الرئيس الإيطالي يوبخ إيلون ماسك ويطلب منه التوقف عن «إعطاء الدروس»

الملياردير الأميركي انتقد قرار المحاكم الإيطالية لصالح المهاجرين وسخر من مسؤول كبير في «الناتو»

رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجيا ميلوني مع إيلون ماسك (أ.ب)
رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجيا ميلوني مع إيلون ماسك (أ.ب)
TT

الرئيس الإيطالي يوبخ إيلون ماسك ويطلب منه التوقف عن «إعطاء الدروس»

رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجيا ميلوني مع إيلون ماسك (أ.ب)
رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجيا ميلوني مع إيلون ماسك (أ.ب)

وبخّ الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا الملياردير الأميركي إيلون ماسك بسبب تعليقاته بشأن أحكام قضائية إيطالية تعترض على خطط الحكومة لمعالجة بعض الطلبات الخاصة بطالبي اللجوء في ألبانيا، ودعاه إلى التوقف عن «إعطاء الدروس» للآخرين. وأوضح ماتاريلا، الخميس، أنه كان يشير إلى ماسك رغم أنه لم يذكره بالاسم في ردة فعله الأولى.

الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا (أرشيفية - رويترز)

وقال ماتاريلا الذي يحظى باحترام كبير في إيطاليا رغم منصبه الشرفي، إن «إيطاليا دولة ديمقراطية عظيمة (...) تعرف كيف تعتني بنفسها، وتحترم دستورها».

ولعب إيلون ماسك دوراً رئيسياً في إعادة انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة من خلال منصة «إكس» والتبرعات التي قدمها لحملة ترمب الانتخابية.

وقد علق ماسك، الذي من المتوقع أن يتولى منصباً استشارياً بارزاً في إدارة «وزارة الكفاءة الحكومية» الجديدة المكلفة بتقليص البيروقراطية في واشنطن، في طاقم الرئيس الأميركي المنتخب، على حكم أصدره قضاة إيطاليون، ووجّه ضربة قاسية لاتفاق أبرمته روما مع ألبانيا بشأن التعامل مع المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر. وكتب أغنى رجل في العالم على منصته «إكس» قائلاً: «على هؤلاء القضاة أن يرحلوا».

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (رويترز)

وكان ماسك، كما جاء في تقرير «الصحافة الفرنسية»، يشير إلى أحدث حكم قضائي إيطالي ضد اتفاق الهجرة الذي تبنته حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني اليمينية. وفي منشور لاحق، الأربعاء، كتب ماسك: «هذا أمر غير مقبول. هل يعيش الأشخاص في إيطاليا في ديمقراطية أم حكم استبدادي هو من يتخذ القرارات؟».

وتتعلق منشورات ماسك برفض محكمة في روما الموافقة على طلب رسمي لاحتجاز سبعة مهاجرين ونقلهم إلى ألبانيا للنظر في طلباتهم للجوء بعد أن تم احتجازهم في البحر. ويعد الحكم الذي صدر، الاثنين، وأسفر عن نقل مهاجرين إلى إيطاليا للنظر في طلباتهم، ثاني حكم قضائي ضد خطة ميلوني لنقل بعض مهاجرين إلى ألبانيا للنظر في طلبات للجوء.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

ووقعت إيطاليا اتفاقاً مع ألبانيا قبل عام ينص على أن معالجة طالبي اللجوء الذين تنتشلهم السلطات الإيطالية من البحر المتوسط وهم من دول تعد «آمنة»، يجب أن تتم في الدولة غير العضو في الاتحاد الأوروبي. لكن القانون لم يطبق وواجه تحديات قانونية.

ولم يشر ماتاريلا إلى ماسك بالاسم، ولكن في بيان غاضب بصورة غير عادية، أوضح، الخميس، أنه كان يشير إلى ماسك. وقال إن «أي شخص، خاصة إذا كان يستعد، كما أُعلن، لشغل دور مهم في حكومة دولة صديقة وحليفة، يجب أن يحترم سيادة (تلك الدولة)، ولا يمكنه أن يتدخل في شؤونها لإعطاء الدروس».

ويرتبط ماسك بعلاقات وثيقة مع رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجيا ميلوني، ونائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني الذي يرأس حزباً مناهضاً للمهاجرين. وجاء بيان ماتاريلا في الوقت الذي أعاد فيه ماسك مجدداً على منصة «إكس»، الأربعاء، انتقاد حكم القضاة، واصفاً إياه بأنه «غير مقبول»، وتساءل ما إذا كان «شعب إيطاليا يعيش في ظل ديمقراطية أم أن نظاماً مستبداً غير منتخب هو الذي يتخذ القرارات؟».

