غضب في ألمانيا بعد جريمة أخرى يرتكبها طالب لجوء أدت إلى قتل طفل طعناً

المتهم أفغاني كان مفترضاً ترحيله ولديه سجل إجرامي

ورود في حديقة بلدة أشافنبورغ بالمكان الذي قَتَل فيه طالب لجوء أفغاني طفلاً يبلغ عامين ورجلاً طعناً بالسكين (رويترز)
ورود في حديقة بلدة أشافنبورغ بالمكان الذي قَتَل فيه طالب لجوء أفغاني طفلاً يبلغ عامين ورجلاً طعناً بالسكين (رويترز)
TT
20

غضب في ألمانيا بعد جريمة أخرى يرتكبها طالب لجوء أدت إلى قتل طفل طعناً

ورود في حديقة بلدة أشافنبورغ بالمكان الذي قَتَل فيه طالب لجوء أفغاني طفلاً يبلغ عامين ورجلاً طعناً بالسكين (رويترز)
ورود في حديقة بلدة أشافنبورغ بالمكان الذي قَتَل فيه طالب لجوء أفغاني طفلاً يبلغ عامين ورجلاً طعناً بالسكين (رويترز)

يتزايد الغضب في ألمانيا من تكرار جرائم ينفذها لاجئون أو طالبو لجوء، قبل أسابيع قليلة على الانتخابات العامة، وتتزايد الانتقادات لحكومة المستشار الألماني أولاف شولتز والسلطات الأمنية المتهمة بعدم أداء مهامها كما يُفترَض.

شموع في المكان الذي طعن فيه لاجئ أفغاني طفلاً يبلغ عامين في بلدة أشافنبورغ بولاية بافاريا (إ.ب.أ)
شموع في المكان الذي طعن فيه لاجئ أفغاني طفلاً يبلغ عامين في بلدة أشافنبورغ بولاية بافاريا (إ.ب.أ)

فبعد جريمة ماغدبورغ التي وقعت خلال عطلة عيد الميلاد، وارتكبها لاجئ سعودي كان مطلوباً من الرياض، وقعت جريمة أخرى في بلدة أشافنبورغ في بافاريا ارتكبها طالب لجوء أفغاني كان مفترضاً ترحيله من ألمانيا.

عناصر من الشرطة منتشرة في الحديقة التي شهدت عملية الطعن التي نفذها طالب لجوء أفغاني (إ.ب.أ)
عناصر من الشرطة منتشرة في الحديقة التي شهدت عملية الطعن التي نفذها طالب لجوء أفغاني (إ.ب.أ)

وقَتَل طالب اللجوء الذي يُدعى إنعام الله طفلاً يبلغ عامين من العمر، ورجلاً يبلغ من العمر 41 عاماً تدخَّل للدفاع عن مجموعة من الأطفال هاجمهم الرجل بسكين، وتعرَّض هو نفسه لطعنة فتاكة. ووقعت الجريمة في حديقة عامة ببلدة أشافنبيرغ، حين كان أطفال روضة يمرون في الحديقة مع معلميهم. وهاجمهم الأفغاني الذي كان يحمل سكيناً، بشكل مفاجئ وعنيف، بحسب شهود. وأُصيب طفل آخر بجروح خطيرة، قبل أن يهرب الرجل. ونجحت الشرطة المنتشرة بكثرة أصلاً في الحديقة المصنفة بأنها عالية الخطورة لناحية الجريمة والمخدرات، بالقبض عليه، بعد دقائق من العملية.

واستبعد محققون فرضية الإرهاب أو التطرف كدوافع لتنفيذه العملية، بعد تفتيش مكان إقامته، حيث عثروا على أدوية لمرض عقلي.

وقال وزير داخلية ولاية بافاريا، يواكيم هيرمان، إنه «ليست هناك أي أدلة على التطرف الإسلامي». ويبدو أن الرجل كان يعاني من أمراض عقلية منذ دخوله إلى ألمانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2022؛ حيث تقدم بطلب لجوء رُفض، وكان من المفترض ترحيله إلى بلغاريا، الدولة الأولى التي دخلها في الاتحاد الأوروبي. ولكن السلطات أوقفت عملية ترحيله بعد تلقيها رسالة منه يقول فيها إنه سيغادر طواعية، ولكنه لم يفعل ذلك.

وتكشّف لاحقاً أن لدى إنعام الله سجلاً إجرامياً في ألمانيا، وأُلقي القبض عليه 3 مرات على الأقل بسبب عمليات عنف ارتكبها، ولكن كان يُطلَق سراحه من جديد في كل مرة.

