المستشار الألماني من موقع عملية الطعن يتعهد بالعمل على «عدم تكرار» الحادث

دعوات إلى «وقف استقبال اللاجئين ولترحيل المجرمين إلى سوريا وأفغانستان»

المستشار الألماني أولاف شولتز بمسرح الجريمة في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتز بمسرح الجريمة في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
TT

المستشار الألماني من موقع عملية الطعن يتعهد بالعمل على «عدم تكرار» الحادث

المستشار الألماني أولاف شولتز بمسرح الجريمة في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتز بمسرح الجريمة في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

تزداد الضغوط على الحكومة الألمانية لاستخلاص العبر وللتصرف بعد الاعتداء الإرهابي في مدينة زولينغن الذي أوقع 3 قتلى بعملية طعن بالسكين نفذها لاجئ سوري من دير الزور وتبناها تنظيم «داعش».

المستشار الألماني أولاف شولتز يدلي ببيان إعلامي بمسرح الجريمة في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024... وكان رجل طعن المارة عشوائياً بسكين خلال مهرجان المدينة في زولينغن مساء 23 أغسطس (إ.ب.أ)

وأكد المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي زار المدينة صباح الاثنين بعد يومين من العملية الإرهابية، أن الحكومة تناقش مجموعة من الإجراءات للتأكد من «عدم تكرار» عمليات كهذه؛ منها ما يتعلق بمحاربة الهجرة غير النظامية وأخرى تتعلق بتشديد قوانين حمل الأسلحة والسكاكين.

رئيس وزراء ولاية شمال الراين فستفاليا هندريك فوست ورئيس بلدية زولينغن تيم كورتسباخ والمستشار الألماني أولاف شولتز يضعون الزهور بالموقع الذي قُتل فيه 3 أشخاص وأصيب كثيرون بهجوم طعن خلال مهرجان في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024 (رويترز)

وقال شولتز إنه سيجري تأسيس وحدة عمل مشتركة من الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية لمناقشة وتحديد خطوات لتسريع ترحيل اللاجئين المرفوضة طلباتهم، وذلك بعد أن تبين أن منفذ العملية كان من المفترض أن يرحَّل العام الماضي إلى بلغاريا، ولكن السلطات الألمانية لم تعثر عليه يوم الترحيل ولم تحاول مرة جديدة. وبعد أن اختفى 6 أشهر، وهي المهلة القانونية المتاحة للسلطات لترحيله، عاد وسجل نفسه في زولينغن وحصل على «حق الحماية المؤقتة».

وتطالب المعارضة بـ«وقف استقبال لاجئين من سوريا وأفغانستان وترحيل المجرمين إلى الدولتين». ولكن قانوناً لا يمكن لألمانيا حالياً أن ترحل أشخاصاً إلى دول تصنفها «خطرة»، كما أنها ليست لديها علاقات مع حكومتَي الدولتين؛ مما يعني أنها لا يمكنها تنسيق أي عمليات ترحيل إليهما.

رئيس بلدية زولينغن تيم كورتسباخ (الثالث من اليسار) والمستشار الألماني أولاف شولتز (وسط اليمين) ورئيس وزراء ولاية شمال الراين فستفاليا هندريك فوست (يمين) يلتقطون صورة جماعية مع قوات الانتشار بموقع هجوم بسكين في زولينغن (أ.ف.ب)

ودعا زعيم حزب المعارضة الرئيسي «المسيحي الديمقراطي»، فريدريش ميرتز، الحكومة إلى «تجميد» استقبال لاجئين من سوريا وأفغانستان، وقال إن عملية زولينغن يجب أن تشكل «نقطة تحول» في سياسات الحكومة التي يقودها الاشتراكيون ويشارك فيها حزبا: «الخضر» و«الليبراليون». ولم يفسر ميرتز كيف يمكن قانوناً وقف استقبال اللاجئين؛ بل اكتفى بطرح مطالباته. وتقدم حزبه بخطة من 5 نقاط إلى الحكومة لتنفيذها، تتضمن، إضافة إلى الترحيل ووقف استقبال اللاجئين من سوريا وأفغانستان، سحب الجنسية الألمانية من الإرهابيين الذين يحملون أكثر من جواز سفر، وسحب الإقامة من الذين يسافرون إلى سوريا، ووقف عمليات التجنيس بعد 3 سنوات.

وسمح قانون جديد للجنسية؛ تنبته الحكومة الحالية ودخل حيز التنفيذ في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، بتسريع التجنيس وخفض مدة ما قبل التجنيس إلى 3 سنوات في حالات خاصة وبمستوى لغة ألمانية متقدم. كما سمح القانون الجديد بازدواجية الجنسية بعد أن كان القانون السابق يفرض على المتقدمين للحصول على جواز ألماني التخلي عن جنسيتهم الأصلية. ويعارض «الحزب المسيحي الديمقراطي» القانون الجديد، ورفض إدخال أي تعديلات على قانون الجنسية طوال السنوات الـ15 التي قاد فيها 4 حكومات بزعامة أنجيلا ميركل.

