بريطانيا «أدت دورها» لمساندة إسرائيل: مقاتلاتنا دافعت عنها خلال الهجوم الإيراني

تظهر صورة التقطتها طائرة من دون طيار أشخاصاً يقفون حول بقايا صاروخ باليستي ملقى في الصحراء في أعقاب هجوم شنَّته إيران على إسرائيل بالقرب من مدينة أراد الجنوبية (رويترز)
تظهر صورة التقطتها طائرة من دون طيار أشخاصاً يقفون حول بقايا صاروخ باليستي ملقى في الصحراء في أعقاب هجوم شنَّته إيران على إسرائيل بالقرب من مدينة أراد الجنوبية (رويترز)
TT

بريطانيا «أدت دورها» لمساندة إسرائيل: مقاتلاتنا دافعت عنها خلال الهجوم الإيراني

تظهر صورة التقطتها طائرة من دون طيار أشخاصاً يقفون حول بقايا صاروخ باليستي ملقى في الصحراء في أعقاب هجوم شنَّته إيران على إسرائيل بالقرب من مدينة أراد الجنوبية (رويترز)
تظهر صورة التقطتها طائرة من دون طيار أشخاصاً يقفون حول بقايا صاروخ باليستي ملقى في الصحراء في أعقاب هجوم شنَّته إيران على إسرائيل بالقرب من مدينة أراد الجنوبية (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن طائرات عدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تحركت، الثلاثاء، للدفاع عن إسرائيل التي استهدفتها إيران بنحو 200 صاروخ رداً على مقتل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية.

وقالت الوزارة على «إكس»: «أدت مقاتلتان إحداهما من طراز تايفون تابعة لسلاح الجو الملكي وطائرة إمداد من طراز فوييجر دورهما في الجهود المبذولة لمنع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط؛ ما يظهر التزام المملكة المتحدة الثابت بأمن إسرائيل».

وأضاف أنه «بسبب طبيعة هذا الهجوم، لم تصب (الطائرتان) أهدافاً، لكنهما لعبتا دوراً مهماً في الردع».

وشاركت بريطانيا إلى جانب دول عدّة بينها الولايات المتحدة بالتصدي للهجوم السابق الذي شنَّته إيران في 13 أبريل (نيسان) ضد إسرائيل. وأسقطت الطائرات العسكرية البريطانية حينها مسيَّرات إيرانية عدة.

وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، مساء الثلاثاء، إن القوات البريطانية «لعبت دورها في منع مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط».

وأضاف: «أود أن أشكر جميع الطواقم البريطانية المشاركة في العملية على شجاعتهم ومهنيتهم».

وأكدت إسرائيل اعتراض معظم الصواريخ. وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن السفن التابعة لها أطلقت نحو عشرة صواريخ اعتراضية.

وأدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر «بأشد العبارات» الهجوم الإيراني على إسرائيل، مؤكداً مجدداً «التزام المملكة المتحدة الثابت» بأمن إسرائيل.

كما أكد زعيم حزب العمال الذي تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن «أهمية وقف إطلاق النار في لبنان» ودعا مرة أخرى إلى وقف إطلاق النار في غزة وعودة الرهائن الإسرائيليين.

وزار هيلي قبرص الأربعاء لتفقد القوات البريطانية التي تستعد أيضاً لإجلاء الرعايا البريطانيين من لبنان.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عبر موقع «إكس» إن رعايا استقلوا طائرة استأجرتها بريطانيا الأربعاء.

وأضاف: «سننظم رحلة أخرى الخميس، وأخرى في الأيام المقبلة، ما دام أن هناك طلباً ومن الممكن القيام بذلك بأمان». وحث مرة أخرى المواطنين البريطانيين على مغادرة لبنان.


مقالات ذات صلة

دول الخليج تؤكد الوقوف مع لبنان وتحذر من اتساع رقعة الحرب

الخليج وزراء خارجية دول الخليج بعد اجتماعهم الاستثنائي في الدوحة الأربعاء (مجلس التعاون)

دول الخليج تؤكد الوقوف مع لبنان وتحذر من اتساع رقعة الحرب

أكد مجلس التعاون الخليجي خلال الاجتماع الوزاري الاستثنائي بالدوحة، مساء الأربعاء، على وقف النار في غزة بشكل فوري، والوقوف مع «لبنان في هذه المرحلة الحرجة».

