زيلينسكي: الانتخابات الأميركية تشكل «تحدياً وخطراً» لنا

الرئيس الأوكراني قال إن «العالم بأسره» يريد مشاركة روسيا في قمة السلام المقبلة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي: الانتخابات الأميركية تشكل «تحدياً وخطراً» لنا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي (أ.ف.ب)

أقر الرئيس الأوكراني بأن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) تشكل «خطراً» على أوكرانيا التي تعول على استمرار الدعم العسكري الأميركي لمواجهة روسيا.

وقال فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أجريت أمس (الثلاثاء) مع وسائل إعلام فرنسية بينها «وكالة الصحافة الفرنسية»: «لا يمكننا التأثير في أي انتخابات، ولكن بالتأكيد تشكل الولايات المتحدة تحدياً اليوم. وهناك خطر لا يستطيع أي منا أن يتوقعه... علينا أن نجري اتصالات لمناقشة طبيعة المستقبل في حال فاز هذا المعسكر أو ذاك».

الرئيس الأميركي جو بايدن (يسار) يسير إلى جانب نظيره الأوكراني في كييف (أ.ب)

وقدمت الولايات المتحدة عشرات مليارات الدولارات من المساعدة العسكرية لأوكرانيا بدفع من الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الأمر الذي يتوقع أن تواصله نائبة الرئيس كامالا هاريس في حال تم انتخابها في نوفمبر، بخلاف ما قد يكون موقف المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب.

وأضاف زيلينسكي: «بصفتي رئيساً لأوكرانيا، علي أن أجري حواراً مع فريقي وفريق بايدن وترمب والآن هاريس. علينا أن نجري هذه الاتصالات لمناقشة طبيعة المستقبل في حال فوز هذا المعسكر أو ذاك في الانتخابات».

لكنه أبدى رغم ذلك ثقته بأنه ستكون هناك دائماً «غالبية تتحرك دعماً لأوكرانيا».

كما أعرب زيلينسكي عن رغبة بلاده والعالم بأسره في رؤية روسيا تشارك في المؤتمرات العالمية التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وكان قادة ومسؤولون كبار من أكثر من 90 دولة قد وفدوا إلى منتجع بورغنستوك السويسري في يونيو (حزيران) لحضور قمة السلام الأولى التي عدّتها روسيا مضيعة للوقت.

لكن زيلينسكي أشار مؤخراً إلى أنه يجب أن تُمَثَّل موسكو في القمة الثانية التي يتم التخطيط لها، ما يعكس تغييراً في النهج بعد أن استبعدت كييف موسكو صراحة من القمة الأولى.

وقال زيلينسكي: «الغالبية في العالم تقول اليوم إن روسيا يجب أن تكون ممثلة في القمة الثانية، وإلا فلن نحقق نتائج ذات مغزى».

وأضاف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» ووسائل إعلام فرنسية أخرى خلال مقابلة الثلاثاء في غرب أوكرانيا: «بما أن العالم بأسره يريدهم أن يكونوا على الطاولة، فلا يمكننا أن نكون ضد ذلك».

وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه منفتح على المفاوضات، لكنه لن يأمر بوقف إطلاق النار إلا إذا تنازلت كييف عن الأراضي التي تدعي موسكو سيادتها عليها.

وقال زيلينسكي أيضاً إنه لا يريد أن تتوسط الصين حليفة موسكو الوثيقة التي استضافت مؤخراً وزير خارجية أوكرانيا لإجراء محادثات، في جهود السلام. وحض بكين على الضغط على موسكو لإنهاء الحرب.

وأضاف: «إذا أرادت الصين، يمكنها إجبار روسيا على وقف هذه الحرب. الصين جزء أساسي من هذا العالم ودولة مؤثرة».

وتابع الرئيس الأوكراني: «لا أود منهم أن يؤدوا دور الوسيط. بل ما أوده هو أن يضغطوا على روسيا».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يزور مركز قيادة قوات العمليات الخاصة في خاركيف (أ.ف.ب)

وفي المقابلة، لفت زيلينسكي أيضاً إلى أن القوات الروسية حققت مكاسب في شرق أوكرانيا لأن حلفاء كييف يقيدون استخدامها للأسلحة التي يوفرونها لها، كما أن قواته لا تزال تنتظر تسلم أسلحة من الخارج.

وأوضح أن كييف «تبذل جهوداً كبيرة» للحصول على إذن لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية بأسلحة مقدمة من الغرب.

وأضاف: «للأسف، لا يزال شركاؤنا يخشون هذا الأمر».

وأوضح أيضاً: «لم نعد نخفي سراً أننا كنا نجهز 14 لواء. هل تعتقدون أنه من الممكن إيقافهم إذا تم تجهيز ثلاثة ألوية فقط من أصل 14»، مبيناً كيف تمكنت روسيا من الاستيلاء على سلسلة من القرى في منطقة دونيتسك الشرقية خلال الأشهر الأخيرة.


