شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
TT
20

شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)
صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

نشرت «الأمم المتحدة»، الثلاثاء، سلسلة من شهادات «مروّعة» لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال في السودان الذي يشهد حرباً منذ أكثر من عام.

وفي سياق «تصاعد كبير لأعمال العنف»، منذ 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في ولاية الجزيرة وسط البلاد، قُتل ما لا يقل عن 124 مدنياً، وفرّ نحو 135 ألفاً إلى الولايات المجاورة، بينهم 3200 امرأة حامل، وفق ما أشار صندوق الأمم المتحدة للسكان، المتخصص في صحة الأم والطفل، في بيان.

ونقلاً عن أرقام وزارة الصحة في ولاية الجزيرة، أورد الصندوق معلومات «أولية» من 27 امرأة وفتاة تتراوح أعمارهنّ بين 6 و60 عاماً تعرضن للاغتصاب أو الاعتداء، مشيراً إلى أن هذه الحالات تشكل «جزءاً صغيراً من اعتداءات جنسية عنيفة تحصل على نطاق واسع»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

امرأة نازحة من ولاية الجزيرة تحمل طفلها بينما تجلس في خيمة بحلفا الجديدة بولاية كسلا بالسودان 3 نوفمبر 2024 (رويترز)
امرأة نازحة من ولاية الجزيرة تحمل طفلها بينما تجلس في خيمة بحلفا الجديدة بولاية كسلا بالسودان 3 نوفمبر 2024 (رويترز)

ونقل البيان عن ماريا؛ وهي أم لولدين، قولها: «لقد اضطهدونا (المسلّحون)، وضربونا وصوّبوا أسلحتهم نحونا وفتّشوا بناتنا».

وروت فتيات أنّ إخوتهنّ وأعمامهنّ وآباءهنّ وفّروا لهنّ سكاكين، وأضفن: «قالوا لنا أن نقتل أنفسنا إذا هددَنا المقاتلون بالاغتصاب».

وقالت ناجيات، في شهادات أخرى: «إنّ نساء رمين بأنفسهنّ في النهر؛ لعدم التعرّض لهجوم من رجال مسلحين»، بينما «فرّت أخريات واختبأن؛ لأن عائلاتهنّ هددتهنّ بالقتل بداعي غسل العار».

وقالت فاطمة، وهي أم لستة أولاد لا تعرف ماذا حدث لزوجها: «لقد ضربونا مثل الكلاب، فغادرنا. لم يكن معنا شيء، ولا حتى خبز. سِرنا لسبعة أيام تحت أشعة الشمس الحارقة، دون أن نأكل شيئاً. وماتت بعض النساء في الطريق».

سودانيون نزحوا من ولاية الجزيرة يجلسون تحت شجرة في حلفا الجديدة بولاية كسلا بالسودان 3 نوفمبر 2024 (رويترز)
سودانيون نزحوا من ولاية الجزيرة يجلسون تحت شجرة في حلفا الجديدة بولاية كسلا بالسودان 3 نوفمبر 2024 (رويترز)

كانت أمينة (27 عاماً) ضمن مجموعة من 21 امرأة حاملاً في المرحلة الأخيرة، جمعهنّ طبيب محلي في إحدى القرى لمساعدتهنّ على الولادة قبل الفرار. وتعيَّن إخضاعها لعملية قيصرية. وقالت: «كانت عمليات إطلاق النار مرعبة جداً لدرجة أنني استجمعت قواي لمغادرة القرية».

وأوضحت: «بعد ست ساعات فقط» من الخضوع للعملية القيصرية، وعلى الرغم من «الجروح التي كانت لا تزال حديثة ومؤلمة»، واصلت طريقها مع مولودها الجديد سيراً على الأقدام، ثم في «عربة يجرها حمار» لأيام عدة.


مقالات ذات صلة

المنسقة الأممية في السودان: الوضع الإنساني في السودان «كارثي» بعد عامين من الحرب

شمال افريقيا جندي سوداني قرب عربة عسكرية مدمرة في الخرطوم (أرشيفية - رويترز)

المنسقة الأممية في السودان: الوضع الإنساني في السودان «كارثي» بعد عامين من الحرب

حذرت منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي، اليوم السبت، من أن الوضع الإنساني في هذا البلد أصبح «كارثياً»

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا جنود يسيرون بالقرب من مركبة عسكرية مدمرة ومبانٍ تعرضت للقصف في الخرطوم (رويترز)

السودان: مقتل أكثر من مائة في هجمات لـ«الدعم السريع» على مخيم زمزم بالفاشر

نقلت صحيفة «سودان تريبيون» اليوم عن المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، القول إن أكثر من مائة شخص قُتلوا في هجمات لـ«الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا نازحون من مدينة الفاشر المحاصرة (أرشيفية - الشرق الأوسط)

الموت جوعاً يهدد أكثر من 700 ألف نازح في دارفور

يواجه أكثر من 700 ألف نازح في معسكر أبو شوك للنازحين قرب الفاشر أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد، بسبب القصف المستمر الذي يتعرض له من «قوات الدعم السريع».

