إسبانيا تعلن خطة مساعدات بعد فيضانات خلّفت 219 قتيلاً

الناس ينظفون بين السيارات المتراكمة في ألفافار بعد عاصفة دانا في فالنسيا 5 نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
الناس ينظفون بين السيارات المتراكمة في ألفافار بعد عاصفة دانا في فالنسيا 5 نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
TT

إسبانيا تعلن خطة مساعدات بعد فيضانات خلّفت 219 قتيلاً

الناس ينظفون بين السيارات المتراكمة في ألفافار بعد عاصفة دانا في فالنسيا 5 نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
الناس ينظفون بين السيارات المتراكمة في ألفافار بعد عاصفة دانا في فالنسيا 5 نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

أعلنت الحكومة الإسبانية، الثلاثاء، عن خطة مساعدات بقيمة 10.6 مليار يورو لدعم آلاف المواطنين والشركات المنكوبة في جنوب شرقي البلاد، بعد أسبوع من الفيضانات التي أوقعت 219 قتيلاً.

وقال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، في ختام مجلس الوزراء، إن الحكومة ستقدم «مساعدات مباشرة للمواطنين والشركات المتضررة مثلما فعلنا خلال الجائحة، بأقل قدر ممكن من المعاملات وبأكبر سرعة».

وتابع: «ما يريده المواطنون هو أن يروا مؤسساتهم تعمل جنباً إلى جنب بدل أن تتقاتل فيما بينها»، في وقت تتعرض السلطات التنفيذية والحكومة في منطقة فالنسيا، الأكثر تضرراً جراء الفيضانات، لانتقادات شديدة لإدارتها الكارثة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد سانشيز أن الحكومة تقف بجانب المنكوبين، كاشفاً عن سلسلة من التدابير تتضمن مساعدات مباشرة لـ30 ألف شركة، ونحو «65 ألف عامل مستقل».

كما أفاد بأن الحكومة ستتكفل «100 بالمائة» بالنفقات العاجلة التي قامت بها البلديات من أجل مساعدة المواطنين وتنظيف الطرقات.

وأوضح سانشيز أن «الاستثمار الإجمالي لكل هذه التدابير الأولى» سيتخطى «10.6 مليار يورو»، مشيراً إلى أنه «طلب رسمياً» من بروكسل مساعدة صندوق التضامن الأوروبي.

وقال: «ما زال هناك أشخاص يجب تحديد مكان وجودهم، هناك منازل وشركات دُمرت وطُمرت تحت الوحول، وكثيرون يعانون من نقص خطير في المواد»، منتقداً «الخطابات اللامسؤولة» من الجهات المشككة بتغير المناخ، نظراً إلى الكارثة التي ضربت المنطقة. وقال: «التغير المناخي يقتل».

تظهر السيارات والحطام المتراكم في أحد الشوارع عقب الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في بايبورتا بالقرب من فالنسيا بإسبانيا 5 نوفمبر 2024 (رويترز)

«لسنا على ما يرام»

وأكدت الحكومة عودة التيار الكهربائي إلى «98 في المائة من المنازل» وإصلاح «68 في المائة» من خطوط الهاتف المتضررة، كما تم إصلاح 40 كيلومتراً من الطرقات، و74 كيلومتراً من السكك الحديدية.

غير أن الوضع لا يزال معقداً للغاية بعد أسبوع من العواصف، خصوصاً في بايبورتا، وهي مدينة في ضواحي فالنسيا يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة، وتُعد مركز الكارثة مع أكثر من 70 ضحية. وقد أعيدت الثلاثاء مياه الشرب إلى المدينة، لكن السيارات التي جرفتها المياه لا تزال تتراكم في الشوارع.

وقالت رئيسة البلدية ماريبيل ألبالات: «إننا أفضل حالاً، لكننا لسنا على ما يرام»، موضحة لمحطة «تي في إي» التلفزيونية: «نحتاج إلى آلات، نحتاج إلى اختصاصيين لتنظيف الشوارع وتفريغها».

وبحسب الأرقام الصادرة عن السلطات الوطنية والمحلية، قتل 219 شخصاً جراء الفيضانات التي وصفتها السلطات بأسوأ كارثة طبيعية في تاريخ إسبانيا الحديث. وسُجلت الأكثرية الساحقة من الوفيات في منطقة فالنسيا، ومن بين الضحايا صينيان ورومانيان وإكوادوري و3 بريطانيين.

وسمحت المحاكم بتسليم «قرابة 50 جثة» إلى عائلاتهم، وفق ما أفادت محكمة العدل العليا في فالنسيا.

والأولوية تبقى للعثور على المفقودين الذين لم يحدد عددهم.

متطوعون وسكان محليون يساعدون في تنظيف الطين من الشارع بعد هطول أمطار غزيرة في بايبورتا بالقرب من فالنسيا بإسبانيا 5 نوفمبر 2024 (رويترز)

«عار وطني»

وتواصل السلطات عمليات البحث في مواقف سيارات تحت الأرض، بعدما غمرت المياه كثيراً منها بالكامل.

ولم يُعثر على ضحايا في نهاية المطاف في موقف السيارات، التابع لمركز بونير للتسوق في الدايا، بعد مخاوف كثيرة سادت بشأنه. وأكد مدير الشرطة الوطنية، فرانسيسكو باردو، أن «معلومات كاذبة انتشرت، تزعم وجود جثث كثيرة في المكان. وهذا غير صحيح».

ونصب عناصر وحدة الطوارئ العسكرية، الذين يتدخلون عند وقوع كوارث طبيعية، في الأيام الأخيرة عدداً كبيراً من المضخات للشروع في سحب المياه.

