هجوم روسي واسع النطاق على أوكرانيا بـ200 صاروخ ومسيّرة

استهدف منشآت الطاقة في 15 منطقة

جانب من الدمار جراء الغارات الروسية على مدينة دنيبرو الأوكرانية اليوم (رويترز)
جانب من الدمار جراء الغارات الروسية على مدينة دنيبرو الأوكرانية اليوم (رويترز)
TT

هجوم روسي واسع النطاق على أوكرانيا بـ200 صاروخ ومسيّرة

جانب من الدمار جراء الغارات الروسية على مدينة دنيبرو الأوكرانية اليوم (رويترز)
جانب من الدمار جراء الغارات الروسية على مدينة دنيبرو الأوكرانية اليوم (رويترز)

سُمع دوي سبعة انفجارات على الأقل في العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم (الاثنين)، في ظل تحذير على مستوى البلاد من هجمات جوية روسية، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية». وأعلنت قنوات على «تلغرام» وقوع انفجارات في أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك مدينة لوتسك (شمال غرب) حيث أفاد مسؤولون بأن هجوماً ألحق أضراراً بمبنى سكني.

وقال عمدة كييف فيتالي كليتشكو، اليوم، إن إمدادات الكهرباء والمياه تعطلت في أجزاء من كييف بعد الهجوم الجوي الروسي المكثف. وقالت شركة «دي تيك»، أكبر شركة خاصة لإنتاج الطاقة في أوكرانيا، إنها ستقنن الكهرباء في أعقاب الهجمات. وقال حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك (وسط) سيرغي لياسك: «لم يمر إرهاب العدو من دون عواقب. هناك قتيل»، فيما أعلن حاكما زابوريجيا ولوتسك عن سقوط قتيل في كل من منطقتيهما.

عمال إنقاذ يحاولون إطفاء النيران التي اندلعت جراء الغارات الروسية على مدينة أوديسا اليوم (رويترز)

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، إن روسيا أطلقت نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة على أوكرانيا.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، أنها نفذت «ضربة واسعة النطاق» بالصواريخ والطائرات المسيرة استهدفت منشآت للطاقة في أوكرانيا، فيما أبلغت كييف عن هجمات طالت 15 منطقة في البلاد. وذكرت الوزارة في بيان نشرته على «تلغرام»: «نفذت القوات المسلحة الروسية ضربة واسعة النطاق بأسلحة بعيدة المدى وعالية الدقة أطلقت من الجو والبحر وبمسيرات طالت منشآت مهمة للطاقة تتيح عمل المجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا. تمت إصابة جميع الأهداف».

قال الجيش الأوكراني، في وقت سابق اليوم، إن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيرة على كييف، وأضاف أنه وفقاً للمعلومات الأولية لم تقع إصابات أو أضرار جراء الهجوم.

مواطنون يحتمون في محطة للمترو بعد تفعيل صفارات الإنذار في كييف اليوم (د.ب.أ)

وقال سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف على تطبيق «تلغرام» إنه تم تدمير ما يصل إلى 10 طائرات مسيرة لدى اقترابها من المدينة في المنطقة المحيطة بالعاصمة.

وأضاف أن التقديرات الكاملة لحجم الهجوم سيُعلن عنها في وقت لاحق اليوم.

كانت صفارات الإنذار قد دوت في معظم مناطق وسط وشرق أوكرانيا للتحذير من غارات جوية في الساعة 02:30 بتوقيت غرينتش اليوم، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال حاكم منطقة ساراتوف الروسية، اليوم إن امرأة أصيبت بجروح وتضررت عدة منازل في مدينتي ساراتوف وإنجلز نتيجة هجوم شنته أوكرانيا بطائرات مسيرة، على المنطقة التي تبعد مئات الكيلومترات جنوب شرقي العاصمة موسكو.

وأضاف الحاكم رومان باسورغين على تطبيق «تلغرام» أن مجمعاً سكنياً في مدينة ساراتوف تضرر جراء الحطام المتساقط من طائرات مسيرة دمرتها أنظمة الدفاع الجوي الروسية.

وقال باسورغين: «نُقلت امرأة إلى المستشفى في حالة خطيرة. الأطباء يبذلون كل ما في وسعهم لإنقاذ حياتها».

ولدى روسيا قاعدة عسكرية استراتيجية في إنجلز تضم أسراباً من القاذفات. وهاجمت أوكرانيا القاعدة عدة مرات منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.


مقالات ذات صلة

أوكرانيا... من حرب الثبات إلى الحركيّة

العالم تمثال لفلاديمير لينين أمام عَلم روسي وسط مدينة كورسك (أرشيفية - إ.ب.أ)

أوكرانيا... من حرب الثبات إلى الحركيّة

يرى الخبراء أن أوكرانيا تعتمد الهجوم التكتيكي والدفاع الاستراتيجيّ، أما روسيا فتعتمد الدفاع التكتيكي والهجوم الاستراتيجيّ.

