​الكرملين يتوعد بتدمير مقاتلات «الناتو» في أوكرانيا

مناورات بحرية ضخمة تتزامن مع انطلاق المرحلة الثالثة لتدريبات نووية «تكتيكية»

مقاتلات «إف - 16» خلال عرض عسكري بمناسبة يوم الجيش البولندي في وارسو 15 أغسطس 2023 (أ.ب)
مقاتلات «إف - 16» خلال عرض عسكري بمناسبة يوم الجيش البولندي في وارسو 15 أغسطس 2023 (أ.ب)
TT

​الكرملين يتوعد بتدمير مقاتلات «الناتو» في أوكرانيا

مقاتلات «إف - 16» خلال عرض عسكري بمناسبة يوم الجيش البولندي في وارسو 15 أغسطس 2023 (أ.ب)
مقاتلات «إف - 16» خلال عرض عسكري بمناسبة يوم الجيش البولندي في وارسو 15 أغسطس 2023 (أ.ب)

توعد الكرملين بتدمير مقاتلات غربية بدأت بلدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) تسليمها إلى أوكرانيا. فيما أعلن الجيش الروسي أنه أطلق المرحلة الثالثة والرئيسية من تدريبات القوات النووية غير الاستراتيجية.

وقال الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف إن مقاتلات «إف - 16» الموعودة «لن يكون لها أي تأثير يذكر على الجبهة (...) ولن تصبح إكسير حياة لقوات نظام كييف».

وأكد أن الجيش الروسي سيعمل على استهداف هذه المقاتلات وتدميرها فور ظهورها في أوكرانيا.

وأضاف: «ستظهر هذه الطائرات وسوف يتناقص عددها تدريجيا، سيتم إسقاطها وتدميرها. لن يكون لها أي تأثير يذكر على الوضع الميداني».

ورأى الناطق الروسي أن على الغرب والقوات الأوكرانية «إدراك أن مستوى التأثير سيكون محدوداً للغاية».

وأشار إلى أنه لم يصدر بعد تأكيد رسمي لتسلم كييف مقاتلات «إف - 16»، و«لم تكن هناك تصريحات رسمية بشأن تسلمها، بل راقبنا تداول تقارير حول الموضوع».

تزويد مقاتلة بالذخيرة خلال المناورات الروسية (رويترز)

وكان الرئيس فلاديمير بوتين حذر في وقت سابق من أن الجيش الروسي «سيحرق مقاتلات (إف - 16) في أوكرانيا، وقد يفكر بضربها في قواعدها داخل الدول التي قد تنطلق منها». وأكد أن الطائرات الغربية سوف تلقى مصير دبابات «ليوبارد» الألمانية، ومدرعات «بريدلي» ودبابات «أبرامز» الأميركية وغيرها من الأسلحة الغربية التي تعمدت القوات الروسية استهدافها بشكل مكثف خلال الأشهر الماضية في أوكرانيا.

وكانت صحيفة «تايمز» نقلت عن مصادر مطلعة أن أوكرانيا حصلت على 6 مقاتلات «إف - 16» من هولندا. وأضافت الصحيفة أن أوكرانيا سوف تحصل قريباً على دفعة جديدة من مقاتلات «إف - 16» من الدنمارك.

فيما أكد مسؤولون أميركيون وليتوانيون، الأربعاء، أن كييف تسلمت بالفعل الدفعة الأولى من طلبية «طال انتظارها». وأفادوا وفقا لتقارير بأن مجموعة المقاتلات التي تسلمتها أوكرانيا مزودة بمدفع عيار 20 ملم وقادرة على حمل قنابل وصواريخ وقذائف.

في السياق ذاته، نقلت وكالة «بلومبرغ» عن مصادر مطلعة قولها إن دفعة أولى «ليست كبيرة» من مقاتلات «إف - 16» الأميركية التي تبرعت بها دول «الناتو» قد وصلت إلى أوكرانيا. كما تحدثت صحيفة «تليغراف» البريطانية عن استخدام أوكرانيا لمقاتلات «إف - 16» بوصفها وسيلة للدفاع الجوي.

وجدير بالذكر أن أوكرانيا من المتوقع أن تحصل على ما مجموعه 79 طائرة من طراز «إف - 16» من هولندا والدنمارك وبلجيكا والنرويج.