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

25 قتيلاً في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» على مخيم للنازحين في الفاشر

قتل 25 شخصا على الأقل بينهم أطفال ونساء جراء هجوم شنّته «قوات الدعم السريع» على مخيم للنازحين في مدينة الفاشر في غرب السودان الجمعة

«الشرق الأوسط» (بورت سودان)
شمال افريقيا لاجئون سودانيون من غرب دارفور بالسودان في مستشفى أدري بتشاد 16 يونيو 2023 (رويترز)

مقتل 15 في قصف لـ«الدعم السريع» على مدينة الفاشر بدارفور

قُتل 15 شخصاً على الأقل في قصف لـ«قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر في إقليم دارفور، بحسب ما أفاد مصدر طبي الخميس.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

 تجدد التوترات في العلاقات بين الجزائر وباريس

المؤثر الجزائري أمير بوخرص (حسابه بالإعلام الاجتماعي)
المؤثر الجزائري أمير بوخرص (حسابه بالإعلام الاجتماعي)
TT
20

 تجدد التوترات في العلاقات بين الجزائر وباريس

المؤثر الجزائري أمير بوخرص (حسابه بالإعلام الاجتماعي)
المؤثر الجزائري أمير بوخرص (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

احتجت الجزائر بشدة على اتهام وسجن أحد دبلوماسييها العاملين في فرنسا، في قضية مثيرة تتعلق بخطف واحتجاز معارض جزائري يعرف بـ«أمير دي زاد»، واسمه الحقيقي أمير بوخرص.

وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان، السبت، أن أمينها العام لوناس مقرمان استقبل بمقر الوزارة، السفير الفرنسي بالجزائر ستيفان روماتيه، وأبلغه احتجاج بلاده «الشديد» على «قرار السلطات القضائية الفرنسية بتوجيه الاتهام لأحد أعوانها القنصليين العاملين على التراب الفرنسي ووضعه رهن الحبس المؤقت، في إطار فتح تحقيق قضائي على خلفية قضية الاختطاف المزعوم».

ووصف البيان المعارض بوخرص بـ«المارق».

وأكدت الجزائر، عبر جهازها الدبلوماسي، «رفضها رفضاً قاطعاً، شكلاً ومضموناً، الأسباب التي قدمتها النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب قصد تبرير قرارها بوضع الموظف القنصلي رهن الحبس الاحتياطي». من دون ذكر اسمه.

ووفق البيان ذاته، تم اعتقال الموظف القنصلي «في الطريق العام ووضع تحت الحجز للنظر دون إشعار عبر القنوات الدبلوماسية، وذلك في انتهاك صارخ للحصانات والامتيازات المرتبطة بوظائفه في القنصلية الجزائرية بكريتاي (وسط باريس)، وكذلك للممارسات المتعارف عليها في هذا الإطار بين الجزائر وفرنسا». مشدداً على هشاشة وضعف الحجج التي قدمتها الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية خلال التحقيقات، حيث تستند هذه الحملة القضائية المرفوضة على مجرد كون هاتف الموظف القنصلي المتهم قد يكون تم رصده بالقرب من عنوان منزل المدعو أمير بوخرص».

وطالبت الجزائر بـ«الإفراج فوراً عن الموظف القنصلي المحتجز احتياطيًا، وبالاحترام التام للحقوق المرتبطة بوظيفته المنصوص عليها سواء في إطار الاتفاقيات الدولية أوالثنائية، بما يتيح له الدفاع عن نفسه بشكل لائق وفي الظروف الأساسية المواتية».

وعد البيان الوقائع الخاصة بالدبلوماسي الجزائري «منعطفاً قضائياً غيرمسبوق في تاريخ العلاقات الجزائرية الفرنسية، وهو ليس من قبيل الصدفة، حيث يأتي في سياق محدد وبغرض تعطيل عملية إعادة بعث العلاقات الثنائية التي اتفق عليها رئيسا الدولتين خلال محادثتهما الهاتفية الأخيرة».

وأضاف: «إن هذا التحول المؤسف وغير اللائق يدل على أن بعض الجهات الفرنسية لا تحمل نفس الإرادة لإعادة تنشيط العلاقات الثنائية، كما لا تملك حسن النية والصدق الكفيلين بتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف طبيعي وسلس للعلاقات الثنائية».

وأبدت الجزائر، حسب خارجيتها، «اندهاشا للاختيار الساخر الذي اتخذه معرقلو إحياء العلاقات الثنائية بشأن المجرم الذي تم استخدامه كآداة لهذا العمل المدبر. فالتسرع المفضوح في استغلال هذا المجرم كواجهة جديدة للخطاب المعادي للجزائر، يقابله تماطل السلطات الفرنسية في التعامل مع طلبات السلطات الجزائرية بتسليم هذا المخرب المرتبط بتنظيمات إرهابية». وانتهى البيان إلى أن «هذا التطور الجديد وغير المقبول وغير المبرر، من شأنه أن يلحق ضررًا بالغا بالعلاقات الجزائرية-الفرنسية ولن يسهم في التهدئة».

ووُجّه الاتهام إلى ثلاثة رجال، يعمل أحدهم في قنصلية جزائرية لدى فرنسا، الجمعة في باريس، وذلك للاشتباه في ضلوعهم في اختطاف اللاجىء السياسي أمير بوخرص نهاية أبريل (نيسان) 2024 على الأراضي الفرنسية، حسب ما أفادت مصادر مطلعة على الملف لوكالة الصحافة الفرنسية. والرجال ملاحقون في قضية اختطاف المؤثر الجزائري أمير بوخرص. كما يلاحق الثلاثة بتهم «التوقيف والخطف، والاحتجاز التعسفي على ارتباط بمخطط إرهابي»، حسب ما أكدت النيابة العامة الوطنية لقضايا مكافحة الإرهاب.

ولاحت بوادر انفراجة في علاقات البلدين بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الجزائر الأحد الماضي، حيث تم الاتفاق على تجاوز مشكلات كثيرة بعضها مرتبط بالهجرة والاستعمار. وكان الرئيسان الجزائري والفرنسي عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون، تباحثا في اتصال هاتفي يوم 31 مارس (آذار) الماضي، طي التوترات التي اندلعت الصيف الماضي إثر احتجاج الجزائر على انحياز باريس للمغرب في نزاع الصحراء.