يقف الناس في صمت أمام إكليل من الزهور في اليوم التالي لمقتل شخصين أحدهما طفل في هجوم بسكين في أشافنبورغ – ألمانيا 23 يناير (كانون الثاني) 2025... وتضاف عملية الطعن إلى سلسلة من الهجمات العنيفة في ألمانيا أثارت مخاوف بشأن الأمن والتوترات بشأن الهجرة (رويترز)
يقف الناس في صمت أمام إكليل من الزهور في اليوم التالي لمقتل شخصين أحدهما طفل في هجوم بسكين في أشافنبورغ – ألمانيا 23 يناير (كانون الثاني) 2025... وتضاف عملية الطعن إلى سلسلة من الهجمات العنيفة في ألمانيا أثارت مخاوف بشأن الأمن والتوترات بشأن الهجرة (رويترز)

ونقلت صحيفة «بيلد» الألمانية عن لاجئة أوكرانية في المسكن الذي كان يعيش فيه أنه قطَع جلد صديقتها في المسكن بالسكين مراراً في أغسطس (آب) الماضي، وأنها طلبت الشرطة عندما بدأت بالصراخ. وبالفعل، ألقت الشرطة القبض عليه، ولكنه عاد إلى المسكن في اليوم التالي، بحسب رواية اللاجئة الأوكرانية.

ونقلت «بيلد» عن لاجئين آخرين تشاركوا معه المسكن أنه كان يتعاطى المخدرات والأدوية، ودائماً يتسبب بشغب، ويقلق راحة المسكن ليلاً بسبب صراخه العالي.

ورغم استبعاد السلطات الأمنية لفرضية الإرهاب، وصف شولتز ما حدث بـ«العملية الإرهابية التي لا يمكن تصديقها». وقال في بيان بعد اجتماع مع وزيرة الداخلية ومسؤولين في المخابرات: «لقد سئمتُ من أعمال عنيفة كهذه تحدث في ألمانيا كل بضعة أسابيع من أشخاص جاءوا إلينا طلباً للحماية». وأضاف أن هناك تساؤلات حول سبب بقاء الرجل في ألمانيا، متعهِّداً بـ«حل القضية بسرعة واستخلاص العِبَر اللازمة».

ولكن ولاية شولتز تنتهي بعد شهر تقريباً، وهو خسر الأغلبية في البرلمان، في نوفمبر الماضي، عندما أقال وزير ماليته. وتسبَّب ذلك بخروج شريكة الحزب الليبرالي من الائتلاف الحاكم؛ ما يعني أن حكومته غير قادرة منذ ذلك الحين على تمرير أي قرارات داخل البرلمان.

وقد تكرَّر هذا التعهُّد سابقاً بعد عملية ماغدبورغ التي نفَّذها طبيب سعودي يُدعى طالب جواد عبد المحسن كان مطلوباً من بلاده، ورفضت ألمانيا تسليمه. وحذرت الرياض برلين 3 مرات من المحسن الذي وصفته السعودية بـ«الخطير»، ولكن السلطات الأمنية الألمانية تجاهلت التحذيرات، رغم وجود سوابق لديه، ونشره تهديدات متكررة بأنه سينفذ جرائم قتل ضد الألمان. وقتل عبد المحسن 5 أشخاص في سوق للميلاد، بعد أن دهسهم بسيارة استأجرها، وتبين لاحقاً أنه كان تحت تأثير المخدرات.

وتسببت عملية أشافنبيرغ بموجة من الانتقادات من الإعلام الألماني الذي تساءل: لماذا تتكرر هذه العمليات لأشخاص لا يُفترض أن يكونوا موجودين في ألمانيا؟ وخرجت موجة من الانتقادات كذلك من الأحزاب السياسية، وكتبت زعيمة حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، أليس فايدل، تعبير الحزب الذي بات عنوان حملته «إعادة الترحيل»، في إشارة إلى طلب الحزب بدء عمليات ترحيل جماعية للاجئين.

وعلَّق زعيم المعارضة فريدريش ميرتز الذي يتصدر حزبه المسيحي الديمقراطي استطلاعات الرأي للفوز بالانتخابات، داعياً إلى «أجوبة سياسية واضحة»، ويقصد بذلك في صناديق الاقتراع. ويتوقع أن يصبح ميرتز المستشار المقبل، وهو أيضاً يدعو لسياسة أكثر تشدداً مع اللاجئين والمهاجرين.

وحمَّل كريستيان ليندنر زعيم الحزب الليبرالي ووزير المالية المقال مسؤولية العملية لحكومة شولتز، واتهمها بأنها عاجزة عن التحرُّك أمام جرائم كهذه، لأنها «دائماً تغرق بالتفاصيل التقنية. والميول اليسارية للائتلاف تؤخر كل شيء»، داعياً إلى «تغيير في السياسة». ويسعى ليندنر للعودة إلى الحكومة بعد الانتخابات المقبلة، في تحالف مع الحزب المسيحي الديمقراطي الذي يقوده ميرتز.


