القضاء الفرنسي يحكم بسجن امرأة 9 سنوات لانضمامها إلى جماعة إرهابية في سوريا

عرضت جلسات المحكمة مسيرتها مع التطرف

مدخل محكمة باريس الجنائية (أ.ف.ب)
مدخل محكمة باريس الجنائية (أ.ف.ب)
TT

القضاء الفرنسي يحكم بسجن امرأة 9 سنوات لانضمامها إلى جماعة إرهابية في سوريا

مدخل محكمة باريس الجنائية (أ.ف.ب)
مدخل محكمة باريس الجنائية (أ.ف.ب)

أمرت محكمة الجنايات في باريس بسجن امرأة فرنسية تبلغ 34 عاماً 9 سنوات بتهمة انضمامها 3 مرات إلى جماعة جهادية في سوريا عبر خلية بريطانية، وفق ما ذكرت النيابة العامة لمكافحة الإرهاب، السبت، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وجرت محاكمة فرح زراري بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية. وورد اسمها في مايو (أيار) 2017 خلال تحقيق إداري أُجْرِيَ في فرنسا، حيث أُوقِفَتْ في يناير (كانون الثاني) عام 2021، أي بعد نحو عامين من عودتها.

وعرضت جلسات المحكمة التي جرت، يومَي الخميس والجمعة، مسيرتها مع التطرف.

ضباط شرطة فرنسيون يقفون أمام محطة سكة حديدية بسان لازار في باريس في 25 مارس 2024 قبل 4 أشهر من دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 (أ.ف.ب)

وشهدت طفولتها التي أمضتها في مدينة ليون (شرق فرنسا) علاقات متوترة مع والدتها، وعانت بعد ذلك بسبب انفصال والديها، وعاشت عزلة خلال سن المراهقة بعد انتقالها مع والدها إلى لندن.

وتزامن ذلك مع مطلع العقد الأول من القرن الحالي، وظهور حركة «لندنستان» الإسلامية المتشددة التي نشأت حينها في العاصمة البريطانية، وغادر نحو 850 من أتباعها إلى العراق وسوريا.

واعتنقت فرح زراري أفكار الإسلام الجهادي بعد بلوغها سن الرشد وخروجها من مركز إعادة تأهيل.

بين عامَي 2013 و2021، عاشت على التوالي في تركيا ودبي وقطر، وأقامت 3 مرات في سوريا، تخللت هذه الفترة زيارات لفرنسا، حيث أنجبت طفلين. وبعدها قررت الزواج دينياً، عبر الهاتف، من شخص تعرفت عليه عبر الإنترنت يدعى شكري الخليفي، والتقته عام 2013 في بلدة أطمة القريبة من الحدود التركية التي تشهد نزاعاً بين جماعتين جهاديتين متنافستين هما، «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش».

وأكدت أنها اكتشفت حينها أن الخليفي مقاتل، لكنها «تقبلته كما هو»، وقُتل بعد أيام.

وذكرت وسائل إعلام بريطانية أنه ينتمي إلى «جبهة النصرة»، وعمل إلى جانب محمد المواسي، العضو في خلية «بيتلز» المتخصصة في الخطف والقتل والتابعة لتنظيم «داعش».

أما زوجها الثاني يوسف حسوني الذي أصبحت زوجته الثانية بعد 4 أشهر، فهو «يقاتل»، بحسب المتهمة التي أكدت أنها لا تعرف إلى أي فصيل ينتمي. وتقول السلطات البريطانية إنه عضو في تنظيم «داعش».

المرأة العشرون التي تدان بالإرهاب

خلص المحققون الفرنسيون إلى أن المتهمة تعلمت عبر الإنترنت طريقة مشاركة المرأة في الجهاد والموت شهيدة.

وظهرت في مقطع فيديو وهي تطلق النار من «كلاشينكوف» مرتدية النقاب.

أمام المحاكمة، مثلت مرتدية الجينز، وربطت شعرها إلى الخلف، كما لو أنها تنفي مشاركتها في المعارك.

وأقرت: «في مرحلة ما من حياتي، أصبحت متشددة»، لكنني «لم أعتنق مطلقاً» العقيدة الجهادية.

