نائبة روسية: بايدن يخاطر باندلاع حرب عالمية ثالثة

الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (رويترز)
TT

نائبة روسية: بايدن يخاطر باندلاع حرب عالمية ثالثة

الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض (رويترز)

قالت النائبة بالبرلمان الروسي ماريا بوتينا اليوم (الاثنين) إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخاطر باندلاع حرب عالمية ثالثة إذا سمحت لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية الصنع لقصف عمق الأراضي الروسية.

وأضافت بوتينا لوكالة «رويترز» للأنباء: «هؤلاء الأشخاص، إدارة بايدن، يحاولون تصعيد الموقف إلى أقصى حد بينما لا يزالون... في مناصبهم». وتابعت: «لدي أمل كبير في أن دونالد ترمب سيلغي هذا القرار إذا تم اتخاذه لأنهم يخاطرون بشدة ببدء الحرب العالمية الثالثة وهو أمر ليس في مصلحة أحد».

وذكرت وكالة «رويترز» للأنباء أمس (الأحد) نقلاً عن مسؤولين أميركيين ومصدر مطلع أن إدارة بايدن اتخذت قراراً يتيح لأوكرانيا شن هجمات بأسلحة أميركية في عمق الأراضي الروسية. كما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن إدارة بايدن اتخذت القرار. ولم يصدر أي تعليق بعد من «الكرملين».

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في 12 سبتمبر (أيلول) إن موافقة الغرب على مثل هذه الخطوة تعني «المشاركة المباشرة لدول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والدول الأوروبية في الحرب في أوكرانيا» لأنه سيتعين استخدام البنية التحتية العسكرية لحلف الأطلسي ومشاركة قواته في تحديد الأهداف وإطلاق الصواريخ.


مقالات ذات صلة

الكرملين: بايدن «يصب الزيت على النار»

أوروبا جندي من الكتيبة 13 يطلق نيران مدفعه باتجاه المواقع الروسية بالقرب من خاركيف (أ.ب)

الكرملين: بايدن «يصب الزيت على النار»

أعلن الكرملين أن سماح الرئيس الأميركي جو بايدن لكييف باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية، من شأنه أن «يصب الزيت على النار».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا «أتاكمز» صاروخ موجَّه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر (رويترز)

بعد سماح بايدن لكييف باستخدامها... كيف ستؤثر صواريخ «أتاكمز» على مسار حرب أوكرانيا؟

أعطى الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام صواريخ بعيدة المدى سلمتها إياها واشنطن لضرب عمق روسيا

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا قوات أوكرانية تطلق النار باتجاه مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركوف (أ.ب)

الصين تدعو إلى السلام بأوكرانيا بعد رفع الحظر لاستخدام الأسلحة الأميركية في عمق روسيا

جددت الصين اليوم (الاثنين) دعوتها لتسوية سلمية للحرب في أوكرانيا، بعد قرار واشنطن السماح لكييف باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف عسكرية داخل روسيا.

أوروبا جندي أوكراني يتدرب باستخدام صاروخ ميلان خفيف الوزن مضاد للدبابات خلال مناورة تدريبية (أ.ف.ب)

قبل قمة العشرين... شولتس يتعهد مجدداً بمواصلة دعم أوكرانيا

قبل قمة مجموعة العشرين في البرازيل، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس مجدداً استعداد ألمانيا لدعم أوكرانيا في معركتها الدفاعية ضد روسيا لأطول فترة ضرورية.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أوروبا رجال إنقاذ يعملون في موقع سقوط صاروخ على مبنى سكني في سومي (إ.ب.أ)

مقتل 10 أشخاص في قصف روسي على منطقة سومي شرق أوكرانيا

قالت السلطات في أوكرانيا إن عشرة أشخاص، بينهم طفلان، لقوا حتفهم وأصيب 25 آخرون، عندما سقط صاروخ روسي على مبنى سكني في منطقة سومي.

«الشرق الأوسط» (كييف)

بعد سماح بايدن لكييف باستخدامها... كيف ستؤثر صواريخ «أتاكمز» على مسار حرب أوكرانيا؟

«أتاكمز» صاروخ موجَّه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر (رويترز)
«أتاكمز» صاروخ موجَّه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر (رويترز)
TT

بعد سماح بايدن لكييف باستخدامها... كيف ستؤثر صواريخ «أتاكمز» على مسار حرب أوكرانيا؟

«أتاكمز» صاروخ موجَّه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر (رويترز)
«أتاكمز» صاروخ موجَّه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر (رويترز)

أعطى الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام صواريخ بعيدة المدى، سلمتها إياها واشنطن لضرب عمق روسيا، حسبما صرح مسؤول أميركي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الأحد.