نظام إطلاق صاروخي خلال مناورات روسية في مكان لم يُكشف عنه (رويترز)

مناورات روسية

على صعيد آخر، أعلن الجيش الروسي في بيان أنه أطلق المرحلة الثالثة والرئيسية من تدريبات القوات النووية غير الاستراتيجية التي انطلقت بأمر من بوتين في مايو (أيار) الماضي.

وجاء في البيان: «بدأت المرحلة الثالثة من عملية تدريب القوات النووية غير الاستراتيجية، وفقاً لقرار الرئيس الروسي».

وأضاف: «خلال هذه التدريبات، سيجري تدريب القوات المسلحة الروسية على الاستخدام العسكري المباشر للأسلحة النووية غير الاستراتيجية».

ووفقاً للبيان العسكري: «كأنه جزء من هذه المرحلة، سيقوم أفراد التشكيلات الصاروخية في المنطقتين العسكريتين الجنوبية والوسطى بتنفيذ مهام التدريب القتالي، والحصول على ذخائر تدريبية خاصة لتزويد أنظمة صواريخ (إسكندر - إم) بها، والتقدم سراً إلى مناطق المواقع المحددة استعداداً لإجراء عمليات الإطلاق».

وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت عند إطلاق المناورات أنه بناء على تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، ومن أجل زيادة جاهزية القوات النووية غير الاستراتيجية لتنفيذ المهام القتالية، فقد «بدأت هيئة الأركان العامة الاستعدادات لإجراء تمرين مع التشكيلات الصاروخية للمنطقة العسكرية الجنوبية بمشاركة الطيران، وكذلك قوات البحرية».

جنود يحيطون بمقاتلة خلال المناورات الروسية (رويترز)

وأكد بوتين في وقت سابق، استعداد بلاده لاستخدام الأسلحة النووية في حال تعرضت الدولة الروسية لتهديد، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه «لم تكن هناك حاجة حتى الآن لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية خلال العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا.

وتزامنت المرحلة الثالثة من التدريبات النووية مع انطلاق أوسع مناورات بحرية روسية منذ سنوات.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن بدء تدريبات بحرية لأربعة من أساطيلها بمشاركة أكثر من 300 سفينة وزورق وغواصة و20 ألف فرد.

وأفادت الوزارة في بيان: «بدأت مجموعات وتشكيلات للبحرية الروسية إجراء تدريبات مجدولة في مناطق العمليات الأسطول الشمالي وأسطولي المحيط الهادي والبلطيق، وكذلك أسطول بحر قزوين».

وحسب البيان، فإنه على مدار عدة أيام، ستقوم أطقم السفن ووحدات الطيران البحري والقوات الساحلية بإجراء أكثر من 300 تمرين قتالي باستخدام الأسلحة، بما في ذلك إطلاقات بالصواريخ المضادة للطائرات، والمدفعية على أهداف وهمية بحرية وجوية، إضافة إلى التدريب القتالي على استخدام التشويش السلبي لتجنيب القوات التعرض لهجوم عدو وهمي.

وذكر البيان أن المناورات ستشهد أيضاً التدريب على استخدام السفن والطيران البحري للأسلحة المضادة للغواصات.

وأشارت «الدفاع» الروسية إلى أن «الهدف الرئيسي من التدريبات هو التحقق من أداء هيئات القيادة والتحكم العسكرية للبحرية على جميع المستويات، وكذلك استعداد أطقم السفن ووحدات الطيران البحري والقوات الساحلية لتنفيذ المهام الموكلة إليها».


مقالات ذات صلة

بوتين: نسعى لإنهاء الصراع في أوكرانيا وسلوفاكيا عرضت استضافة المفاوضات

أوروبا جانب من أعمال قمة قادة «رابطة الدول المستقلة» في سان بطرسبرغ الخميس (أ.ف.ب)

بوتين: نسعى لإنهاء الصراع في أوكرانيا وسلوفاكيا عرضت استضافة المفاوضات

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن سلوفاكيا عرضت أن تكون بمثابة «منصّة» لمفاوضات سلام محتملة بين روسيا وأوكرانيا، بعد نحو 3 سنوات على بدء الحرب.

