بوتين يسعى لاستعادة كورسك قبل تسلم ترمب الرئاسة

جانب من الدمار جراء غارات روسية على مدينة دونيتسك الأوكرانية (رويترز)
جانب من الدمار جراء غارات روسية على مدينة دونيتسك الأوكرانية (رويترز)
TT

بوتين يسعى لاستعادة كورسك قبل تسلم ترمب الرئاسة

جانب من الدمار جراء غارات روسية على مدينة دونيتسك الأوكرانية (رويترز)
جانب من الدمار جراء غارات روسية على مدينة دونيتسك الأوكرانية (رويترز)

نشر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، 50 ألف جندي روسي وكوري شمالي؛ لاستعادة كورسك من أوكرانيا قبل تسلم دونالد ترمب منصبه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في يناير (كانون الثاني) المقبل.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «تلغراف»، فقد قال الجنرال أوليكساندر سيرسكي، القائد العسكري الأعلى في أوكرانيا، إن «عشرات الآلاف من جنود العدو» وصلوا لطرد قوات كييف من الجيب الروسي، مما أثار مخاوف الغرب من تصعيد كبير للحرب.

ويعتقد حلفاء «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» أن بوتين يأمل استعادة الأراضي التي دخلتها أوكرانيا قبل تنصيب ترمب في 20 يناير المقبل.

وأظهر تقييم استخباراتي دفاعي بريطاني، اطلعت عليه الصحيفة، أن من المرجح أن تكثف روسيا هجمات الطائرات من دون طيار الانتحارية على المواقع الأوكرانية في الأيام المقبلة، باستخدام مواقع إطلاق جديدة بالقرب من الحدود.

وذُكر أن ترمب استغل مكالمة هاتفية مع بوتين بعد الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي لتحذير الزعيم الروسي من تصعيد الحرب، وسط مخاوف من هجوم شتوي مدعوم بقوات وإمدادات كورية شمالية.

ومن المرجح أيضاً أن يشارك نحو 12 ألف جندي كوري شمالي في القتال بمنطقة كورسك، بموجب اتفاقية المساعدة العسكرية المشتركة بين روسيا وكوريا الشمالية المتفق عليها هذا العام.

وقال محللون أوكرانيون إن الكرملين قد يهدف أيضاً إلى استخدام أكبر هجوم مضاد له في منطقة كورسك لبناء الزخم والدفع إلى منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا.

واستعادت روسيا بالفعل نحو نصف الأراضي التي خسرتها بغزو جريء في أغسطس (آب) الماضي.

وقال الجنرال سيرسكي إن «عشرات الآلاف من جنود العدو من أفضل الوحدات الروسية» كانوا يهاجمون المواقع الأوكرانية.

وقد أجرى رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، محادثات حول الحرب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس يوم الاثنين. ونُقل عن «10 داونينغ ستريت (مقر رئاسة الحكومة البريطانية)» أن البلدين سيحاولان وضع أوكرانيا في «أقوى موقف ممكن قبل الشتاء».

وقال جون هيلي، وزير الدفاع البريطاني، إن ترمب كان «محقاً تماماً» في التحذير من التصعيد وفي أن الولايات المتحدة ستواصل سياسة «الأمن من خلال القوة»، على الرغم من تهديد الرئيس المقبل بقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا.

ويشعر الدبلوماسيون الغربيون بالقلق من أن يحاول بوتين الاستيلاء بسرعة على الأراضي قبل تنصيب ترمب؛ لمنح روسيا مزيداً من القوة التفاوضية في أي محادثات سلام.

ونفى الكرملين، أمس، أن يكون ترمب تحدث إلى بوتين، على الرغم من التقارير التفصيلية عن محادثتهما التي ظهرت في وسائل الإعلام الأميركية.

وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية قال ترمب إنه سينهي الحرب «في يوم واحد».

ورحب، بحذر، الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بفوز ترمب في الانتخابات، لكنه دعاه إلى الحفاظ على الدعم العسكري في الأشهر المقبلة.

وسيلتقي ترمب الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض يوم الأربعاء لمناقشة عملية الانتقال.

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي في إدارة بايدن، إن بايدن سيستغل الاجتماع لحث خليفته على مواصلة الدعم الأميركي لكييف.