مقالات ذات صلة

موسكو: وزير الدفاع الروسي وجه تحذيرا لنظيره الأميركي بشأن استفزازات كييف

أوروبا وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف (قناة وزارة الدفاع الروسية عبر تلغرام)

موسكو: وزير الدفاع الروسي وجه تحذيرا لنظيره الأميركي بشأن استفزازات كييف

أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف وجه "تحذيرا جديا للغاية" لنظيره الأميركي لويد أوستن خلال محادثتهما

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا عناصر من «لواء آزوف» يحيون ذكرى رفاق لهم قضوا في الحرب (أ.ف.ب)

أوكرنيا: مقتل أكثر من نصف مليون جندي روسي منذ بدء الحرب

قال سلاح الجو الأوكراني إنه اعترض 9 من أصل 10 طائرات مسيرة مقاتلة أطلقتها روسيا خلال ليل الاثنين - الثلاثاء، بالإضافة إلى صاروخ كروز روسي.

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ميلوني خلال لقائها الزعيم الصيني شي جينبينغ (رويترز)

ميلوني: الصين «لاعب رئيسي» في عملية السلام بأوكرانيا

شددت ميلوني في لقائها مع الزعيم الصيني على «أهمية بكين بصفتها شريكاً في التعامل مع انعدام الأمن المتزايد على المستوى العالمي».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ جندي أوكراني يحمل نظام صواريخ «جافلين» في موقع على خط المواجهة في منطقة كييف الشمالية بأوكرانيا في 13 مارس 2022 (رويترز)

واشنطن تعلن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.7 مليار دولار

أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تقدر قيمتها بنحو 1.7 مليار دولار، وتتضمن ذخائر دفاع جوي وقذائف مدفعية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتز مع زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض فريدرش ميرز يشاركان في الذكرى 80 لمحاولة الانقلاب على النازيين في 20 يوليو ببرلين (رويترز)

ألمانيا تقلل من تهديدات روسيا وتتمسك بالاتفاقية الأمنية مع واشنطن

قللت ألمانيا من تحذيرات موسكو لها بالسماح للولايات المتحدة بنشر أسلحة بعيدة المدى على أراضيها.

راغدة بهنام (برلين)

روسيا: بدء المرحلة الثالثة من تدريبات استخدام أسلحة نووية تكتيكية

مركبات الجيش الروسي تظهر في أثناء التدريبات على نشر الأسلحة النووية التكتيكية (رويترز)
مركبات الجيش الروسي تظهر في أثناء التدريبات على نشر الأسلحة النووية التكتيكية (رويترز)
TT

روسيا: بدء المرحلة الثالثة من تدريبات استخدام أسلحة نووية تكتيكية

مركبات الجيش الروسي تظهر في أثناء التدريبات على نشر الأسلحة النووية التكتيكية (رويترز)
مركبات الجيش الروسي تظهر في أثناء التدريبات على نشر الأسلحة النووية التكتيكية (رويترز)

أعلنت روسيا، الأربعاء، أنها أطلقت المرحلة الثالثة من تدريباتها على استخدام أسلحة نووية تكتيكية تشمل بشكل خاص قوات المنطقة العسكرية الجنوبية التي تضم مقر قيادة العملية الروسية في أوكرانيا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن «المرحلة الثالثة من مناورات القوات النووية غير الاستراتيجية بدأت».

حسب هذا المصدر، فإن المناورات تُجرى في المنطقة العسكرية الوسطى وكذلك في المنطقة العسكرية الجنوبية، التي تغطي عدة جمهوريات في القوقاز الروسي وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 وأربع مناطق في جنوب أوكرانيا وشرقها تقول موسكو إنها ضمتها منذ سبتمبر (أيلول) 2022.

هذه المنطقة تشمل أيضاً مدينة «روستوف أون دون» التي تضم مقر العملية الروسية في أوكرانيا.

وأوضحت وزارة الدفاع أن المرحلة الثالثة تشمل التدريب على أنظمة صواريخ «إسكندر-إم» والطيران. وسيتدرب الجنود المشاركون بشكل خاص على تلقي «ذخائر خاصة» وتجهيز أنظمة صواريخ وطائرات.

نظام إطلاق الصواريخ يظهر في أثناء التدريبات التي أجراها أفراد الخدمة على نشر الأسلحة النووية التكتيكية (رويترز)

كان الرئيس الروسي قد أمر في مايو (أيار) بإجراء هذه التدريبات النووية، رداً، حسب الكرملين، على تهديدات غربية لا سيما الاحتمال الذي أثاره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بإرسال قوات إلى أوكرانيا.

وبدأت المرحلة الأولى من التدريبات في منتصف مايو.

ومنذ بدء النزاع في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، تبنى الرئيس الروسي موقفاً مبهماً بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية.

ونشرت روسيا في صيف 2023 أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، اقرب حليف لها، والتي أعلنت أيضاً في مايو عن تدريب متزامن مع موسكو للتحقق من قاذفات أسلحة نووية تكتيكية.

وتنص العقيدة النووية الروسية على استخدامٍ «محض دفاعي» للسلاح النووي في حال تعرض روسيا لهجوم بأسلحة دمار شامل، أو في حال حصول عدوان بأسلحة تقليدية «يهدد وجود الدولة».