«الشرق الأوسط» (لندن - موسكو)
أوروبا ميناء سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم (رويترز)

سجن امرأة متهمة بالخيانة في القرم 15 عاماً

حُكم على امرأة في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، بالسجن 15 عاماً بتهمة الخيانة؛ على خلفية عملها لحساب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (لقطة من بث حي للمؤتمر الصحافي) play-circle

لافروف: العلاقات مع سوريا استراتيجية... ولا نريد «هدنة ضعيفة» في أوكرانيا

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، «يصف العلاقات مع روسيا بأنها طويلة الأمد واستراتيجية، ونحن نتفق معه في ذلك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جانب من الدمار الذي خلفه هجوم روسي على خاركيف في 25 ديسمبر (إ.ب.أ)

أوكرانيا تُدين الهجوم الروسي «غير الإنساني» على نظامها للطاقة

أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، هجوماً واسعاً شنته القوات الروسية على شبكة الطاقة، أمس (الأربعاء)، وعدَّه «غير إنساني» لأنه جاء صبيحة الاحتفالات بعيد.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن (رويترز)

بايدن يندّد بالهجوم الروسي «الشائن» على أوكرانيا

قال الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، الأربعاء، إنه أصدر توجيهات لوزارة الدفاع لمواصلة زيادة تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات تستهدف «أسطول الظل» الروسي

صورة أصدرها حرس الحدود الفنلندي أمس تُظهر سفينة تابعة له خلال مهمة حراسة ناقلة نفط في البحر (أ.ف.ب)
صورة أصدرها حرس الحدود الفنلندي أمس تُظهر سفينة تابعة له خلال مهمة حراسة ناقلة نفط في البحر (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات تستهدف «أسطول الظل» الروسي

صورة أصدرها حرس الحدود الفنلندي أمس تُظهر سفينة تابعة له خلال مهمة حراسة ناقلة نفط في البحر (أ.ف.ب)
صورة أصدرها حرس الحدود الفنلندي أمس تُظهر سفينة تابعة له خلال مهمة حراسة ناقلة نفط في البحر (أ.ف.ب)

توعد الاتحاد الأوروبي، اليوم (الخميس)، بفرض مزيد من العقوبات على السفن الروسية بعد أن أعلنت السلطات الفنلندية فتح تحقيق يتعلق بـ«تخريب» ناقلة نفط أبحرت من ميناء روسي كابلاً كهربائياً يصل بين فنلندا وإستونيا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي يوم عيد الميلاد، انفصل كابل «استلينك 2» البحري الذي ينقل الكهرباء من فنلندا إلى إستونيا عن الشبكة، بعد نحو شهر من قطع كابلين للاتصالات في المياه الإقليمية السويدية في بحر البلطيق.

وأثنت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على التحرك السريع لفنلندا «في الصعود على متن السفينة المشتبه بها»، مشيرةً إلى أن التكتل «يعمل مع السلطات الفنلندية بشأن التحقيق الجاري».

كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في بروكسل (أ.ف.ب)

وأضافت كالاس في بيان مشترك: «نُدين بشدة أي تدمير متعمَّد للبنية التحتية الحيوية في أوروبا. السفينة المشتبه بها جزء من أسطول الظل الروسي الذي يهدد الأمن والبيئة فيما يموّل ميزانية الحرب الروسية».

وتابع البيان: «سنقترح مزيداً من الإجراءات بما في ذلك العقوبات لاستهداف هذا الأسطول».

و«أسطول الظل» هي التسمية التي تطلق على السفن التي تتحايل على العقوبات المفروضة على موسكو بنقل النفط الروسي الخام المحظور بيعه.

سفينة الشحن الروسية «أورسا ميجور» تعبر مضيق البوسفور في إسطنبول بتركيا 4 ديسمبر 2023 (رويترز)

ووقعت عدة حوادث مماثلة في بحر البلطيق منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

وأكد الاتحاد الأوروبي رداً على هذه الحوادث أنه يعزز «جهود حماية الكابلات البحرية، بما في ذلك تبادل المعلومات وتقنيات الكشف الجديدة وكذلك قدرات إجراء إصلاحات تحت سطح البحر».

واتفقت دول الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر على إدراج نحو 50 ناقلة نفط أخرى في القائمة السوداء من «أسطول الظل» الروسي، في إطار الحزمة اﻟ15 من عقوبات التكتل على موسكو.