روسيا تكثّف جهود التصدي للتوغل الأوكراني... وتحذر من تهديد لمحطة كورسك النووية

موسكو أطلقت «عملية لمكافحة الإرهاب» وأجلت 76 ألف شخص

دبابات الجيش الروسي تتمركز في منطقة كورسك في 10 أغسطس (أ.ب)
دبابات الجيش الروسي تتمركز في منطقة كورسك في 10 أغسطس (أ.ب)
TT

روسيا تكثّف جهود التصدي للتوغل الأوكراني... وتحذر من تهديد لمحطة كورسك النووية

دبابات الجيش الروسي تتمركز في منطقة كورسك في 10 أغسطس (أ.ب)
دبابات الجيش الروسي تتمركز في منطقة كورسك في 10 أغسطس (أ.ب)

أعلن الجيش الروسي، اليوم (السبت)، أنه ما زال يقاتل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الغربية، بعد خمسة أيام من توغلها المفاجئ، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت وزارة الدفاع الروسية: «تواصل القوات المسلحة صد محاولة القوات المسلحة الأوكرانية التوغل عبر الحدود»، مشيرة إلى أنها استخدمت نيران الطيران والمدفعية لضرب القوات الأوكرانية والمعدات العسكرية داخل الأراضي الروسية.

تهديد نووي

من جهتها، أعلنت الوكالة النووية الروسية، السبت، أنّ الهجوم عبر الحدود الذي شنّته أوكرانيا «شكّل تهديداً مباشراً» لمحطّة للطاقة النووية تقع على بعد أقل من 50 كيلومتراً من منطقة القتال. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن «روساتوم» قولها إنّ «تصرّفات الجيش الأوكراني تشكّل تهديداً مباشراً» لمحطّة كورسك للطاقة النووية في غرب روسيا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، مضيفة أنّه «في الوقت الحالي، هناك خطر حقيقي من وقوع ضربات واستفزازات من جانب الجيش الأوكراني».

وتمكنت، صباح الثلاثاء الماضي، وحدات تابعة للجيش الأوكراني من عبور الحدود والتوغّل في منطقة كورسك والتقدم فيها عدّة كيلومترات، وفق محلّلين مستقلّين.

وسارعت روسيا إلى نشر قوات ومعدّات إضافية، بما في ذلك دبابات وراجمات صواريخ ووحدات طيران لمحاولة وقف الهجوم الأوكراني. ولم يكشف أي من الجانبين بالتحديد عن حجم القوات التي نُشرت.

وأكّدت وزارة الطوارئ المحلية إجلاء أكثر من 76 ألف شخص من مناطق متاخمة لأوكرانيا في منطقة كورسك الروسية، ونُقل الآلاف منهم إلى مناطق آمنة لتلقي مساعدات عاجلة ومواد طبية، فيما خُصصت قطارات إضافية لنقل الأشخاص الراغبين في الفرار إلى موسكو. وقالت امرأة فرت من المنطقة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة: «وصلت الحرب إلينا».

وقال الجيش الروسي إن أوكرانيا نشرت في البداية قرابة 1000 جندي، وأكثر من 24 من الآليات المدرعة والدبابات، لكنه أعلن فيما بعد عن تدمير قرابة خمسة أضعاف هذا العدد من الآليات العسكرية.

ولم تتمكن «وكالة الصحافة الفرنسية» من التأكد من تلك الأعداد. وكثيراً ما اتُهم الجانبان بتضخيم حجم خسائر العدو.

وقالت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية في ساعة متأخرة، الجمعة، إنها بصدد بدء «عمليات لمكافحة الإرهاب في مناطق بيلغورود وبريانسك وكورسك... لضمان سلامة المواطنين ومنع خطر الأعمال الإرهابية التي تنفذها مجموعات العدو التخريبية».

ويمنح القانون الروسي قوات الأمن والجيش صلاحيات طوارئ واسعة خلال عمليات «مكافحة الإرهاب».

ومن الإجراءات التي يمكن فرضها، تقييد الحركة وإمكانية الاستحواذ على المركبات، ومراقبة المكالمات الهاتفية، وإعلان مناطق محظورة، وإقامة نقاط تفتيش، وتعزيز الأمن على مواقع البنية التحتية الاستراتيجية. وقالت لجنة مكافحة الإرهاب إن كييف قامت «بمحاولة غير مسبوقة لزعزعة الاستقرار في عدد من المناطق الروسية». ووصفت التوغّل بأنّه «هجوم إرهابي»، مؤكدة أنّ القوات الأوكرانية أصابت مدنيين ودمّرت مباني سكنية.

من جانبها، قالت وزارة الصحة، الجمعة، إن 55 مدنياً يتلقون العلاج في المستشفيات، 12 منهم حالتهم خطيرة.

صمت رسمي

ردّت روسيا على ما يبدو، الجمعة، على التوغل وشنت ضربة صاروخية على سوبرماركت في بلدة كوستيانتينيفكا أودت بحياة 14 شخصاً على الأقل.

وقال معهد دراسة الحرب ومقره في الولايات المتحدة الأميركية، السبت، إنه يعتقد أن القوات الأوكرانية توغلت مسافة 13 كلم تقريباً داخل الأراضي الروسية. فيما لزم المسؤولون الأوكرانيون الصمت بشأن العملية، واكتفوا بالحديث عن سعيهم لإجلاء 20 ألف شخص من منطقة سومي، في الجانب الآخر من الحدود مقابل كورسك.

من ناحيتها، أكّدت الولايات المتحدة الأميركية، الحليف الأقرب لكييف، أنّها لم تُبلغ بالخطة في وقت مبكر.

