«داعش» يعلن مسؤوليته عن عملية طعن في ألمانيا أسفرت عن مقتل 3 أشخاص

TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن عملية طعن في ألمانيا أسفرت عن مقتل 3 أشخاص

عدد من قوات الأمن يحيطون بمكان الاعتداء (رويترز)
عدد من قوات الأمن يحيطون بمكان الاعتداء (رويترز)

أعلن تنظيم «داعش» في بيان، اليوم (السبت) مسؤوليته عن عملية طعن وقعت أمس في مدينة زولينغن غرب ألمانيا قُتل فيها ثلاثة أشخاص.

وقال التنظيم المتشدد في بيان على حسابه على تلغرام «منفذ الهجوم على تجمع النصارى بمدينة زولينغن بألمانيا أمس جندي من الدولة الإسلامية ونفذه انتقاما للمسلمين في فلسطين وكل مكان».ولم يقدم بعد أي دليل على أنه من يقف وراء الهجوم ولم تتضح الصلة بين المهاجم والتنظيم.

وكانت الشرطة الألمانية قد رفعت مستوى انتشارها في أنحاء البلاد بعد عملية طعن، ما زال منفذها طليقاً. بينما رفعت السلطات المحلية بولاية شمال الراين فستفاليا من مستوى التهديد في الولاية، بعد هذه العملية التي نفذها رجل، ليل الجمعة، استهدف رواد مهرجان غنائي، ما تسبب بمقتل 3 أشخاص وإصابة 8 آخرين، 4 منهم حالتهم خطرة.

وفر الرجل وسط الفوضى من دون أن تتمكن السلطات الأمنية من القبض عليه، بعد مرور ساعات على الحادث ولا حتى تحديد هويته. لكن السلطات اعتقلت بعد ذلك فتى يبلغ من العمر 15 عاماً صباح الاعتداء، غير أنها أكدت أنه ليس منفذ العملية، بل تحقق في إمكانية ارتباطه بها.

عدد من سيارات الإسعاف التي هُرعت إلى مكان الاعتداء لإنقاذ المصابين (إ.ب.أ)

ورغم أن السلطات تعتقد أن منفّذ الاعتداء، الذي قالت الشرطة إنه استهدف ضحاياه بعمليات طعن محددة في الرقبة، تحرك وحده، فإنها لم تستبعد وجود شركاء له، وقالت إنها تحقق في كل الفرضيات، ومنها فرضية الإرهاب التي أيضاً ما زالت غير مؤكدة. وفي ظل غياب معلومات مؤكدة عن منفذ الهجوم وعدم تحديد هويته، لا يمكن للسلطات تحديد الدوافع التي تقول إنها ما زالت غير واضحة بعد. وحتى الآن لم يتسلم المدعي العام الفيدرالي، الذي يحقق عادة في قضايا الارهاب، التحقيقات بل أرسل محققين للمشاركة بها.

وزيرة الخارجية نانسي فيزر في حديث مع عدد من مسؤولي المدينة التي شهدت الاعتداء (إ.ب.أ)

ونقلت صحيفة «بيلد» الألمانية أن الشرطة حددت أوصاف المشتبه به، وقالت إنه رجل يتراوح عمره بين الـ20 والـ30 عاماً، و«له ملامح جنوبية، يتمتع بقوة بدنية، وهو ذو لحية سوداء، وكان يرتدي ثياباً سوداء وقبعة بيضاء». كما نقلت الصحيفة أن شهوداً تحدثوا عن رجل «ذي ملامح عربية»، لكن الشرطة عادت لتكتفي بتوصيف «جنوبي».

وزيرة الخارجية الألمانية نانسي فيزر خلال وصولها موقع الاعتداء (إ.ب.أ)

ورفضت الشرطة والمدعي، اللذان عقدا مؤتمراً صحافياً، بعد ظهر السبت، لإعطاء تحديث حول الاعتداء، الإدلاء بأية تفاصيل حول الفتى المعتقل. لكن الشرطة قالت إنه تم اعتقاله بعد أن أبلغت شاهدة سماعها محادثة بين الفتى ورجل آخر، كان يناقشان فيها الاعتداء قبيل وقوعه. وتداولت صحف ألمانية كذلك عثور الشرطة على أداة الجريمة، أي السكين، في مكان يبعد بنحو 200 متر عن موقع الجريمة. لكن الشرطة قالت لاحقاً في المؤتمر الصحافي إنها عثرت على «عدد من السكاكين» في محيط الاعتداء، وهي تجري فحوصاً مخبرية عليها للتحقق من مدى ارتباط أي منها بعملية الطعن.

