الأمم المتحدة تندد بقانون «بغيض» يحدّ من حقوق النساء في أفغانستان

الاضطهاد بصورة ممنهجة يخنق البلاد بشكل كبير

تصطف الفتيات الأفغانيات في المدرسة الابتدائية بعد عودتهن من العطلة الصيفية في قندهار بأفغانستان في 8 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)
تصطف الفتيات الأفغانيات في المدرسة الابتدائية بعد عودتهن من العطلة الصيفية في قندهار بأفغانستان في 8 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة تندد بقانون «بغيض» يحدّ من حقوق النساء في أفغانستان

تصطف الفتيات الأفغانيات في المدرسة الابتدائية بعد عودتهن من العطلة الصيفية في قندهار بأفغانستان في 8 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)
تصطف الفتيات الأفغانيات في المدرسة الابتدائية بعد عودتهن من العطلة الصيفية في قندهار بأفغانستان في 8 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان (الاثنين) القانون الذي صدر أخيراً في أفغانستان ويحد بشكل أكبر من حقوق المرأة والمجتمع بأنه «بغيض».

فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان (أ.ف.ب)

وقال فولكر تورك، خلال نقاش حول أفغانستان في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، «أود أن أعبّر بوضوح عن اشمئزازي» من هذا القانون.

وأثار الإعلان في 21 أغسطس (آب) عن القانون الجديد، الذي ينظّم جميع جوانب الحياة الاجتماعية والخاصة للأفغان وفقاً للتطبيق الصارم للشريعة، قلقاً كبيراً بين الأفغان والمدافعين عن حقوق الإنسان.

فتيات أفغانيات يحضرن فصلاً دراسياً في المدرسة الابتدائية بعد عودتهن من العطلة الصيفية في قندهار بأفغانستان في 8 سبتمبر 2024... تظل التحديات المستمرة فيما يتعلق بتعليم الفتيات واضحة (إ.ب.أ)

ويحظر النص على النساء الحديث بصوت عالٍ خارج المنزل، ويلزمهن تغطية أجسادهن ووجوههن بالكامل إذا اضطررن للخروج «للضرورة». كما يتم تنظيم حياة الرجال بشكل صارم.

وقال تورك أيضاً: «أرتجف عندما أفكر فيما ينتظر النساء والفتيات في أفغانستان» مؤكداً أن «هذه السيطرة القمعية على نصف سكان البلاد لا مثيل لها في العالم اليوم».

فتيات أفغانيات يحضرن فصولهن الدراسية داخل مدرسة ابتدائية في فايز آباد في ولاية بدخشان في 25 مارس 2024 (أ.ف.ب)

وأضاف: «إنه أمر صادم، ويرقى إلى اضطهاد النساء بصورة ممنهجة، ويعرّض أيضاً مستقبل البلاد للخطر عبر خنق تطورها بشكل كبير».

ولاحظ أن أفغانستان بالتالي «تغرق في العزلة والمعاناة والصعوبات أكثر وأكثر».

ودخل عديد من عناصر القانون حيز التنفيذ بشكل غير رسمي منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في أغسطس 2021. وتخضع النساء خصوصاً لهذه القيود التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها «فصل بين الجنسين». وأدى القانون الجديد الذي يمنح حريةً كبيرةً في القمع للوحدات التابعة لوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى نقاشات حادة بين كابل والأمم المتحدة. وكانت الوزارة حذّرت من أنها «لن تقدم أي دعم، ولن تتعاون بعد الآن مع بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان» بعد أن قالت الأخيرة في 25 أغسطس إنها «قلقة»؛ بسبب القانون الجديد.

ولكن في الأول من سبتمبر (أيلول) تبنّت حكومة «طالبان» لهجة أقل حدة مع الأمم المتحدة، التي حاولت بدورها الحد من التصعيد على لسان أمينها العام أنطونيو غوتيريش.


مقالات ذات صلة

دعوة أممية للتحرك إزاء تجاهل إسرائيل «الصارخ» للقانون الدولي

شؤون إقليمية مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (إ.ب.أ)

دعوة أممية للتحرك إزاء تجاهل إسرائيل «الصارخ» للقانون الدولي

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الاثنين، إن إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عام في قطاع غزة يمثل أولوية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
أميركا اللاتينية وزير حقوق الإنسان البرازيلي سيلفيو ألميدا (ا.ف.ب)

إقالة وزير حقوق الإنسان في البرازيل بعد اتهامات بالتحرش الجنسي

أقال الرئيس البرازيلي، وزير حقوق الإنسان في حكومته سيلفيو ألميدا، بعد اتهامات بالتحرش الجنسي وُجّهت إليه، معتبراً أن بقاءه في الحكومة «غير مقبول».