وقال هيلي لـ«هيئة الإذاعة البريطانية» أمس: «أتوقع أن تظل الولايات المتحدة إلى جانب حلفائها مثل المملكة المتحدة، وتقف مع أوكرانيا مهما استغرق الأمر للتغلب على غزو بوتين».

ومنذ الهجوم المضاد في كورسك، كثفت روسيا هجماتها على الخطوط الأمامية.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استولت القوات الروسية على مزيد من الأراضي الأوكرانية أكثر من أي شهر آخر منذ منتصف عام 2022.

ويركز القتال في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا الآن على القطاع الجنوبي من خط المواجهة، وقد تجاوزت القوات الروسية الدفاعات الأوكرانية الرئيسية إلى مناطق مفتوحة مع مواقع دفاعية متناثرة وضعيفة.

وتعاني القوات الأوكرانية من نقص في القوى العاملة وإمدادات الأسلحة.

وتعهدت إدارة بايدن بصرف الأموال المتبقية لأوكرانيا خلال الأسابيع العشرة المقبلة، والتي كان أقرها الكونغرس؛ بما فيها ما يعادل 4.3 مليار دولار من الأسلحة الأميركية المعاد توجيهها، و2.1 مليار دولار عقوداً جديدة من شركات أميركية.


مقالات ذات صلة

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

تسعى روسيا إلى تصعيد التهديد النووي، في محاولة لتثبيط الدعم الغربي لأوكرانيا بانتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض، آملة التوصل إلى اتفاق سلام بشروطها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا «أتاكمز» صاروخ موجَّه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر (رويترز)

تحليل: صواريخ أتاكمز التي تطلقها أوكرانيا على روسيا ستنفجر في وجه أميركا

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة بالغة الخطورة من بعد استخدام كييف للصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من أميركا وبريطانيا لضرب أهداف في العمق الروسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا بوتين وكيم خلال لقائهما العام الماضي (أرشيفية - رويترز)

بينها أسد أفريقي ودبان... بوتين يرسل هدية لشعب كوريا الشمالية

قالت الحكومة الروسية، اليوم (الخميس)، إنها نقلت أكثر من 70 حيواناً من حديقة حيوان بموسكو، بينها أسد أفريقي ودبان بنيان، إلى حديقة حيوان في بيونغ يانغ.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا بوتين شولتس (أ.ف.ب)

بوتين المتقدم في أوكرانيا يتطلع لملامح اتفاق سلام برعاية ترمب

مصادر روسية مطلعة تنقل عن بوتين أنه يوافق أولاً على تجميد الصراع على الخطوط الأمامية لكنه يستبعد أي تنازلات تتعلق بالأراضي ويتمسك بتخلي كييف عن عضوية الناتو.

«الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الصواريخ الأميركية التي سمح بايدن لأوكرانيا باستخدامها في منطقة روسية (موقع الصناعات الدفاعية التركية)

تركيا تعارض السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية في روسيا

أعلنت تركيا معارضتها قرار الرئيس الأميركي جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى لتنفيذ ضربات داخل روسيا.

سعيد عبد الرازق

فون دير لاين تسعف راكباً على متن رحلة إلى زيوريخ

أورسولا فون دير لاين عملت طبيبة مساعدة لعدة أعوام (رويترز)
أورسولا فون دير لاين عملت طبيبة مساعدة لعدة أعوام (رويترز)
TT

فون دير لاين تسعف راكباً على متن رحلة إلى زيوريخ

أورسولا فون دير لاين عملت طبيبة مساعدة لعدة أعوام (رويترز)
أورسولا فون دير لاين عملت طبيبة مساعدة لعدة أعوام (رويترز)

قدّمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خدماتها بصفتها طبيبة، عندما شعر أحد الركاب بتوعك على متن رحلة جوية من بروكسل إلى زيوريخ، حسبما قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، اليوم (الخميس).

وقالت: «كما هو متعارف عليه في مثل هذه الحالات، فإن أحد أفراد طاقم الطائرة سأل ما إذا كان هناك راكب على متن الطائرة لديه خبرة طبية».

وساعدت فون دير لاين التي عملت بصفتها طبيبة مساعدة لعدة أعوام بعد التأهل، الراكب لحين الوصول إلى بروكسل، وبعدها تولّى أفراد الطاقم الطبي في المطار المهمة.