وبذلك تكون زراري المرأة العشرين التي تدان في فرنسا منذ 2012 بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي، بحسب المدعي العام الذي طلب إنزال عقوبة السجن لمدة 11 عاماً.


مقالات ذات صلة

تونس: إحالة عشرات على قطب الإرهاب واتهام وزير سابق بالتآمر على أمن الدولة

شمال افريقيا استنفار في محكمة تونس العاصمة بسبب قضايا التآمر على أمن الدولة (الجنايات التونسية)

تونس: إحالة عشرات على قطب الإرهاب واتهام وزير سابق بالتآمر على أمن الدولة

كشفت مصادر أمنية تونسية أن قوات الأمن التونسي أوقفت مؤخراً «15 تكفيرياً» بينهم من كان محل تفتيش لفائدة هياكل قضائية مختلفة بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي.

كمال بن يونس (تونس)
أفريقيا القيادي في جماعة «بوكو حرام» بعد أن سلم نفسه (القوات العسكرية متعددة الجنسيات)

الخناق يضيق على جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا

أعلنت القوات العسكرية متعددة الجنسيات التي تحارب جماعة «بوكو حرام» في منطقة حوض بحيرة تشاد، أن قيادياً بارزاً في الجماعة الإرهابية سلم نفسه لوحدة عسكرية.

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا صحافيون أفغان في لقاء بمكتب أخبار «تولو» في العاصمة كابل (إعلام أفغاني)

«طالبان» تحظر البث المباشر للبرامج الحوارية السياسية

فرضت حكومة «طالبان» في كابل، حظراً على البث المباشر للبرامج الحوارية السياسية بالقنوات الإخبارية الأفغانية، ما أثار موجة إدانات دولية من مختلف أنحاء العالم.

عمر فاروق (إسلام آباد)
آسيا قوات الأمن بكشمير في حالة تأهب قصوى بعد أن كشفت السلطات عن أن المسلحين اعتمدوا تكتيكات «الإرهاب الخفي» في سلسلة هجمات منطقة جامو (إ.ب.أ)

الجيش الهندي يعلن قتل متمردَين اثنين في كشمير

قَتل جنود هنود في كشمير شخصَين يشتبه بأنهما «إرهابيان» في اشتباك (السبت)، بحسب مسؤولين أمنيين، في وقت تشهد فيه المنطقة المتنازَع عليها انتخابات محلية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي )
آسيا مسؤولون أمنيون باكستانيون يتفقدون موقع انفجار عربة شرطة في كويتا أدى إلى إصابة 12 أحدهم شرطي 25 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مسلحون يقتحمون منزلاً في بلوشستان ويقتلون 7 عمال

أعلنت الشرطة الباكستانية، مساء السبت، مقتل ما لا يقل عن 7 عمال، برصاص مسلحين مجهولين، اقتحموا منزلاً في بلدة بنجكور بإقليم بلوشستان.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))

موسكو: عقيدتنا النووية المحدثة ستصبح رسمية قريباً

مدنيون في حالة صدمة بعد غارات روسية على مدينة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا الأحد (إ.ب.أ)
مدنيون في حالة صدمة بعد غارات روسية على مدينة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا الأحد (إ.ب.أ)
TT

موسكو: عقيدتنا النووية المحدثة ستصبح رسمية قريباً

مدنيون في حالة صدمة بعد غارات روسية على مدينة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا الأحد (إ.ب.أ)
مدنيون في حالة صدمة بعد غارات روسية على مدينة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا الأحد (إ.ب.أ)

أفاد الكرملين، الأحد، بأن روسيا أعدّت تعديلات على عقيدتها النووية، ويجري حالياً إضفاء الطابع الرسمي عليها، وهذا يعني تحديث الوثائق ذات الصلة، التي تحدد الظروف التي يمكن لموسكو فيها استخدام الأسلحة النووية.

وحذَّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب، يوم الأربعاء، من أن روسيا سيكون بمقدورها، بموجب التعديلات المقترحة، استخدام الأسلحة النووية إذا تعرضت لضربة بصواريخ تقليدية، ومن أنها ستَعدّ أي هجوم عليها مدعوم من إحدى القوى النووية هجوماً مشتركاً. وعُدَّت التعديلات على نطاق واسع محاولة من بوتين لرسم «خط أحمر» للولايات المتحدة وحلفائها، من خلال الإشارة إلى أن موسكو ستدرس الرد باستخدام أسلحة نووية، إذا سمحت تلك الدول لأوكرانيا بضرب عمق روسيا بصواريخ غربية بعيدة المدى.