إيلون ماسك (يمين) ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي (أ.ف.ب)

وتحدث ماسك لاحقاً إلى ميلوني، وأعرب لها عن «احترامه» لماتاريلا، وفقاً لبيان أرسله المتحدث باسم الملياردير لوكالة الأنباء الإيطالية «أنسا». وأكد في البيان «أن حرية التعبير محمية بموجب التعديل الأول للدستور الإيطالي».

نادي سانت باولي الألماني

على صعيد آخر, قرر نادي سانت باولي الألماني لكرة القدم الانسحاب من منصة التواصل الاجتماعي (إكس)، وأشار إلى أن السبب في ذلك هو أن مالك المنصة حوّلها إلى «آلة تضخيم للكراهية». وذكر النادي في بيان، نقلته عنه «الوكالة الألمانية»،: «إيلون ماسك حوّل مساحة النقاش إلى آلة تضخيم للكراهية، وهو ما يمكن أن يؤثر أيضاً على انتخابات ألمانيا (بوندستاغ)».

في المقابل، شهدت منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي زيادة بمليون مستخدم جديد في الأسبوع الذي أعقب الانتخابات الأميركية، حيث يبحث بعض مستخدمي «إكس» عن منصة بديلة للتفاعل مع الآخرين ونشر أفكارهم. وقالت «بلوسكاي»، الأربعاء، إن عدد المستخدمين ارتفع إلى 15 مليوناً، بعد أن كان نحو 13 مليوناً في نهاية أكتوبر (تشرين الأول).

وتم دعم منصة «بلوسكاي» من قبل جاك دورسي، الرئيس التنفيذي السابق لـ«تويتر». وكانت المنصة مقتصرة على الدعوات فقط حتى تم فتحها للجمهور في فبراير (شباط). ومنحت هذه الفترة المغلقة للموقع الفرصة لتطوير أدوات إشراف وميزات أخرى. وتشبه المنصة «إكس» التابعة لإيلون ماسك.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك يتحدث خلال تجمع انتخابي إلى جانب دونالد ترمب (رويترز)

وأعلنت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، الأربعاء، توقفها عن نشر مقالاتها على حسابها الرسمي في شبكة «إكس»، واصفة إيّاها بـ«منصّة إعلامية مسمومة»، حيث تنتشر محتويات «غالباً ما تكون مزعجة». وجاء في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للصحيفة: «نرى أن مساوئ النشر على (إكس) باتت الآن تفوق منافعه». وأضافت «ذي غارديان» أنه «من الممكن استخدام الموارد استخداماً أفضل، مع الترويج لصحافتنا في موقع آخر».

ماسك والأطلسي

كما هاجم ماسك، بعد تعيينه مستشاراً للرئيس الأميركي المنتخب، مسؤولاً كبيراً في حلف شمال الأطلسي، الأربعاء، مشككاً خلال حديث عن التضليل الإعلامي في إدارته لمنصة «إكس». وأكد الأدميرال الهولندي روب باور، رئيس اللجنة العسكرية في حلف شمال الأطلسي، خلال مؤتمر لـ«المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية»، أنه «يدعم بشدة حرية التعبير»، لكنه لفت إلى أنه «ليس مقتنعاً بالضرورة بأن ما يفعله ماسك في (إكس) هو النهج الصحيح».

وحذر من «التضليل والهجمات الإلكترونية التي تؤثر على الانتخابات»، مضيفاً أن شبكات التواصل الاجتماعي «تضخم كل ما تصنعه مجموعات من الروبوتات»، وهي حسابات مدعومة ببرامج كومبيوتر.

وكتب ماسك رداً على مقطع فيديو لهذه التصريحات: «لنعد أورويل إلى الخيال»، متّخذاً شعار ترمب المفضل «لنجعل أميركا عظيمة مجددا» نموذجاً.

وأضاف: «أمثاله يعتقدون أن (رواية) 1984 دليل تعليمات»، في إشارة إلى الرواية الديستوبية الشهيرة التي ألفها الكاتب البريطاني جورج أورويل، وتتناول خصوصاً مواضيع الشمولية والمراقبة الجماعية لحرية التعبير.

قبل شراء «تويتر» في عام 2022 الذي أصبح حالياً «إكس»، تعهد ماسك بأن «يهزم الروبوتات أو يموت محاولاً»، لكنه قلص في النهاية الفِرق المخصصة لذلك.

