بايدن يزور ألمانيا الجمعة بعد تعذر عقد «قمة الحلفاء»

روسيا تحقق مزيداً من التقدم... وزيلينسكي يطالب بـ«مساعدات غربية سريعة»

صورة وُزعت الأحد لعمال مناجم في شرق أوكرانيا وسط استمرار الحرب وتضرر شبكات الطاقة بفعل الهجمات الروسية (أ.ف.ب)
صورة وُزعت الأحد لعمال مناجم في شرق أوكرانيا وسط استمرار الحرب وتضرر شبكات الطاقة بفعل الهجمات الروسية (أ.ف.ب)
TT

بايدن يزور ألمانيا الجمعة بعد تعذر عقد «قمة الحلفاء»

صورة وُزعت الأحد لعمال مناجم في شرق أوكرانيا وسط استمرار الحرب وتضرر شبكات الطاقة بفعل الهجمات الروسية (أ.ف.ب)
صورة وُزعت الأحد لعمال مناجم في شرق أوكرانيا وسط استمرار الحرب وتضرر شبكات الطاقة بفعل الهجمات الروسية (أ.ف.ب)

يتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى ألمانيا، يوم الجمعة المقبل، بعد إرجاء زيارته وتعذر عقد «قمة الحلفاء»، السبت، بسبب الإعصار «ميلتون». وجاء هذا وسط تحقيق القوات الروسية مزيداً من التقدم في الشرق الأوكراني ومطالبة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للغرب بـ«مساعدات عسكرية سريعة» لمواجهة الغزو الروسي.

وقال مصدر حكومي ألماني، الأحد، إن بايدن «يصل إلى برلين الجمعة»، لافتاً إلى أن زيارته تستمر يوماً واحداً. ووفقاً لتقارير وسائل إعلام ألمانية سيلتقي بايدن المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس فرنك فالتر شتاينماير، ويتوقّع أن يكون ملفَّا أوكرانيا والشرق الأوسط في صدارة جدول محادثاته.

وكان من المقرر أن تجري زيارة بايدن إلى ألمانيا بين 10 و12 أكتوبر (تشرين الأول)، وأن تتخلّلها قمة رباعية مع شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث إلى عمدة تامبا بفلوريدا جين كاستور الأحد (أ.ب)

وكان مقرراً أيضاً أن يُعْقَد اجتماعٌ لأكثر من 50 من حلفاء أوكرانيا لمناقشة مزيد من الدعم لكييف في تصديها للغزو الروسي. لكن بايدن ألغى، الثلاثاء، الزيارة، وقرّر البقاء في الولايات المتحدة للإشراف على الاستجابة للإعصار «ميلتون» الذي ضرب فلوريدا.

وفي اجتماع الحلفاء، كان يُفترض أن يحضر الرئيس الأوكراني، لكن الأخير، بدلاً من ذلك، أجرى جولة خاطفة ليومين في العواصم الأوروبية، بما فيها برلين، لطلب مساعدة عسكرية مستدامة مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا الذي دخل عامه الثالث.

«لا إهدار للوقت»

حث زيلينسكي، الأحد، الشركاء الغربيين على تقديم مساعدات سريعة للمساعدة في محاربة الغزو الروسي، في أعقاب زيارته الخاطفة إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى. ونشر زيلينسكي على موقع «إكس»: «يجب عدم إهدار الوقت، يجب إرسال مؤشر واضح على العزيمة». وأضاف: «شركاؤنا لديهم القدرة على تقديم الكمية والنوعية اللازمتين لأنظمة الدفاع الجوي، واتخاذ قرارات لقدراتنا الكافية، بعيدة المدى، وضمان تسليم المساعدات الدفاعية في الوقت المناسب لقواتنا».

وتابع زيلينسكي أن الروس أسقطوا نحو 900 قنبلة انزلاقية فوق أوكرانيا، في الأسبوع الماضي بالإضافة إلى هجمات بـ40 صاروخاً و400 غارة بطائرات دون طيار، بمختلف الأنواع. وعرض مقطع فيديو بشأن الأضرار الناجمة عن ذلك.

ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، إن قواتها سيطرت على بلدة ميخايليفكا في شرق أوكرانيا، حيث تتقدم القوات صوب بوكروفسك، المركز اللوجيستي المهم. ولم يتسن التأكد بشكل مستقل من صحة التقرير حول السيطرة على ميخايليفكا الواقعة بمحاذاة طريق سريع جنوب شرقي بوكروفسك.

كما قالت الوزارة الروسية أيضاً إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 13 طائرة مسيَّرة أوكرانية، ليل السبت - الأحد، فوق 3 مناطق على الحدود مع أوكرانيا. وأضافت الوزارة عبر تطبيق «تلغرام» أنه تم إسقاط 6 طائرات مسيّرة فوق منطقة بيلغورود ومثلها فوق منطقة كورسك، كما دُمرت طائرة مسيّرة واحدة فوق منطقة بريانسك.

وبدوره، قال الجيش الأوكراني في تقريره اليومي إن قواته صدت 36 هجوماً روسياً في منطقة بوكروفسك، بما في ذلك قرب ميخايليفكا.

المستشار الألماني أولاف شولتز لدى استقباله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برلين الجمعة (أ.ب)

«صامدون»

تَطَرَّقَ قال الرئيس الأوكراني في خطابه، مساء السبت، إلى الوضع الميداني، قائلاً إن قوات روسية حاولت طرد نظيرتها الأوكرانية من مواقعها في منطقة كورسك على الحدود بين البلدين، لكن القوات التابعة لكييف لا تزال تتشبث بمواقعها.

وأضاف زيلينسكي: «فيما يتعلق بعملية كورسك، حاولت روسيا إبعادنا عن مواقعنا لكننا صامدون».

وأوضح أن التوغل الأوكراني في كورسك يهدف لإبعاد القوات الروسية عن مواقعها على خط المواجهة في شرق أوكرانيا، حيث يحقق الجيش الروسي مكاسب متواصلة منذ شهور. وأقر زيلينسكي في خطابه بوجود ظروف صعبة للغاية» في منطقتي دونيتسك وزابوريجيا اللتين تسيطر عليهما روسيا جزئياً. وقال زيلينسكي في خطابه إن «الظروف في منطقتي دونيتسك وزابوريجيا، اللتين تسيطر عليهما روسيا جزئياً، صعبة للغاية... لكن قدرة وحداتنا على الصمود أمر بالغ الأهمية. كل شيء يعتمد على قدرتنا على الصمود».

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، السيطرة على أوستريفسكي، وهي قرية تقع على خزان بالقرب من بلدة كوراخوف، وهي هدف روسي رئيسي في تقدم القوات عبر منطقة دونيتسك. ولم تعترف أوكرانيا بخسارة القرية، لكن مدونين عسكريين تحدثوا عن تقدم روسي في المنطقة.


مقالات ذات صلة

تقرير: على بايدن قصف إيران لإظهار أنها «نمر من ورق»

شؤون إقليمية بايدن في اتصال هاتفي مع نتنياهو في 4 أبريل 2024 (رويترز)

تقرير: على بايدن قصف إيران لإظهار أنها «نمر من ورق»

قال أستاذ التاريخ في جامعة ماكجيل الكندية جيل تروي، في مقال نشره موقع «هيل»، إنه يتعين على الرئيس الأميركي جو بايدن أن يقول لإسرائيل عن قصف إيران: «سنقوم بذلك».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس (أ.ب)

لإحراج ترمب... هاريس تعتزم نشر بياناتها الطبية

كشف أحد مساعدي كامالا هاريس عن أن نائبة الرئيس الأميركي المرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي تعتزم الكشف علناً عن بياناتها الطبية اليوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بايدن في اتصال هاتفي مع نتنياهو في 4 أبريل 2024 (رويترز)

