تقرير: قوات كورية شمالية تساعد الجيش الروسي في حرب أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يزوران قاعدة فوستوشني الفضائية في منطقة آمور بأقصى شرق روسيا (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يزوران قاعدة فوستوشني الفضائية في منطقة آمور بأقصى شرق روسيا (أرشيفية - رويترز)
TT

تقرير: قوات كورية شمالية تساعد الجيش الروسي في حرب أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يزوران قاعدة فوستوشني الفضائية في منطقة آمور بأقصى شرق روسيا (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يزوران قاعدة فوستوشني الفضائية في منطقة آمور بأقصى شرق روسيا (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤولون كبار في أوكرانيا وكوريا الجنوبية، لصحيفة «الغارديان» البريطانية، إن مهندسين عسكريين كوريين شماليين تم نشرهم لمساعدة روسيا في استهداف أوكرانيا بالصواريخ الباليستية، وقد قُتل بالفعل كوريون شماليون يعملون في المناطق المحتلة من أوكرانيا.

وذكر مسؤول في أوكرانيا أن هناك العشرات من الكوريين الشماليين خلف الخطوط الروسية، في فرق تدعم أنظمة إطلاق الصواريخ.

وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، سافر العام الماضي إلى روسيا لحضور قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث عززا علاقاتهما العميقة بصفقة أسلحة سرية، وكانت شحنات الذخيرة من بيونغ يانغ حيوية في السماح للقوات الروسية بالتقدم في حرب استنزاف طاحنة في شرق أوكرانيا هذا الصيف، لكن يبدو من الواضح بشكل متزايد أن الاتفاق تجاوز توريد الذخيرة، وفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقال مسؤولون من كوريا الجنوبية وأوكرانيا إن كوريين شماليين كانوا من بين القتلى بعد ضربة صاروخية أوكرانية على أراضٍ تحتلها روسيا بالقرب من دونيتسك الأسبوع الماضي، ولم يتضح ما إذا كانوا مهندسين عسكريين أو قوات أخرى.

وقاتل أجانب كمرتزقة لصالح روسيا، ولكن إذا كان الكوريون الشماليون على الأرض، فسيكون ذلك أول مرة ترسل فيها حكومة أجنبية قوات رسمية لدعم حرب موسكو.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يتبادلان الوثائق خلال حفل توقيع الشراكة الجديدة في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية يوم 19 يونيو 2024 (أ.ب)

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم يونج هيون لأعضاء البرلمان في سيول هذا الأسبوع، إنه «من المرجح للغاية» أنه تم نشر ضباط كوريين شماليين للقتال إلى جانب الروس، وإن العديد منهم ماتوا في الهجوم، رغم أنه لم يذكر تفاصيل أخرى.

وقال أندريه كوفالينكو، رئيس مركز مكافحة التضليل الأوكراني، في منشور على «تلغرام»، إن بعض الكوريين الشماليين قُتلوا في روسيا.

وقال الجيش الأوكراني يوم الأربعاء إنه دمر ذخيرة كورية شمالية في ضربة على مستودع في منطقة بريانسك، على بُعد 60 ميلاً من الحدود الأوكرانية.

ويمنح الانضمام إلى الحرب لكوريا الشمالية فرصة لاختبار الأسلحة واكتساب الخبرة القتالية لقواتها وتعزيز مكانتها مع روسيا.

وقال ليم يول تشول، أستاذ في معهد دراسات الشرق الأقصى في سيول: «بالنسبة لكوريا الشمالية، التي زوّدت روسيا بالعديد من القذائف والصواريخ، من المهم أن تتعلم كيفية التعامل مع الأسلحة المختلفة واكتساب الخبرة القتالية في قتال حقيقي، قد يكون هذا أيضاً عاملاً دافعاً وراء إرسال جنود كوريين شماليين لتزويدهم بخبرات متنوعة وتدريب في الحرب».

والصواريخ والقذائف الكورية الشمالية ذات جودة رديئة وغير موثوقة، ولكنها كانت حلاً لإبقاء البنادق الروسية تطلق النار.

وقال مصدر أوكراني إن بيونغ يانغ قدمت ما يقرب من نصف الذخيرة المستخدمة في المعارك هذا العام؛ أي أكثر من مليوني طلقة. كما قدمت صواريخ «KN-23»، التي استُخدمت في عشرات الضربات عبر أوكرانيا في الشتاء الماضي، حسبما ذكرت وسائل إعلام أوكرانية، وبعد توقف دام عدة أشهر تم نشرها مرة أخرى اعتباراً من يوليو (تموز).

