ماكرون يقبل استقالة حكومة أتال... ماذا يعني ذلك؟

رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال 16 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال 16 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
TT

ماكرون يقبل استقالة حكومة أتال... ماذا يعني ذلك؟

رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال 16 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال 16 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقالة رئيس الوزراء غابرييل أتال وحكومته هذا اليوم الثلاثاء، في أعقاب انتخابات مبكرة غير حاسمة، لكن الحكومة ستضطلع بتسيير الأعمال إلى حين تعيين حكومة جديدة.

وسيسمح ذلك لأتال وأعضاء آخرين في الحكومة، بما في ذلك وزير الداخلية جيرالد دارمانين، بحضور جلسات البرلمان والمشاركة في انتخاب رئيس الجمعية الوطنية في أولى جلساتها الخميس المقبل.

ويقول خبراء إن الحكومة ستكون مسؤولة عن تسيير الشؤون الطارئة وإدارة الشؤون العامة في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، لكنها لن تتمكن من تقديم قوانين جديدة إلى البرلمان ولا حتى الميزانية السنوية أو أي تعديلات كبيرة.

وستتضمن إدارة الشؤون العامة التأكد من سلاسة سير دورة الألعاب الأولمبية التي تبدأ في 26 من شهر يوليو (تموز) الحالي.

وشهدت فرنسا حكومات تصريف أعمال من قبل، لكن لم يستمر أي منها أكثر من بضعة أيام. ولا يوجد وقت محدد للمدة التي قد تظل فيها الحكومة القائمة في السلطة. ولا يستطيع البرلمان إجبارها على الاستقالة.

خلاف بين الأحزاب اليسارية

واحتدم الخلاف بين الأحزاب اليسارية في فرنسا حول اختيار رئيس وزراء جديد؛ مما دفع زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل إلى التحذير من أنهم يخاطرون «بإغراق السفينة».

وتأسست الجبهة الشعبية الجديدة، وهي تحالف يضم الاشتراكيين والخضر والحزب الشيوعي وحزب فرنسا الأبية المنتمي إلى أقصى اليسار، على عجل قبل الانتخابات المبكرة التي جرت على جولتين في 30 يونيو (حزيران) الماضي والسابع من يوليو الحالي وتصدرت الانتخابات بشكل غير متوقع.

لكنها لم تفز بالأغلبية المطلقة، وعادت سنوات من التوترات بين الحزبين إلى الظهور عمن يمكنه رئاسة حكومة يسار محتملة.

ومما يزيد الأمور تعقيداً دعوة الرئيس ماكرون الأحزاب الرئيسية إلى تشكيل تحالف لتأليف حكومة، وهو خيار قد يشمل بعض أعضاء الجبهة الشعبية الجديدة، لكنه يستبعد حزب فرنسا الأبية.

وقال روسيل لتلفزيون «بي إف إم»: «إذا لم نتمكن من إيجاد حل في الساعات والأيام المقبلة، فستغرق السفينة»، واصفاً حالة المحادثات بأنها «مؤسفة».


مقالات ذات صلة

انقسامات اليسار الفرنسي تتعمق وتخدم مصالح ماكرون

أوروبا غابرييل أتال رئيس الحكومة الفرنسية المستقيل (إ.ب.أ)

انقسامات اليسار الفرنسي تتعمق وتخدم مصالح ماكرون

انقسامات جبهة اليسار تخدم مصالح ماكرون السياسية وتوفر له هامشاً من المناورة لتشكيل «جبهة جمهورية» من غير الأطراف المتشددة.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء غابرييل أتال (أ.ف.ب)

فرنسا أسيرة جمود برلماني... وأتال يتعهد «حماية» البلاد من المتطرفين

لا تزال أحزاب فرنسا السياسية تسعى إلى كسر الجمود البرلماني الناجم عن الانتخابات غير الحاسمة، في حين تعهد رئيس الوزراء المنتهية ولايته حماية البلاد من المتطرفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ب)

ماكرون يمنح الأحزاب الفرنسية «وقتاً» واليسار يستعجل الإمساك بزمام الأمور

لا تزال فرنسا منشغلة بمفاوضات ما بعد الانتخابات التشريعية بين ثلاث كتل لا يملك أي منها الغالبية المطلقة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا السكرتير الأول للحزب الاشتراكي اليساري الفرنسي أوليفييه فور (يمين) يلقي كلمة بعد الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات (أ.ف.ب)

فرنسا: انقسام في المعسكر اليساري حول اختيار رئيس الوزراء

يسعى الائتلاف اليساري الواسع، الذي وحّد صفوفه لهزيمة اليمين المتطرف في فرنسا، جاهداً لاختيار مرشح لرئاسة الوزراء.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

ماكرون يدعو القوى السياسية الفرنسية للعمل معاً لبناء غالبية نيابية صلبة

عدّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم (الأربعاء)، أن «أحداً لم يفز» في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي.

