«الناتو»: سنزيد الإنفاق الدفاعي «بشكل ملحوظ» والتوتّرات مع ترمب لن تؤثّر على الردع

مارك روته أمين عام حلف شمال الأطلسي «الناتو» ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان قبل اجتماع ثنائي في بروكسل (إ.ب.أ)
مارك روته أمين عام حلف شمال الأطلسي «الناتو» ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان قبل اجتماع ثنائي في بروكسل (إ.ب.أ)
TT
20

«الناتو»: سنزيد الإنفاق الدفاعي «بشكل ملحوظ» والتوتّرات مع ترمب لن تؤثّر على الردع

مارك روته أمين عام حلف شمال الأطلسي «الناتو» ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان قبل اجتماع ثنائي في بروكسل (إ.ب.أ)
مارك روته أمين عام حلف شمال الأطلسي «الناتو» ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان قبل اجتماع ثنائي في بروكسل (إ.ب.أ)

قال مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الاثنين، إن تعهد الإنفاق الدفاعي لدول الحلف سيتم تحديده في وقت لاحق من العام الحالي. وأكّد أن التهديد بحروب تجارية الذي يلوّح به الرئيس الأميركي دونالد ترمب لن يؤثّر في القوّة الرادعة للحلف.

وأضاف روته، من بروكسل عقب وصوله للمشاركة في قمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي تخصص لبحث الدفاع، إن الإنفاق الدفاعي لدول الحلف سيزيد «بشكل ملحوظ» على نسبة 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة المُعتمدة حالياً.

وقال، في وقت لاحق خلال مؤتمر صحافي إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: «كان هناك دوماً مشكلات بين الحلفاء»، لكن «لدي اقتناع مطلق بأن ذلك لن يؤثّر في عزمنا الجماعي إبقاء قدرتنا الرادعة قويّة».

مارك روته (يمين) وكير ستارمر خلال مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)
مارك روته (يمين) وكير ستارمر خلال مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)

ويجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء البريطاني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي في بروكسل لمحاولة تعزيز الإنفاق الدفاعي في مواجهة العدوان الروسي، في وقت يطالب دونالد ترمب حلفاءه بزيادة الإنفاق الدفاعي.

وتُعد هذه القمة في العاصمة البلجيكية «سابقة ثلاثية»؛ فهي المرة الأولى التي يجتمع فيها القادة الـ27 منذ أن أدى الرئيس الأميركي السابع والأربعون اليمين الدستورية، وهي المرة الأولى التي يخصص فيها اجتماعهم حصرياً للدفاع، والمرة الأولى التي ينضم إليهم زعيم بريطاني منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ ما يقرب من 3 سنوات، زادت الدول الأوروبية ميزانياتها العسكرية بشكل كبير، لكن قادة هذه الدول يعترفون أيضاً بشكل شبه تام بأن بلدانهم لا تتسلح بعد بالسرعة الكافية.

ويأتي ذلك وسط قلق متزايد من احتمال أن يشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجوماً على أحد هذه البلدان في السنوات المقبلة.


مقالات ذات صلة

الدنمارك ترفض تصريحات ترمب: غرينلاند «ليست معروضة لضمها»

أوروبا ترمب وجزيرة غرينلاند (ناسا)

الدنمارك ترفض تصريحات ترمب: غرينلاند «ليست معروضة لضمها»

رفض وزير الخارجية الدنماركي لارش لوكه راسموسن الجمعة، تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة بشأن ضم غرينلاند

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافة أثناء لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن 13 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ترمب يسعى إلى دعم «الناتو» لضم غرينلاند المحتمل للولايات المتحدة

سعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى كسب دعم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، بشأن خطط الضم المحتمل لجزيرة غرينلاند إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون راغب في بدء نقاش حول نشر المظلة النووية الفرنسية فوق دول الاتحاد الأوروبي (أ.ف.ب)

باريس لاستضافة اجتماعين أوروبيين دعماً لأوكرانيا

باريس تستضيف، الثلاثاء والأربعاء، اجتماعين رئيسيين لقادة أركان ووزراء دفاع أوربيين دعماً لأوكرانيا، ونشر المظلة النووية الفرنسية يثير تساؤلات كثيرة.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا الرئيس البولندي أندريه دودا خلال إحاطة قدَّمها رئيس الوزراء دونالد توسك للبرلمان حول أوكرانيا (أ.ف.ب)

رئيس بولندا: يجب إشراك «الناتو» في أي نشر لقوات أوروبية بأوكرانيا

أعلن الرئيس البولندي المحافظ أندريه دودا أنه يجب إشراك حلف شمال الأطلسي «ناتو» في حال حصول عملية انتشار لقوات أوروبية بأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ) play-circle

ترمب يدرس سحب نحو 35 ألف جندي أميركي من ألمانيا

كشفت صحيفة «التلغراف» مؤخراً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يدرس سحب القوات الأميركية من ألمانيا وإعادة نشرها في أوروبا الشرقية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لجنة تحقيق دولية تتهم روسيا «بارتكاب جرائم ضد الإنسانية» في أوكرانيا