وتناول باحثون ودراسات الانتشار الواسع للمعلومات الكاذبة، ولا سيما عن طريق الروبوتات، على منصة «إكس»، خلال الحملة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

وأعلن ترمب أن ماسك سيتولى قيادة وزارة الكفاءة الحكومية مع المرشح الرئاسي الجمهوري السابق فيفيك راماسوامي. وقال ترمب في بيان عبر منصته «تروث سوشيال»، إن ماسك وراماسوامي «سيمهدان الطريق لإدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وقطع النفقات المهدورة، وإعادة هيكلة الوكالات الاتحادية». يذكر أن ماسك أنفق، وهو أغنى رجل في العالم، أكثر من 100 مليون دولار؛ لمساعدة الرئيس الجمهوري على الفوز في الانتخابات.


مقالات ذات صلة

منشقَّة عن الحزب الديمقراطي... من هي تولسي غابرد التي سترأس الاستخبارات الأميركية؟

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يسار) يصفق أثناء مغادرته المسرح بعد أن تحدث إلى جانب تولسي غابرد (أ.ف.ب)

منشقَّة عن الحزب الديمقراطي... من هي تولسي غابرد التي سترأس الاستخبارات الأميركية؟

كشف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الأربعاء، عن نيّته تكليف تولسي غابرد، الجندية السابقة، رئاسة الإدارة الوطنية للاستخبارات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الملياردير الأميركي إيلون ماسك يتحدث خلال تجمع انتخابي إلى جانب دونالد ترمب (رويترز)

ما مهام وزارة «الكفاءة الحكومية» التي سيرأسها ماسك؟

أعلن ترمب أنه سيعهد إلى ماسك وفيفيك راماسوامي مهمة قيادة وزارة «الكفاءة الحكومية» المستحدثة، فما هذه الوزارة؟ وما مهامها؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماعه مع الجمهوريين في مجلس النواب بواشنطن (رويترز)

حفل تنصيب ترمب: قائدة شرطة واشنطن تتوقع المساعدة من «4 آلاف عنصر إضافي»

كشفت قائدة شرطة واشنطن عن أن من المتوقع أن يكون هناك ما يقدر بنحو 4 آلاف ضابط شرطة إضافي في العاصمة في يناير للمساعدة خلال حفل تنصيب ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ انطلق ترمب من عالم الشهرة والإعلام لكن الرئيس الأميركي ليس محبوب المشاهير (أ.ف.ب)

ترمب وهوليوود... حربٌ من طرفٍ واحد؟

ليس دونالد ترمب محبوب المشاهير وهم لم يوفّروا فرصة لمهاجمته خلال ولايته الأولى وخلال فترة ترشّحه، لكنهم هذه المرة سيتجنّبون استفزازه لأسباب كثيرة.

كريستين حبيب (بيروت)
الولايات المتحدة​ الرئيس بايدن لدى لقائه الرئيس المنتخب ترمب في البيت الأبيض أمس (رويترز)

ترمب يكافئ حلفاءه بتعيينات حكومية

واصل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مكافأة حلفائه بترشيحهم لمناصب رئيسية في إدارته، فاختار مقدم البرامج التلفزيونية بيت هيغسيث وزيراً للدفاع، وحاكمة.

علي بردى (واشنطن)

بلينكن يؤكد مواصلة دعم أوكرانيا «حتى آخر دولار»

الرئيس بايدن لدى لقائه الرئيس المنتخب ترمب في البيت الأبيض أمس (رويترز)
الرئيس بايدن لدى لقائه الرئيس المنتخب ترمب في البيت الأبيض أمس (رويترز)
TT

بلينكن يؤكد مواصلة دعم أوكرانيا «حتى آخر دولار»

الرئيس بايدن لدى لقائه الرئيس المنتخب ترمب في البيت الأبيض أمس (رويترز)
الرئيس بايدن لدى لقائه الرئيس المنتخب ترمب في البيت الأبيض أمس (رويترز)

على الرغم من تأكيد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن أوكرانيا ستواصل حصولها على الدعم الأميركي، من الآن حتى تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، بدا أن كييف تستعد لمرحلة جديدة. ومع محاولة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تسريع الجدول الزمني للتوصل إلى وقف الحرب، بحسب وعوده، بدا أن أولويات كييف في المرحلة المقبلة قد تكون الحصول على ضمانات لمستقبل أمنها، مقابل قبولها بوقف إطلاق للنار مع روسيا من دون استرداد الأراضي التي احتلتها.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستقبلاً بلينكن في كييف مايو الماضي (رويترز)