مقالات ذات صلة

اقتراح قانون لبناني لحظر تحويل أموال للنازحين السوريين

المشرق العربي سوريون يغادرون إلى سوريا عبر نقطة المصنع الحدودية في سبتمبر 2024 خلال الحرب الإسرائيلية الموسعة على لبنان (أ.ب)

اقتراح قانون لبناني لحظر تحويل أموال للنازحين السوريين

تقدّم نواب لبنانيون باقتراح قانون عاجل يرمي إلى «حظر تحويل أموال للنازحين السوريين من الخارج إلى لبنان».

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي البابا فرنسيس يلوّح بيده للمؤمنين خلال مقابلته العامة الأسبوعية في ساحة القديس بطرس بمدينة الفاتيكان 20 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ) play-circle

البابا فرنسيس... وقفات تاريخية داعمة للفلسطينيين ونداءات أخيرة لإنهاء الحرب في غزة

مع وفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الاثنين، يستذكر العالم صوتاً حاضراً دائماً للدفاع عن قضايا العالم الأكثر إلحاحاً، وإحدى أبرزها موقفه من القضية الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
المشرق العربي خطة لبنانية - سورية أوّلية لإعادة النازحين تدريجياً

خطة لبنانية - سورية أوّلية لإعادة النازحين تدريجياً

يضع لبنان خطة مع الجانب السوري لتنظيم عودة تدريجية للنازحين على مراحل، وستكون «أكبر وأكثر تنظيماً مما كانت عليه في السابق»، حسبما قال متري لـ«الشرق الأوسط».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فلسطينيون يسيرون بجوار خيام أُقيمت بالقرب من أنقاض مبنى منهار في حي النصر غرب مدينة غزة 15 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: نحو 500 ألف شخص نزحوا في قطاع غزة منذ انتهاء وقف النار

قالت متحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا في قطاع غزة منذ انتهاء وقف إطلاق النار مع استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا أعلام الاتحاد الأوروبي بمقره في بروكسل (أ.ف.ب)

بينها دول عربية... الاتحاد الأوروبي يقلص فرص اللجوء من 7 بلدان

أعلنت المفوضية الأوروبية قائمة تتضمن الدول التي تعدُّها «آمنة»، وقلصت بموجبها فرص منح اللجوء لمواطنيها، من بينها دول عربية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )

الدنمارك تتهم روسيا بالوقوف وراء حملة تضليل بشأن غرينلاند

قاعدة بيتوفيك الأميركية في شمال غرينلاند (أ.ف.ب)
قاعدة بيتوفيك الأميركية في شمال غرينلاند (أ.ف.ب)
TT
20

الدنمارك تتهم روسيا بالوقوف وراء حملة تضليل بشأن غرينلاند

قاعدة بيتوفيك الأميركية في شمال غرينلاند (أ.ف.ب)
قاعدة بيتوفيك الأميركية في شمال غرينلاند (أ.ف.ب)

اتهمت الاستخبارات الدنماركية، الجمعة، روسيا بالوقوف وراء حملة تضليل، زعمت زوراً أن أحد المشرعين الدنماركيين يسعى للحصول على مساعدة روسية لمنع الولايات المتحدة من ضم غرينلاند.

وانتشرت في يناير (كانون الثاني) منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي زعمت أن عضو البرلمان الدنماركي كارستن هونغ أراد منع إقليم غرينلاند، المتمتع بالحكم الذاتي، من الانفصال عن الدنمارك عبر الدعوة لطلب المساعدة من روسيا.

وتضمنت المنشورات صورة معدلة تظهر منشوراً لهونغ على «فيسبوك»، سرعان ما ندّد بها السياسي عبر منصة «إكس»، مؤكداً أنها «زائفة».

وقالت هيئة الاستخبارات الدفاعية الدنماركية، الجمعة، إن تقديراتها تشير إلى وقوف روسيا وراء الحملة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضحت الهيئة أن «المنشور الزائف مصدره أحد المؤثرين، سبق أن روّج لأجندة روسيا في أوكرانيا».

ولفتت النظر إلى أنها تلقت معلومات من هيئة اليقظة والحماية من التدخل الرقمي الأجنبي الفرنسية (فيجينوم)، تفيد بأن الناشط «هو جزء من شبكة تأثير تعمل نيابة عن الدولة الروسية».

وقالت الاستخبارات الدنماركية إن الحملة «يجب النظر إليها باعتبارها جزءاً من عملية التأثير المستمرة التي تحاول من خلالها روسيا إحداث صدع في العلاقات عبر الأطلسي وتقويض الدعم الغربي لأوكرانيا».

وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن طموحاته لضم غرينلاند، مؤكداً أن واشنطن بحاجة إليها لأسباب أمنية. ورفض استبعاد استخدام القوة لضم الجزيرة الواقعة في القطب الشمالي، ما أدى إلى توتر العلاقات بين واشنطن وكوبنهاغن.