سعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى التخفيف من تداعيات تأجيل الرئيس زيارته التي كانت مقررة إلى ألمانيا، لحضور اجتماع التحالف الدولي الداعم لأوكرانيا، بسبب الإعصار الذي يضرب ولاية فلوريدا. وقال مسؤول دفاعي كبير، في إحاطة صحافية مساء الأربعاء، إن الرئيس بايدن لم يتراجع عن التعهدات التي قدمها للرئيس الأوكراني الذي التقاه في 26 سبتمبر (أيلول) الماضي، والتي تركزت على زيادة المساعدات الأمنية واتخاذ خطوات أخرى حتى نهاية الفترة لمساعدة أوكرانيا على الانتصار.
مساعدات جديدة ودعم الصناعة العسكرية
وكشف المسؤول أن الرئيس مارس سلطته لضمان عدم انتهاء صلاحية سحب ما تبقى من المساعدات المقررة لأوكرانيا لهذا العام، البالغة 5.55 مليار دولار، بما يضمن قدرة الولايات المتحدة على الاستمرار في دعم أوكرانيا بسلطة السحب هذه.
وبالإضافة إلى سلطة السحب هذه، أعلن بايدن أيضاً، عن حزمة مساعدات أمنية لأوكرانيا بقيمة 2.4 مليار دولار، التي ستوفر دفاعاً جوياً إضافياً وأنظمة جوية من دون طيار وذخائر جو - أرض. وقال المسؤول إن البنتاغون سيوفر القدرات اللازمة لتلبية احتياجات أوكرانيا الأكثر إلحاحاً في ساحة المعركة، بما في ذلك الأسلحة جو - أرض، والذخائر لأنظمة الصواريخ والمدفعية، والمركبات المدرعة والأسلحة المضادة للدبابات. وقال إن وكالة الصناعات الجوية الأميركية ستعزز أيضاً القاعدة الصناعية الدفاعية في أوكرانيا وتدعم متطلبات الصيانة والاستدامة.
وعلى وجه التحديد، قال إن هذا الجهد سيعمل على تعزيز قدرات أوكرانيا لتطوير الطائرات من دون طيار، من خلال توفير آلاف المركبات الجوية المسيرة والمكونات لتمكين الإنتاج المحلي لهذه الطائرات.
خسائر روسية فادحة
وأكد المسؤول الدفاعي الكبير أنه منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ألحق الجيش الأوكراني أكثر من 600 ألف ضحية بالقوات الروسية. وقال إنه في الشهر الماضي، «تكبدت القوات الروسية خسائر كبرى من حيث القتلى والجرحى في المعارك مقارنة بأي شهر آخر من الحرب». وأضاف: «مرة أخرى، تجاوزت الخسائر الروسية، سواء من القتلى والجرحى في المعارك في العام الأول فقط من الحرب، إجمالي الخسائر الروسية، أو الخسائر السوفياتية في أي صراع منذ الحرب العالمية الثانية مجتمعة».
وأشار المسؤول إلى أن القوات الأوكرانية أغرقت أو دمرت أو أتلفت ما لا يقل عن 32 سفينة بحرية روسية متوسطة إلى كبيرة في البحر الأسود. وقد أجبر هذا روسيا على نقل أسطولها في البحر الأسود بعيداً عن شبه جزيرة القرم. كما دمرت القوات الأوكرانية أكثر من ثلثي مخزون روسيا من الدبابات قبل الحرب، مما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تجهيز قوات الخطوط الأمامية بمخزونات من الحقبة السوفياتية ودبابات من الحرب العالمية الثانية.
لا تغيير في ساحات القتال
على صعيد آخر، ورغم التقدم الذي تحققه القوات الروسية في الجبهة الشرقية، قال المسؤول الدفاعي إنه لم تكن هناك تغييرات كبيرة استراتيجية على أي من الجانبين. وأضاف قائلاً: «في حين أن روسيا تلقي بقواتها في القتال باستراتيجية استنزاف في المقاطعات الشرقية في أوكرانيا، يقوم الأوكرانيون ببناء دفاع قوي، سواء على الأرض أو من منظور الدفاع الجوي».
وأكد أن المنطقتين الأكثر نشاطاً في ساحة المعركة تقعان في إقليم كورسك الروسي ومنطقة دونيتسك الأوكرانية. وأضاف: «أود أن أقول إن هناك تغييرات طفيفة في الخط الأمامي للقوات في كلتا المنطقتين. في كورسك، شنت روسيا بعض الهجمات المضادة المحدودة، لكنها كانت غير فعالة. وفي دونيتسك، حقق الروس بعض المكاسب خلال الصيف، لكن هذه المكاسب تباطأت».
وقال المسؤول العسكري: «فيما يتعلق بالضربات بعيدة المدى، فقد شهدنا بعض الضربات الناجحة بطائرات من دون طيار من جانب الأوكرانيين ضد نقاط تخزين الذخيرة في روسيا». وأضاف: «لقد شهدنا أيضاً بعض الضربات ضد منشآت الوقود في شبه جزيرة القرم. ونعتقد أن هذه الضربات سيكون لها بعض التأثير على ساحة المعركة».
وسلط المسؤول الضوء على جهود الدفاع الجوي الأوكرانية. وقال إنها «معركة صعبة مع عدد كبير من الهجمات القادمة من الروس كل يوم، لكن الأوكرانيين يقومون بعمل جيد في الدفاع عن بنيتهم التحتية الحيوية والدفاع في الخطوط الأمامية». وأضاف: «نحن بالطبع نراقب عن كثب مخزوناتهم من الأسلحة التي يمتلكونها للدفاع عن أنفسهم، ونعمل مع نظرائنا السياسيين لمحاولة زيادة المخزونات التي لديهم في متناول أيديهم للدفاع ضد تلك الهجمات».