ونُشر نحو 15 ألف جندي وشرطي في المنطقة، بحسب السلطات، التي تشير إلى مضاعفة هذا العدد خلال 3 أيام.

غير أن قسماً من السكان يعدّ هذا الانتشار غير كافٍ.

وقال خوسيه أنطونيو لوبيز غويتيان، وهو كوميدي من فالنسيا، يبلغ 61 عاماً، وهو معروف باسم تونينو، جاء لمساعدة سكان ماساناسا في جنوب فالنسيا، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المؤسسات «لا يمكنها التخلي عن الناس»، إنه «عار وطني».

وقد عبّر سكان بايبورتا عن غضبهم، الأحد، حين زار الملك فيليبي السادس المدينة مع بيدرو سانشيز، ورئيس بلدية منطقة فالنسيا كارلوس مازون، فاستقبلوهم بهتافات: «قتلة! قتلة!» ورشقوهم بالوحل وبمقذوفات.

تعانق تانيا شقيق زوجها باروك بعد إنقاذ بعض متعلقاتهما من منزلهما الذي غمرته المياه بعد الفيضانات في بايبورتا بإسبانيا الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 (أ.ب)

فقدان أثر 89 شخصاً

أعلنت السلطات القضائية في فالنسيا، الثلاثاء، أنها أحصت فقدان أثر 89 شخصاً في هذه المنطقة الأكثر تضرراً جراء الفيضانات التي ضربت إسبانيا.

وقالت المحكمة العليا في فالنسيا، في منشور على منصة «إكس»: «المكاتب المشتركة للشرطة العلمية وقوات الأمن أحصت 89 حالة لأشخاص مفقودين». وهذه الحصيلة هي الأولى التي تقدمها السلطات لعدد المفقودين جراء الفيضانات التي ضربت البلاد الأسبوع الماضي.


مقالات ذات صلة

آسيا عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا الفيضانات في كارو بإندونيسيا (أ.ب)

فيضانات مدمرة تودي بحياة 16 شخصاً في سومطرة الإندونيسية (صور)

أفاد مسؤول إندونيسي بمصرع 16 شخصاً وفقدان 7 آخرين جراء فيضانات في سومطرة الإندونيسية

أوروبا وزيرة الانتقال البيئي في إسبانيا تيريسا ريبيرا (رويترز)

وزيرة البيئة الإسبانية تدافع عن طريقة استجابة الحكومة للفيضانات

دافعت وزيرة الانتقال البيئي في إسبانيا، تيريسا ريبيرا، أمام البرلمان، اليوم (الأربعاء)، عن عمل المؤسسات الحكومية عقب فيضانات 29 أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أفريقيا لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
أوروبا رئيس منطقة فالنسيا كارلوس مازون بعد حديثه في البرلمان الإقليمي حول ما حدث في فيضانات 29 أكتوبر 2024 في فالنسيا 15 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

رئيس منطقة فالنسيا الإسبانية يقر بحدوث «أخطاء» في إدارته للفيضانات

برر رئيس منطقة فالنسيا الإسبانية كارلوس مازون، اليوم (الجمعة)، بشكل مسهب إدارته للفيضانات القاتلة في 29 أكتوبر، واعترف بحدوث «أخطاء».

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)

روسيا أجرت تدريبات لإطلاق صواريخ في شرق البحر المتوسط

التدريبات الروسية لإطلاق صواريخ في شرق البحر الأبيض المتوسط (رويترز)
التدريبات الروسية لإطلاق صواريخ في شرق البحر الأبيض المتوسط (رويترز)
TT

روسيا أجرت تدريبات لإطلاق صواريخ في شرق البحر المتوسط

التدريبات الروسية لإطلاق صواريخ في شرق البحر الأبيض المتوسط (رويترز)
التدريبات الروسية لإطلاق صواريخ في شرق البحر الأبيض المتوسط (رويترز)

أعلنت موسكو، الثلاثاء، أنها أجرت تدريبات تتضمن إطلاق صواريخ، من بينها صواريخ فرط صوتية، في شرق البحر الأبيض المتوسط، في وقت تساند فيه قوات روسيا حليفتها سوريا إثر خروج أراضٍ عن سيطرتها بعد هجوم مباغت شنته فصائل مسلحة.

ووفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت وزارة الدفاع في بيان: «تم إطلاق صواريخ عالية الدقة باتجاه البحر والجو في شرق البحر الأبيض المتوسط خلال تدريب يهدف إلى اختبار أساليب العمل المشترك للقوات البحرية والجوية الروسية».

وأوضحت الوزارة أن صواريخ «زيركون» الفرط صوتية وصاروخ «كروز» من طراز «كاليبر» تم إطلاقها خلال هذه التدريبات من قبل الفرقاطة «أميرال غورشكوف» والفرقاطة «أميرال غولوفكو» والغواصة «نوفوروسيسك».

وأشارت إلى أن «الأهداف المحددة تلقت ضربات مباشرة»، مضيفة أن هذه التدريبات التي شارك فيها أكثر من 1000 جندي و10 سفن و24 طائرة، كانت مخططة مسبقاً.

وروسيا حليف رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، ولديها قاعدة بحرية وأخرى جوية في سوريا، حيث تتدخل عسكرياً منذ عام 2015 إلى جانب القوات الحكومية.

وتأتي التدريبات بعد أن شنت فصائل مسلحة تقودها «هيئة تحرير الشام» هجوماً، الأربعاء، قاد إلى خروج مدينة حلب في شمال البلاد بالكامل عن سيطرة القوات الحكومية لأول مرة منذ اندلاع النزاع عام 2011.

وسيطرت الفصائل كذلك على عشرات البلدات والقرى في كل من محافظات حلب وإدلب (شمالي غرب) وحماة (وسط).