وكانت واشنطن قد رفضت في السابق السماح بمثل هذه الضربات بصواريخ «أتاكمز»ATACMS المصنوعة في الولايات المتحدة؛ لأنها تخشى أن تؤدي إلى تصعيد الحرب.

ويأتي هذا التحول الكبير في السياسة قبل شهرين من تسليم الرئيس جو بايدن السلطة إلى دونالد ترمب، الذي أثار انتخابه مخاوف بشأن مستقبل الدعم الأميركي لكييف.

لماذا سمحت الولايات المتحدة لأوكرانيا الآن باستخدام هذه الصواريخ داخل روسيا؟

منذ أكثر من عام، كانت أوكرانيا تستخدم صواريخ «أتاكمز» لضرب الأهداف الروسية في الأراضي الأوكرانية المحتلة.

لكن الولايات المتحدة لم تكن تسمح لكييف أبداً باستخدام الصواريخ لضرب العمق الروسي. وقد زعمت أوكرانيا أن عدم السماح لها باستخدام مثل هذه الأسلحة داخل روسيا يشبه مطالبتها بالقتال بيد واحدة مقيدة خلف ظهرها.

ووفق ما نقلته شبكة «بي بي سي» البريطانية، يُقال إن التغيير في السياسة يأتي رداً على النشر الأخير للقوات الكورية الشمالية لدعم روسيا في منطقة كورسك الحدودية، حيث احتلت أوكرانيا أراضي منذ أغسطس (آب).

كما أن العودة الوشيكة لدونالد ترمب إلى البيت الأبيض تثير المخاوف بشأن مستقبل الدعم الأميركي لأوكرانيا، ويبدو أن الرئيس بايدن حريص على بذل كل ما في وسعه للمساعدة في الوقت القليل المتبقي له في منصبه.

ويشير بعض الخبراء إلى أن تعزيز موقف أوكرانيا عسكرياً قد يمنحها نفوذاً في أي محادثات سلام قد تنتظرها.

ولكن ما التأثير الذي قد تخلفه الصواريخ على ساحة المعركة؟

تعد صواريخ «أتاكمز» التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتن» من أقوى الصواريخ التي تم توفيرها لأوكرانيا حتى الآن، ويبلغ مداها نحو 300 كيلومتر.

وبواسطة هذه الصواريخ، يمكن لأوكرانيا ضرب مواقع لوجيستية وقواعد عسكرية للقوات الروسية ومخازن للذخيرة.

ولكن من غير المرجح أن يكون إمداد الصواريخ كافياً لتحويل مسار الحرب، فقد تم بالفعل نقل المعدات العسكرية الروسية، مثل الطائرات النفاثة، إلى مطارات داخل روسيا تحسباً لمثل هذا القرار.

ولكن الأسلحة قد تمنح أوكرانيا دفعة لمعنوياتها التي انخفضت مؤخراً بعد توغل الجيش الروسي في شرق أوكرانيا وسيطرته على قريتين هناك.

وقال دبلوماسي غربي في كييف لـ«بي بي سي»، طالباً عدم الكشف عن هويته: «لا أعتقد بأن هذا القرار سيكون حاسماً للحرب».

وأضاف أنه «قرار رمزي إلى حد كبير يشير إلى استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا، لكنه أيضاً يمكن أن يرفع من تكاليف الحرب بالنسبة لروسيا».

وقالت إيفلين فاركاس، التي شغلت منصب نائب مساعد وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، إن هناك تساؤلات أيضاً حول كمية الصواريخ التي سيتم توفيرها.

وأوضحت قائلة: «السؤال بالطبع هو كم عدد الصواريخ التي لديهم؟ لقد سمعنا أن البنتاغون حذّر من عدم وجود كثير من هذه الصواريخ التي يمكن توفيرها لأوكرانيا».

وأضافت فاركاس أن صواريخ «أتاكمز» يمكن أن يكون لها «تأثير نفسي إيجابي» في أوكرانيا إذا تم استخدامها لضرب أهداف مثل جسر كيرتش، الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيس لروسيا.

ومن المحتمل أن يكون لاستخدام هذه الصواريخ في عمق روسيا تأثير إضافي آخر أيضاً، وهو دفع المملكة المتحدة وفرنسا لمنح أوكرانيا الإذن باستخدام صواريخ «ستورم شادو Storm Shadow» داخل روسيا.