ويحاول «الحزب المسيحي الديمقراطي» تقديم سياسات هجرة متشددة آملاً انتزاع ناخبين من حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف، قبل انتخابات محلية في ولايات شرقية تشير الاستطلاعات إلى أن «البديل لألمانيا» يحل في المرتبة الأولى في معظمها؛ وفيها «المسيحي الديمقراطي» يأتي ثانياً.

يضع الناس الزهور والشموع يوم 26 أغسطس 2024 في زولينغن غرب ألمانيا بالقرب من المكان الذي قُتل فيه 3 أشخاص (أ.ف.ب)

ولكن الأمين العام لـ«الحزب الاشتراكي»، كيفن كوهنرت، رد على اقتراح ميرتز بالقول إن اقتراحه «غير قابل للتطبيق من الناحية القانونية بسبب الدستور والقانون الأساسي». وأضاف: «لا يمكن أن يكون الرد» على عملية الطعن بأن «تقفل الباب في وجه الفارين من أمام المتطرفين؛ بل علينا أن نعمل لمواجهة تطرف الشباب، والتركيز على مواجهة خطابات الكراهية، خصوصاً على الإنترنت، وفهم كيف يحدث التطرف». وأكد في المقابل أن الحكومة تعمل على «حلول» لمواجهة مشكلات ترحيل المدانين الخطرين. وأشار إلى أن «بلغاريا كانت مستعدة؛ على ما يبدو من كل ما قرأت، بأن تستعيد» منفذ عملية الطعن الذي يدعى «عيسى» (26 عاماً)، مضيفاً أنه الآن «يجب على السلطات في ولاية شمال الراين فستفاليا أن توضح لماذا فشلت عملية ترحيله».

وصدرت تحذيرات كذلك من خبراء هجرة وإرهاب من «خلط الوقائع»، وقال الباحث في شؤون التطرف آندرياس زيك، في تصريحات صحافية تعليقاً على اقتراحات «الحزب المسيحي الديمقراطي»، إنه «يجب عدم تقديم اقتراحات لا يمكن تطبيقها؛ لأن هذا يعزز الشعبوية». وأضاف أن الكلام على نزع الجنسية «مزعج»، مشيراً إلى أن منفذ عملية الطعن لم يكن قد دخل في عملية التجنيس، وقال: «خلط الحقائق في هذه القضية يساعد من يدعون إلى خطوات مختلفة كلياً»، في إشارة إلى حزب «البديل لألمانيا».

رئيس وزراء ولاية شمال الراين فستفاليا هندريك فوست ورئيس بلدية زولينغن تيم كورتسباخ والمستشار الألماني أولاف شولتز يضعون الزهور بالموقع الذي قُتل فيه 3 أشخاص وأصيب كثيرون بهجوم طعن خلال مهرجان في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024 (رويترز)

ووسط كل هذا الجدل، ظهر شريط فيديو جديد على موقع «أعماق» التابع لـ«داعش» يظهر رجلاً يغطي وجهه ولا تظهر إلا عيناه، يقول إنه منفذ عملية الطعن، ويتحدث فيه عن استعداده لتنفيذ عملية انتقاماً لـ«البوسنة والعراق وفلسطين». ومن غير الواضح ما إذا كان الرجل هو نفسه منفذ العملية.


مقالات ذات صلة

200 قتيل في هجوم إرهابي وسط بوركينا فاسو

أفريقيا حالة استنفار في المستشفى بعد استقبال أكثر من 300 جريح (التلفزيون الحكومي)

200 قتيل في هجوم إرهابي وسط بوركينا فاسو

أعلنت حكومة بوركينا فاسو أنها سترد بحزم على هجوم إرهابي أودى بحياة ما لا يقل عن 200 قتيل، أغلبهم مدنيون يقطنون في قرية بارسالوغو الواقعة وسط البلاد.

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا مسؤولون أمنيون باكستانيون يقومون بدورية في موقع الاشتباكات بين مجموعتين مسلحتين في كراتشي، باكستان، 25 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

مقتل 14 من قوات الأمن الباكستاني خلال اشتباك مع مسلحين في بلوشستان

أعلن الجيش الباكستاني أن قوات الأمن قتلت 21 مسلحاً في بلوشستان بعد هجوم على حافلة، وقال الجيش إن 14 من قوات الأمن الباكستاني قُتلوا خلال اشتباكات مع مسلحين.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا سيارة محترقة بعد أن نفَّذ مسلحون انفصاليون هجمات مميتة في إقليم بلوشستان الاثنين (تلفزيون رويترز)

باكستان: صدمة بعد قتل انفصاليين بلوش 51 من أبناء البنجاب

تعمّ مشاعر الصدمة مختلف أرجاء باكستان جراء مقتل 51 عاملاً من عرق البنجاب داخل إقليم بلوشستان، على أيدي جماعة انفصالية مسلحة من البلوش.