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
آسيا أفغانستان الدولة الأكثر تقييداً في العالم بالنسبة للنساء وفقاً لبعض الخبراء (نيويورك تايمز)

مع قوانين «طالبان» الجديدة... الأفغانيات يتخوفن من الأسوأ

جرى حظر صوت المرأة خارج المنزل داخل أفغانستان، تبعاً لبيان من 114 صفحة صدر أواخر الشهر الماضي، والذي يقنن جميع مراسيم حكومة «طالبان» المقيدة لحقوق المرأة.

كريستينا غولدبوم (واشنطن)
شرطي يصوّب سلاحه تجاه المتظاهرين خلال حظر تجوال في دكا ببنغلاديش 5 أغسطس 2024 (أ.ب)

الأمم المتحدة ترسل بعثة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ببنغلاديش

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنها سترسل بعثة لتقصي الحقائق إلى بنغلاديش، بناءً على طلب من الحكومة المؤقتة.

«الشرق الأوسط» (دكا)
آسيا امرأة أفغانية تمشي على إحدى الطرق في كابل (إ.ب.أ)

بمقاطع فيديو... أفغانيات يعترضن على قانون جديد عبر الغناء

شاركت عشرات النساء الأفغانيات في حركة احتجاج افتراضية ضد قانون جديد يحظر على النساء إسماع أصواتهن في الأماكن العامة، عبر تصوير أنفسهن وهن يغنّين.

«الشرق الأوسط» (كابل)

مسؤولة محلية سويسرية تعتذر بعد إطلاق النار على ملصق ديني

سانيا أميتي المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي (أ.ب)
سانيا أميتي المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي (أ.ب)
TT

مسؤولة محلية سويسرية تعتذر بعد إطلاق النار على ملصق ديني

سانيا أميتي المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي (أ.ب)
سانيا أميتي المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي (أ.ب)

قدمت عضوة في مجلس مدينة سويسرية اعتذارها، وطلبت الحماية من الشرطة بعد أن أطلقت النار على ملصق يُظهِر لوحة تعود إلى القرن الرابع عشر لمريم العذراء والسيد المسيح، ونشرت صوراً لوجهيهما المثقوبين بالرصاص على وسائل التواصل الاجتماعي.

نشرت سانيا أميتي، المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي، البالغة من العمر 32 عاماً، الصور على موقع «إنستغرام» خلال عطلة نهاية الأسبوع قبل حذفها بسرعة. وقالت لاحقاً إنها كانت تتدرب على إطلاق النار من مسافة نحو 10 أمتار (33 قدماً) ووجدت الملصق «كبيراً بما يكفي» ليكون هدفاً مناسباً، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

كتبت أميتي على منصة «إكس»: «أعتذر للأشخاص الذين تأذوا من منشوري. لقد حذفته على الفور عندما أدركت محتواه الديني. لم أفكر في الأمر... أنا آسفة للغاية».

وكشف حزب الخضر الليبرالي في زيوريخ، عن أنها استقالت من قيادته. وأوضح بيت روفيناخت، الرئيس المشارك للحزب، أنه سمع أن أميتي «في مكان آمن، وهي بخير». ولم ترد أميتي على محاولة وكالة «أسوشييتد برس» للتواصل معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال موقع Kath.ch التابع للمركز الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية في سويسرا إن الأساقفة السويسريين أدانوا إطلاق النار، قائلين إن «هذا يؤذي الحساسيات الدينية للكثير من الكاثوليك». وأشار الموقع إلى إن أميتي تواصلت معه عبر البريد الإلكتروني لتقول إنها وعائلتها «وضعوا أنفسهم تحت حماية الشرطة بسبب التهديدات».

من جهتها، أعلنت شركة «فارنر غروب» الاستشارية التي كانت تعمل أميتي معها في رسالة بالبريد الإلكتروني أنها قررت يوم الاثنين «إنهاء علاقة العمل».

واستمرت الصورة في الانتشار عبر الإنترنت ووسائل الإعلام السويسرية.

وذكرت التقارير أن أميتي، وهي من محبي الأسلحة النارية ومحامية متخصصة في الأمن السيبراني، قامت بأعمال احتيالية في الماضي، بما في ذلك ارتداء ملابس عسكرية لحضور حدث إلى جانب أعضاء حزب الشعب السويسري الشعبوي ونشر ملصقات في ألبانيا.