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي: «جرى إعداد التعديلات، وسيجري، الآن، إضفاء الطابع الرسمي عليها». وأشار بيسكوف إلى أن التعديلات على العقيدة النووية تأتي على خلفية الوضع الدولي وتصاعد التوتر قرب حدود روسيا، وازدياد اقتراب البنية التحتية لحلف شمال الأطلسي منها، وكذلك ما وصفه بأنه التورط الأعمق لقوى نووية غربية في الحرب الأوكرانية دعماً لكييف.

جندي أوكراني يتلقى العلاج في وحدة طبية متنقلة بعد إصابته بإحدى جبهات القتال بإقليم دونيتسك (رويترز)

«غارات واسعة النطاق»

ميدانياً، أسفر قصف روسي على مدينة زابوريجيا، في جنوب أوكرانيا، عن إصابة 11 شخصاً على الأقل، وفق ما أعلنت أجهزة الإنقاذ الأوكرانية. وقالت أجهزة الإنقاذ، في بيان، إن عاصمة المنطقة تعرضت لعدة «غارات جوية واسعة النطاق» فجراً، مشيرة إلى أن «مبنى وستة منازل تقع في مناطق متفرقة من المدينة تعرضت لدمار كبير». وأوضحت أن 42 من عناصر الإنقاذ في الموقع لمساعدة أي شخص محاصَر تحت الأنقاض. وتابع البيان: «وفق البيانات الأولية، وصل عدد المصابين إلى 11 شخصاً»، مضيفاً أن «عمليات الإغاثة اكتملت، الآن». وجرى انتشال امرأة من تحت الأنقاض، ونقلها إلى المستشفى.

وكان حاكم المنطقة، إيفان فيدوروف، قد ذكر، في وقت سابق، أن الجرحى الستة هم «رجلان وأربع نساء». ووفقاً للحاكم، فإن الجيش الروسي ضرب زابوريجيا عشر مرات، وقام بتدمير «مبنى ومنازل متعددة الطوابق».

وسرعان ما ندَّد رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية، أندري إرماك، على شبكات التواصل الاجتماعي بالهجوم الروسي الجديد، الذي يهدف إلى «ترويع» السكان المدنيين، على حد تعبيره. ودعا إرماك، مرة أخرى، حلفاء كييف الغربيين إلى توفير «مزيد من الأسلحة» لاعتراض القصف الآتي من روسيا، وفرض عقوبات اقتصادية فعالة على «المجمع الصناعي العسكري» الروسي، لمزيد من الضغط على موسكو.

رجال الإطفاء يعملون على إخماد النيران بعد غارات روسية على زابوريجيا بجنوب أوكرانيا الأحد (أ.ب)

«إسقاط 125 مسيّرة»

وفي روسيا، أعلنت وزارة الدفاع إسقاط 125 مسيّرة أوكرانية فوق أراضيها، ليل السبت-الأحد، حيث أفاد حكام المناطق ببعض الأضرار، لكن لم تقع إصابات. وقالت الوزارة، على «تلغرام»: «جرى تدمير 125 طائرة مسيّرة ثابتة الجناح، واعتراضها من قِبل أنظمة الدفاع الجوي». وجرى تدمير 67 طائرة مسيّرة فوق منطقة فولغوغراد، في جنوب روسيا، حيث قال الحاكم أندريه بوشاروف إن الحطام المتساقط من الطائرات دون طيار أشعل حرائق في العشب، لكن لم تقع إصابات أو أضرار.

وجرى إسقاط 17 مسيّرة أخرى فوق منطقة بيلغورود، و17 فوق منطقة فورونيغ، حيث قال الحاكم ألكسندر غوسيف إن كثيراً منها سقط على مدينة فورونيغ وضواحيها، مما تسبَّب في اندلاع حرائق بمبنيين سكنيين، لكن لم تقع إصابات. ودمرت 18 طائرة أخرى فوق منطقة روستوف، حيث لم تقع إصابات ولا أضرار.