ميرزا الخويلدي (الدوحة)
الخليج الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس مسعود بزشكيان لدى لقائهما في الدوحة الأربعاء (الديوان الأميري القطري)

بزشكيان: إسرائيل اغتالت ضيفنا على أرضنا في يوم تنصيبي... وردُّنا القادم سيكون أقوى

أكّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، استعداد بلاده للردّ «بشكل أقوى وأشد إذا ردّت إسرائيل على هجوم طهران بالصواريخ، الثلاثاء.

ميرزا الخويلدي (الدوحة)
العالم القبة الحديدية تتصدى للصواريخ الإيرانية التي استهدفت العمق الإسرائيلي (أ.ف.ب)

مجموعة السبع: أي نزاع إقليمي واسع النطاق ليس في مصلحة أحد

وعدت مجموعة السبع، اليوم (الأربعاء)، بالعمل بشكل مشترك لخفض التوتر في الشرق الأوسط، وقالت إن الحل الدبلوماسي للنزاع الذي يتسع نطاقه «ما زال ممكناً».

«الشرق الأوسط» (روما)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأمريكي جو بايدن (رويترز)

بايدن «يعارض» شن ضربات إسرائيلية على منشآت نووية إيرانية

عبر الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم (الأربعاء)، عن معارضته شن ضربات إسرائيلية على منشآت نووية إيرانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية جلسة مجلس الأمن الأربعاء (رويترز)

مجلس الأمن في حال طوارئ خشية «الجحيم» في الشرق الأوسط

شهدت جلسة مجلس الأمن الأربعاء دعوات إلى وقف فوري للعمليات الإسرائيلية في لبنان ووقف حرب غزة، وسط تحذير من خروج الحرب عن السيطرة.

علي بردى (واشنطن)

العلم الروسي فوق أطلال أوغليدار... معارك ضارية دمرت الحصن المنيع للأوكرانيين

منظر جوي لأوغليدار (فوليدار بالأوكرانية) يظهر المباني المدمرة (رويترز)
منظر جوي لأوغليدار (فوليدار بالأوكرانية) يظهر المباني المدمرة (رويترز)
TT

العلم الروسي فوق أطلال أوغليدار... معارك ضارية دمرت الحصن المنيع للأوكرانيين

منظر جوي لأوغليدار (فوليدار بالأوكرانية) يظهر المباني المدمرة (رويترز)
منظر جوي لأوغليدار (فوليدار بالأوكرانية) يظهر المباني المدمرة (رويترز)

لا يشكل رفع العلم الروسي فوق ما تبقى من مبنى الإدارة المحلية لمدينة أوغليدار (فوليدار بالأوكرانية) مشهداً عابراً من مشاهد الحرب الدامية في أوكرانيا. فسقوط المدينة الصغيرة نسبياً له أهمية كبرى بالنسبة إلى القوات الروسية، بعدما أخفقت لأشهر طويلة في اقتحام البلدة التي شكلت حاجزاً منيعاً أمام القوات الروسية منذ اندلاع الحرب في فبراير (شباط) 2022.

تم تثبيت العلم الروسي على أطلال إدارة أوغليدار، لكن من السابق لأوانه الحديث عن «تحرير المدينة بشكل كامل»، حسبما صرح مستشار رئيس مقاطعة دونيتسك يان جاجين لوكالة أنباء «نوفوستي» الروسية.

الدخان يتصاعد فوق المباني السكنية المدمرة في أوغليدار نتيجة القصف الروسي (إ.ب.أ)

أوضح المسؤول الموالي لموسكو أنه «في الواقع، جيشنا موجود بالفعل في أوغليدار، وقد تم وضع العلم الروسي على مبنى الإدارة المحلية».