ناشطون من جماعات شبابية قومية يتظاهرون في كييف إحياءً ليوم التطوع الأوكراني السنوي في 14 مارس في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)
ناشطون من جماعات شبابية قومية يتظاهرون في كييف إحياءً ليوم التطوع الأوكراني السنوي في 14 مارس في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)
TT
20

لجنة تحقيق دولية تتهم روسيا «بارتكاب جرائم ضد الإنسانية» في أوكرانيا

ناشطون من جماعات شبابية قومية يتظاهرون في كييف إحياءً ليوم التطوع الأوكراني السنوي في 14 مارس في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)
ناشطون من جماعات شبابية قومية يتظاهرون في كييف إحياءً ليوم التطوع الأوكراني السنوي في 14 مارس في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)

أفادت لجنة تحقيق دولية مستقلة في الأمم المتحدة بأن روسيا ارتكبت «جرائم ضد الإنسانية»، في إطار هجوم ممنهج على مدنيين خلال حربها في أوكرانيا، تجلت في اختفاءات قسرية وعمليات تعذيب.

وجاء في تقرير لجنة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن أوكرانيا، نشرته في هذا الأسبوع ومن المقرّر أن تقدّمه لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الخميس المقبل، أن «اللجنة خلصت إلى أن السلطات الروسية ارتكبت عمليات إخفاء قسرية وتعذيب بوصفها جرائم ضد الإنسانية».

وقالت اللجنة إن الإخفاءات القسرية وأعمال التعذيب ارتكبت في إطار «هجوم ممنهج وشامل على المدنيين ووفقاً لسياسة منسّقة».

التصنيف المعتمد في البيان يعد غير اعتيادي لمحققين أمميين.

وأورد التقرير أن أعداداً كبيرة من المدنيين تم اعتقالهم في المناطق الخاضعة لسيطرة روسية. ثم نُقل العديد منهم إلى مراكز احتجاز في روسيا أو في مناطق محتلة في أوكرانيا.

وأضاف التقرير أن السلطات الروسية «ارتكبت انتهاكات وجرائم إضافية خلال عمليات الاحتجاز المطوّلة هذه».

وتابعت اللجنة في تقريرها أن «كثراً من الضحايا هم في عداد المفقودين منذ أشهر وسنوات، وتوفي بعضهم في الأسر».

إلى ذلك، تقاعست السلطات بشكل منهجي عن تقديم معلومات عن مكان وجود المحتجزين.

ولفت التقرير إلى أن روسيا تقصّدت حرمان مخفيين من «حماية القانون».

وأشار إلى أن أسرى الحرب تعرّضوا أيضاً للتعذيب ووقعوا ضحايا لإخفاءات قسرية.

وخلص التحقيق إلى أن روسيا «استخدمت التعذيب بشكل منهجي ضد فئات معينة من المحتجزين لانتزاع معلومات والإكراه والترهيب».

وتم استخدام أكثر الأساليب وحشية خلال الاستجوابات، لكن السلطات الروسية «استخدمت العنف الجنسي بشكل منهجي بوصفه شكلاً من أشكال التعذيب ضد المعتقلين الذكور».

كما درست اللجنة عدداً متزايداً من الحوادث المتّصلة بإقدام قوات روسية على قتل أو جرح جنود أوكرانيين أسرى أو سلّموا أنفسهم، وهو ما يشكل جريمة حرب.

وفق التقرير، فإن «شهادات جنود فروا من القوات المسلحة الروسية تشير إلى أن هناك سياسة بعدم اتّخاذ أسرى بل قتلهم بدلاً من ذلك».

وأضاف التقرير أن كلا الجانبين ارتكب جرائم حرب بقتل أو جرح جنود مصابين باستخدام مسيّرات.

ويفصّل التقرير انتهاكات لقانون حقوق الإنسان ارتكبتها السلطات الأوكرانية ضد أشخاص متّهمين بالتعامل مع العدو.

وشنّت روسيا هجومها الواسع النطاق على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وشكل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة تحقيق هي الأعلى مستوى له في مارس (آذار) من ذاك العام؛ للتحقيق في انتهاكات وتجاوزات ارتكبت في النزاع.

ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إطلاق مفاوضات ترمي للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب.

وقالت روسيا، الجمعة، إن الرئيس فلاديمير بوتين «نقل معلومات وإشارات إضافية إلى الرئيس ترمب»، معربة عن «تفاؤل حذر».

وأورد التحقيق أنه بعد ثلاث سنوات على اندلاع النزاع المسلّح، أصبحت «الندوب العميقة» التي خلّفها على ضحاياه أكثر تجلياً.

وأشار التقرير إلى أن كثراً عانوا من ضرر يبدو أنه لا يمكن إصلاحه، كما تعرضوا لجرائم وانتهاكات عدة.

وأضاف: «في هذا السياق، تؤكد اللجنة مرة أخرى ضرورة إحقاق العدالة، وضمان محاسبة مرتكبي الانتهاكات والجرائم».

وقالت اللجنة إن روسيا لم تعترف بها، في حين تعاونت أوكرانيا مع التحقيق.

ولم تستجب موسكو لطلبات اللجنة الحصول على معلومات وإجراء اجتماعات.