التصعيد في الشرق الأوسط يطغى على الانتخابات الأميركية

يستعرض «تقرير واشنطن»؛ ثمرة التعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، الاستراتيجية الأميركية في المنطقة، ومدى تأثير الموسم الانتخابي على رسم استراتيجيات واضحة هناك.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة جوية تُظهر منزلاً شاطئياً مدمراً بعد أن وصل الإعصار «ميلتون» إلى فلوريدا (رويترز)

بايدن: قيمة خسائر الإعصار «ميلتون» تقدر بـ50 مليار دولار

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، أن الإعصار «ميلتون» خلف خسائر تقدر قيمتها بـ50 مليار دولار بعدما ضرب ولاية فلوريدا، حيث قضى 16 شخصاً على الأقل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية بايدن يصافح نتنياهو خلال لقاء بالبيت الأبيض في 25 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

تقرير: أميركا تقبلت مهاجمة إسرائيل لإيران لكنها تخشى من تصعيد الحرب الإقليمية

قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لموقع «أكسيوس» إن الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اقتربا خلال الاتصال بينهما الذي جرى يوم…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«مُسيّرات التنين» الحارقة تدخل الحرب الروسية - الأوكرانية

طائرات مسيّرة روسية خلال معرض دفاعي (أ.ب)
طائرات مسيّرة روسية خلال معرض دفاعي (أ.ب)
TT

«مُسيّرات التنين» الحارقة تدخل الحرب الروسية - الأوكرانية

طائرات مسيّرة روسية خلال معرض دفاعي (أ.ب)
طائرات مسيّرة روسية خلال معرض دفاعي (أ.ب)

كانت مشكلة معتادة ومزعجة، إذ كان الجنود الروس يستخدمون الغطاء الكثيف من خطوط الأشجار استعداداً لاقتحام الخنادق الأوكرانية. وقال النقيب فياتشيسلاف (30 عاماً)، قائد سرية الطائرات المسيرة التابعة للواء «جيغر 68»، والمعروفة باسم «هورنتس دوفبوش»: «لقد استخدمنا كثيراً من الموارد لمحاولة إخراجهم وتدميرهم». لكنهم لم يتمكنوا من تنفيذ ذلك، كما قال في مقابلة أجريت معه الشهر الماضي. لذلك منحوا سلاحاً جديداً منعطفاً حديثاً، إذ ألحقوا أسطوانات رذاذ الثرمايت الحارق بالطائرات المسيرة وصنعوا سلاحاً قادراً على نفث معدن منصهر يحرق عند 4400 درجة فهرنهايت (2426.7°C). وأصبحوا يطلقون عليها «طائرات التنين المسيرة».

جنديان أوكرانيان يطلقان طائرة استطلاع مسيّرة قرب الجبهة في دونيتسك (رويترز)

الثرمايت، الذي تم تطويره قبل قرن من الزمن للحام مسارات السكك الحديدية، هو مزيج من الألومنيوم وأكسيد الحديد. وعندما يشتعل، ينتج تفاعلاً ذاتي الاستدامة يجعل إخماده مستحيلاً تقريباً. وقد استخدم هذا الأسلوب لتأثيره المدمر في الحربين العالميتين. وفي أوكرانيا، جرى استخدامه في المقام الأول بقذائف المدفعية والقنابل اليدوية.

والآن، يتم إلحاقه بالطائرات المسيرة التي تجتاح المواقع الدفاعية الروسية، فتمطر المعدن المحترق على العدو قبل أن تتحطم. تشعل النيران النباتات التي تستخدمها القوات الروسية للتغطية وتحرقها، مما يعرضها ومعداتها للهجوم المباشر.

ولا تزال طائرات التنين المسيرة خطوة أخرى في ثورة حرب الطائرات المسيرة التي غيرت ساحة المعركة. وأصبح دورها مختبراً للارتجال والتكيف سمةً مميزةً لهذه الحرب.