ورغم الصمت الأوكراني الرسمي، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالنجاحات الأولية التي حقّقتها قواته، معلناً في بداية الأسبوع أنّ روسيا يجب أن «تشعر» بعواقب الهجوم واسع النطاق الذي تشنّه ضدّ أوكرانيا منذ فبراير (شباط) 2022. كما شكر، الجمعة، القوات الأوكرانية على «سد النقص في صندوق التبادل»، وهي العبارة المستخدمة للإشارة إلى أسر جنود روس يمكن في وقت لاحق مبادلتهم بأسرى أوكرانيين. وقال إن «هذا مهم جداً، وكان فعالاً بشكل خاص خلال الأيام الثلاثة الماضية»، دون الإشارة هنا أيضاً إلى التوغل في كورسك.

وأفاد مدوّنون عسكريون روس ينشرون عادةً معلومات أكثر تفصيلاً مقارنة بتقارير وزارة الدفاع في موسكو، سابقاً بأن العديد من الجنود الروس أُسروا في أوكرانيا.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية، السبت، لقطات تظهر دبابات وهي تطلق النار على مواقع أوكرانية في منطقة كورسك، بالإضافة إلى غارة جوية. وأكّدت، الجمعة، نشر وحدات إضافية في المنطقة الحدودية.

وفي أماكن أخرى على خط الجبهة، أفاد مسؤولون أوكرانيون بمقتل شخصين في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد وشخص في مدينة كراماتورسك.

وأعلن الجيش الأوكراني، السبت، عن انخفاض عدد «الاشتباكات القتالية» داخل أوكرانيا، في إشارة محتملة إلى أن توغله في روسيا ينجح في تخفيف الضغط على أجزاء أخرى من خط المواجهة المترامي الأطراف، حيث تسجل القوات الروسية تقدماً.


مقالات ذات صلة

قوات كورية شمالية قد تشارك باحتفالات روسيا في الانتصار بالحرب العالمية الثانية

العالم جنود يشاركون في عرض عسكري لإحياء الذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية 27 يوليو 2023 (رويترز)

قوات كورية شمالية قد تشارك باحتفالات روسيا في الانتصار بالحرب العالمية الثانية

قال مسؤول روسي كبير إنه يعتقد بإمكانية مشاركة جنود كوريين شماليين في العرض العسكري في الساحة الحمراء العام المقبل، في ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا زبون يزور متجر «لاكوست» الفرنسي في مركز «غوم» في موسكو... 18 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

سلع غربية فاخرة في أسواق موسكو رغم انسحاب شركات غربية من روسيا

لا تزال المنتجات الغربية الفاخرة معروضة في كثير من المحال التجارية وسط موسكو، بتناقض مع إعلان عدد كبير من الشركات انسحابها من أسواق روسيا بعد غزو أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أسماء الأسد خلال فعالية في دمشق يوم 7 أبريل 2021 (رويترز)

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد مغادرة روسيا

نفى المتحدث باسم الكرملين الروسي، الاثنين، ما تردد من تقارير حول طلب أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري السابق بشار الأسد «إذناً خاصاً لمغادرة روسيا».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية بزشكيان يجري مباحثات مع فيتالي سافيليف نائب رئيس الوزراء الروسي في طهران (الرئاسة الإيرانية)

طهران وموسكو توقعان اتفاقية شراكة شاملة الشهر المقبل

شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على ضرورة تسريع روسيا لاتفاق بين البلدين بشأن تنفيذ مشروع لسكك حديد يربط بين البلدين، ويمر عبر أراضي جمهورية أذربيجان.

«الشرق الأوسط» (طهران - موسكو)
أوروبا بوتين يلقي كلمة خلال تدشين مشاريع بنى تحتية عن بعد، أمس (إ.ب.أ)

بوتين يتوعَّد أوكرانيا بمزيد من «الدمار» بعد هجوم قازان

توعَّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس (الأحد)، بإلحاق مزيد من «الدمار» بأوكرانيا، عقب هجوم بطائرات مُسيَّرة طال برجاً سكنياً في مدينة قازان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بريطانيا تختبر سلاحاً يعتمد على «موجات الراديو» للتصدي للمسيرات

طائرة مسيرة (أرشيفية-رويترز)
طائرة مسيرة (أرشيفية-رويترز)
TT

بريطانيا تختبر سلاحاً يعتمد على «موجات الراديو» للتصدي للمسيرات

طائرة مسيرة (أرشيفية-رويترز)
طائرة مسيرة (أرشيفية-رويترز)

اختبر جنود في بريطانيا سلاحاً جديداً يستخدم موجات الراديو ذات التردد العالي لإسقاط المسيرات المعادية.

وذكرت وكالة «بي إيه ميديا» البريطانية، أن سلاح الطاقة الموجه بترددات الراديو صمم لاكتشاف وتتبع وتدمير مجموعة من التهديدات عبر البر والجو والبحر على مسافة تصل إلى كيلومتر واحد.

وقالت وزيرة المشتريات الدفاعية، ماريا إيجل، إن هذا السلاح «قد يكون محوريا في تغيير قواعد اللعبة».

وأظهرت الحرب في أوكرانيا والهجمات التي شنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر كيف، أن المسيرات منخفضة التكلفة يمكن أن تكون لها تأثيرات مدمرة.

وتكمن ميزة السلاح في أن الأسلحة التقليدية مثل الصواريخ المضادة للطائرات يمكن أن تكلف أضعافاً عديدة من تكلفة المسيرات التي تحاول إسقاطها، بينما لا يتجاوز سعر إطلاق سلاح الطاقة الموجه بترددات الراديو سوى 10 بنسات فقط.

وتعمل الموجات عالية التردد على تعطيل أو تدمير المكونات الإلكترونية الحيوية داخل الأهداف مثل المركبات غير المأهولة، مما يؤدي إلى توقفها أو سقوطها من السماء.