عمر فاروق (إسلام آباد)
آسيا تظهر الصورة مركبات متفحمة بعد أن نفّذ مسلحون انفصاليون هجمات مميتة في إقليم بلوشستان، باكستان، 26 أغسطس 2024 (رويترز)

باكستان: 51 قتيلاً في هجمات منسَّقة لـ«جيش تحرير البلوش»

قتل مسلّحون 51 شخصاً على الأقل بجنوب غربي باكستان في هجمات شنها مسلحون انفصاليون على مراكز للشرطة وخطوط سكك حديدية ومركبات على طرق سريعة.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أوروبا سيارة شرطة فرنسية أمام كنيس بيت يعقوب في اليوم التالي للانفجار الذي وقع خارجه في لا جراند موت جنوب فرنسا (أ.ب.أ)

المشتبه به في هجوم على كنيس يهودي بفرنسا... «جزائري نظامي»

أفاد مصدر مطلع على ملف الهجوم الذي استهدف، السبت، كنيساً يهودياً في جنوب فرنسا، بأن المشتبه به الذي نفّذ الاعتداء جزائري في وضع نظامي.

«الشرق الأوسط» (باريس )

الكرملين: «من غير المناسب» حالياً التعليق على توقيف مؤسس «تلغرام» في فرنسا

بافيل دوروف مؤسس تطبيق «تلغرام» (أرشيفية - رويترز)
بافيل دوروف مؤسس تطبيق «تلغرام» (أرشيفية - رويترز)
TT

الكرملين: «من غير المناسب» حالياً التعليق على توقيف مؤسس «تلغرام» في فرنسا

بافيل دوروف مؤسس تطبيق «تلغرام» (أرشيفية - رويترز)
بافيل دوروف مؤسس تطبيق «تلغرام» (أرشيفية - رويترز)

رأى الكرملين، الاثنين، أنه «من غير المناسب» التعليق حالياً على توقيف مؤسس تطبيق «تلغرام» بافيل دوروف في فرنسا بموجب مذكرة بحث أصدرها محقّقون فرنسيون على خلفية انتهاكات مختلفة منسوبة لتطبيق المراسلة المشفّرة.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين: «لا نعرف بالتحديد التهم الموجهة لدوروف، ولم نسمع أي بيان رسمي بهذا الصدد». وأكد أنه «قبل التعليق علينا أن ننتظر حتى يتضح الوضع. ومن دون ذلك، ربما سيكون من غير المناسب الإدلاء بأي تصريحات».

وقُبض على الملياردير الفرنسي الروسي البالغ 39 عاماً في مطار لوبورجيه، مساء السبت، برفقة حارسه الشخصي ومساعدته.

وكان المكتب المسؤول عن مكافحة العنف ضدّ القاصرين (Ofmin) قد أفاد بأنّه أصدر مذكرة بحث ضد دوروف انطلاقاً من دوره بوصفه منسّقاً في تحقيق أولي في جرائم تراوح بين الاحتيال وتهريب المخدرات والمضايقة عبر الإنترنت والجريمة المنظمة، مروراً بتبرير الإرهاب والاحتيال، وفقاً لمصادر مطّلعة على القضية.

وينتقد القضاء دوروف لعدم تحرّكه ضد استخدام المشتركين تطبيقه لأهداف مضرّة، خصوصاً في ظل الافتقار إلى الإشراف على المحتوى والتعاون مع المحقّقين.

كان دوروف وشقيقه نيكولا قد أطلقا تطبيق «تلغرام» عام 2013. ويمكن من خلال هذا التطبيق الذي يتخذ دبي مقراً له، تسهيل تشفير الاتصالات من طرف إلى آخر. وقد وضع نفسه في مواجهة المنصّات الأميركية التي تعرّضت لانتقادات بسبب استغلالها التجاري للبيانات الشخصية للمستخدمين. ويلتزم التطبيق بشكل خاص بعدم الكشف عن معلومات حول مستخدميه أبداً.

وفي مقابلة نادرة أجراها المذيع الأميركي اليميني تاكر كارلسون في أبريل (نيسان) الماضي، قال دوروف إن فكرة إطلاق تطبيق مراسلة مشفر خطرت له بعد تعرضه لضغوط من الحكومة الروسية في أثناء عمله في VK، وهي شبكة اجتماعية أنشأها قبل بيعها ومغادرة روسيا عام 2014. وأشار في حينه إلى أن المنصة تضم 900 مليون مستخدم.