طائرات مسيّرة روسية خلال معرض دفاعي (أ.ب)

قال فياتشيسلاف: «لقد نجحت المهمة بشكل جيد للغاية». واشترط أن يستخدم اسمه الأول فقط وفقاً للبروتوكول العسكري، ونشر مقاطع فيديو لطياريه لاختبار الطائرات المسيرة واستخدامها في القتال خارج بوكروفسك، شرق أوكرانيا.

وفي الأسابيع الأخيرة، ومع ازدياد أعداد هذه الطائرات المسيرة في سماء الجبهة، بدأ الجنود الأوكرانيون في نشر عشرات من مقاطع الفيديو للهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي، على أمل إثارة الخوف إلى جانب إطلاق النار. ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يبدأ الروس في إنتاج طائرات التنين المسيرة الخاصة بهم.

ونشر أندريه ميدفيديف، السياسي من موسكو، الشهر الماضي، شريط فيديو على «تلغرام» يُظهر القوات الروسية تستخدم طائرات مسيرة لصب النار على الجنود الأوكرانيين. وقد تضمن المقطع اقتباساً من «لعبة العروش»: «الأحلام لم تجعلنا ملوكاً. هذا ما فعلته التنانين».

مسيرات روسية انفجرت فوق كييف (أ.ف.ب)

ولا يحظر القانون الدولي استخدام مادة الثرمايت، ولكن استخدام هذه الأسلحة الحارقة في المناطق المدنية محظور بموجب «اتفاقية حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية معينة»، وهي إرشادات صدرت في حقبة الحرب الباردة تحت رعاية الأمم المتحدة. لم تكن هناك انتقادات ذات بال لطائرات التنين المسيرة، التي من المعروف أنها استخدمت فقط ضد أهداف عسكرية، وليس ضد المدنيين.

ولا تمثل طائرات التنين المسيرة سوى جزء ضئيل من الأساطيل سريعة التوسع التي يستخدمها كلا الجيشين في الوقت الذي ينخرطان فيه بسباق تسلح عاجل للابتكار والإنتاج الضخم للطائرات المسيرة التي تحلق سريعاً وبعيداً بشكل جماعي، مع كونها أكثر فتكاً.

مبنى سكني متضرّر بعد هجوم بطائرة مسيّرة في رامينسكوي بمنطقة موسكو (أ.ف.ب)

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الشهر، إن بلاده تسير على خطى إنتاج 1.5 مليون طائرة مسيرة هذا العام، ويريد زيادة الإنتاج إلى 4 ملايين طائرة سنوياً. وقد أنشأت أوكرانيا هذا العام «قوة الأنظمة المسيرة»، وهي أول فرع عسكري في العالم مخصص لحرب الطائرات المسيرة.

ومن جانبها، حولت روسيا اقتصادها فعلياً إلى دعم مجمعها الصناعي العسكري، فأعلنت مؤخراً عن ميزانية مقترحة للعام المقبل بزيادة بنسبة 25 في المائة في الإنفاق العسكري، لكي تتجاوز 145 مليار دولار. نتيجة لذلك، فإنها قادرة على إنتاج الطائرات المسيرة بسرعة غير عادية. وقال فياتشيسلاف: «لقد أخذوها إلى مستوى أكثر رسمية، ويبدو أن إمداداتهم أفضل بكثير».

بوتين يزور مصنعاً للطائرات المسيَّرة (رويترز)

والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع اللجنة الصناعية العسكرية الروسية في سبتمبر (أيلول)، لتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتوسيع نطاق إنتاج الطائرات المسيرة. وفي حين أن الشركات الروسية سلمت نحو 140 ألف طائرة مسيرة فقط العام الماضي، قال بوتين إنها زادت الإنتاج 10 أضعاف إلى 1.4 مليون طائرة مسيرة في عام 2024.