و«KN-23» صاروخ باليستي قصير المدى تم اختباره لأول مرة في عام 2019، وتمت مقارنته بصواريخ «إسكندر» الروسية، ويُعتقد أن مداه يبلغ نحو 280 ميلاً (450 كيلومتراً) عند حمل رأس حربي يزن 500 كيلوغرام.

ونفت موسكو وبيونغ يانغ بيع الأسلحة حتى مع احتفالهما علناً بتعميق العلاقات في الأشهر الأخيرة، ونفى الكرملين يوم الخميس نشر القوات الكورية الشمالية في أوكرانيا، ووصفه بأنه «خبر كاذب آخر».

وفي رسالة عيد ميلاد أرسلها كيم هذا الأسبوع، وصف بوتين بأنه «أقرب رفيق» له. وقام بوتين بزيارة إلى كوريا الشمالية في يونيو (حزيران)، حيث وقّع الزعيمان على اتفاقية مساعدة متبادلة.

وفي مقابل صواريخها وغيرها من المعدات العسكرية، يُعتقد أن كوريا الشمالية تسعى للحصول على مساعدة روسية في برنامجها للأقمار الاصطناعية التجسسية، والذي عانى من إخفاقات محرجة على مدى العامين الماضيين.

وليس من الواضح إلى أي مدى قد تكون روسيا على استعداد للذهاب في مشاركة التكنولوجيا العسكرية الحساسة مع كوريا الشمالية في مقابل الدعم المستمر في أوكرانيا.

وتحاول بيونغ يانغ، بعد عقود من العقوبات التي تقودها الأمم المتحدة والتي استهدفت برامجها للصواريخ الباليستية والأسلحة النووية، تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين كجزء من تحالف ضد «الهيمنة الغربية والإمبريالية». وأتت الاستراتيجية بثمارها في مارس (آذار) عندما استخدمت روسيا «حق النقض» في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإنهاء مراقبة الأمم المتحدة لانتهاكات العقوبات، وهي الخطوة التي رحبت بها بيونغ يانغ علناً.


مقالات ذات صلة

لإنهاء «المرحلة الساخنة» من الحرب... زيلينسكي يقترح وضع أراضٍ أوكرانية تحت مظلة «الناتو»

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)

لإنهاء «المرحلة الساخنة» من الحرب... زيلينسكي يقترح وضع أراضٍ أوكرانية تحت مظلة «الناتو»

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلف شمال الأطلسي إلى تقديم ضمانات حماية لأراضي أوكرانيا التي تسيطر عليها كييف من أجل «وقف المرحلة الساخنة من الحرب».

«الشرق الأوسط» (كييف)
آسيا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (يمين) وهو يتحدث في مأدبة مع وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف (يسار) في دار الثقافة 25 أبريل في بيونغ يانغ (أ.ف.ب - وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية)

كيم يستقبل بيلوسوف ويؤكد دعم كوريا الشمالية وجيشها لروسيا

أبلغ الزعيم الكوري الشمالي وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف بأن من حق موسكو القتال دفاعاً عن النفس في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (سيول )
أوروبا جنازة جندي أوكراني قتل خلال المعارك في كورسك (أ.ب)

روسيا وأوكرانيا تتبادلان جثث مئات الجنود

سلمت موسكو جثث 502 من الجنود الأوكرانيين الذين لقوا حتفهم في المعارك ضد القوات الروسية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
تحليل إخباري قوات روسية في سوريا (أرشيفية)

تحليل إخباري روسيا المنخرطة في أوكرانيا... كيف تواجه معارك سوريا؟

دخلت موسكو على خط المعارك الساخنة في سوريا بعد اندلاع أوسع مواجهات تشهدها البلاد منذ عام 2020؛ فما خيارات روسيا المنخرطة في الحرب الأوكرانية؟

رائد جبر (موسكو)
أوروبا وزير الدفاع الروسي أندري بيلوسوف مع نظيره الكوري الشمالي نو كوانغ تشول (أ.ب)

أوكرانيا تقصف مستودعاً للنفط ومحطة رادار للدفاع الجوي الروسي

أوكرانيا تقصف ليلاً مستودعاً للنفط بروستوف في روسيا ومحطة رادار للدفاع الجوي الروسي في منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (باريس) «الشرق الأوسط» (لندن)

تقرير: أوكرانيا نجحت في إعادة توجيه طائرات من دون طيار انتحارية إيرانية الصنع إلى روسيا

تظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي أصدرها الجيش الأوكراني حطام طائرة مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا قيل إنها أسقطت بالقرب من كوبيانسك في أوكرانيا (أ.ب)
تظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي أصدرها الجيش الأوكراني حطام طائرة مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا قيل إنها أسقطت بالقرب من كوبيانسك في أوكرانيا (أ.ب)
TT

تقرير: أوكرانيا نجحت في إعادة توجيه طائرات من دون طيار انتحارية إيرانية الصنع إلى روسيا

تظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي أصدرها الجيش الأوكراني حطام طائرة مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا قيل إنها أسقطت بالقرب من كوبيانسك في أوكرانيا (أ.ب)
تظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي أصدرها الجيش الأوكراني حطام طائرة مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد» أطلقتها روسيا قيل إنها أسقطت بالقرب من كوبيانسك في أوكرانيا (أ.ب)

قالت صحيفة «تلغراف» البريطانية إن أوكرانيا تعلمت كيفية اختراق الطائرات من دون طيار الانتحارية إيرانية الصنع، وإرسالها مرة أخرى إلى روسيا وبيلاروسيا، وفقاً للتقارير.

وتنتج روسيا الآن أكثر من 6 آلاف طائرة من دون طيار من طراز «شاهد» سنوياً، وتطلق قواتها ما بين 30 و80 من المسيرات في اتجاه المدن الأوكرانية كل يوم.

وكان حجم الهجمات يشكل تحدياً لوحدات الدفاع الجوي الأوكرانية، التي تعاني من نقص الصواريخ الأرضية - الجو الغربية المكلفة.

وأطلقت روسيا، يوم الثلاثاء، 188 طائرة من دون طيار من طراز «شاهد» و4 صواريخ باليستية من طراز «إسكندر» باتجاه أوكرانيا، وهو رقم قياسي جديد في 1000 يوم من الحرب، وفقاً للقوات الجوية الأوكرانية.

وتقول أوكرانيا إنها لم تتمكن من إيقاف صواريخ إسكندر لكنها تمكنت من منع 90 في المائة من الطائرات من دون طيار من الوصول إلى أهدافها.

ووفقاً لصحيفة «لوموند» الفرنسية، التي نقلت عن «مصدر مقرب من الاستخبارات العسكرية الأوكرانية»، تمَّت «إعادة توجيه» 95 طائرة من دون طيار بنجاح من أهدافها الأصلية نحو الأراضي الروسية.

وأكد المصدر أن هذا تم من خلال الاستيلاء على إحداثيات الأقمار الاصطناعية التي تستخدمها الطائرات من دون طيار والصواريخ لتوجيه نفسها عبر المجال الجوي.

ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله: «هذه الطائرات من دون طيار تُرسل عمداً إلى روسيا وبيلاروسيا».

وقالت لوموند إن هذه القدرة لم تعترف بها السلطات الروسية ولا البيلاروسية علناً.

مسيرات انتحارية من طراز «شاهد 136» خلال العرض العسكري السنوي للجيش الإيراني بطهران (تسنيم)

ويبلغ مدى الطائرة «شاهد» (وهي طائرة من دون طيار يبلغ طول جناحيها 3.5 متر وتحمل شحنة متفجرة تزن 40 - 50 كغم) ما يصل إلى 1000 كيلومتر (621 ميلاً)، وأصبح صوتها المميز الذي يشبه صوت الدراجة النارية مألوفاً بشكل مخيف لدى الأوكرانيين، بعد عامين من القصف.

وتم تصميمها من قبل إيران وسيلةً رخيصةً للتجسُّس، وتم تصنيعها مع بعض التعديلات بموجب ترخيص من روسيا خلال العام ونصف العام الماضيين، تحت اسم «جيران - 2»، وتم تصميم شحنتها المتفجرة في الأصل لتدمير المباني ولكنها تحمل الآن أيضاً شحنات مصمَّمة للقتل، عبر القنابل الحرارية.

وأصبحت الهجمات أكثر عدداً وتعقيداً على نحو متزايد. وبعد كل منها، تنشر مصادر مقربة من القوات الجوية الأوكرانية خرائط توضح مساراتها وكيف تهربت من أنظمة الدفاع المضادة الأوكرانية.

وفي الشهر الماضي، كشفت «تلغراف» أن أوكرانيا تعمل على تطوير الطائرة من دون طيار من نوع «ستينغ»، لتكون قادرة على اعتراض الطائرات «شاهد»، بدلاً من الدفاع الجوي التقليدي، لحماية المدن الأوكرانية ضد القصف الروسي.