المحلل العسكري (لندن)
الاقتصاد روسية تشتري البقالة في أحد المحال بموسكو (رويترز)

بوتين يدعو إلى اتخاذ إجراءات منسقة لكبح التضخم

حثَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حكومته والبنك المركزي اليوم الاثنين، على اتخاذ إجراءات منسقة لكبح التضخم.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)

زيلينسكي يعلن «تقدماً» أوكرانياً في منطقة كورسك الروسية

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأحد)، إن قوات كييف حقّقت تقدماً محدوداً في كورسك الروسية.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا امرأة تقف وسط حطام منزلها الذي تعرّّض للقصف في منطقة دونيتسك 20 أغسطس 2024 (رويترز)

سقوط قتلى في قصف روسي - أوكراني متبادل

شهدت كل من أوكرانيا وروسيا ليلة دامية، سقط خلالها قتلى مدنيون، بينما دخل توغل قوات كييف في كورسك الروسية أسبوعه الثالث.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
أوروبا بافيل دوروف مؤسس تطبيق «تلغرام»... (أرشيفية - رويترز)

بعد اعتقاله في فرنسا... ماذا نعرف عن مؤسس تطبيق «تلغرام» بافيل دوروف؟

بعد القبض على بافيل دوروف رجل التكنولوجيا الروسي مؤسس تطبيق «تلغرام»... ماذا نعرف عنه؟

يسرا سلامة (القاهرة)

المستشار الألماني من موقع عملية الطعن يتعهد بالعمل على «عدم تكرار» الحادث

المستشار الألماني أولاف شولتز بمسرح الجريمة في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتز بمسرح الجريمة في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
TT

المستشار الألماني من موقع عملية الطعن يتعهد بالعمل على «عدم تكرار» الحادث

المستشار الألماني أولاف شولتز بمسرح الجريمة في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتز بمسرح الجريمة في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

تزداد الضغوط على الحكومة الألمانية لاستخلاص العبر وللتصرف بعد الاعتداء الإرهابي في مدينة زولينغن الذي أوقع 3 قتلى بعملية طعن بالسكين نفذها لاجئ سوري من دير الزور وتبناها تنظيم «داعش».

المستشار الألماني أولاف شولتز يدلي ببيان إعلامي بمسرح الجريمة في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024... وكان رجل طعن المارة عشوائياً بسكين خلال مهرجان المدينة في زولينغن مساء 23 أغسطس (إ.ب.أ)

وأكد المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي زار المدينة صباح الاثنين بعد يومين من العملية الإرهابية، أن الحكومة تناقش مجموعة من الإجراءات للتأكد من «عدم تكرار» عمليات كهذه؛ منها ما يتعلق بمحاربة الهجرة غير النظامية وأخرى تتعلق بتشديد قوانين حمل الأسلحة والسكاكين.

رئيس وزراء ولاية شمال الراين فستفاليا هندريك فوست ورئيس بلدية زولينغن تيم كورتسباخ والمستشار الألماني أولاف شولتز يضعون الزهور بالموقع الذي قُتل فيه 3 أشخاص وأصيب كثيرون بهجوم طعن خلال مهرجان في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024 (رويترز)

وقال شولتز إنه سيجري تأسيس وحدة عمل مشتركة من الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية لمناقشة وتحديد خطوات لتسريع ترحيل اللاجئين المرفوضة طلباتهم، وذلك بعد أن تبين أن منفذ العملية كان من المفترض أن يرحَّل العام الماضي إلى بلغاريا، ولكن السلطات الألمانية لم تعثر عليه يوم الترحيل ولم تحاول مرة جديدة. وبعد أن اختفى 6 أشهر، وهي المهلة القانونية المتاحة للسلطات لترحيله، عاد وسجل نفسه في زولينغن وحصل على «حق الحماية المؤقتة».

وتطالب المعارضة بـ«وقف استقبال لاجئين من سوريا وأفغانستان وترحيل المجرمين إلى الدولتين». ولكن قانوناً لا يمكن لألمانيا حالياً أن ترحل أشخاصاً إلى دول تصنفها «خطرة»، كما أنها ليست لديها علاقات مع حكومتَي الدولتين؛ مما يعني أنها لا يمكنها تنسيق أي عمليات ترحيل إليهما.