وقالت مارينا ميرون، الباحثة بقسم دراسات الحرب في كلية كينغز كوليدج بلندن، إن الروس كانوا «بطيئين للغاية في البداية»، لكنهم الآن ينفقون مبلغاً كبيراً على البحث والتطوير، ويمكنهم توسيع نطاق الابتكارات الجديدة بسرعة أكبر من الأوكرانيين. ثم استطردت: «لقد تحركوا بسرعة». كما تلقت روسيا دعماً كبيراً من إيران، التي يقول المسؤولون الأميركيون إنها ترسل الطائرات المسيرة إلى موسكو لاستخدامها في أوكرانيا. جدير بالذكر أن العشرات من أنواع المسيرات قيد الإنتاج. تساعد طائرات المراقبة المسيرة التي تحلق عالياً في السماء طواقم المدفعية والصواريخ على تحديد الأهداف. وقد استخدمت أوكرانيا الطائرات البحرية المسيرة لإحداث تأثير مدمر، مما ساعد في طرد البحرية الروسية من جزء كبير من البحر الأسود. ويستخدم كلا الجانبين بانتظام، الطائرات المسيرة الهجومية بعيدة المدى الموجهة ملاحياً بالأقمار الاصطناعية لضرب أهداف على بعد مئات الأميال.

عمال إنقاذ يحاولون إطفاء النيران قريباً من كييف (إ.ب.أ)

وعلى مقربة من الأرض، تمتلئ السماء بطائرات الهجوم المسيرة رخيصة الثمن نسبياً والقابلة للاستنفاد، والمعروفة باسم «إف بي في»، وتعني التحكم بالمسيرة عن بُعد. ويجري توجيهها بواسطة طيار يرتدي سماعة رأس تعرض بثاً مباشراً للفيديو من الطائرة، ويمكنها الآن ضرب أهداف على بعد أكثر من 10 أميال من موقع المُشغل. يطير بعضها مباشرة إلى الهدف وينفجر. بينما يمكن إعادة استخدام البعض الآخر فيحلق فوق الهدف، ويسقط قنابل يدوية أو قنابل صغيرة على قوات العدو.

جنود يجهزون سرية الطائرات المسيرة التابعة للواء 28 (رويترز)

وتصفح فياتشيسلاف كتالوغ الفيديو للهجمات الأخيرة التي كان يحتفظ بها على هاتفه الجوال، حيث كانت صور الموت والدمار تتخلل على نحو صارخ مقاطع فيديو لأصدقائه وعائلته. ثم قال: «هذا ما نسميه (اللهيب الأبيض). إنه يحرق كل شيء بما يزيد على 10 كيلوغرامات من المتفجرات. وهذا يُسمى (ديمنتور)، كما في روايات (هاري بوتر). إنه أسود، وهو عبارة عن قذيفة هاون عيار 120 ملم. نحن فقط نعيد استخدامه. وهذا هو (كاردونيتيك) - الرجال يحبونه حقاً». والقائمة مستمرة.

الكشافات الأوكرانية تبحث في سماء كييف عن المسيرات الروسية (رويترز)

وقال فياتشيسلاف إنه منذ وصول وحدته إلى منطقة بوكروفسك في أبريل (نيسان) الماضي، قتلت أكثر من 3000 جندي روسي. وقال: «هذه وحدتي أنا فقط». ومن المتعذر التحقق من ادعاءاته بشكل مستقل. كما أنه شارك مقاطع فيديو تُظهر فاعلية الطائرات الروسية المسيرة. وقال فياتشيسلاف، وقد أعاد عرض شريط فيديو يصور رجلاً جريحاً حال إجلائه من الجبهة: «أحد جنودنا كان مصاباً بحروق بنسبة 40 في المائة من جلده. كنت أنا من أوصله بالسيارة». وأضاف أنه في حين أن كلا الجانبين في طريقه إلى إنتاج ملايين الطائرات المسيرة، فإن الطيارين المهرة يصبحون أكثر قيمة ويصعب استبدالهم. وقال فياتشيسلاف أخيراً: «الطيارون مثل المتخصصين - يستحقون وزنهم ذهباً - ومن المهم للغاية حمايتهم. بمجرد تحديد موقعهم، فإن العدو لا يدخر أي جهد أو موارد في تدمير الموقع».

* مادة خاصة بـ«نيويورك تايمز»