دماء بعض ضحايا الاعتداء تغطي المكان الذي شهد وقوع الاعتداء (إ.ب.أ)

وفتحت الشرطة في مدينة دوسلدورف خط هاتف محدداً للمواطنين، الذين يمكن أن تكون لديهم معلومات مفيدة للتواصل معها، كما عممت موقعاً لتحميل صور وفيديوهات ربما تكون قد التُقطت من موقع الجريمة لتحديد صورة المعتدي الذي ما زال مجهولاً. كما كثفت الشرطة من انتشارها في زولينغن وكامل أنحاء الولاية الغربية، واستمرت بإرسال التحذيرات للمواطنين بأن هناك رجلاً خطيراً ما زال طليقاً. بينما ألغت المدن والبلدات المجاورة لزولينغن المهرجانات التي كانت تعد لها في عطلة نهاية الأسبوع، بعد الاعتداء الذي رفع مستوى التحذير الأمني في الولاية.

وتوجهت وزيرة الخارجية نانسي فيزر إلى موقع الاعتداء، بعد أن كانت قد أكدت أنها على تواصل مع السلطات الأمنية هناك، والتي أكدت بذلها كل الجهود لتحديد هوية منفذ العملية واعتقاله. بينما حث المستشار الألماني أولاف شولتس السلطات على اعتقال منفذ عملية الطعن وإنزال «أشد العقوبات» به.

مواطنان يضعان الشموع بالقرب من المكان الذي شهد الهجوم (رويترز)

ورغم أن منفذ العملية ما زال مجهولاً وكذلك دوافعه، فقد ربط حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف الحادث بتزايد أعداد المهاجرين في ألمانيا. وأعادت زعيمة الحزب المتطرف أليس فايدل، نشر تغريدة من صفحة حزبها من ولاية ساكسونيا تقول فيها: «تعازينا الحارة لضحايا اعتداء زولينغن. لن نتوقف عن الترديد بأن الحزب المسيحي الديمقراطي لن يغير شيئاً، وهو سمح لهذا الوضع بالوصول إلى هنا، ومستمر في مواصلة سياسة الحدود المفتوحة في بروكسل وحتى المزيد من الهجرة. إذا أردتم التغيير فهناك فقط بديل واحد!».

ويتصدر الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض، الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، استطلاعات الرأي حالياً بنسبة تزيد على 32 في المائة، بينما يحل حزب «البديل لألمانيا» ثانياً بنسبة 17 في المائة من الأصوات، لكن «البديل لألمانيا» يحل أولاً في الولايات الشرقية التي تستعد لانتخابات محلية في الأسابيع المقبلة. ويعد الحزب المسيحي الديمقراطي الذي يعد يمينياً وسطياً، «البديل لألمانيا» أكبر تهديد بالنسبة إليه بسبب «سرقته» لناخبين محافظين غير راضين عن سياساته السابقة فيما يتعلق بالهجرة، خصوصاً في ظل حكومات ميركل المتعاقبة.


مقالات ذات صلة

فرسة النهر القزمة تظهر للمرّة الأولى في برلين مُتّخذة اسم نجم عالمي

يوميات الشرق «توني» تحظى بشعبية لافتة (أ.ب)

فرسة النهر القزمة تظهر للمرّة الأولى في برلين مُتّخذة اسم نجم عالمي

ظهرت فرسة نهر قزمة جديدة حديثة الولادة في حديقة حيوانات برلين، للعلن، للمرّة الأولى، الخميس، واختير اسمها من بين أكثر من 20 ألف اسم مقترح.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا تخريب خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم  28 سبتمبر 2022 (أسوشييتد برس)