وقال مدونون معنيون بتطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا ووسائل إعلام، الأربعاء، إن القوات الروسية سيطرت بشكل كامل على البلدة. ونشرت قنوات روسية على «تلغرام» مقطع فيديو لجنود يلوحون بالعلم الروسي فوق مبان محطمة. وذكرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» أن أوغليدار سقطت في قبضة روسيا بعد خروج المجموعة الأخيرة من القوات الأوكرانية التابعة لوحدة عسكرية معروفة بقدرتها على المقاومة من البلدة في ساعة متأخرة من الثلاثاء. وأكدت قناة «شوت» على «تلغرام» ومدونون عن الحرب موالون لروسيا، أن أوغليدار أصبحت تحت السيطرة الروسية الكاملة، رغم عدم صدور تأكيد رسمي بعد من الجيشين: الروسي أو الأوكراني.

ومع ذلك، من السابق لأوانه الحديث عن الاستيلاء على المدينة، فلا تزال هناك وحدات متفرقة من القوات المسلحة الأوكرانية، وما زالت عمليات التمشيط والتطهير جارية (...) سيستغرق الأمر بعض الوقت».

جندي أوكراني من لواء ليوت في أثناء إطلاق النار باتجاه موقع روسي بالقرب من توريتسك (أ.ب)

عبارة «بعض الوقت» استخدمها أيضاً مسؤولون أوكرانيون لوصف الوضع في البلدة الاستراتيجية. وكانت نائبة البرلمان الأوكراني ماريانا بيزوجلايا قد قالت، في وقت سابق، إن «خسارة أوغليدار باتت مسألة وقت». وألقت باللوم في ذلك على القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، ألكسندر سيرسكي، الذي، بحسب قولها، خلق الفوضى في اللواء 72 من خلال إقالة قائد اللواء من منصبه في أثناء الهجوم الروسي. وأحدث ارتباكاً كبيراً استغلته القوات الروسية لتكثيف الضغط الناري على المدينة والوصول إلى المصير المحتوم.

المهم أن المدينة التي شكلت حصناً منيعاً أمام الروس خلال ثلاثين شهراً قد سقطت فعلياً، بعد معارك ضارية أسفرت عن تدميرها كلياً.

وقال مسؤول انفصاليون في المنطقة إن المشاهد الأولى في البلدة تدل على حركة انسحاب سريع وغير منظم لبقايا القوات الأوكرانية التي دافعت عن البلدة طويلاً.

وكان المهاجمون أحكموا حصار المدينة، وتركوا للقوات المسلحة الأوكرانية طريقاً ريفياً واحداً للإخلاء، خضع أيضاً للسيطرة النارية للجيش الروسي.

حقيقة أن أحد أهم معاقل القوات المسلحة الأوكرانية أصبح الآن في أيدي الجيش الروسي باتت مؤكدة، رغم أن وزارة الدفاع لم تعلن رسمياً حتى الآن عن نقل المدينة إلى السيطرة الروسية. ربما تحسباً لهجمات مضادة قوية.

أضرار في مبنى ببلدة أوغليدار الواقعة على جبهة القتال في الجزء الجنوبي من إقليم دونيتسك بأوكرانيا (إ.ب.أ)

لكن ما أهمية الاستيلاء على أوغليدار؟

لقد شكلت البلدة الصغيرة نسبياً حائط صد منيعاً، منذ اندلاع التمرد المسلح في مقاطعة دونيتسك في عام 2014، وفشلت القوات الانفصالية المدعومة من جانب موسكو في إحراز أي تقدم على هذا المحور خلال سنوات. وبعد اندلاع الحرب في 2022، أوقفت التحصينات فيها تقدم الجيش الروسي لفترات طويلة. وكانت المواقع العسكرية فيها تستخدم لتوجيه ضربات موجعة إلى عمق مناطق دونيتسك ومحيطها.

يقول مراسلون حربيون روس إن المدينة تحولت إلى حصن حقيقي، واستعدت لصد هجمات الجيش الروسي، وفقاً لجميع قوانين التحصين. بالإضافة إلى ذلك، قدم موقع أوغليدار المرتفع مزايا إضافية للقوات الأوكرانية المدافعة، فضلاً عن أنها غدت تشكل حلقة الوصل الروسية لتقاطع الطرق نحو مواقع الدفاع في البلدات الأوكرانية المحيطة بالمنطقة.