«الشرق الأوسط» (باريس)

كييف وبراغ توقّعان اتفاقاً بشأن إنتاج بنادق وذخيرة في أوكرانيا

تسعى أوكرانيا إلى تقليص اعتمادها على المساعدات العسكرية الغربية (رويترز)
تسعى أوكرانيا إلى تقليص اعتمادها على المساعدات العسكرية الغربية (رويترز)
TT

كييف وبراغ توقّعان اتفاقاً بشأن إنتاج بنادق وذخيرة في أوكرانيا

تسعى أوكرانيا إلى تقليص اعتمادها على المساعدات العسكرية الغربية (رويترز)
تسعى أوكرانيا إلى تقليص اعتمادها على المساعدات العسكرية الغربية (رويترز)

اتّفقت أوكرانيا والتشيك على بدء إنتاج مشترك للبنادق الهجومية ومكوّنات ذخيرة على الأراضي الأوكرانية، وفق ما أعلن رئيسا حكومتي البلدين اليوم الثلاثاء عقب محادثات في الجمهورية التشيكية.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، تعمل أوكرانيا على تطوير قطاعها الحديث العهد للصناعات الدفاعية، في خطوة ترمي إلى تقليص اعتمادها على المساعدات العسكرية الغربية منذ غزو القوات الروسية لأراضيها في عام 2022.

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال في مؤتمر صحافي: «وقّعنا اليوم، من بين أمور أخرى، اتفاقيتين مهمّتين في مجال الصناعات الدفاعية. سيتم بناء مصنع جديد للخرطوش في أوكرانيا».

وأشار رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني إلى أن «الاتفاق الثاني ينص على إنتاج بنادق هجومية لمجموعة كولت التشيكية في أوكرانيا».

وقال شميهال إن «أوكرانيا لديها النية والإمكانات لتصبح ترسانة العالم الحر، نحن ممتنون للجمهورية التشيكية لدعمها تطلّعاتنا».

وجاء في بيان لمجموعة كولت التشيكية أن وحدتها لإنتاج الذخيرة سيلير آند بيلوت ستتعاون مع شركة أوكروبورونبروم الأوكرانية في إنتاج «أنواع عدة من الذخيرة ذات العيار المنخفض في أوكرانيا».

وقال المدير التنفيذي للشركة، راديك موسيل، إن وحدة سيلير آند بيلوت سوف «توفّر الآلات اللازمة لإنتاج الذخيرة».

وأوضحت المجموعة التشيكية أن وحدتها المنتجة للأسلحة النارية سيسكا زبرويوفكا وقعت عقداً بشأن نقل التقنيات لتجميع بنادق برين 2 التشيكية في أوكرانيا.

وجاء في بيان لوزارة الصناعات الاستراتيجية الأوكرانية أن الاتفاق مع مجموعة كولت التشيكية ينص على توطين التجميع والإنتاج اللاحق للبنادق الهجومية المعيارية لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا.

من جهتها، قالت وزيرة الدفاع التشيكية، يانا تشيرنوخوفا: «إن جزءاً من الإنتاج سيكون في الجمهورية التشيكية حيث سيتمركز أيضاً جزء من العمال، فيما ستتولى أوكرانيا التطوير».

وأضافت أن المحادثات تمحورت أيضاً حول تدريبات مستقبلية لجنود أوكرانيين على الأراضي التشيكية.

وكانت تشيرنوخوفا قد أشارت إلى أن الجمهورية التشيكية تخطّط لتدريب أربعة آلاف جندي أوكراني هذا العام، بعدما درّبت عدداً مماثلاً عام 2023.

والجمهورية التشيكية العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، حليف كبير لأوكرانيا، وتمدّ كييف بمساعدات إنسانية وعسكرية أساسية.

وقد استقبلت أكثر من 600 ألف لاجئ أوكراني، وشحنت إلى أوكرانيا معدات عسكرية بقيمة 288 مليون دولار (265 مليون يورو) منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022.

إلى ذلك، قادت براغ حملة دولية لجمع التبرعات لشراء ذخيرة للجيش الأوكراني.

وقال فيالا: «بالنسبة لنا من الأهمية بمكان مواصلة دعم أوكرانيا التي تقاتل من أجل سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها».

وأضاف: «لكننا ندرك جيداً أنها تقاتل أيضاً من أجل أمن أوروبا ومن أجل المنظومة الديمقراطية العالمية».

وأشار فيالا إلى أن براغ وكييف ستوقّعان اتفاقاً أمنياً ثنائياً في لندن، الخميس، على هامش اجتماع المجموعة السياسية الأوروبية.