرئيس الأول رياك مشار، وهما من الدينكا والنوير على التوالي، مهدداً بعد اعتقال مشار الأربعاء.