​كييف تُدمّر جسراً استراتيجياً ثانياً في كورسك

لوكاشينكو نشر ثلث قوات بلاده على الحدود

آثار هجوم صاروخي على منزل في سومي الواقعة على الجانب الأوكراني من الحدود 17 أغسطس (إ.ب.أ)
آثار هجوم صاروخي على منزل في سومي الواقعة على الجانب الأوكراني من الحدود 17 أغسطس (إ.ب.أ)
TT

​كييف تُدمّر جسراً استراتيجياً ثانياً في كورسك

آثار هجوم صاروخي على منزل في سومي الواقعة على الجانب الأوكراني من الحدود 17 أغسطس (إ.ب.أ)
آثار هجوم صاروخي على منزل في سومي الواقعة على الجانب الأوكراني من الحدود 17 أغسطس (إ.ب.أ)

تواصل القوات الأوكرانية توغّلها في منطقة كورسك الروسية لليوم الـ12 على التوالي، معلنة تدمير جسر استراتيجي ثانٍ. في الأثناء، حقّق الجيش الروسي تقدّماً في الشرق الأوكراني باتّجاه مدينة بوكروفسك.

احتلال أم ورقة تفاوض؟

أعلن الجيش الأوكراني، في الأيام الأخيرة، تعزيز مواقعه في كورسك الروسية، محققاً تقدّماً تدريجياً «وفق ما خططنا له بالضبط»، بحسب تعبير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. في المقابل، جدّدت موسكو التأكيد على صدّ هجمات أوكرانية بفضل تعزيزات تم إرسالها للمنطقة، وتكبيد العدو خسائر فادحة، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية».

جنود أوكرانيون يتدربون في مكان غير محدد وسط اشتعال القتال مع روسيا 7 أغسطس (رويترز)

في السادس من أغسطس (آب) هاجم الجيش الأوكراني منطقة كورسك الحدودية، حيث سيطر وفق كييف على 82 بلدة وعلى 1150 كيلومتراً مربعاً من الأراضي في هجوم جاء مباغتاً لموسكو، ناقلاً بذلك للمرة الأولى وعلى نحو واسع النطاق المواجهات إلى الأراضي الروسية. لكن تساؤلات كثيرة تطرح حول نيات كييف في المديين القصير والمتوسط.

تشدّد السلطات الأوكرانية على أن الهدف من الهجوم ليس «احتلال» جزء من الأراضي الروسية، بل الضغط على الجيش الروسي ودفع موسكو للانخراط في مفاوضات «عادلة»، في وقت تحتل روسيا نحو 20 في المائة من أوكرانيا؛ لذا يبدو أن هذه العملية غير المسبوقة مستمرة في الوقت الراهن.

تقدّم «استراتيجي»

جنود أوكرانيون قرب بلدة سومي الأوكرانية 17 أغسطس (رويترز)

رحّب قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليشتشوك، الأحد، بتدمير جسر ثان ذي أهمية استراتيجية للجيش الروسي، وذلك بعد يومين على إعلان مماثل. وجاء في منشور له على منصة «تلغرام» أن «سلاح الجو يواصل حرمان العدو من قدراته اللوجيستية بفضل ضربات جوية دقيقة». ولم يوضح أوليشتشوك متى نفّذت الضربة التي أصابت على ما يبدو جسرا على نهر سيم، على بعد نحو 15 كيلومتراً إلى الشمال من الحدود الأوكرانية. ونشرت مدوّنات روسية تتابع المعارك، صوراً مؤرخة السبت تظهر على يبدو جسراً أصيب بضربة، عادّةً أن هذا التدمير سيقيّد قدرات القوات الروسية على المناورة في المنطقة.