في السابق، لم ينجح عدد من المحاولات التي قامت بها القوات المسلحة الروسية لاقتحام هذه المدينة. ووفقاً لتقارير مراسلين روس، ففي بداية تكثيف الهجوم على المدينة لم يكن لدى الجيش الروسي بعد أسلحة نارية قادرة على تدمير منشآت العدو طويلة المدى. من الواضح أن المدافع عيار 152 ملم وحتى قذائف الهاون عيار 240 ملم لم تكن كافية لاختراق الدفاع الأوكراني. لكن في هذه المرة، لعبت القنابل الجوية شديدة الانفجار من العيار الكبير دوراً مهماً للغاية في حسم الهجوم على أوغليدار.

قوات أوكرانية داخل ما تبقى من مكتبة المدرسة في أوغليدار (أ.ف.ب)

بعد أشهر طويلة من فرض حصار كامل عليها، وجعل فتح الممر الضيق للإخلاء من المستحيل تقريباً على القوات المسلحة الأوكرانية نقل التعزيزات إلى أوغليدار ونقل الذخيرة والطعام وإزالة الجرحى. وفقاً للجيش الأوكراني نفسه، كان ينبغي التخلي عن المدينة في مثل هذه الظروف قبل أسبوع، عندما كان خطر تطويقها يلوح في الأفق، والتراجع المنظم نحو خط دفاعي جديد.

تجدر الإشارة إلى أن وحدات القوات المسلحة الأوكرانية من اللواء الميكانيكي المنفصل 72 المنسحبة من المدينة تخلت عن قتلاها وجرحاها، وكان من شبه المستحيل إخراجهم من أوغليدار تحت نيران الجيش الروسي، خاصة مع استخدام مركبات قتال المشاة وناقلات الجنود المدرعة. وبحسب شهود عيان، في المتوسط، من بين عشرة مقاتلين أوكرانيين ينسحبون من المدينة وصل نصفهم في أحسن الأحوال إلى مواقع دفاعية جديدة.

أما داخل المدينة، فإن المشاهد الأولى تثير الكثير من الدهشة. فقد تعرضت لعمليات تدمير شامل لم تترك فيها مبنى أو منشأة قائمة.

وأوغليدار تأسست عام 1964 في إطار سياسة «المدن المصانع» التي أطلقها بنشاط الاتحاد السوفياتي، بعدما تم الكشف عن احتياطي ضخم جداً من الفحم الطبيعي في هذه المنطقة، وتم التخطيط لها بوصفها مدينة صناعية كبيرة يصل عدد سكانها إلى 100 ألف نسمة وأكثر من 10 مناجم. لكن سياسة توسيع المدينة تراجعت في سبعينات القرن الماضي، وبدءاً من عام 1983، كان عدد السكان 8800 نسمة. يوجد في البلدة منجم فحم ومركز خدمة عامة ومدرسة ثانوية ومجمع مستشفيات وسينما ومكتبتان.

صور التقطت من الأقمار الاصطناعية لأوغليدار (فوليدار بالأوكرانية) (رويترز)

صحيح أن المدينة صغيرة للغاية، لكن حجم الدمار فيها هائل. وبحسب «هيومن رايتس ووتش»، منذ اليوم الأول للعمليات الروسية في أوكرانيا، بدأت عملية تدمير كاملة للبنى التحتية التي تم تقويضها بنسبة 100 في المائة. مشهد يذكر بالوضع في مدينة باخموت الاستراتيجية التي سيطرت عليها القوات الروسية في مايو (أيار)، العام الماضي، بعد حصار ومعارك ضارية استمرت شهوراً طويلة. وهو المشهد نفسه الذي رافق الاستيلاء على مدينة أفدييفكا في فبراير الماضي. ثمة ما يجمع بين المدن الثلاث، فضلاً عن الدمار الكامل، فقد شكلت كل واحدة منها نقطة استعصاء أمام تقدم القوات الروسية لفترات طويلة للغاية، ودفعت السيطرة على كل منها إلى توقع انهيارات إضافية على الجبهة الأوكرانية.