رئيس بلدية زولينغن تيم كورتسباخ (الثالث من اليسار) والمستشار الألماني أولاف شولتز (وسط اليمين) ورئيس وزراء ولاية شمال الراين فستفاليا هندريك فوست (يمين) يلتقطون صورة جماعية مع قوات الانتشار بموقع هجوم بسكين في زولينغن (أ.ف.ب)

ودعا زعيم حزب المعارضة الرئيسي «المسيحي الديمقراطي»، فريدريش ميرتز، الحكومة إلى «تجميد» استقبال لاجئين من سوريا وأفغانستان، وقال إن عملية زولينغن يجب أن تشكل «نقطة تحول» في سياسات الحكومة التي يقودها الاشتراكيون ويشارك فيها حزبا: «الخضر» و«الليبراليون». ولم يفسر ميرتز كيف يمكن قانوناً وقف استقبال اللاجئين؛ بل اكتفى بطرح مطالباته. وتقدم حزبه بخطة من 5 نقاط إلى الحكومة لتنفيذها، تتضمن، إضافة إلى الترحيل ووقف استقبال اللاجئين من سوريا وأفغانستان، سحب الجنسية الألمانية من الإرهابيين الذين يحملون أكثر من جواز سفر، وسحب الإقامة من الذين يسافرون إلى سوريا، ووقف عمليات التجنيس بعد 3 سنوات.

وسمح قانون جديد للجنسية؛ تنبته الحكومة الحالية ودخل حيز التنفيذ في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، بتسريع التجنيس وخفض مدة ما قبل التجنيس إلى 3 سنوات في حالات خاصة وبمستوى لغة ألمانية متقدم. كما سمح القانون الجديد بازدواجية الجنسية بعد أن كان القانون السابق يفرض على المتقدمين للحصول على جواز ألماني التخلي عن جنسيتهم الأصلية. ويعارض «الحزب المسيحي الديمقراطي» القانون الجديد، ورفض إدخال أي تعديلات على قانون الجنسية طوال السنوات الـ15 التي قاد فيها 4 حكومات بزعامة أنجيلا ميركل.

ويحاول «الحزب المسيحي الديمقراطي» تقديم سياسات هجرة متشددة آملاً انتزاع ناخبين من حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف، قبل انتخابات محلية في ولايات شرقية تشير الاستطلاعات إلى أن «البديل لألمانيا» يحل في المرتبة الأولى في معظمها؛ وفيها «المسيحي الديمقراطي» يأتي ثانياً.

يضع الناس الزهور والشموع يوم 26 أغسطس 2024 في زولينغن غرب ألمانيا بالقرب من المكان الذي قُتل فيه 3 أشخاص (أ.ف.ب)

ولكن الأمين العام لـ«الحزب الاشتراكي»، كيفن كوهنرت، رد على اقتراح ميرتز بالقول إن اقتراحه «غير قابل للتطبيق من الناحية القانونية بسبب الدستور والقانون الأساسي». وأضاف: «لا يمكن أن يكون الرد» على عملية الطعن بأن «تقفل الباب في وجه الفارين من أمام المتطرفين؛ بل علينا أن نعمل لمواجهة تطرف الشباب، والتركيز على مواجهة خطابات الكراهية، خصوصاً على الإنترنت، وفهم كيف يحدث التطرف». وأكد في المقابل أن الحكومة تعمل على «حلول» لمواجهة مشكلات ترحيل المدانين الخطرين. وأشار إلى أن «بلغاريا كانت مستعدة؛ على ما يبدو من كل ما قرأت، بأن تستعيد» منفذ عملية الطعن الذي يدعى «عيسى» (26 عاماً)، مضيفاً أنه الآن «يجب على السلطات في ولاية شمال الراين فستفاليا أن توضح لماذا فشلت عملية ترحيله».

وصدرت تحذيرات كذلك من خبراء هجرة وإرهاب من «خلط الوقائع»، وقال الباحث في شؤون التطرف آندرياس زيك، في تصريحات صحافية تعليقاً على اقتراحات «الحزب المسيحي الديمقراطي»، إنه «يجب عدم تقديم اقتراحات لا يمكن تطبيقها؛ لأن هذا يعزز الشعبوية». وأضاف أن الكلام على نزع الجنسية «مزعج»، مشيراً إلى أن منفذ عملية الطعن لم يكن قد دخل في عملية التجنيس، وقال: «خلط الحقائق في هذه القضية يساعد من يدعون إلى خطوات مختلفة كلياً»، في إشارة إلى حزب «البديل لألمانيا».

رئيس وزراء ولاية شمال الراين فستفاليا هندريك فوست ورئيس بلدية زولينغن تيم كورتسباخ والمستشار الألماني أولاف شولتز يضعون الزهور بالموقع الذي قُتل فيه 3 أشخاص وأصيب كثيرون بهجوم طعن خلال مهرجان في زولينغن بألمانيا يوم 26 أغسطس 2024 (رويترز)

ووسط كل هذا الجدل، ظهر شريط فيديو جديد على موقع «أعماق» التابع لـ«داعش» يظهر رجلاً يغطي وجهه ولا تظهر إلا عيناه، يقول إنه منفذ عملية الطعن، ويتحدث فيه عن استعداده لتنفيذ عملية انتقاماً لـ«البوسنة والعراق وفلسطين». ومن غير الواضح ما إذا كان الرجل هو نفسه منفذ العملية.