سيدة مسنّة تمّ إجلاؤها من منطقة كورسك الروسية 17 أغسطس (إ.ب.أ)

ودفعت المعارك عشرات آلاف الأشخاص إلى النزوح من مناطق على جانبي الحدود، وأسفرت عن عشرة قتلى على الأقل، وفق السلطات الروسية. في موازاة هجومها، تسعى أوكرانيا إلى كبح إمدادات القوات الروسية في عمق الأراضي الروسية، رداً على هجمات يومية تنفّذها موسكو على أراضيها منذ فبراير (شباط) 2022. وفي هذا الصدد، نفّذت مسيرات أوكرانية، ليل السبت إلى الأحد، هجوماً على منشأة لتخزين النفط في منطقة روستوف بجنوب روسيا، ما أدى إلى اشتعال الوقود واندلاع حريق ضخم، على ما أفاد حاكم المنطقة فاسيلي غولوبيف.

بيلاروسيا تتأهب

نقلت وكالة أنباء «بيلتا» الرسمية عن رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، قوله الأحد إن أوكرانيا حشدت أكثر من 120 ألف جندي على حدودها مع روسيا البيضاء، وإن مينسك نشرت قرابة ثلث قواتها المسلحة على امتداد الحدود بأكملها.

رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو (أ.ف.ب)

ونقلت «بيلتا» عن لوكاشينكو قوله، في حديث للتلفزيون الرسمي الروسي: «بما شهدناه من سياستهم العدوانية، أرسلنا (قواتنا) وركزناها في نقاط بعينها، تحسباً لحرب، من أجل الدفاع. جيشنا على طول الحدود بأكملها». من جهته، قال أندريه ديمتشينكو، المتحدث باسم حرس الحدود الأوكراني، لوكالة «أوكرانيسكا برافدا»، الأحد، إن الوضع على الحدود مع بيلاروسيا يظل دون تغيير. وأضاف ديمتشينكو: «كما نرى، فإن خطاب لوكاشينكو لا يتغير أيضاً، إذ دائماً ما يصعد الوضع... لإرضاء الدولة الإرهابية»، كما نقلت وكالة «رويترز». وتابع: «لا نرى أي زيادة في عدد العتاد أو الأفراد في وحدات بيلاروسيا بالقرب من حدودنا».

معارك الدونباس

في حين يستقطب الهجوم الأوكراني في كورسك اهتماماً كبيراً، يتواصل القسم الأكبر من المعارك في منطقة دونباس الأوكرانية، حيث الأفضلية للجيش الروسي في مواجهة قوات أوكرانية أقل عدداً وعتاداً.

سيدة مسنّة تودّع النازحين في بلدة سومي 17 أغسطس (إ.ب.أ)

وأعلنت روسيا، الأحد، السيطرة على قرية سفيريدونيفكا على مسافة نحو 15 كيلومتراً من مدينة بوكروفسك، المحور المهم في شرق أوكرانيا، حيث تسعى منذ عدة أشهر للوصول إليه. وتقع مدينة بوكروفسك، التي كان عدد سكانها قبل النزاع نحو 61 ألف نسمة، في محور أساسي يؤدي إلى المعقلين الأوكرانيين تشاسيف يار وكوستيانتنيفكا اللذين تسعى موسكو للسيطرة عليهما. ويؤشر هذا التقدم إلى الضغط المستمر على الجبهة الشرقية، رغم التقدم غير المسبوق للقوات الأوكرانية في الأراضي الروسية.


مقالات ذات صلة

أوكرانيا تأسر جنديا كوريا شماليا أصيب خلال قتاله إلى جانب الروس

آسيا جنود كوريون شماليون خلال مناورات عسكرية (أرشيفية - رويترز)

أوكرانيا تأسر جنديا كوريا شماليا أصيب خلال قتاله إلى جانب الروس

أعلنت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية الجمعة أنّ الجيش الأوكراني أسر جنديا كوريا شماليا أصيب بجروح خلال قتاله إلى جانب القوات الروسية.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا جانب من أعمال قمة قادة «رابطة الدول المستقلة» في سان بطرسبرغ الخميس (أ.ف.ب)

بوتين: نسعى لإنهاء الصراع في أوكرانيا وسلوفاكيا عرضت استضافة المفاوضات

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن سلوفاكيا عرضت أن تكون بمثابة «منصّة» لمفاوضات سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا، بعد نحو 3 سنوات على بدء الحرب.