و«ستورم شادو» هو صاروخ كروز طويل المدى فرنسي بريطاني بقدرات مماثلة لصواريخ «أتاكمز» الأميركية.

هل يمكن أن يؤدي ذلك إلى توسيع نطاق الحرب؟

رفضت إدارة بايدن لأشهر السماح لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ بعيدة المدى، خوفاً من تصعيد الصراع وتوسيع نطاقه.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من السماح باستخدام الأسلحة الغربية لضرب روسيا، قائلاً إن موسكو ستنظر إلى ذلك على أنه «مشاركة مباشرة» من دول «الناتو» في الحرب بأوكرانيا.

وقال بوتين في سبتمبر (أيلول): «سيؤدي ذلك إلى تغيير جوهر الصراع وطبيعته بشكل كبير. وسيعني أن دول (الناتو) والولايات المتحدة والدول الأوروبية تقاتل ضد روسيا».

ومن جهتها، قالت النائبة بالبرلمان الروسي ماريا بوتينا (الاثنين) إن إدارة بايدن تخاطر باندلاع حرب عالمية ثالثة إذا سمحت لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية الصنع لقصف عمق الأراضي الروسية.

وأضافت بوتينا لوكالة «رويترز» للأنباء: «هؤلاء الأشخاص، إدارة بايدن، يحاولون تصعيد الموقف إلى أقصى حد، بينما لا يزالون في مناصبهم».

وتابعت: «لدي أمل كبير في أن ترمب سيلغي هذا القرار إذا تم اتخاذه لأنهم يخاطرون بشدة ببدء الحرب العالمية الثالثة، وهو أمر ليس في مصلحة أحد».

وسبق أن حددت روسيا «خطوطاً حمراء» في الحرب، تم تجاوز بعضها، بما في ذلك توفير الدبابات القتالية الحديثة والطائرات المقاتلة لأوكرانيا، لكن كل ذلك لم يسفر عن إشعال حرب مباشرة بين روسيا و«الناتو».

وقال كيرت فولكر، السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي: «من خلال تقييد نطاق استخدام أوكرانيا للأسلحة الأميركية، فرضت الولايات المتحدة قيوداً أحادية الجانب بشكل غير مبرر على دفاع أوكرانيا عن نفسها».

وأضاف أن القرار بالحد من استخدام نظام صواريخ «أتاكمز» كان «تعسفياً تماماً وتم تنفيذه خوفاً من استفزاز روسيا».

وتابع: «ومع ذلك، فإن جعل مثل هذا التغيير علنياً هو خطأ، لأنه يعطي روسيا إشعاراً مسبقاً بالضربات الأوكرانية المحتملة».

ماذا سيفعل دونالد ترمب في هذه الأزمة؟

تأتي خطوة سماح الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب عمق روسيا قبل شهرين فقط من عودة ترمب إلى البيت الأبيض.

وقد قال الرئيس المنتخب بالفعل إنه ينوي إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة - دون تحديد كيف يخطط للقيام بذلك - ويمكنه إلغاء استخدام هذه الصواريخ بمجرد توليه منصبه.

ولم يعلق ترمب بعدُ على قرار بايدن، لكن نجله، دونالد ترمب جونيور، كتب على وسائل التواصل الاجتماعي: «يبدو أن المجمع الصناعي العسكري يريد التأكد من بدء الحرب العالمية الثالثة قبل أن تتاح لوالدي فرصة خلق السلام وإنقاذ الأرواح».

يقول كثير من كبار المسؤولين في إدارة ترمب، مثل نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس، إن الولايات المتحدة لا ينبغي لها أن تقدم أي مساعدات عسكرية أخرى لأوكرانيا.

لكنّ آخرين في إدارة ترمب المقبلة لديهم وجهة نظر مختلفة، فقد قال مستشار الأمن القومي مايكل والتز إن الولايات المتحدة يمكن أن تسرع تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا لإجبار روسيا على التفاوض.

وتُعد الطريق التي سيسلكها الرئيس المنتخب غير واضحة بعدُ، لكنّ كثيرين في أوكرانيا يخشون أن يقطع ترمب إمدادات الأسلحة، بما في ذلك نظام الدفاع الصاروخي «أتاكمز».

وقال النائب الأوكراني أوليكسي جونشارينكو لـ«بي بي سي»: «نحن قلقون. ونأمل ألا يتراجع ترمب عن هذا القرار الخاص بصواريخ (أتاكمز)».