الاتحاد الأوروبي يوافق «من حيث المبدأ» على بدء مفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدافيا

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل  (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يوافق «من حيث المبدأ» على بدء مفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدافيا

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل  (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)

أعلنت الرئاسة البلجيكية لمجلس أوروبا، أنّ سفراء دول الاتّحاد الأوروبي الـ27 «اتّفقوا من حيث المبدأ» على بدء مفاوضات انضمام كلّ من أوكرانيا ومولدافيا إلى التكتل في 25 يونيو (حزيران) الحالي.

وقالت الرئاسة في بيان، إنّ «السفراء اتّفقوا من حيث المبدأ على أطر التفاوض الخاصة بمفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدافيا. الرئاسة البلجيكية ستدعو إلى عقد أولى المؤتمرات بين الحكومات في 25 يونيو».

وأضافت أنّ هذا القرار ستتمّ الموافقة عليه رسمياً خلال اجتماع على مستوى وزراء الخارجية سيُعقد في 21 يونيو. وفي هولندا، لا بدّ أن يوافق البرلمان على هذا القرار أيضاً.

وتقدّمت كييف وكيشيناو بطلب انضمامهما إلى الاتّحاد الأوروبي بعيد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وفي منتصف ديسمبر (كانون الأول) اتّخذ رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي قراراً تاريخياً مهّد الطريق أمام انطلاق مفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدافيا إلى التكتّل.

لكنّ المجر لا تنفكّ تؤخّر بدء مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى التكتل، معتبرة أنّ كييف لم تلبّ حتى الآن الشروط المطلوبة لإطلاق المفاوضات.

وفي السابع من يونيو الحالي قالت المفوضية الأوروبية إنّ أوكرانيا ومولدافيا استوفتا كلّ المتطلبات الأساسية لبدء المفاوضات رسمياً.

وكانت المفوضية طالبت كييف باتّخاذ إجراءات لمكافحة الفساد ونفوذ الطبقة الأوليغارشية.

كما طالبت المفوضية بتعزيز حقوق الأقليات العرقية، وهو شرط أصرّت عليه بودابست بسبب وجود جالية مجرية في أوكرانيا.

ويشكّل بدء المفاوضات الخطوة الأولى في عملية انضمام طويلة وشاقّة ستستغرق سنوات.

وأوكرانيا دولة يزيد عدد سكّانها على 40 مليون نسمة وتتمتع بقوة زراعية، وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي دونه عقبات كثيرة.


مقالات ذات صلة

ميلوني: الاتحاد الأوروبي «كيان بيروقراطي مترهل»

أوروبا رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني 26 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

ميلوني: الاتحاد الأوروبي «كيان بيروقراطي مترهل»

انتقدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الاتحاد الأوروبي ووصفته بأنه «كيان بيروقراطي مترهل» يفرض قواعد عديدة يتعذر الدفاع عنها.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي لتوقيع اتفاق أمني خلال قمة الاتحاد الأوروبي

يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم غد (الخميس)، قمّة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث سيوقّع اتفاقاً بشأن «التزامات أمنية» للاتحاد الأوروبي تجاه كييف.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا صورة جماعية خلال المفاوضات الرامية لضم أوكرانيا ومولدوفيا إلى الاتحاد الأوروبي في يونيو 2024 (إ.ب.أ)

انطلاق مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي

أطلق الاتحاد الأوروبي رسمياً المفاوضات الرامية إلى ضم أوكرانيا، الثلاثاء، مما يضع الدولة التي مزقتها الحرب على مسار طويل نحو العضوية التي حاولت روسيا عرقلتها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تصل إلى الاجتماع الأسبوعي للمفوضية الأوروبية في بروكسل 19 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين تفوز بولاية أخرى

نقلت مصادر ألمانية مطلعة، أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ستفوز بفترة أخرى في منصبها رئيسةً للمفوضية الأوروبية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا تظهر كلمة «عقوبات» على علمي الاتحاد الأوروبي وروسيا في هذه الصورة الملتقطة في 27 فبراير 2022 (رويترز)

موسكو تعلن حجب 81 وسيلة إعلامية أوروبية في روسيا

أعلنت روسيا الثلاثاء حجب 81 وسيلة إعلامية في «إجراء انتقامي» بعدما حظرت بروكسل الشهر الماضي بثّ عدد من وسائل الإعلام الروسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريين الأميركيين بالعمل في أوكرانيا

توجه زيلينسكي الأربعاء لمدينة بوكروفسك بمنطقة دونيتسك شرق البلاد حيث ناقش الوضع العسكري والأمني مع كبار القادة العسكريين (أ.ف.ب)
توجه زيلينسكي الأربعاء لمدينة بوكروفسك بمنطقة دونيتسك شرق البلاد حيث ناقش الوضع العسكري والأمني مع كبار القادة العسكريين (أ.ف.ب)
TT

إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريين الأميركيين بالعمل في أوكرانيا

توجه زيلينسكي الأربعاء لمدينة بوكروفسك بمنطقة دونيتسك شرق البلاد حيث ناقش الوضع العسكري والأمني مع كبار القادة العسكريين (أ.ف.ب)
توجه زيلينسكي الأربعاء لمدينة بوكروفسك بمنطقة دونيتسك شرق البلاد حيث ناقش الوضع العسكري والأمني مع كبار القادة العسكريين (أ.ف.ب)

مع استمرار روسيا في تحقيق مكاسب بساحة المعركة، بدأت الإدارة الأميركية إعادة النظر بجدية في القيود المعمول بها من قبل «وزارة الدفاع (البنتاغون)»، والتي تمنع المتعاقدين العسكريين الأميركيين من العمل مباشرة من داخل أوكرانيا.

وكشفت تقارير إعلامية عن أن مسؤولين في الإدارة الأميركية قالوا إنه بمجرد الموافقة على تغيير السياسة الحالية، فمن المرجح أن يفعّل القرار هذا العام، وسيسمح لوزارة الدفاع الأميركية بتقديم عقود للشركات الأميركية للعمل داخل أوكرانيا لأول مرة منذ الغزو الروسي في 2022.

زيلينسكي يعاين مركبة عسكرية فرنسية (أ.ب)

وقال مسؤولون أميركيون، لشبكة «سي إن إن»، إن إدارة الرئيس جو بايدن تتجه نحو رفع الحظر عن انتشار المتعاقدين العسكريين الأميركيين في أوكرانيا لمساعدة جيشها في صيانة وإصلاح أنظمة الأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة.

وسيمثل هذا التوجه تحولاً مهماً آخر في سياسة الإدارة الأميركية تجاه أوكرانيا، حيث تبحث الولايات المتحدة عن طرق لمنح الجيش الأوكراني اليد العليا ضد روسيا، وفق «سي إن إن».

وقال المسؤولون، كما جاء في تقرير من وكالة الأنباء الألمانية، إن هذه الخطوة لم تحصل على موافقة نهائية بعد من الرئيس الأميركي. وأضاف أحد المسؤولين في الإدارة الأميركية: «لم نتخذ أي قرارات؛ وأي مناقشة لهذا الأمر سابقة لأوانها»، وتابع أن «الرئيس حازم تماماً بشأن أنه لن يرسل قوات أميركية إلى أوكرانيا».

قوات أوكرانية في دونيتسك (أ.ب)

وأضاف المسؤولون أنهم يأملون في تسريع عملية الصيانة وإصلاح أنظمة الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأوكراني. وعلى مدار العامين الماضيين، أصر بايدن على أن يظل جميع الأميركيين، خصوصاً القوات الأميركية، بعيداً عن الخطوط الأمامية الأوكرانية. وكان البيت الأبيض عازماً على الحد من الخطر الذي يهدد الأميركيين، وكذلك إبعاد التصور من جانب روسيا أن الجيش الأميركي منخرط في القتال هناك.

وكذلك حذرت وزارة الخارجية الأميركية مواطنيها من السفر إلى أوكرانيا منذ 2022. ونتيجة لذلك، كان لا بد من نقل المعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة، والتي تعرضت لأضرار جسيمة خلال القتال، إلى بولندا، أو رومانيا، أو غيرهما من دول «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، لإصلاحها، وهي العملية التي تستغرق وقتاً طويلاً.

وأشارت التقارير إلى أن القوات الأميركية متاحة أيضاً «لمساعدة الأوكرانيين في مزيد من أعمال الصيانة الروتينية والخدمات اللوجيستية، ولكن فقط من بعيد عبر الفيديو أو الهاتف الآمن»، وهو الترتيب الذي جاء مع قيود، نظراً إلى أن القوات الأميركية والمتعاقدين غير قادرين على العمل مباشرة على المعدات.

قوات أوكرانية في دونيتسك (أ.ب)

وذكر مسؤولون أن السماح للمتعاقدين الأميركيين ذوي الخبرة والممولين من الحكومة الأميركية بالحفاظ على وجودهم في أوكرانيا يعني أنهم سيكونون قادرين على المساعدة في إصلاح المعدات التالفة ذات القيمة العالية بشكل أسرع بكثير.

من جانب آخر، تحدث وزيرا الدفاع الأميركي والروسي هاتفياً الثلاثاء لأول مرة منذ أكثر من عام، وقدم الجانبان روايات متباينة كثيراً عن المحادثة.