ألمانيا تتهم غواصاً أوكرانياً بتفجير أنابيب نورد ستريم

أصدرت النيابة العامة الألمانية مذكرة اعتقال بحق أوكراني على خلفية تخريب خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم عام 2022، حسبما ذكرت وسائل إعلام ألمانية الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد فنيون بجانب خطوط الإنتاج بأحد المصانع في ألمانيا (رويترز)

تراجع أقوى من المتوقع للمعنويات الاقتصادية في ألمانيا خلال أغسطس

تدهورت التوقعات الاقتصادية للخبراء الماليين الألمان، في أغسطس الحالي، بشكل أقوى مما كان متوقعاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق شعور الإنسان بحرّيته (أ.ف.ب)

أعلى أرجوحة في أوروبا تمنح زوار برلين الإحساس بـ«الطيران»

تشبه إلى حد كبير الأرجوحات التقليدية، لكنها توفّر إطلالة خلابة على العاصمة بأكملها؛ من المناطق التي لا تزال تحمل ندوب الحرب الباردة، إلى المباني العصرية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر (متداولة)

ألمانيا تسجل تراجعاً طفيفاً في عدد الإسلامويين الخطيرين أمنياً

انخفض عدد الإسلامويين الذين يصنفهم المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا على أنهم خطيرون أمنياً على نحو طفيف.

«الشرق الأوسط» (برلين )

زيلينسكي يُشِيد بسلاح جديد طورته أوكرانيا ويصف بوتين بـ«العجوز المريض»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته على «تلغرام»)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته على «تلغرام»)
TT

زيلينسكي يُشِيد بسلاح جديد طورته أوكرانيا ويصف بوتين بـ«العجوز المريض»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته على «تلغرام»)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته على «تلغرام»)

أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، بسلاح جديد طورته بلاده عبارة عن صاروخ تطلقه طائرة مسيّرة، وقال إنه سينقل الحرب إلى روسيا.

وسخر زيلينسكي من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ووصفه بأنه «رجل عجوز مريض»، وفقاً لوكالة «رويترز».

ومع إحياء أوكرانيا ذكرى مرور 33 عاماً على استقلالها عن الاتحاد السوفياتي، قال زيلينسكي إن سلاح «باليانيتسيا» الجديد أسرع وأقوى من الطائرات المسيّرة المصنعة محلياً، التي تستخدمها كييف حتى الآن في حربها مع روسيا، وفي قصف مصافي النفط والمطارات العسكرية الروسية.

وأضاف: «عدونا سيعلم ما هي الطريقة الأوكرانية للرد. إنها طريقة جديرة بالاهتمام ومتوازنة وبعيدة المدى». وقال زيلينسكي إن السلاح الجديد استُخدم في توجيه ضربة ناجحة لهدف في روسيا دون أن يحدد موقع الهجوم.

واستخدم زيلينسكي لهجة ساخرة لوصف بوتين البالغ من العمر 71 عاماً، وحديث موسكو عن استخدام الأسلحة النووية.

وذكر، في مقطع مصور على تطبيق «تلغرام»: «رجل عجوز مريض من الساحة الحمراء يهدد الجميع باستمرار بالزر الأحمر، لن يملي علينا أياً من خطوطه الحمراء».

وأطلقت روسيا آلاف الصواريخ والطائرات المسيّرة على أوكرانيا منذ بدء غزوها للأراضي الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022. وتصف موسكو الهجمات التي تشنها أوكرانيا بطائرات مسيّرة على الأراضي الروسية بأنها عمل إرهابي.

وتتقدم القوات الروسية في شرق أوكرانيا وتحتل 18 في المائة من مساحة البلاد.

ويضغط زيلينسكي على حلفاء بلاده للسماح له باستخدام الأسلحة الغربية لاستهداف عمق الأراضي الروسية، وضرب القواعد الجوية التي تنطلق منها الطائرات الحربية لقصف أوكرانيا بالصواريخ والقنابل.

وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحافي: «أريد أن أؤكد مرة أخرى أن قراراتنا المتعلقة بالأسلحة الجديدة، ومنها (باليانيتسيا)، هي طريقتنا الواقعية في التصرف، في حين يؤخر بعض شركائنا للأسف اتخاذ القرارات».