«الشرق الأوسط» (لندن - موسكو)
أوروبا ميناء سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم (رويترز)

سجن امرأة متهمة بالخيانة في القرم 15 عاماً

حُكم على امرأة في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، بالسجن 15 عاماً بتهمة الخيانة؛ على خلفية عملها لحساب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (لقطة من بث حي للمؤتمر الصحافي) play-circle

لافروف: العلاقات مع سوريا استراتيجية... ولا نريد «هدنة ضعيفة» في أوكرانيا

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، «يصف العلاقات مع روسيا بأنها طويلة الأمد واستراتيجية، ونحن نتفق معه في ذلك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جانب من الدمار الذي خلفه هجوم روسي على خاركيف في 25 ديسمبر (إ.ب.أ)

أوكرانيا تُدين الهجوم الروسي «غير الإنساني» على نظامها للطاقة

أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هجوماً واسعاً شنته القوات الروسية على شبكة الطاقة، أمس (الأربعاء)، وعدَّه «غير إنساني» لأنه جاء صبيحة الاحتفالات بعيد.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)

الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات تستهدف «أسطول الظل» الروسي

صورة أصدرها حرس الحدود الفنلندي أمس تُظهر سفينة تابعة له خلال مهمة حراسة ناقلة نفط في البحر (أ.ف.ب)
صورة أصدرها حرس الحدود الفنلندي أمس تُظهر سفينة تابعة له خلال مهمة حراسة ناقلة نفط في البحر (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات تستهدف «أسطول الظل» الروسي

صورة أصدرها حرس الحدود الفنلندي أمس تُظهر سفينة تابعة له خلال مهمة حراسة ناقلة نفط في البحر (أ.ف.ب)
صورة أصدرها حرس الحدود الفنلندي أمس تُظهر سفينة تابعة له خلال مهمة حراسة ناقلة نفط في البحر (أ.ف.ب)

توعد الاتحاد الأوروبي، اليوم (الخميس)، بفرض مزيد من العقوبات على السفن الروسية بعد أن أعلنت السلطات الفنلندية فتح تحقيق يتعلق بـ«تخريب» ناقلة نفط أبحرت من ميناء روسي كابلاً كهربائياً يصل بين فنلندا وإستونيا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي يوم عيد الميلاد، انفصل كابل «استلينك 2» البحري الذي ينقل الكهرباء من فنلندا إلى إستونيا عن الشبكة، بعد نحو شهر من قطع كابلين للاتصالات في المياه الإقليمية السويدية في بحر البلطيق.

وأثنت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على التحرك السريع لفنلندا «في الصعود على متن السفينة المشتبه بها»، مشيرةً إلى أن التكتل «يعمل مع السلطات الفنلندية بشأن التحقيق الجاري».

كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في بروكسل (أ.ف.ب)

وأضافت كالاس في بيان مشترك: «نُدين بشدة أي تدمير متعمَّد للبنية التحتية الحيوية في أوروبا. السفينة المشتبه بها جزء من أسطول الظل الروسي الذي يهدد الأمن والبيئة فيما يموّل ميزانية الحرب الروسية».

وتابع البيان: «سنقترح مزيداً من الإجراءات بما في ذلك العقوبات لاستهداف هذا الأسطول».

و«أسطول الظل» هي التسمية التي تطلق على السفن التي تتحايل على العقوبات المفروضة على موسكو بنقل النفط الروسي الخام المحظور بيعه.

سفينة الشحن الروسية «أورسا ميجور» تعبر مضيق البوسفور في إسطنبول بتركيا 4 ديسمبر 2023 (رويترز)

ووقعت عدة حوادث مماثلة في بحر البلطيق منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

وأكد الاتحاد الأوروبي رداً على هذه الحوادث أنه يعزز «جهود حماية الكابلات البحرية، بما في ذلك تبادل المعلومات وتقنيات الكشف الجديدة وكذلك قدرات إجراء إصلاحات تحت سطح البحر».

واتفقت دول الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر على إدراج نحو 50 ناقلة نفط أخرى في القائمة السوداء من «أسطول الظل» الروسي، في إطار الحزمة اﻟ15 من عقوبات التكتل على موسكو.