وذكرت «وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)» أن الوزير لويد أوستن ونظيره الروسي آندريه بيلوسوف ناقشا أهمية خطوط الاتصال المفتوحة.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الميجر جنرال في القوات الجوية، باتريك رايدر، للصحافيين إن أوستن هو من بدأ المحادثة التي كانت الأولى من نوعها منذ مارس (آذار) 2023. وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن بيلوسوف حذر أوستن من مخاطر استمرار إمدادات الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله، الأربعاء، إن موسكو لا تستبعد الرد العسكري على هجوم أوكراني على شاطئ القرم بصواريخ «أتاكمز» قدمتها الولايات المتحدة لكييف. وقالت روسيا، يوم الأحد، إن الولايات المتحدة مسؤولة عن هجوم شنته أوكرانيا على شبه جزيرة القرم بخمسة صواريخ زودتها بها الولايات المتحدة، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص؛ بينهم طفلان، وإصابة 151 آخرين.

وفي السياق نفسه، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أنه توجه، الأربعاء، إلى مدينة بوكروفسك القريبة من نقطة ساخنة بمنطقة دونيتسك في شرق البلاد، حيث ناقش الوضع العسكري والأمني مع كبار القادة العسكريين، خصوصاً بعدما تحدثت تقارير عن عمليات إجلاء للسكان من 5 قرى أوكرانية قريبة من خط الجبهة.

وجاءت الزيارة بعد أيام على تعيين زيلينسكي قائداً جديداً للقوات المشتركة عقب انتقادات لسلفه، في وقت تواجه فيه كييف صعوبة في التصدي لقوات موسكو في الشرق منذ أشهر.

وقال في مقطع مصور نشره عبر «تلغرام» وصور أمام لوحة مدينة بوكروفسك حيث يشن الروس هجوماً منذ أسابيع: «بدأت نهاري في منطقة دونيتسك مع جنودنا ورئيس الأركان (أولكسندر) سيرسكي والقائد الجديد للقوات المشتركة الجنرال (آندري) غناتوف». وأضاف أن غناتوف «رجل في مقتبل العمر، لكن معرفته بالجبهة وخبرته هي بالضبط ما نحتاج إليه».

وعين زيلينسكي غناتوف بعدما اتهم قائد عسكري كبير سلفه يوري سودول بعدم الكفاءة. وتحدث زيلينسكي، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»، عن تقديم مساعدة للقرى المتضررة في منطقة دونيتسك التي تحملت وطأة المعارك في الأشهر القليلة الماضية.

واستغل الرئيس الفرصة لانتقاد المسؤولين الذين يعتقد أنهم لا يؤدون مهامهم. وظهر زيلينسكي في مقطع مصور أمام لافتة تحمل اسم مدينة بوكروفسك التعدينية التي تقع على بعد أقل من 30 كيلومتراً من خط الجبهة.

وتعدّ منطقة بوكروفسك من أكثر الأجزاء التي شهدت حدة في القتال. وتمكن الجيش الروسي من التقدم إلى هناك بعد سقوط مدينة أفدييفكا الأوكرانية.

زيلينسكي يوزع الميداليات على الجنود (أ.ف.ب)

وقال زيلينسكي إنه تمكن أيضاً من رؤية الوضع الإنساني على الأرض بنفسه، على عكس بعض أعضاء الحكومة. وأضاف زيلينسكي: «سيُعقد اجتماع منفصل في كييف، خصوصاً مع ممثلي الحكومة الذين يتعين وجودهم هنا وفي أماكن أخرى بالقرب من خط الجبهة؛ في المجتمعات حيث يحتاج الأشخاص إلى حلول فورية». وقال زيلينسكي إنه أصيب بالدهشة جراء عدم وجود بعض الوزراء على الأرض لمدة 6 أشهر أو أكثر.

وأضاف زيلينسكي: «سيكون هناك حوار جدي، وسأستخلص النتائج المناسبة».

ووصفت أوكرانيا، الأربعاء، الوضع في مدينة فوفتشانسك شمال شرقي البلاد؛ التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها منذ 6 أسابيع وشنت أيضاً هجوماً في منطقة خاركيف، بأنه «غير مستقر». وقال الحاكم الإقليمي، أوليغ سينيغوبوف، عبر حسابه على تطبيق «تلغرام»: «الوضع غير مستقر، وقتال الشوارع مستمر». وأضاف: «احتُجز عشرات المحتلين في أحد المواقع الصناعية بمدينة فوفتشانسك. ويحاول الروس تنفيذ عمليات اختراق، لكنهم يسجلون خسائر باستمرار».