ضمانات الأمن قبل الأرض

وقال بلينكن، الذي التقى بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، مارك روته، في مقر الحلف في بروكسل، الأربعاء، إن إدارة بايدن «ستواصل دعم كل ما نقوم به من أجل أوكرانيا» و«تستخدم كل يوم» لدعم أوكرانيا وتعزيز حلف شمال الأطلسي. وقال بلينكن: «تعهد الرئيس بايدن بضمان دفع كل دولار لدينا تحت تصرفنا من الآن حتى 20 يناير»، مضيفاً أن دول حلف شمال الأطلسي يجب أن تركز جهودها على «ضمان حصول أوكرانيا على المال والذخائر والقوات للقتال بشكل فعّال في عام 2025، أو أن تكون قادرة على التفاوض على السلام من موقف قوة».

ورغم تمسك أوكرانيا بأنها لن تتنازل عن الأراضي التي تحتلها روسيا في أي تسوية سلمية، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إنهم الآن يولون أهمية كبيرة على الأقل للحصول على ضمانات أمنية لمستقبل بلادهم، بقدر ما يولون أهمية لخط وقف إطلاق النار المحتمل.

ومع خسارة القوات الأوكرانية للأرض بشكل مطرد في الشرق، قال مسؤولان كبيران إن الدفاع عن مصالح أوكرانيا في المحادثات المحتملة لن يتوقف على الحدود الإقليمية، التي من المرجح أن تحددها المعارك، بل على الضمانات المتاحة لإبقاء وقف إطلاق النار صامداً. وقال رومان كوستينكو، رئيس لجنة الدفاع والاستخبارات في البرلمان الأوكراني: «ينبغي أن تستند المحادثات إلى الضمانات. بالنسبة لأوكرانيا، لا شيء أكثر أهمية». وكان مسؤول أوكراني كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المفاوضات الحساسة، أكثر مباشرة، حيث قال: «إن المسألة الإقليمية مهمة للغاية، لكنها لا تزال السؤال الثاني. السؤال الأول هو الضمانات الأمنية».

تشكيك في نيات بوتين

ويشكك الأوكرانيون في التزام روسيا بأي تسوية، بعدما خاضوا تجارب مريرة مع وقف إطلاق النار في عامي 2014 و2015، منذ اندلاع الحرب مع القوات التي تدعمها موسكو في شرق البلاد، واحتلالها لشبه جزيرة القرم. ولم يمنع وقف إطلاق النار المزيد من القتال، الذي استمر لمدة 8 سنوات حتى الغزو الروسي الكامل في عام 2022. وتعدّ الضمانات الأمنية، وليس الأرض، القضية الأكثر تعقيداً في أي اتفاق سلام. ويقول المسؤولون الأوكرانيون، إن ترسانة قوية من الأسلحة التقليدية، التي سيوفرها الغرب، من شأنها أن تمكن أوكرانيا من الردّ بسرعة، وتعمل كرادع لاستئناف الأعمال العدائية.

وتصاعدت المناقشات حول التسوية المحتملة منذ انتخاب ترمب، الذي تعهد بالضغط من أجل محادثات فورية. وهو ما عدّ تحولاً عن موقف إدارة بايدن، بأن توقيت وشروط أي تسوية يجب أن تُترك لأوكرانيا.

لافروف لا يتوقع تغييراً

واستبعد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حدوث أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا أو أوكرانيا في عهد الرئيس المقبل دونالد ترمب، معتبراً أن جميع الحكومات الأميركية لديها مصلحة في إضعاف روسيا. وقال لافروف، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي: «إنهم يشعرون بالارتياح عندما يضعفون روسيا ونفوذها». واتهمت روسيا الولايات المتحدة مراراً بدعم الحرب في أوكرانيا بهدف إضعاف موسكو بشكل أساسي. وأضاف لافروف: «في نهاية المطاف، كل ما يحدث يمكن إرجاعه إلى الرغبة في القضاء على روسيا كمنافس». وتوقع، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، أن تواصل واشنطن سعيها لإبقاء كل شيء تحت سيطرتها. ومن المقرر أن يمثل لافروف بلاده في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو، الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي ممثلين أميركيين.

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع له مع مؤتمر الجمهوريين في الكابيتول (رويترز)

وشكّك ترمب مرات عدة في استمرار الدعم العسكري الذي تقدمه واشنطن لكييف، وتعهد بإنهاء الحرب، لكنه لم يذكر كيف سينهي الصراع. وهو ما أثار مخاوف من أنه سيحاول إجبار أوكرانيا على قبول شروط موسكو للسلام. وقال بلينكن أيضاً إن نشر قوات كورية شمالية لمساعدة روسيا في حرب أوكرانيا «يتطلب ردّاً حازماً، وسيحصل». ووفقاً للبنتاغون، يشارك أكثر من 10 آلاف جندي كوري شمالي في القتال في منطقة كورسك الحدودية الروسية.

ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن كييف تريد ضمان عدم إلحاق أي خط لوقف إطلاق النار الضرر بالانتعاش الاقتصادي للبلاد بعد الحرب، من خلال ترك المناطق الصناعية غير آمنة للاستثمار، على سبيل المثال. وقال المسؤولون إن عرض المنطقة منزوعة السلاح، كمنطقة عازلة بين الجيشين، سيكون أيضاً اعتباراً رئيسياً.

وحاول الرئيس الروسي بوتين مرات عدة تصوير أوكرانيا باعتبارها الطرف المتعنت عندما يتعلق الأمر بمحادثات السلام، في حين ألمح إلى شروط تسوية مواتية له فقط. ويرى المسؤولون الأوكرانيون والغربيون موقفه كمطلب للاستسلام.

ترمب يحذر زيلينسكي وبوتين

ورغم وجود آراء مختلفة في فريق ترمب، بالنسبة إلى أوكرانيا، خصوصاً نائبه جيه دي فانس، الذي يتماشى موقفه إلى حد كبير مع مطالب روسيا، دعا وزير خارجيته السابق، مايك بومبيو، إلى دعم عسكري أكثر قوة مما كانت إدارة بايدن على استعداد لتقديمه. لكن ترمب نفسه قال في مقابلة أجريت في يوليو (تموز) الماضي مع شبكة «فوكس نيوز»: «أود أن أقول لزيلينسكي، لا مزيد من المساعدات، عليك أن تبرم صفقة. وأود أن أقول لبوتين، إذا لم تبرم صفقة، فسنعطيه الكثير». وأجرى ترمب محادثة هاتفية مع زيلينسكي، الأسبوع الماضي، بحضور إيلون ماسك، الذي رشّحه لتولي منصب حكومي، لكن لم يعلن أي من الجانبين ما تمت مناقشته.

وناشد زيلينسكي الدعم من الولايات المتحدة والدول الأوروبية لما يسميه استراتيجية «السلام من خلال القوة» التي من شأنها أن تدعم جيش أوكرانيا، وتحسن موقفها المحتمل في ساحة المعركة قبل بدء المحادثات.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع الأمين العام للناتو مارك روته (إ.ب.أ)

لكن أندري زاغورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، قال إن تأمين تسوية مواتية لأوكرانيا، بينما تتقدم روسيا سيكون صعباً للغاية. ومن غير المرجح أن يكتفي المفاوضون الروس بالأراضي التي استولى عليها جيشهم. وقال: «من هو في وضع رابح يحدد الشروط. هذا ينطبق على الحكومات والشركات».

وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف، غينادي جاتيلوف، للصحافيين، الخميس، إن موسكو منفتحة لإجراء مفاوضات حول إنهاء الحرب في أوكرانيا، إذا بادر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بذلك، لكن أي محادثات يجب أن تستند إلى الحقائق المتعلقة بالتقدم الروسي.

وأشار جاتيلوف، كما نقلت عنه «رويترز» إلى أن انتخاب ترمب يمثل فرصة جديدة للحوار مع الولايات المتحدة، لكن من غير المرجح أن تحدث إعادة شاملة للعلاقات. وقال: «بغضّ النظر عن التحولات السياسية الداخلية، فإن (واشنطن) تواصل السعي باستمرار لاحتواء موسكو... ولا يغير تغيير الإدارة من ذلك كثيراً». وأضاف: «التحول الوحيد الذي قد يكون ممكناً هو الحوار بين بلدينا، وهو شيء كان مفقوداً في السنوات الأخيرة».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، الخميس، أن الجيش الروسي حيّد أكثر من 430 عسكرياً أوكرانياً، ودمّر عدداً من المعدات العسكرية الأوكرانية في المنطقة الحدودية لمقاطعة كورسك.

وكشف مدونون في الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تقدمت إلى أراضٍ جديدة في شرق أوكرانيا. وتردد أن القوات الروسية واصلت تحقيق مكاسب إقليمية بالقرب من بلدة كوراخوف الصغيرة في منطقة دونيتسك المهددة بالحصار، التي تعرضت لتدمير شديد. كما تقدمت القوات الروسية في مدينة كوبيانسك في منطقة خاركيف، بشمال شرقي البلاد. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إنه جرى صدّ الهجوم إلى حدّ كبير.